الثلاثاء، 30 أبريل 2013

الكلمة التأبينية في وداع الراحل الخليل سيدأمحمد



ودع الشعب الصحراوي احد ابرز رموز النضال الثوري الصحراوي الخليل سيد امحمد مسؤول امانة الفروع وهو القيادي الذي كان يحظى بشعبية كبيرة وسط الجماهير الصحراوية وفي مايلي نص الكلمة التأبينية في وداعه والتي قراءها وزير الداخلية الصحراوي حمادة سلمى قبل ان يوارى الفقيد الثرى بمقبرة ولاية السمارة
الخليل احمد سيد امحمد.
قال تعالى(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {57} سورة العنكبوت ) صدق الله العظيم.
الإخوة الحضور الكريم:
نلتقي اليوم في هذا الموكب الجنائزي المهيب، لنودع أخا عزيزا ورفيق درب صبور ومناضلا شهما السيد/ الخليل احمد سيد أمحمد عمار عضو الأمانة الوطنية مسؤول أمانة الفروع ،الذي وافاه الأجل مساء يوم السبت 27 ابريل 2013 ليرحل عنا واقفا شامخا ،مثلما عاهدناه منذ أن كان شابا من شباب رعيلنا الأول الذي أسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والتي ناضل فيها وتولى العديد من مهامها القيادية ، في الداخل والخارج عبر مسيرة من الكفاح الوطني تمتد اليوم لأربعة عقود ،كانت مسيرة الفقيد فيها زاخرة بكل أنواع العطاء والتضحية والسخاء اللامتناهي في سبيل مبادئ سامية آمن بها ومثل وقيم إعتنقها ،تمجد الحق والفضيلة ،تمجد الشعب والقضية التي كرس حياته من اجلها فكان مستعدا منذ البداية وفي كل لحظة لتقديم حياته قربانا لها ، فكان له ما أراد ،رجل من الرجال اللذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا .
ودعنا وهو يؤدي واجبه الوطني بكل إخلاص وتفاني ، غير آبه بنفسه ولا مكترث لمرضه فالعطاء والسخاء في سبيل هذا الشعب ، وفي سبيل قضيته الوطنية فوق كل ذلك فكان رمزا من رموز هذا الشعب اللذين هانت عليهم أنفسهم وأرواحهم في سبيل عزته وكرامته واستقلاله.
أيها الجمع الكريم
نجتمع هنا لنودعه إلى مثواه الأخير بقلوب خاشعة لله وراضية بقضائه وقدره، لنحسن مثواه ونتضرع للمولى جلت قدرته ليسكنه فسيح جناته وان يجازيه عنا خير الجزاء وان يجعل هذه المسيرة الزاخرة بالتضحية والعطاء مقبولة في ميزان حسناته وأن يلهم شعبنا أين ما تواجد جميل الصبر والسلوان ولعائلته الكريمة كبير العزاء في هذا المصاب الجلل.
قال تعالى يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ {27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً {28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي {30} سورة الفجر
إن تأبيننا اليوم لهذا الفقيد وتبياننا لخصاله ومناقبه تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم {اذكروا محاسِنَ موتاكُم وكفوا عن مساوئهم}، لا يمكن أن نوفيه حقه،في هذه العجالة التي نتهيأ فيها لنودعه لمثواه الأخير ، وكيف نعددها أو نحصها وهو الذي واكب مسيرة هذه الحركة منذ البدايات مناضلا وقياديا في الهيئات العليا للجبهة أو واليا لإحدى الولايات ، أو وزيرا لعدة وزارات أو سفيرا أو مناضلا ذائبا وسط الجماهير وبين ظهرانها قريبا منها، في طليعتها يتحسس أمالها وآلامها ويبدع الخطط والحلول لمشاكلها ويحافظ على معنوياتها ويعظم في أعينها إنتصاراتها ومكاسبها متفانيا إلى حد التصوف في خدمتها ، بسيطا متواضعا ، كما كان يؤمن دائما ،وكما كان يريد أن يكون عليه الإطار في تنظيمنا الوطني الذي رحل عنا الفقيد عضوا في قيادته ومسؤولا لأمانة الفروع فيه.
الإخوة الحضور الكريم : إننا أمام رجل من صنف القادة الكبار والرجال العظام صاحب الأثر الكبير في مسيرتنا التحريرية ، له إسهاماته العميقة رؤية وتحليلا واستشرافا ،في وضع أسس الإدارة الوطنية وتحقيق نموذج العدالة الإجتماعية وفي بناء التنظيم السياسي ومواكبة تطوره ، بما يعزز بناء المؤسسات وتقوية الانسجام بين الهيئات ،رجل آثر المصلحة الوطنية على مصلحته الخاصة وتفانى في خدمة القضية الوطنية حتى الرمق الاخير من حياته إنه من أولئك الرجال اللذين يقول فيهم المولى عز وجل
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9} سورة الحشر
وهو ايضا من أولئك الذين يكثرون عند الجزع ويقلون عند الطمع ،نموذج للتقشف والزهد ونكران الذات وخدمة الشعب والوطن والثقة المطلقة في قدرة الشعب على قهر المستحيل وتحقيق المعجزات.
الحضور الكريم:
ينضم المناضل الكبير الخليل أحمد سيد امحمد إلى قوافل الشهداء الذين قدمهم شعبنا عبر مسيرة كفاحه الطويلة من اجل الحرية والاستقلال الوطني ، ولئن كان المصاب جللا وغيابه يترك فراغا في نفوسنا جميعا ،ووجداننا وبين اظهرنا ، فإنه ترك لنا رصيدا من الخصال الحميدة والصفات الجليلة والعطاء الكبير الذي يشكل إلهاما لنا جميعا فسنبقى دائما نتذكر الخليل / الرجل الذي لا يؤمن بالمستحيل وصاحب القدرة على تذليل الصعاب وقهر التحديات وإبداع الحلول في أصعب الظروف، الرجل الذي يعرف كيف يزرع الأمل ويرفع المعنويات ويحفز الجماهير ويجعل من الأعباء الثقيلة حملا خفيفا، وهو أيضا رمز للإنضباط وللإعتدال في المواقف والدفاع عن الوحدة والإجماع حول الثوابت الوطنية و لم الشمل وجمع الكلمة بين كل الصحراويين .
إننا نعلم أن المصاب جلل والخسارة كبيرة ولكن المسيرة الطويلة قد علمتنا في كل مرة نودع فيها عزيزا أو نقدم فيها شهيدا أن شعبنا يعرف قدر وقيمة شهدائه وقادته وأنه قادر أيضا على خلق أجيال تستلم المشعل وتواصل الدرب وتكمل المسيرة وتحقق أحلام وطموحات وآمال الشهداء التي هي طموحات و أهداف شعبنا المتمثلة في الحرية والاستقلال الوطني.
الحضور الكريم :
ونحن في هذا الجمع التأبيني الذي نودع فيه رجلا كان شغله الشاغل حتى اللحظات الأخيرة هو كيف يحقق هذه الطموحات التي كرس حياته خدمة لها، وكيف يؤكد لعدوه حتمية هزيمته وخروجه من أرضنا الطاهرة ، هذا هو الخليل رحمه الله وقد مات واقفا كالأشجار ،شامخا كالجبال و سيظل اسمه بارزا في التاريخ الصحراوي المعاصر تذكره الجماهير اليوم كما بالأمس في مخيمات العزة والكرامة وفي الأرض المحتلة وجنوب المغرب مثلما ستذكره أجيال المستقبل ، ومثلما سيبقى إسمه رفقة شهداء هذه القضية في سجل الخالدين.
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه والهم شعبنا جميل الصبر و السلوان إنه سميع مجيب.
يقول المولى عز وجل
وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {100} سورة النساء
إنا لله وإنا إليه راجعون.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر