انجازات على طريق التغيير ــ الحلقة الاولى وزارة الثقافة

إلى كل المثقفين الأحرار في وطننا العربي والعالم

إلى كل المثقفين الصحراويين الأماجد من كتاب، أدباء، صحفيين، باحثين و فنانين في كل الميادين في أرضنا المحتلة ومخيمات العزة والكرامة والمهجر.
إلى كل الذين يؤمنون بان الثقافة جبهة جنودها كل الذين يمتشقون الكلمة سلاحا لخدمة الحرية والديمقراطية، متجاوزين عوامل الاختلاف.
إلى كل المثقفين الشرفاء بالمملكة المغربية، المؤمنين بان الثقافة مدعاة للتآخي والمحبة ومقبرة لكل أسباب التعسف والاحتلال.
إليكم جميعا أوجه هذا النداء، ولي رغبة جامحة في أن تتفتح قلوبكم للاستماع إلى صيحة الشعب الصحراوي، وهذه المرة بعناد الثقافة القادرة على تقريبنا وتجاوز الخلافات غير المبررة أصلا.
فالثقافة – أيها الأعزاء- وبكل مكوناتها وتلاوينها الرائعة هي فضاؤنا الجميل للتلاقي والتعاطي الهادف حول رؤيتنا لأمور شتى لا يقدم عليها بشجاعة إلا المثقفون الموضوعيون القادرون بأساليبهم الخاصة وتصوراتهم المعقولة على فك طلاسم العديد من القضايا التي غالبا ما يعجز أمامها الكثيرون، ومن اكبر هذه القضايا "قضية الحوار" كثقافة حضارية تتجاوز الانحسار الضيق في بوتقة سياسية أو فكرية أو إثنية.
الثقافة كذلك هي ذلك التصور الممتد إلى أعماق التاريخ، المتأقلم مع الحاضر بكل تجلياته وأبعاده، القادر على التمرد إن صح التعبير إلى آفاق المستقبل متجاوزا الحدود والقيود، منطلقا بجموح، يستجمع قوتنا جميعا، ويتمرس إمكانياتنا في رسم معالم إنسانية جديدة لعالم حر أساسه الاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية.
السادة المثقفون
السيدات المثقفات
في بلادي، ككل البقاع العربية، خضعت الثقافة لاهتزازات عنيفة خاصة مع أوضاع الاحتلال من قبل الأشقاء في نظام المغرب الأقصى، وما بين المعاناة في الأرض المحتلة، والمعاناة في مخيمات اللاجئين الصحراويين في أقصى الجنوب العربي الجزائري، ينمو القطاع الثقافي تارة ويخبو تارة أخرى، وكلما تصاعدت وتيرة الصراع والاحتلال، والصراع والمنفى يوضع المثقفون على "محك صراطي" حاد، يساهمون في معركة التحدي من خلال معركة الوجود فتذوب كلماتهم تحت أزيز الدبابات والمدافع، وتتعانق أحيانا مع وعود الاستشهاد الذي مارسه العديد منهم بقناعة، وأحيانا أخرى وتحت ضغوطات الضنك المعيشي وسوء فهمنا كمسؤولين لتطلعات وأحلام العديد منهم، جعلهم يختارون على مضض الرحيل إلى منفى آخر يعانون فيه الغربة بكل أنواعها الاجتماعية والفكرية. ورغم ذلك ظلوا يناضلون في مواقع العمل ويكتبون وأنا على يقين أن الكثير منهم يحتضن كل ليلة أوراقا مبللة بالدموع رفضا للغربة تلك وحنينا إلى وطن أحبوه واخلصوا له، وحبا لأهل فارقوهم دون خيار.
في بلادي- تأثرت الثقافة كذلك بانحسار مفهومها أمام عجزنا كصحراويين عن إطلاق العنان لها كي تشم هواء أمجادنا التليدة في تراث عربي إفريقي إسلامي تليد، وعزوف الأشقاء العرب عن الإقدام بشجاعتهم المعهودة على اختراق صمتنا القاتل فنحن لسنا من صناع الإعلام الخارق، ولم يحاولوا أبدا استفزازنا ثقافيا لتحريك عوامل الالتقاء معهم.
إلا أن الزمن لم يتوقف عند هذا الحد، فنحن وانتم جميعا نستطيع فتح صفحة جديدة وضاءة، وتستطيعون انتم نفض الغبار الطامس لهويتنا التي هي هويتكم.
أيها الأعزاء- ها أنا أناديكم- ليس من منطلق كوني المسؤولية الأولى عن الميدان الثقافي اليوم في بلادي، ولكن من منطلق واضح وأساسي بالنسبة لي وهو أنني اعتبر نفسي من طينتكم كمثقفين، لي هوس بالثقافة في مجاميعها، ولي وجع يسكنني ويؤرقني إلى أن أرى ثقافتنا تزدهر، وتحتوي مكوناتها بل وتسترد كل مضامينها العميقة التي تتجاوز مفهوم "الفرقة الغنائية المناسباتية". ولي إحساس كبير بالمسؤولية في ضرورة مساهمتنا الخلاقة في خلق فضاء ثقافي شاسع نحس فيه بكرامتنا كبشر، ونؤهل فيه ثقافتنا العربية والإسلامية كي تأخذ مكانتها اللائقة بين ثقافات الشعوب الأخرى دون إقصاء احد أو تهميشه.
الأعزاء الكرام، أناديكم للمشاركة معنا أينما كنتم، في أي قطر عربي شقيق أنساكم حكامه مسؤوليتكم تجاهنا ونحن المطمورون في مقابر النسيان المفروض علينا، في الأرض المحتلة وانتم تصوغون فصول ثقافة انتفاضة الاستقلال المباركة، تغنون وتكتبون للحرية رغم هراوات البوليس والجندرمة، وتؤسسون لأدب مقاوم في السجن لكحل، وسجن ايت ملول وسجن القنيطرة وانزكان وغيرها كما أسسه قبلكم مغاربة أحرار في قلاع الموت الرهيبة بالمغرب.
أناديكم في مواقع المهجر المختلفة وأتمنى أن لا يقهركم الإرهاق فتجف أقلامكم الصامدة، أو تنسيكم الغربة التزاماتكم الثقافية كون المعركة اليوم معركتكم.
أناديكم، وانتم في المخيمات، تعانون العوز، والجفاف الثقافي مؤكدة لكم أن الثقافة فكر وإبداع لا يقيده أي شيء مهما كان، وهي الوحيدة القادرة على الشموخ لان آليات النجاح تكمن في قلوب ورؤوس أهلها.

وأقول لكم جميعا، اتصلوا بنا، زودونا بأفكاركم، بمقترحاتكم، بإبداعاتكم وسنتعامل معها بكل مودة واحترام انطلاقا من احتياجنا لمساعدتكم، وإيماننا برأيكم.
خديجة حمدي
عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو.
بهذا النداء تكون المناضلة الصحراوية خديجة حمدي بعد تقلدها لمنصب وزيرة الثقافة في الحكومة قد طوت صفحة مظلمة في تاريخ الثقافة الصحراوية لم تمثل الثقافة فيها سوى فرقة موسيقية ولعب الورق على مصابيح الحجرات الموحشة بتلك البنايات المهترئة...
بهذا النداء وضعت المناضلة خديجة حمدي بصماتها على وزارة تحولت في سنوات قليلة الى مديريات كبيرة وطاقات شابة مثقفة في كل المجالات الثقافية .. حتى اضحت الوزارة قبلة للبحاثين والمثقفين والفنانين والرسامين والشعراء وملجئ للكتاب والمبدعين الذين احتضنتهم وزارة الثقافة وطبعت لهم شعرهم ونثرهم .
وسعيا من اسرة التغيير الى ابراز القيادات الناجحة في إحداث التغيير من خلال الفعل الوطني وترسيخ الشفافية والنزاهة في العمل والمساوة بين ابناء شعبنا المناضل يفتح التغيير سلسلة " مشاريع على طريق التغيير"
وفي الحلقة الاولى نقف على مشاريع وزارة من وزاراتنا التي شهدت تغييرات ملموسة بفعل النضج السياسي والثقافي للقائمين عليها.
الاشخاص لا يقدسون والرمزية لاتمنح إلا للشهداء .. لكن الحقيقة تبقى اقوى من ان تحجب بالغربال ..
وزارة الثقافة مشاريع على طريق التغيير :
ايقنت المناضلة خديجة حمدي بعمق ان الجبهة الثقافية والإعلامية من أهم جبهات مقاومة الإحتلال المغربي في ظل وقف إطلاق النار، وبادرت الى وضع تصورات في تقوية هذه الجبهة.
1ـ مشروع أرت تيفاريتي : ويهدف المشروع الى ابراز الروح الجمالية للفن التشكيلي الصحراوي والتعريف بالقضية الصحراوية من خلال تسليط الضوء على واقع الشعب الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين وما تعانيه الجماهير الصحراوية بالأرض المحتلة من قمع وترهيب وتقام هذه التظاهرة سنويا ببلدة تفاريتي المحررة ، كما ان التظاهرة "أر تيفاريتي" اصبحت منبرا عالميا لإدانة انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة.
المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية والذي يقام سنويا بولاية الداخلة ويشارك فيه ازيد من 500 ممثل ومخرج ومتضامن من دول مختلفة.
2 ـ مشروع "رد اعلي يا اداه" لتدوين التراث الشعبي الصحراوي ولحفظ الذاكرة الجماعية الصحراوية، وهو مشروع ثقافي ضخم يدخل في إطار المحافظة على الذاكرة الجماعية لتراث الثقافي الشفاهي والكتابي الصحراوي الذي يتعرض للاهمال والنسيان مع اختفاء الاجيال السابقة، وذلك بالتعاون مع الجمعية الوطنية الجزائرية للاعلام والاتصال في الوسط الشباني وجامعة مدريد المستقلة وتمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
3 ـ مشروع "رد اعليا يا الداه" الذي انطلق منذ عام تقريبا وساهم في انجاحه مجموعة من الباحثين الصحراويين الذين سهلت لهم الوزارة كل اسباب البحث وقد تم انجاز حتى الان 36 مقابلة معمقة حول الذاكرة الشفهية الثقافية والتاريخية للشعب الصحراوي وجمعا في مدونة .
4 ـ انجاز افلام وثائقية حول الادب الحساني.
5 ـ إنجاز 16 مجموعة شعرية لأهم الشعراء، وتسجيل 36 مقابلة مصورة ومسجلة، 22 منها تم تدوينها في كتاب خاص بالمشروع.
هذا فضلا عن الاماسي الشعرية والايام الدراسية، وادراك الوزارة لدور التكوين والتاهيل في بناء الانسان الصحراوي، فقد شرعت الوزارة في تكوين اطرها والذي كان اخره تربص لإطارات قطاع الثقافة الصحراوية الذين تابعوا دورات تكوينبة بالجزائر، في مجالات عدة ، مثل إدارة وتسيير المكتبات ، وإدارة وتسيير المتاحف ، المسرح والموسيقى واستفاد من الترص 23 متربصا ومتربصة .

وهنا يتسأل التغيير ما السر في نجاح الاخت الوزيرة؟ ولماذا تنجح النساء في النهوض بمؤسساتنا الوطنية فيما يعجز الرجال عن تحقيق ادنى واجبات المسؤولية ؟
لماذا تصر الوزيرة على اطلاع طاقمها على التقارير المالية .. كل هذه التصرفات النضالية يشيد بها التغيير.
كلمة التغيير الى الوزيرة : يوجه التغيير نداء الى السيدة المحترمة خديجة حمدي باعتبارها حرم الرئيس بان تتوجه الى المجال الانساني وتترك السياسة بعيدا لانها في مقام لايليق بها ان تمارس السياسة فيه.
انت تستطيعين أن تشعري بمشاكل المرأة والطفل في المخيمات اكثر من زوجك لأنك امرأة و هو رجل والمرأة تستطيع أن تلمس مشاكل الأسرة والطفل أكثر من الرجل, هناك نساء في المخيمات والمناطق المحتلة والمهجر يحتاجون الى مساعدتك هناك أرامل و مطلقات يعانون, هناك أيتام يحتاجون اليكي...
ولاننا نرى في المرأة المناضلة روح العمل البناء والجاد فإننا نعتقد انها ستلعب دورا كبير إذا ما اتجهت الى مجال الرعاية الاجتماعية واحتضان ذوي الاحتياجات الخاصة او مركز ضحايا الحرب والالغام وهي قطاعات حساسة تعاني الاهمال والنسيان وكل الوطن او الشهادة.