السبت، 20 أبريل 2013

حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.. تعصف بالمغرب الى المجهول ...

يعتبر نزاع الصحراء الغربية في الوقت الراهن من بين القضايا التي يصعب التكهن بمآلها لكون أحداثها في تغيير مسترسل وتحرك دائم، كتحرك رمال الأرض المتنازع عليها فمن العسير ضبط تطوراتها المستقبلية، ولا حتى ما وقع من أحداثها إلى حد الآن يُمكن اعتباره في خانة الثوابت.
ومع التقدير لعمل أطراف النزاع لحل المشكلة نهائيا والتوصل إلى صيغة متوافق عليها ترضي الجميع ، وجب التنبيه إلى حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي ، على اعتباره انه المتضرر الأول من هذه القضية التي طال أمدها .
وارتباطا بمستجدات الملف في الآونة الأخيرة قد شكلت المناطق الصحراوية قبلة مُفضلة لعدد من المنظمات الناشطة في المجال الحقوقي، التي تشتغل على موضوعات مافتئت تجلب الاهتمام وتُثير فضول الصحافة ووسائل الإعلام، وككل مرة، تحتل السياسة حيزا هاما في جدول زيارات هذه الوفود الأجنبية إلى المنطقة الصحراوية ، تماما كما كان عليه الشأن خلال الزيارة الأخيرة التي قادت السيد خوان مانديز، المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب، للعيون وقبله السيدة كيري كينيدي رئيسة مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان ثم الناشطتين الأمريكيتين نانسي هوف، رئيسة مؤسسة تعليم الأطفال عبر العالم، وكاترين بوتر، رئيسة المجلس الريادي لحقوق الإنسان. وبغض النظر عن المبررات الإجرائية التي تحفز المهتمين للقيام بهذه الزيارات ومنها الوقوف على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للساكنة في المناطق الصحراوية ، فإن الآثار الجانبية التي قد تخلفها، تستدعي نوع من التعاطي الفعال والإيجابي مع تقاريرها حتى لا ترهن مستقبل العملية السياسية بين الأطراف وتصرف الاهتمام عن مأساة شعب تحت وطأة الاحتلال منذ ما يزيد عن 37 سنة . ويهمنا بالأساس أن يتكرس للعالم، من خلال شواهد حية وأصوات نزيهة، حجم التجاوزات والإختلالات التي يعرفها مجال حقوق الإنسان بالصحراء الغربية كما هو ملاحظ في التعاطي السلبي مع أحداث أكديم إزيك التاريخية والتي كانت لها تبعات سلبية على موقف المغرب في الميدان وهنا تكرست عبارة مشهورة للحسن الثاني عندما قال " انه استطاع احتلال الأرض لكنه لم يستطع احتلال قلوب الصحراويين"، واتضح ذلك جليا عقب النطق بالأحكام القاسية لمتهمي 'اكديم ايزيك'، هذه الأخيرة اعتبرت السفينة التي أبحرت من العيون لترسو في شواطئ تونس ، معلنة الربيع العربي الذي عصف "بزين العابدين بن علي" وآخرون . لم يتفطن المغرب لأعماله الهمجية ضد الصحراويين العزل إبان زيارة السيد كريستوفر روس الوسيط ألأممي في قضية الصحراء الغربية للمناطق المحتلة وخصوصا مدينة العيون ، عندما خرجت الجماهير من كل حذب وصوب ، مهللين بالنصر والإستقلال ، فكان الرد قاسيا من المغرب تبلور في اسكات الأصوات بقوة القمع والتصفية ، الشيء الذي سيفرض على هذه الجهات الحقوقية إعطاء تقارير في صالح العنصر البشري بالدرجة الأولى تتضمن جميع الخروقات التي يعرفها هذا المجال وليس في صالح السياسات الضيقة التي لا تعطي لهذا العنصر الأولوية ، ونريدها أن تكون ورقة ضغط لتوسيع صلاحيات "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بنوع من المهنية والواقعية ، وتوفير الحماية اللازمة للصحراويين للتعبير عن آرائهم السياسية بخصوص قضيتهم الأولى ، وإعطائهم ضمانان حقيقية تنهي معاناتهم مع الجلادين المغاربة . ولا شك أن المتتبع مِنّا للمشهد الصحراوي اليوم، سيدرك أنه إلى حد كتابة هذه الأسطر لم تستطع هذه الترسانة الحقوقية تغيير الواقع والوقوف إلى جانب شعب يضطهد في أرضه ، وتستنزف كل ثرواته، ويُعَطَّلْ جميع أبناءه ...الخ ، لكن لن نفقد الأمل في هذه الجهات ونطلبها بحدود إمكاناتها بضرورة إيصال صوت أنين شعب يحتضر ، إلى الجهات التي يمكنها الضغط على دولة لا تعرف للديمقراطية طريق ،
ونتفاءل خيرا بتقرير مجلس الأمن بخصوص الصحراء المزمع اخراجه الى الوجود نهاية هذا الشهر الجاري والذي جعل الدبلوماسية المغربية في حالة استنفار قصوى مخافة تبعاته السلبية على مسار القضية بالنسبة لهم ، ونتمنى أن يكون هذا القرار القادم من مجلس الأمن شاهدا على تغيير جذري في مسار القضية الصحراوية التي عمرت كثيرا أروقة الأمم المتحدة .
الحسين الشركاوي باحث في الدبلوماسية 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر