الأربعاء، 30 يناير 2013

صحيفة النهار الجديد الجزائرية تنشر القائمة الإسمية لمنفذي عملية “إن أمناس”




نشرت صحيفة “النهار الجديد” الجزائرية الاثنين 28 يناير/كانون الثاني 2013 القائمة الاسمية التي تضم منفذي عملية “تيقنتورين” والتي استهدفت منشأة نفطية بإن أمناس جنوب شرق الجزائر.
القائمة التي تضم ازيد من 30 ارهابي تثبت وجود 7 جنسيات مختلفة، لمنفذي العملية.
يذكر ان قوات النخبة الجزائرية قامت يقتل 32 من هذه المجموعة اثناء، اضافة إلى تحريرها لأزيد من 700 رهينة بينهم ما يزيد عن المائة رهينة اجنبي، كما قتل في الهجوم 37 رهينة اغلبهم اجانب.
من جهة اعتبر خبراء أن عملية التحرير التي قامت بها نخبة القوات الجزائرية تعتبر ناحجة بكل المعايير ووفق المعطيات التي توفرت وقت الهجوم الارهابي، فلم يتجاوز القتلى ما نسبته 4%، كما ان اغلب الرهائن تم تحريرهم، اضافة إلى الحيلولة دون وقوع كارثة بعد أن تمكنت القوات من منع تفجير انابيب قل الغاز.
القائة المنشورة اسفله تضع الاسم متبوع بالعمر ثم الجنسية:

القائمة الإسمية للإرهابيين منفذي إعتداء تيڤنتورين
صهيب / 35 / مصر
محمد / 26 / مصر
توفيق / 30/ مصر
محسن /25 / مصر
عيسى / 28 /مصر
سالم /25 / مصر
يونس / 27 /مصر
فهد / 29/مصر
بطار /30 /مصر
عبد الرحمن / 27 / كندا
عصام / 22/ النيجر
لمين بن شنب / 50 /الجزائر
أبو البراء/ 30 /الجزائر
مصطفى شعباني / 27/ الجزائر
كرومي بوزيان ”رضوان”/ 23 /الجزائر
أبو الودود /26 /تونس
عبد الغفار / 25/ تونس
معاد/ 26 / تونس
الحسين (حامل الدوشكة)/ تونس
زكرياء / 30 / تونس
طارق / 27 / تونس
أحمد / 30 / تونس
أبو إسحاق / 26 / تونس
آدم / 35 / تونس
الهمام / 29 / تونس
حسام خليل ”الزرقاوي” / 22/ موريتانبا
سلمان / 28/ مالي
يعقوب البربوشي / 22 / مالي
عبد الرحمن / 27/ كندا
شداد / 22 / كندا
ولد احميدة / موريتانيا

لقاء أيقظ حلما







التقيا صدفة بواحد من مخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر ، وكانت حرارة عناقهما تستقطب كل ذكرياتهما لتحيى على بر التذكر والتطلع إلى ما يصبو إليه كل صحراوي غيور ، فأزهر في مخيلتهما عهد الطفولة وسنوات الدراسة ، وأشرقت في ذاكرتهما شمس أيام قضياها معا مع رفاق الدرب والسلاح ، ووصل بهما المطاف إلى تلك اللحظة المحيرة التي كان فيها اللقاء ، والتي لولا قيمة الصداقة والأخوة التي جمعتهما منذ الصغر لذهبت التقاسيم وكل الملامح والخواطر أدراج الرياح ، و لتاه كل منهما عن الآخر إلى الأبد ... أمعن كل منهما النظر في وجه صاحبه وبدءا ينبشان بأرشيف صداقة دامت لزمن طويل تخللته المآسي والنكبات تارة ، والأفراح والأتراح تارة أخرى ، لقد مكنتهما إرادتهما وعهدهما لبعضهما من استعادة كل شئ دون ترتيب مسبق ، ورغما عن قدر الفراق الطويل ، وآفة النسيان .
نظر سعيد إلى المحبوب وقال : سوف لن يسعفنا الحال هنا لسرد وتذكر كل شئ ، فهيا بنا إلى الخيمة نقيم الشاي ولتلقي التحية على العائلة ولترتاح معنا هذه الليلة على الأقل ...
جال بخاطر المحبوب مكان ألفه في زمن ذهبي وقد أصبح هذا المكان دارسا ، وحتى السبيل الذي كان يسلكه إليه باستمرار أصبح باليا ، فلم يعد يتذكر الموقع ولا موضع أقدامه في ما أصبح عليه المكان من اكتظاظ وازدحام .
سار سعيد يمشي الهوينى يستثمر الطريق الطويل بعض الشئ ، بسيل من المجاملات والنوادر دون أن يغفل الثناء في كل مرة على زمن لم يعلو فيه صوت على صوت الرصاص ، ولم يطغى فيه هدف على نيل الاستقلال ورجوع الشعب إلى دياره .
سار معه المحبوب وقد انتابه دوار جعل الواقع يبدو أمامه ككوم رماد ، لا شئ فيه يؤشر لذكرى أو يهدي إلى هدف ، أصغي إلى رفيقه ومسح على عينيه ونظر أمامه فوجد نفسه كمن يسير في الضباب البارد وملابسه رثة والدفء مقصده ومبتغاه ، انتابته قشعريرة وخجل من نفسه كونه قصر في زيارة تلك العائلة على مدى سنوات وسنوات ... أسف على الزمن الغادر الذي فعل به فعلته وساقه في هذا التيه اللعين ، حتى نسي عائلة الشهيد ، تلك العائلة التي قاسمت أهله السراء والضراء ، واشتركت معهم رغيف الخبز وقليل الماء ، بل وافترشت معهم الأرض والتحفت معهم السماء بعد أن قصفت جيرتهم بالنابالم والفسفور ذات يوم ...
يلتفت سعيد بعد أن رأى المحبوب شاردا متأخرا عنه بخطوات ، أخذ يتحسس شفتيه في حيرة ، وبعد هنيهة وتردد كبير قال : هل طرأ عليك شئ يالمحبوب ...؟ ألم تحسم أمرك بعد ...؟ ثم أردف : إذا كان لديك أمر هام فلا بأس في أن تأتينا في وقت آخر ... كان كل سؤال طرحه سعيد يمثل صفعة للمحبوب وينبئه بما كان يتربص به طيلة سنوات اللا حرب واللا سلم ، ويزداد تألما وحسرة في تلك اللحظات العصيبة كونه وجد نفسه في موقف حرج تتقاذفه فيه التجاذبات والميول التي تكاد أن تسلبه غرارة نفسه ، فما بين الأمس واليوم تغير كل شئ ... ، وما كان من المحبوب إلا أن يرد على صاحبه بعد أن استدرك أمره وضبط وجهته : هل تظن يا سعيد أن مثل هذه الفرص يضيع مهما كان الواقع رماديا ؟ ألا تعرف أن اللون الرمادي هو خليط بين اللون الأبيض والأسود؟ ألا تعرف أننا كنا نعيش في الظلام قبل أن يكون وضعنا رماديا ؟ ألا تعرف أنه من خلال هذا التحول يمكن أن يصير المستقبل ناصعا مضيئا لا رماد ولا سواد فيه ؟ يردف المحبوب قائلا : أنا لست يائسا ولا متشائما فبعد العسر يسرا .
اتضح لسعيد من كلام صاحبه أنه قاص في الذكريات وتوغل في كل تفاصيلها وحيثياتها ، وإلا ما كان ليحث الخطى للحاق به ، احتضنه وربت على كتفيه وطلب منه أن يتماسك على الأقل أمام والدته الشديدة التأثر ...
أكملا بقية الطريق ودلفا إلى الخيمة ، كانت فاطمة الغالية تغط في نوم عميق في الوقت الذي تحلق الأولاد والبنات حول المحبوب والشوق يعتريهم في نشوة غامرة جعلتهم يتجاذبون زائرهم الذي لا تسعه كل عبارات المحبة والثناء ... فظلوا وباتوا متمسكين به لا يرضى أي منهم تركه للآخر ، وفي أثناء تلك الفرحة العارمة التي سادها ضجيج حذر تسربت اليقظة إلى عيون الغالية شيئا فشيئا ، وبهدوء أخذت تحكم طرف لحافها على رأسها مرددة بصوت يغالبه النعاس : أنتوما أمالكم ، أياك لباس ؟ صمتوا جميعا والابتسامة لم تفارق ثغورهم ، وما كان من سعيد إلا أن يتكلم خوفا من أن يثير استغرابها هذا الصمت المفاجئ ، لأنه يعرف قيمة الزائر عند والدته وما سينجر عن مفاجئتها برؤيته ، فابتلع ريقه وقال بأسلوب تمهيدي :
ـ الغالية أنت تعرفي أهل عبد أسلام ؟
ـ واللاهي ياوني !!! أمالهم ؟
ـ ريحتهم دخلو أتراب !؟
التفتت الغالية وما إن رأت المحبوب حتى شعرت بأن ما في الخيمة يدور حولها ، فتماسكت حتى استعادت توازنها ، وأطلقت زغرودة تردد صداها في كل الأرجاء ، ثم تنهدت بنفس طويل تردد بصوت متقطع ودموع الفرحة تنساب على خديها : هذا لستقلال ... "ياربي لا عكبتها كشرة" ، فاحتضنت المحبوب بحرقة الشوق وطول الانتظار تقبل جبينه وتتنشق ريح عطره الجميل الذي ينعش في النفس حب الحياة وقيمة الوجود ، ولسانها لا زال يردف : أحلمت بيه يا مرحبة ماهو أبعيد يا ويلو ... اللا نحن نبغوه باط أوهو غالي علينا ...

بقلم : محمد حسنة الطالب

تعدد الزوجات صرخة في صمت العنوسة




عند ما أخذت القلم لأكتب هذه السطور تراءت أمامي موجة من الانتقادات وإعصار من الرفض إلا أنني سبق وإن أخذت عهدا على نفسي بالجرأة والصراحة في منهجي الكتابي حتى في الأشياء الأكثر حساسية وإثارة وخاصة في مجتمعنا الموريتاني مثل تعدد الزوجات الذي أرى فيه رأي قد يكون غريبا عند البعض.
وخلال عرضي لهذا الموضوع سأبين لماذا هو عندنا محذور وحساس ومثير، ولما ذا حرًمنا ما أحله الله ونحن نصف أنفسنا بأننا مجتمع (متدين) وقبل الدخول في العرض أود أن أنبه معشر الرجال أنني لم أكتب هذا الرأي لسواد أعينهم ولا توددا لهم ولكن لمصلحة النساء فقط.
فأنا لا ألام في قضايا المرأة والدفاع عنها وتبني لقضيتها حتى النخاع وهذا ما جعلني على الأقل “ناصح أمين” بما أننا أصبحنا مجتمعا منفتحا وأصبحت هجرة الرجال وزواجهم خارج الوطن أمر واقع وهذا لا شك ينعكس سلبا على نسبة الزواج لدى النساء اللواتي ضحية للجهل والفقر وانعدام قبول المجتمع لهن ما يقبل للرجل من زواج خارج البلد وأين ومتى شاء وهذا ما يجعلنا نشفق على النساء الموريتانيات من مصير مجهول قد لا تحمد عقباه.
كل هذا يجعلنا نقبل بتعدد الزوجات كحل لمعضل العنوسة وارتفاع نسبة النساء على الرجال فنحن نتخذه علاجا بطريقة عادلة لا ظلم فيها ولا حيف، فالمرأة المتزوجة برجل تتقاسمه معها أخرى أو أخريات مطمئنة بحياة زوجية وأطفال أحسن من تلك التي تعيش عنوسة سرمدية يحاصرها القلق والوحدة والارتباطات غير الشرعية..
وبما أن الخطاب القرآني العادل لم يأت بالتعدد في صيغة مخاطبة للنساء لكي لا يتخذ أي صبغة إلزامية للمرأة وإنما أحله للرجال وخاطبهم بأقصى مستويات الحث على العدل وبما أن القرآن “يهدي للتي هي أقوم” هذا يعني أننا قد نحتاجه أحيانا كما هو الوقت الراهن في نظري.
ورغم كون مدرسة المنار التفسيرية التي يتزعمها محمد عبده ورشيد رضا كان لهما رأي في التعدد حيث اعتبرا أن قوله تعالى: “وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة” وقوله” ولن تعدلوا ولو حرصتم” يعني استحالة العدالة التي هي شرط أساسي للتعدد وبذلك يستحيل التعدد في نظرهما، إلا أن جمهور العلماء أجمع على أن العدالة التي وصفها الله بأنها مستحيلة المقصود بها الميل العاطفي لأن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما يوزع الطعام والحوائج بعدالة على زوجاته يقول: ” اللهم هذا ما أملك فلا توا خذني فيما لا أملك” وهو حبه وميله العاطفي لعائشة رضي الله عنها، وهنا تكمن استحالة العدالة التي هي الميل العاطفي وليس السلوك والمعاملة الزوجية المتمثلة في المودة والاحترام والحق بالمعروف ..
عندما يكون الرجل يمتلك مقومات التعدد من مستوى ديني وخلقي ومادي فلما لا نقبل له أن يتزوج بأكثر من واحدة لكي نقضي على سيل من العوانس ونحقق العدالة والتوازن بذلك ونتصدى لظاهرة الزواج السري التي أصبحت من أشرس الظواهر الاجتماعية وأكثرها فتكا بالدين والعرض… فالأبناء الذين يولدون في ظروف الزواج السري يصرون نصف لقطاء منبوذون اجتماعيا” مشردون بلا وطن” ذنبهم أنهم أخرجوا السرية للعلم، تلك السرية التي أراد لها الشريكان أن تظل خلسة بعيدا عن العلن الذي هو ركن أساسي من أركان النكاح عند المالكية، فكان مجيئهم خطيئة يرفضها عرف الزواج السري.
إن عدم قبول المجتمع الموريتاني – في أغلبه- للتعدد والذي أصبح يقبل رويدا رويدا بالسرية كبديل – ربما – ناتج عن البداوة فالرجل المثقل بالترحال وعدم الاستقرار يصعب عليه حمل زوجتين أو أكثر مع أمتعتهما، فبعض من مجتمعنا الموريتاني الأكثر استقرار مثل سكان الضفة المرتبطون بالزراعة التي تفرض عليهم نوعا من الاستقرار قد عرفوا التعدد بطريقة جد عادية، هذا من جهة، وقد يكون للسلالة الصنهاجية دخل في التصدي للتعدد، لأن المرأة الصنهاجية كانت تمتاز بشيء من القوة والمكانة لأنها سليلة الحميرية التي عبدت كآلهة وعددت هي الأزواج فكان لها ذلك بمثابة حصانة عن التعدد، فهي التي تستقبل الطلاق بالزغاريد و دق الطبول – أحيانا – وتشترط في أولى جولات عقد القران” لا سابقة ولا لاحقة” هذه أشياء في نظري بعد دراسة لسبب بعدنا عن قبول التعدد قد تكون مبررة، إلا أن الحالة اليوم تغيرت وأصبحنا مجتمعا مستقرا وأصبح عدد النساء يفوق عدد الرجال فازدادت الحاجة للتعدد وسهلت العدالة فيه كذلك انتشار العنوسة في صفوف النساء، فالتعدد مثل الثورة أولاها صرخة في صمت الاستسلام ولتلك الصرخة ضحايا وبعد ذلك تنجح الثورة ونقبل بالتعدد بطريقة هادئة وعادلة ونكسر صمت العنوسة لكي لا تظل سرمدية …..

بقلم:تربة بنت عمار

حرب نابليون في مالي: أفغانستان الجديدة؟



"الفارق الجوهري بين رجل السياسة و رجل الدولة، هو أن الأول يفكر دائما في مصيره في الانتخابات القادمة، بينما يفكر الثاني دائما في مصير الأجيال القادمة" جان فرانسوا ريفيل، فيلسوف و أكاديمي فرنسي (1924- 2006).
تسعى القوى الإقليمية والدولية المختلفة، منذ عدة سنوات، لوضع يدها على منطقة الساحل الإفريقي البالغة الأهمية الإستراتيجية، من أجل أن تكون لها الكلمة الفصل في تحديد مستقبل استقرار المنطقة و رفاهيتها الاقتصادية في السنوات العشرين القادمة، فضلا عن تأمين السيطرة على الطريق الغربي للنفط و على المواقع الجديدة لاحتياطيات الطاقة و المعادن النفيسة المكتشفة مؤخرا في المنطقة.
لكن، هل ستتحول المواجهة - التي تتسم حتى الآن بالكر و الفر - بين القوات الفرنسية وحلفائها و الجماعات الجهادية في شمال مالي إلى حرب شاملة مفتوحة، على ضوء التطورات العسكرية الجارية؟
إلى أين سيؤدي إشعال فتيل الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل؟ هل المراد هو تدويل الملف و تبرير تدخل عسكري دولي كما حدث في أفغانستان قبل أكثر من عشر سنوات؟ كيف تتحالف القوى الغربية مع الجماعات الجهادية في سوريا لإسقاط النظام و تخريب البلد، بينما نجدها تحارب نفس الجماعات في شمال مالي؟ و ما هي التداعيات و المخاطر المستقبلية لهذا الوضع على أمن واستقرار موريتانيا و منطقة الساحل عموما؟
منذ فجر الاستقلال، ظلت موريتانيا دائما تبحث عن ذاتها، متأرجحة بين عملية بناء وطني داخلي بالغة التعقيد و سعي دؤوب لإيجاد صيغ ملائمة لمقتضيات التعامل مع هاجس التحدي الدولي و الإقليمي الساعي دائما للتدخل في شؤون البلاد. و لعل موريتانيا باتت أكثر دول المنطقة تأثرا بتقلبات موازين العلاقات الدولية نظرا لطبيعة موقعها الجغرافي السياسي الإستراتيجي المتميز تبعا لتحولاتها الجيوسياسية التاريخية منذ موريتانيا الرومانية القديمة، مرورا بمرحلة الأمبراطورية الصنهاجية و دولة المرابطين مدة طويلة من الزمن، لتتحول في لحظة معينة إلى مجرد "فراغ" تسيره الإدارة الفرنسية للتحكم في مستعمراتها في الشمال والغرب الإفريقي، ثم لتكون بعد الإستقلال "همزة وصل" بين غرب و شمال مستعمرات إفريقيا الفرنسية، قبل أن تصبح البوابة الخطرة لمنطقة الساحل الأفريقي التي تمور حاليا بالعنف و الاضطرابات المختلفة.
في البدء، قررت السلطات الاستعمارية الفرنسية سنة 1899 إنشاء ما يسمى بموريتانيا الغربية لدواعي جيوستراتيجية قصد اختبار قدراتها في فن تسيير الفراغ على حد تعبير الضابط العسكري و الكاتب الفرنسي المخضرم " أرنست بيشاري" (1883- 1914) من أجل مراقبة المنطقة الوسطى السائبة الواقعة ما بين مستعمراتها في كل من إفريقيا الشمالية العربية وإفريقيا الغربية الفرنسية أو السودان الفرنسي.
لقد ولدت موريتانيا من رحم تلك الصدمة الأولى و قد ظل تطورها "الدولتي" على الدوام بالغ التأثر بتذبذب ميزان العلاقات الدولية و بالثقل الساحق للمعطيات "الجيوسياسية" الخاصة بها و بالمنطقة عموما خلال الخمسين سنة الماضية من عمر الدولة الوطنية في موريتانيا.
من المهادنة إلى المواجهة
بعد تنامي الخطر المحدق للتنظيمات الجهادية مثل القاعدة و أخواتها في الساحل الإفريقي، و على مدى السنوات القليلة الماضية، حسمت الحكومة الموريتانية الحالية خياراتها في المواجهة العسكرية المحدودة من خلال أسلوب الضربات الإستباقية. لكن، ما هو تقييم تلك الخيارات من الناحية الإستراتيجية؟ وما مدى حظوظها في النجاح و الفشل؟
إذا لم تكن العمليات التي قام بها الجيش الموريتاني مؤخرا ضد القاعدة داخل الأراضي المالية، تندرج في إطار سيناريو سياسي-عسكري دولي على طريقة عمليات الـ "كلاديو" أو Stay-Behind ، يتم تدبيره بعناية و سرية لخلط الأوراق و لتغيير الأولويات تنفيذا لأجندات داخلية و/أو خارجية لجعل موريتانيا تُقحم في تصفية حسابات ذات طابع إقليمي صرف لا علاقة لها بالحرب على الإرهاب، فإن مما لا شك فيه بأن الجماعة السلفية للدعوة و القتال (GSPC)- التي تحولت في سبتمبر/ أيلول 2006 إلى فرع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (BAQMI) بعد إعلان ولائها لتنظيم القاعدة الأم - قد نجحت تماما في زرع خلايا نشطة من الجهاديين يتمتعون بقدرات تسليحية و لوجستية نوعية تمكنهم من فتح جبهة جديدة في موريتانيا رغم وجود أعضاء بارزين من التنظيم المسمى بـ "أنصار الله المرابطون" في المعتقل منذ سنوات، و هو التنظيم الذي يعتقد على نطاق واسع بأنه بات يمثل الفرع الموريتاني للقاعدة. وقد تعززت تلك القدرات التسليحية و اللوجستية و تضاعفت بعد انفجار الأوضاع الأمنية في ليبيا و تسرب السلاح و المسلحين منها نحو الشمال المالي و تركزهما خاصة في إقليم آزاواد في مالي.
فهل تشهد صحراء الساحل الإفريقي- تلك المنطقة المسحوقة إيكولوجيا واقتصاديا و المهجورة سكانيا - طورا جديدا من تحولاتها اللامتناهية عبر الزمن؟ فبعد أن عاشت في الماضي فتوحات امبراطورية المرابطين الأوائل وإشعاعهم الثقافي و الروحي الأطلسي والمتوسطي، تحولت منذ سنوات إلى مسرح كبير للإرهاب و لأعمال العنف المختلفة وكذا لأنشطة الرصد والعمليات الخاصة للاستخبارات الدولية في منطقتي المغرب العربي ودول إفريقيا جنوب الصحراء. و ها هي هذه المنطقة تصبح من جديد ميدانا للكر و الفر يأوي مخيمات تجميع و تدريب عناصر الجهاديين قبل إرسالهم إلى الجبهات في الشيشان و العراق و باكستان و الصومال و كذا لتنفيذ عمليات نوعية مختارة من قبل تنظيم القاعدة ضد أهداف تكتيكية أو استراتيجية في موريتانيا و دول المنطقة و ربما في بعض دول أوروبا كذلك، كما تشير توقعات التقارير الدولية.
فلا غرو إذن، أن تسعى القوى الإقليمية والدولية المختلفة لوضع يدها على منطقة الساحل الإفريقي الإستراتيجية، التي ستكون لها الكلمة الفصل في تحديد مستقبل استقرار المنطقة في السنوات العشرين القادمة و تأمين ضمان السيطرة على الطريق الغربي للنفط و على المواقع الجديدة لاحتياطيات الطاقة و المعادن النفيسة المكتشفة مؤخرا في المنطقة.
سيناريو التدويل في الساحل
تسعى قوى إقليمية و دولية عديدة منذ عدة سنوات لتدويل خطر القاعدة في منطقة الساحل ضمن إطار خطة عسكرية لعموم الساحل الإفريقي تسمى "مبادرة لمكافحة الإرهاب في الساحل". و هي تشكل نواة للذراع المسلحة الأمريكية في دول جنوب الصحراء و الغرب الإفريقي. و تدخل في ذلك الإطار المناورات العسكرية المسماة بـ "فلينتوكس" أو "مدفع الحجر" التي شارك فيها سنة 2005 أكثر من 1000 عسكري من القوات الأمريكية الخاصة إلى جانب قوات افريقية متعددة الجنسيات.
إن استقراء موضوعيا للمعطيات المتاحة يؤكد حصول عدة تغيرات جيوسياسية هامة حدثت في المنطقة و لا بد من أخذها بعين الاعتبار عند تقييم الموقف العام من الناحية الإستراتيجية. و تتعلق هذه المعطيات بتطور الفاعلين الإستراتيجيين المعنيين من جهة، و بتغير طبيعة التهديدات الأمنية نفسها و كذا بتطور مفهوم الأمن و الدفاع من جهة أخرى.
أولا: عملت القاعدة منذ عدة سنوات و تحت تأثير الضغط عليها في المشرق الإسلامي (أفغانستان، الجزيرة العربية، العراق، اليمن) على نقل ثقلها التعبوي و الميداني من منطقة الشرق نحو الغرب الإسلامي للبحث عن ملاذات آمنة في منطقة الساحل الإفريقي. و بالفعل، كانت تلك المنطقة من العالم المسحوقة و المنسية قد تحولت في العشرين سنة الماضية إلى مسرح كبير للإرهاب و لأعمال العنف المختلفة وكذا لأنشطة إستخباراتية دولية للرصد والعمليات الخاصة في منطقتي المغرب العربي و دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. و يشكل الربع الخالي الذي هو بمثابة "وزيرستان" الساحل في أقصى الشمال والشمال الشرقي من موريتانيا وامتداداته وصولا إلى إقليم آزواد في شمال مالي- الذي يقع على حدود أربع دول هي موريتانيا والجزائر و مالي والنيجر - فضاء مثاليا لإخفاء الرهائن الغربيين الذين يتم اختطافهم لحين تحريرهم بعد الحصول على فديات مالية معتبرة، و كذا منطقة تخزين وعبور لآلاف الأطنان من المخدرات القادمة من إفريقيا و أمريكا اللاتينية في اتجاه دول الاتحاد الأوروبي عبر شواطئ موريتانيا والمغرب والجزائر و ليبيا. فهناك في "وزيراستان" الساحل، حيث تنمحي الحدود بين الدول عبر متاهات الرمال المتحركة، توجد جنة حقيقية لشبكات دولية متعددة تنشط في مجال تهريب المهاجرين السريين و أنواع الممنوعات كالمخدرات و السجائر و المحروقات و الأسلحة النارية و الذخيرة ، فضلاً عن كونها تشكل ملجأ للهاربين من العدالة والمتابعة الأمنية في دول المنطقة. لذا فقد وضعت القوى الإقليمية والدولية المختلفة عينها على هذه المنطقة الإستراتيجية التي ستكون لها الكلمة الأخيرة من الناحية الجيوسياسية في تحديد مستقبل الإستقرار في منطقة الساحل؛
ثانيا: استطاعت شبكات التهريب الدولية المذكورة أن تتكيف مع الظروف القاسية للساحل الصحراوي و أصبحت تعتمد على بعضها البعض ضمن إستراتيجية شاملة و معقدة من أجل البقاء، تتجاوز الخصوصية التنظيمية لكل شبكة على حدة. وهكذا تتساند شبكات التهريب الدولية هذه فيما بينها و توظف قدرات و خبرات بعضها البعض من خلال تقديم وكلائها لخدمات مأجورة تحت الطلب ضمن ما يشبه دورة اقتصادية مغلقة خاصة بها، تتطور بسرعة نحو نوع من "رأسمالية الإرهاب" أو "اقتصاد الإرهاب الريعي" أو "السياحة الجهادية". كما يجدر بالذكر أن جميع تلك الشبكات قد تم اختراقها من طرف أجهزة مخابرات دول المنطقة و من وكالات الاستخبارات الدولية. و نظرا لهذا التداخل و التشابك الشديد، يتعذر حاليا التمييز بين شبكة قد تتولى جمع المعلومات لصالح جهة ما و أخرى تضطلع بالجهاد أو تلك التي تختطف الرهائن أو تتاجر بالمخدرات أو بالأسلحة النارية، إلخ... و لعل صور تلفزيون القناة الإسبانية التي ظهر فيها المدعو عمر الصحراوي يقود سيارته بزهو مصطحبا رهينتين أسبانيتين بعد صفقة الإفراج عنهما، لتمثل خير دليل على قدرة تلك الشبكات على الانصهار في بوتقة واحدة تعتبر القاعدة المستفيد الأول منها ضمن صيغة "شركة القاعدة و أخواتها في الساحل". كما يثبت ذلك الشريط أن ترحيل عمر الصحراوي من موريتانيا إلى مالي- التي أخلت سبيله على الفور- كان من بين الأسباب الرئيسية التي أدت بتنظيم القاعدة إلى إطلاق سراح الرهينتين الاسبانيين، إضافة إلى الفدية المالية، التي قدرتها بعض المصادر بمبلغ 10 مليون يورو، أكدت وسائل الإعلام الاسبانية أن مدريد دفعتها للتنظيم مقابل الإفراج عن الرهائن.
ثالثا: لقد تطور مفهوم الأمن نفسه بشكل جذري من المنظور الاستراتيجي. فمع ظهور مفهوم "الأمن البشري" الذي ابتكرته الدبلوماسية الكندية أواخر تسعينيات القرن الماضي و تبنته هيئة الأمم المتحدة من خلال تقرير التنمية البشرية لسنة 2004، تغيرت النظرة االكلاسيكية لمفهوم الأمن والدفاع. تلك النظرة التي كانت تحصر وظيفة الأمن فقط في تأمين السلطة الحاكمة و الدفاع عن الحوزة الترابية للدولة على حساب أمن البشر أو الأفراد، أي الناس العاديين الذين هم المواطنون في ظل دولة القانون. فقد أصبح تركيز السياسات الأمنية الجديدة على أمن المواطن و تأمين احتياجاته أولا و قبل كل شيء، لتجعل من حفظ كرامته و احترام حقوقه و تحقيق طموحاته في التنمية المستدامة و رعاية مصالحه الحيوية المشروعة نقطة مرجعية لرسم السياسات العمومية في مجال الأمن. فهل تمتلك موريتانيا عقيدة وطنية للأمن القومي، أحرى أن تتوفر على إستراتيجية متكاملة "للأمن البشري" مدعمة بخطط عمل جاهزة للتنفيذ من أجل حماية الوطن بمفهومه المركب. لقد ظل مفهوم الأمن الوطني في موريتانيا غامضا، كما بقيت أغلب إيحاءاته سلبية بالنظر لطبيعة الممارسات الأمنية المتعسفة التي قادت البلاد إلى شتى صنوف التجاوزات و سوء استخدام النفوذ. و هكذا، ظلت وظيفة الأمن، التي يفترض أن تكون متكاملة أي القوة الناعمة و القوة الخشنة، مختزلة في نواتها العنفية كجهاز للقمع همه المطلق هو حماية الأحكام السياسية المتعاقبة و التنكيل بأفراد الشعب العاديين.
رابعا: تطورت طبيعة التهديدات التي تمثلها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من مرحلة المشكل الداخلي المقلق لكل دولة على حدة إلى قضية إقليمية جيوسياسية بالغة الحساسية. و هذا البعد الإقليمي للقضية تم حتى الآن توظيفه في لعبة التجاذبات الإقليمية للعلاقات و المصالح الدولية السياسية و الاقتصادية و الأمنية مثل إشكالية العلاقات الثنائية الحذرة و المثقلة بتداعيات الماضي الإستعمارى بين الجزائر و فرنسا، و كذالك في ترجيح ميزان القوة في النزاعات الإقليمية و المحلية مثل إشكالية الصحراء الغربية بين المغرب و الجزائر و إشكالية حركات التمرد الطارقية في شمال مالي، خاصة بعد انفصال إقليم آزاواد و الإعلان عن استقلاله من طرف واحد.
أما بعد أن أصبحت القيادة العسكرية الأمريكية الجديدة لإفريقيا (AFRICOM) مستقلة، فقد قامت بانجاز برنامج لمكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا و بوضع برنامج لأمن السواحل في خليج غينيا، كما رتبت أيضا لإقامة قواعد عسكرية في البلدان الإفريقية التي لديها إنتاج كبير من البترول أو تتوفر على احتياطات نفطية هامة. و هي تتفاوض حاليا لإنشاء مواقع عمليات متقدمة في كل من السنغال ومالي وموريتانيا و غانا و الغابون و ناميبيا على الحدود مع آنغولا من أجل تحسين مهابط الطائرات و تخزين الوقود و إيجاد تفاهمات مع الحكومات المحلية تسمح بالانتشار السريع للقوات العسكرية إذا اقتضى الأمر ذلك. و تهدف كل هذه الجهود إلى ضمان السيطرة الأمريكية و الأوروبية على الطريق الغربي للنفط و كذا على المواقع الجديدة والحيوية لاحتياطيات النفط و المعادن النفيسة المكتشفة مؤخرا في تلك المنطقة.
من القاعدة إلى لعنة الموارد الأحفورية
هل نزلت لعنة الموارد الأحفورية كالنفط و الغاز و اليورانيوم على منطقة الساحل في اللحظة غير المناسبة؟ و كيف السبيل إلى طرد عفاريت النفط والغاز التي بدأت تخرج من قمقمها في الصحراء لتؤجج صراع المصالح و المنافع المتفقة حينا و المتضاربة أحيانا أخرى بين القوى الدولية و الإقليمية؟ و هل ستذهب المنطقة ضحية للحرب على القاعدة لتدفع ثمن متغيرات التنافس و التحالف بين الأميركيين والفرنسيين في سبيل السيطرة السياسية والعسكرية و الاقتصادية على شبه المنطقة و على مواردها الطبيعية لضمان تدفق إمدادات الطاقة الضرورية نحو تلك الدول و المحافظة على مكانتها و نفوذها كقوى دولية اقتصادية و صناعية كبرى؟
هكذا ظل الأمر دائما في كل زمان و مكان: البنادق تسير على خطا التجارة. فبعد أن دخلت شركات النفط الغربية العملاقة مثل مجموعة توتال الفرنسية التي يبلغ رقم أعمالها السنوي أكثر من 12 مليار يورو و يتجاوز عدد عمالها 90.000، في سباق محموم من أجل الحصول على نفط منطقة الغرب الإفريقي، ها هي تطالب بتأمين الأمن والاستقرار كشرط ضروري للقيام بأنشطتها و تأمين استثماراتها. و وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تعمل القيادة العسكرية الأمريكية لأوروبا حاليا مع غرفة التجارة الأميركية على توسيع نفوذ الشركات الأمريكية في إفريقيا، كجزء من "إستراتيجية وطنية مندمجة للاستجابة". و في هذا السباق الاقتصادي المحموم للسيطرة على موارد النفط في إفريقيا، تدخل الدول الاستعمارية السابقة و غيرها كبريطانيا و فرنسا، فضلا عن الصين، كل حسب مصالحها القومية، في تنافس شديد مع الولايات المتحدة.
و تبعا لتقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية سنة 2006 تحت عنوان بالغ الدلالة "أكثر من الإنسانية: مقاربة إستراتيجية أميركية تجاه إفريقيا"، فإن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من المرجح أن تصبح مصدرا لتزويد الولايات المتحدة بالطاقة بمستوى أهمية الشرق الأوسط مع نهاية العقد الحالي.
و ترجح بعض مراكز الدراسات الإستراتيجية الأمريكية بأن غرب إفريقيا يحتوي على زهاء 60 مليار برميل من احتياطي النفط المؤكد، وهو خام خفيف منخفض الكبريت يحظى بتقدير كبير لدى المصانع الأمريكية وكبريات شركات التزويد بالطاقة.
و يتوقع الخبراء أن برميلا واحدا من بين كل 5 براميل من النفط يدخل دائرة الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من العقد الحالي سيأتي من خليج غينيا، و أن حصة الواردات الأمريكية من النفط القادمة من تلك المنطقة سترتفع من 20% سنة 2010 إلى 25 % سنة 2015. خاصة إذا علمنا بأن صادرات نيجيريا وحدها تمثل حاليا 10% من إمدادات النفط التي تستوردها الولايات المتحدة، كما توفر آنغولا 4%، ومن المتوقع أن تتضاعف حصتها بحلول نهاية العقد الحالي. كما أن اكتشاف احتياطيات بترولية جديدة مهمة، خاصة في غانا و كذا التوسع في إنتاج النفط الذي تقوم به بلدان أخرى في المنطقة يزيد من فرص تصدير النفط إلى الغرب، و تشمل هذه البلدان كلا من: غينيا الاستوائية و وساو تومي و برينسيبي والغابون والكاميرون و موريتانيا و تشاد و السودان.
إن تصعيد الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا كثيرا ما يبرر بضرورة مكافحة الإرهاب والتصدي لتنامي عدم الاستقرار في المنطقة النفطية من إفريقيا جنوب الصحراء. و قد نصت وثيقة "إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة" الصادرة سنة 2002 على أن مكافحة الإرهاب الدولي و الحاجة إلى ضمان أمن مصادر الطاقة للولايات المتحدة تملي عليها السعي لزيادة انخراطها في إفريقيا، كما دعت تلك الوثيقة إلى قيام تحالف طوعي من أجل إقامة ترتيبات أمنية خاصة في تلك القارة. كما أن فرنسا كانت قد أنشئت سنة 2003 آلية تسمى "فريق مكافحة الإرهاب" التابع لمجموعة G8 "Groupe d’action anti-terroriste" أثناء الرئاسة الفرنسية لتلك المجموعة. و يجري هذه الآلية سلسلة اجتماعات تشاورية مكثفة تشارك فيها مجموعات من الخبراء التابعين لفريق مكافحة الإرهاب من أجل تقييم الأوضاع الأمنية في المنطقة خاصة بعد العمليات التي نفذها الجيش الموريتاني ضد القاعدة داخل الأراضي المالية في السنوات الأخيرة و كذا بعد الانفصال الحاصل في الشمال المالي و سيطرة القاعدة و متمردي الطوارق على إقليم آزاواد.
و تدرس دول الاتحاد الأوروبي حاليا للمرة الأولى على أعلي مستوى الوسائل الكفيلة بتقديم مساعدة لدول الساحل التي تواجه إرهاب القاعدة في الساحل من أجل تأهيل قوات الأمن المحلية في النيجر وموريتانيا ومالي خاصة. و قد تعقد هذا الملف أكثر و تضاعفت حساسيته و خطورة تداعياته داخليا و خارجيا خاصة بعد تبنى مجلس الامن الدولي بالإجماع قرارا يسمح فيه بنشر قوة دولية في مالي دون تحديد جدول زمني لبدء عملية عسكرية في شمال مالي بهدف طرد المجموعات المتطرفة المسلحة التي تسيطر على هذه المنطقة منذ ستة أشهــر، و ما تلى ذلك من تدخل عسكري فرنسي – غربي- افريقي في شمال مالي و كل ما سيترتب على ذلك من تداعيات مختلفة على دول و شعوب المنطقة و على السلم و الاستقرار في العالم.
و كان الكونغرس الأميركي قد وافق من قبل على تقديم دعم مالي لـ "مبادرة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء" the Trans-Saharan Counterterrorism Initiative(TSCTI) بمبلغ 500 مليون دولار على مدى ست سنوات لدعم البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب ضد التهديدات المزعومة لتنظيم القاعدة. و هذه البلدان هي الجزائر و تشاد و مالي و موريتانيا و النيجر و السنغال و نيجيريا والمغرب. و يهدف البرنامج المذكور إلى دعم قدرات هذه الدول في مجال مكافحة تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات، فضلا عن مكافحة الإرهاب.
موريتانيا و مأزق الحلقة الأضعف
لا تخفى على أحد هي أن موريتانيا تعاني من مفارقات هائلة و تباينات حادة في طبيعة المعطيات الجغرافية و الديموغرافية مثل كبر حجم المساحة و ترامي المسافات في ما بينها، إذ تتجاوز مساحة البلاد أكثر من مليون كلم²، بينما تتجاوز الحدود البرية 5000 كلم، و يبلغ طول الساحل البحري على المحيط الأطلسي وحده 754 كلم، و طول الحدود على شاطئ نهر السينغال850 كلم. هذا إلى جانب ضعف شديد في الكثافة السكانية بمعدل 2,5 نسمة/كم² ويصل إلى صفر نسمة/كم² في كثير من مناطق البلاد، بالإضافة إلى انعدام و/أو ضعف الوسائل التكنولوجية واللوجستية مثل الأقمار الصناعية و أنظمة الرصد و التجسس و شبكات قواعد البيانات و أجهزة المراقبة و التنصت الإلكتروني، و قواعد التحكم و السيطرة العملاتية، و منظومات تحليل المعلومات، إلخ.
و تشير المصادر الإحصائية المتخصصة إلى وجود نقص حاد في البنى التحتية و المعدات و التجهيزات العسكرية، الأمنية و الدفاعية تعاني منه القوات المسلحة و قوى الأمن في موريتانيا. كما يضاف إلى ذلك محدودية الموارد المالية للدولة المخصصة للإنفاق العسكري من أجل رفع الجاهزية التعبوية و القتالية لوحدات الجيش و قوى الأمن، و التي بلغت سنة 2003 نسبة 4,9% من الناتج الداخلي الخام للدولة، لتنخفض سنة 2009 إلى نسبة 3,9% فقط.
و تقدر دورية "كلوبال سكيوريتي GlobalSecurity" المتخصصة في الشؤون الإستراتيجية الدولية مبلغ الإنفاق العسكري في موريتانيا بـ 19 مليون دولار سنة 2005، بينما بلغ حجم الإنفاق العسكري لنفس السنة في الجزائر 3 مليار دولار، و في المغرب 2,3 مليار دولار، و في السنغال 117 مليون دولار، و في مالي 50 مليون دولار، و في النيجر 45 مليون دولار، و في إسرائيل 9,4 مليار دولار، و في تركيا 12,2 مليار دولار، و في ليبيا 590 مليون دولار، و في تونس 440 مليون دولار. و يتوقع أن تصل مخصصات الدفاع المقترحة في الميزانية الموريتانية لسنة 2013 إلى مبلغ 150 مليون دولار أمريكي هذه السنة.
يظهر تشخيص الوضعية الإستراتيجية للبلاد أنها تعاني من اختلال بنيوي حقيقي يتمثل في عدم وجود هيكلة تنظيمية ناضجة وجادة للأمن والدفاع القومي من شأنها أن تكون قادرة حقا على التعامل مع التحديات التي تواجهها موريتانيا اليوم، أحرى أن تكون قادرة على تحقيق نصر يذكر في مواجهة عسكرية محتملة مع تنظيم القاعدة الذي أعيى القوى الدولية العظمى و كبدها خسائر بآلاف المليارات من الدولار في أفغانستان و العراق و الصومال وغيرها. و يكفي أن نشير مثلا إلى أن التكاليف المالية لمشاركة فرنسا وحدها، و قد كانت دولة غير رئيسة في ائتلاف الحرب على الإرهاب في أفغانستان، كانت تقدر بـ 1,3 مليون يورو يوميا! قبل أن تسحب قواتها من ذلك البلد لتزج بها في الساحل الإفريقي.
ثم أن القوى الغربية المتورطة في الحرب على أفغانستان منذ أكثر من عشر سنوات، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، تبحث الآن لنفسها عن مخرج مشرف و هي تتفاوض حاليا بصفة سرية مع طالبان للوصول إلى حل سياسي!
لا شك أن موريتانيا ليست كالبلدان المجاورة الأخرى، و تختلف وضعيتها عن شقيقتيها الجارتين المغرب و الجزائر، و هذا واضح جدا مما تقدم ذكره. فمثل تلك البلدان لها تقاليد دولتية إدارية، أمنية و عسكرية عريقة جدا، و لها خبرت في حقل العلاقات الدولية تتجاوز قرونا من الزمن، فضلا عن مواردها البشرية و العلمية و المالية المعتبرة. إنها فعلا دول تمتلك عدة خيارات متاحة في مجال التعاطي مع موضوع الإرهاب و الجريمة المنظمة من بينها الخيار الأمني لمواجهة القاعدة أو غيرها. أما بالنسبة لموريتانيا، فسواء مع أو بدون تهديدات القاعدة، لا يمتلك هذا البلد في الوقت الراهن خيارا أمنيا ناضجا ضد أي تهديد أمني واقع أو محتمل أيا كان مصدره.
ببساطة، لم يسبق أن وضعت موريتانيا لنفسها إستراتيجية أمنية شاملة من هذا القبيل. و قد مضى أكثر من نصف قرن من الزمان على استقلال البلاد و لما توجد بعد إرادة سياسية حقيقية لتتحمل بجدية هذه المسؤولية باعتبارها حاجة ملحة لوجود الدولة الموريتانية واستقرارها و استمرارها في المستقبل ضمن محيط إقليمي و دولي بالغ الاضطراب و التعقيد.
و هكذا، ضاعت على موريتانيا فرصة انتهاج سياسات عمومية جدية تخطط لتعبئة وتنظيم ونشر الوسائل العسكرية، البشرية منها و المادية كالتجهيزات و الآليات والمعدات التسليحية والتقنية و اللوجستية اللازمة لقطاع الأمن و الدفاع بشكل يتناسب مع الاحتياجات الإستراتيجية الحقيقة للدولة الموريتانية ضمن إكراهات موقعها و حدودها المعروفة. كما أن مسؤولية تقييم و أخذ الحقائق الاجتماعية والاقتصادية و الإكراهات البشرية والطبيعية والجغرافية والجيوسياسية بعين الاعتبار في عملية بناء منطقي لمنظومة أمنية و دفاعية قادرة على الاضطلاع بمهام "الأمن البشري" للجمهورية والدفاع عنها، قد ظلت حتى الآن انشغالا غائبا في مشروع الدولة الموريتانية المعاصرة.
و يرجع ذلك لأسباب كثيرة تتعلق بضعف الموارد المالية للدولة و تعدد أولوياتها في مجال التنمية و كذا نقص الوعي لدى أغلبية النخب المسؤولة عن صناعة القرار بقيمة و أهمية التراكم المعرفي الإستراتيجي، و عدم الاهتمام بتطوير البحث العلمي وانعدام مراكز البحوث المتخصصة و نقص التدريب المهني و ضعف مستوى القدرات و غياب التأهيل المهني المستمر للكادر البشري. هذا طبعا، بالإضافة إلى عامل الخوف المزمن لدى أنظمة الحكم المتعاقبة من تنامي القوة المحتملة للجيش و قوى الأمن في بلد له تقاليده المعروفة في مجال الانقلابات العسكرية.
باختصار، إن القدرات العسكرية على الاستجابة الفورية لتهديدات أمنية جدية و خطيرة ـ مهما كان مصدرهاـ تستهدف وجود الدولة الوطنية الموريتانية في الصميم كالجريمة المنظمة و الإرهاب و تهريب المخدرات و الاتجار غير المشروع بالممنوعات والهجرة السرية، الخ.…، لم تحظ حتى بالاهتمام السياسي النوعي المطلوب. و لم يسبق أن سجل هذا الشكل من المشاريع ضمن أولويات السياسات العمومية بالنسبة للأحكام المتعاقبة على هذه البلاد طيلة الخمسين سنة الماضية.
و في مثل هذه السياقات الحذرة، يحتم الموقف الجيوستراتيجي الحساس على الحكومات الموريتانية أن تجتهد بصدق في حسن قراءة خارطة المعطيات و المؤشرات المتعلقة بقضايا الأمن الإستراتيجي و التهديدات الإرهابية للقاعدة و غيرها، قصد بناء السيناريوهات الممكنة لتسيير المواجهة على أسس علمية، و من ثم يتوجب عليها أن تعيد تقييم خياراتها على أساس المفاضلة الموضوعية في ما بين تلك السناريوهات، أما في ظل التطورات الجيوستراتيجية الجارية، فيتحتم على النخب السياسية و على صناع القرار في موريتانيا أن يواجهوا هذا الواقع الإستراتيجي بشجاعة أدبية و صدق مع النفس و مع الرأي العام الوطني، الذي ينتظر منهم ذلك، بما يخدم المصلحة الوطنية بكل مسؤولية و تجرد.
فمصير الدولة التي قد لا تحسن المناورة الإستراتيجية هو أن يحكم عليها بالخضوع لمناورات دول أخرى عرفت كيف تجيد اتخاذ قراراتها في الوقت المناسب.
لا مصلحة لموريتانيا في التورط مع أي ائتلاف أمني ـ عسكري تحت ذريعة الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل. و لا يمكن لمثل تلك القرارات المغامرة أن تكون من الحكمة و لا من الرشاد في شيء. بل، لقد ثبت فشلها في أنحاء عديدة من العالم و جلبت الخراب و الدمار للبلاد و العباد في الصومال، و أفغانستان، و العراق، إلخ. و هي فضلا عن كونها ستبقى مرفوضة من طرف الرأي العام الوطني والطبقة السياسية الشريفة، فهي لا يمكن أن تمثل الجبهة الحقيقة التي يتوجب على موريتانيا أن تحشد لها العدة و تعلن لها النفير. و سيظل من الأولى أن تكون حرب موريتانيا الحقيقية و جهادها و تحالفها هو أساسا ضد التخلف و الفقر و الجهل و المرض و البطالة و التهميش و الظلم والغش و التلاعب بالمصالح العليا للشعب و الأمة. إن موريتانيا بحاجة ـ أكثر من أي وقت مضى ـ إلى تغيير نظرتها إلى الأمور كدولة، ليس بطريقة تلمس الخطأ و الصواب، بل بشكل منهجي مدروس يهدف إلى إعادة صياغة و ترميم عميق لسياساتها الأمنية والدفاعية فضلا عن تدبير دبلوماسيتها على الصعيد الدولي بطريقة علمية، مهنية و فعالة كما يفعل الآخرون.
إن قضايا الأمن و الدفاع و السياسة الخارجية و الدبلوماسية في الحقيقة هي مجالات بالغة الحساسية و لا يمكن أن تنسجم مع غلبة الارتجال و اللامبالاة و غياب المهنية، و انتشار التعامل الزبوني. لم يعد في الإمكان تأخير إصلاح حقيقي يطال جوهر و شكل السياسات العمومية المذكورة، فقد حان الوقت لأن تتغير النظرة الضيقة للأمن وللدفاع في موريتانيا، المحصورة تقليديا في أمن السلطة الحاكمة و أمن الإقليم الترابي على حساب الاهتمام بأمن البشر أو المواطنين العادين في ظل دولة القانون. إن مثل هذا التغيير في الأفق، يقتضى من الآن فصاعدا أن تركز السياسات العمومية أولوياتها على الأمن البشري أي أمن المواطن أولا و قبل كل شيء. إن مستقبل البلاد مرهون اليوم بإدخال إصلاحات عميقة على كيان الدولة الموريتانية من أجل إعادة هندسة وظائفها الرئيسية من النواحي الإيديولوجية و الإستراتيجية و التشريعية، و المؤسسية.
أما حرب نابليون في مالي.. فهي بوابة أفغانستان الجديدة التي اشرعت أخيرا في المنطقة لإعادة رسم خارطتها من جديد.. خارطة الساحل الجديد.. قادمة.. و هي ستكون بطعم شوربة الضفادع على الطريقة الفرنسية.
كلنا نشعر الآن.. و كأن السيدين اللدودين سايكس و بيكو يتململان في قبريهما.. و يأخذان من جديد أقلام الرصاص و قصاصات ورق أبيض .. و خرائط رمادية لمنطقة الساحل .. إنهما يستعدان الآن لرسم خطوط جديدة .. و حدود جديدة.. و كيانات جديدة.. تقسيم المقسم.. و تجزئة المجزء..
و لا أحد بمنأى عن أقلام رصاص ساسكس و بيكو الجديد.



بقلم : محمد السالك ولد إبراهيم، خبير في العلاقات الدولية، كبير الباحثين/ المركز الموريتاني لأبحاث التنمية و المستقبل

الثلاثاء، 29 يناير 2013

في إطار إجتماعها السنوي جمعية وسط فرنسا تتضامن مع معتقلين كديم إزيك.





و إليكم الـبيان الذي حمل شعار الجمعية و كذا بعض الصور عن الإجتماع
بيان تضامني
بمناسبة اليوم العالمي لتضامن مع معتقلين اكديم إزيك فأن جمعيـة وسط فرنسا تعلن تضامنها التـام مع مجموعـة " أوسـود كديم إزيـك " أبطال تلك الملــحمة الخالدة التي الصبحت فخراً لكل الصحراويين في كل بقاع الـعالم و كانت الشرارة الأولى لثورات العـربية ، فأن تقديمهم لمحاكمة صورية عسكـرية غير عادلة هو بحــد ذاته إعداماً لديمقراطية و حرية لتعبير ، وعليه فأننا نطالب ب:
ـ دعوتنا كل الضمائر الحية عبر العالم إلى بذل مزيد من الجهد والضغط على الدولة المغربية من أجل ضمان محاكمة عادلة تستوفي كل شروط المحاكمة العادلة.
ـ إدانتنا الشديدة لتقديمهم كمدنيين ونشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان إلى المحكمة العسكرية
ـ مطالبتنا الدولة المغربية بفتح تحقيق عادل وشفاف في كل ما تعرضوا له من تعذيب جسدي ونفسي وأبشع أنواعه في أماكن سرية وفي مخافر الدرك والشرطة.
ـ إستنكارنا للحصار العسكري والأمني والإعلامي المضروب على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وكل وسائل القمع والترهيب التي تتعرض لها جماهير شعبنا.
ـ إدانتنا لموقف بعض القوى الدولية وخاصة فرنسا التي تدافع عن حقوق الإنسان في مناطق أخرى من العالم وتغض الطرف عنها في الصحراء الغربية




الصحراويون وأزواد:اهتمام شعبي ... تجاهل رسمي






يتابع الصحراويون بمختلف اماكن تواجداتهم وباهتمام و قلق بالغين و بتعاطف جلي مع الشعب الازوادي هذه الايام تطورات الحرب الدائرة في ازواد, و يستشعرون مدى تأثير هذه الحرب عليهم و على المنطقة ككل, شأنهم في ذلك شأن معظم شعوب دول الجوار الازوادي, حيث يجدون ضالتهم في الصحافة العالمية و الاقليمية و في مختلف دول الجوار و التي تعج بآراء الخبراء و المحللين و الاخصائيين... و باستشرافاتهم و توقعاتهم و قرائاتهم للقضية الآزاوادية-المالية.


فالكثير من الصحراويين يرون قضية آزواد في جوهرها مثالا شبيها لقضيتهم, فبغض النظر عن الطابع الدولي و التعاطف و الرواج الكبيرين الذين تحظى بهما القضية الصحراوية في الكثير من دول العالم, و الذين لم يسبق للقضية الازوادية ان حظيت بهم,خاصة بعد توقيع وقف اطلاق النار و دخول الامم المتحدة على الخط, و المنحى الاستقلالي الواضح للصحراويين منذ بداية النزاع, الا ان هناك الكثير من اوجه الشبه بين القضيتين, ففي المثالين كان للمستعمر الاوروبي الدور القذر في تلغيم المنطقتين بمصادرة حق الشعبين في تقرير المصير, ليتم استهدافهما بمختلف سياسيات الاضطهاد و الاكراه و التجهيل و التفقير و التهميش... في منطقتين غنيتين تم تسليمهما و العمل على الحاقهما ظلما و بهتانا, بنظامين جارين لا يملكان اي احقية ولا يمتان للساكنة بأية رابطة تاريخية او اجتماعية او ثقافية...

و يشترك الشعبان في الكره و العداء التاريخيين الذين يكننانه لفرنسا و لجيشها بسبب تاريخها الاستعماري المظلم في المنطقتين, اذ بجانب الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها في حق الازواديين, بدء من القمع و التنكيل و التهميش... الذين مارسته عليهم ابان حقبة الاستعمار, ومرورا بتسليم الاقليم الى نظام شعبوي فئوي في الجنوب,ضمن بنود الاستقلال الشكلي الذي تفضلت به على مالي, و ليس انتهاء عند تدخلها العسكري الاخير دعما لحكومة الجنوب المالي ضد الحركات المسلحة الازوادية التي تحظى بشعبية كبيرة هناك, ك"أنصار الدين" و "الحركة الوطنية لتحرير ازواد", تستمر فرنسا في لعب نفس الدور القذر وان كان بشكل أقل وضوحا في قضية الصحراء الغربية, حيث تعمل على اطالة امد الصراع عبرالدعم السياسي و العسكري اللامحدود الذي تقدمه للاحتلال المغربي, بالاضافة الى الشراكات الاقتصادية التي تجمعه بها و التي تنهب بموجبها ثروات الاقليم, فلازال الصحراويون يتذكرون الاسلحة الفرنسية التي لطالما ضربوا بها او غنموها في المعارك كما يتذكرون طائرات الجكوار و الميراج الفرنسية التي تدخلت ميدانيا في العديد من المعارك لصالح الجيشين المغربي و الداداهي ولعبت دورا حاسما في انهائها, تماما كما كانت فرنسا تواظب على استعمال الفيتو او التهديد باستعماله لصالح اطروحات الاحتلال المغربي في جلسات مجلس الامن المنعقدة حول قضية الصحراء الغربية و في اروقة مختلف المنظمات الدولية...

و ما يشار اليه في هذا الصدد هو الروابط العميقة التي تجمع الشعبين, فالبرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين الاقليمين, الا ان المسافة بينهما ليست بالكبيرة, خاصة اذا نظرنا المسافة الفاصلة بين مخيم ولاية الداخلة (مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غربي الجزائر) و بين ازواد (الحدود الجزائرية المالية), فتاريخيا ظلت العلاقات بين الآزواديين و الصحراويين, و على مدى قرون من الزمن تتوطد و تترسخ, على اعتبار ان المكون العربي"البيظاني" يشكل نسبة معتبرة من الساكنة الآزوادية و ما ينجر عن ذلك من الروابط الثقافية و العرقية و الاثنية و الاجتماعية... التي تجمع الشعبين, فالكثير من العائلات و الشخصيات الوطنية والتاريخية الصحراوية البارزة و المؤثرة تعود أصولها إلى آزواد, و العكس كذالك, و حاليا توجود جالية آزوادية و ان كانت صغيرة في مخيمات اللاجئين الصحراويين و في تندوف الجزائرية تتكون اساسا من عمال البناء تحتك بالصحراويين باستمرار و توفر خدمات مهمة للصحراويين و تساهم الا حد كبير في توطيد العلاقات بين الشعبين الجارين و في استمرارها, و من المرجح ان تتزايد اعداد هذه الجالية بالنظر الى التطورات الاخيرة التي ادت الى نزوح فئات واسعة من الازواديين الى دول الجوار.

و في الجانب الاقتصادي كان الكثير من التجار الصحراويين يعتمدون في رزقهم وفي اعالة اسرهم على نقل البضائع و السلع و خاصة المواشي بين مخيمات اللاجئين الصحراويين و المناطق المحررة و بين آزواد بالرغم من المخاطر الامنية التي كانت تتهددهم, و ساهموا في توفير بعض المواد الاساسية للصحراويين باسعار مناسبة و خاصة اللحوم, و لا ندري مصير هؤلاء التجار و لا مستقبلهم بعد التطورات الاخيرة التي شهدها الاقليم و المنطقة, زد على ذلك ان قطعان مهمة من المواشي و خاصة من الابل,تعود ملكيتها الى مواطنين صحراويين من بينهم بعض العناصر القيادية في البوليساريو,كانت ترتع في المناطق الحدودية و بالاخص في آزواد.

اما امنيا فيعتبر اقليم ازواد مرتعا لكثير من عصابات الجريمة المنظمة العابرة للدول كشبكات التهريب (السجائر, المخدرات, السلاح...) و التي تتخذ من الصحراء الغربية و مخيمات اللاجئين كغيرها من المناطق المجاورة محطات او ممرات او اسواقا... لسلعها, وتجند لأجل ذلك بعض العناصر الصحراوية شأنها في ذلك شأن الفصائل الاسلامية المسلحة التي تستقر في المناطق ذاتها, و التي استطاعت مؤخرا ان تستقطب بعض العناصر الصحراوية هي الاخرى, لكن الاخيرة تمكنت من استهداف مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤخرا و اختطاف بعض المتعاونين الاجانب و مقايضتهم بفديات مع دولهم في عملية لازال يحوم حولها الكثير من الغموض.

لكن ما يثير انتباه و استغراب المتتبعين الصحراويين للقضية الازوادية و ما أكثرهم, هو التجاهل المتعمد لهذه القضية في وسائل الاعلام الرسمية الصحراوية و الغموض الكبير الذي يكتنف الموقف الرسمي الصحراوي من القضية الآزوادية, فجميع الدول المجاورة للاقليم و حتى دول المحيط الاقليمي ككل, بل والكثير من المنظمات الدولية و المحلية, و معظم الاحزاب و المنظمات في هذه الدول تصدر البيانات و يتحدث زعمائها و الناطقون باسمها للصحافة حول ارائها و وجهات نظرها حول مختلف تطورات القضية الازوادية, وخاصة حول تأثيرات تطورات هذه القضية على مصالح تلك الدول, في حين تغيب تماما وجهة النظر الرسمية الصحراوية عن الساحة الاعلامية سواء المحلية,الاقليمية أو الدولية.

و بالنظر الى التأثيرات الخطيرة للتطورات الجارية في آزواد على المنطقة ككل و على الصحراء الغربية بوجه الخصوص -على اعتبار الوضع السياسي الهش المتسم بحالة"اللاحرب و اللاسلم" و الانسداد السياسي الحاصل- فثمة الكثير من التحديات الامنية الكبيرة التي من الممكن ان تصل الى الاقليم من قبيل امكانية اضطرار عناصر الحركات الاسلامية المسلحة الى البحث عن منافذ و ملاذات آمنة جديدة خارج اقليم آزاواد بسبب التضييق الذي ستتسبب فيه الحرب المعلنة, و لن تستثنى هذه العناصر المخيمات او الاراضي المحررة الصحراوية من بين الخيارات المتاحة امامها, خاصة إذا علمنا ان من بينهم بعض المواطنين الصحراويين الذين قد يفكرون في العودة و الاستقرار في وطنهم,وأيا كانت نتيجة هذه الحرب فستعمل هذه العناصر على نشر فكرها الجهادي في الاقليم و لربما على تبنيها للصراع وتطبيق رؤيتها إزاء القضية الصحراوية, و التي تعتمد على اسقاط "فتوى العدو الصائل" على الغزو المغربي للإقليم.

و على العموم فقد عودتنا القيادة الرشيدة على التعامل مع كل الملفات الحساسة من زاوية أمنية ضيقة, وعلى تبنيها للمقاربة الامنية في كل المجالات, لذى وجب التذكير ان تجارب دول و شعوب اخرى بينت بالملموس ان الحلول الامنية لم تكن هي الانجع في التعامل مع تحديات من هذا النوع, فمثل هذه التنظيمات تعتمد في وجودها على منطلقات إيديولوجية مترسخة في عقول و قلوب منتميها, لن تنفع معها الحلول الامنية ولا العسكرية, فالوضع يستوجب معالجات شاملة تتعدى الامني الى ماهو فكري و اجتماعي و ثقافي و سياسي...

بقلم : محمد سالم هشام
salem.hachem@gmail.com

الى السادة المشرفين على قناة الجزيرة الرياضية

 


السلام عليكم ورحمة الله
نحن الجمهور الصحراوي من عشاق كرة القدم ومن متتبعي قناة الجزيرة الرياضية المحترمة ، نعبر لكم عن شديد قضبنا ورفضنا الكامل للعبارات التي تلفظ بها معلق قناة الجزيرة 9 في مبارة جنوب افريقيا ـ المغرب بعد تسجيل المغرب لهدفه الثاني والتي قال فيها بالتحديد : ".....ان كل الجمهور المغربي من طنجة الى لكويرة فرح بهذه النتيجة ....." ولقد كرر عبارة " من طنجة الى لكويرة " عدة مرات بنية مبيتة ومقصودة، الغرض منها استفزاز كل الوطنيين الصحراويين.
وعلى هذا الاساس وردا على هذا الاستفزاز المبطن والذي استخدمت فيه قناتكم الموقرة بغير ذي وجه حق فاننا نود الاشارة الى :
اولا ، ان الحدود الجغرافية للصحراء الغربية قانونيا ليست جزءا من المغرب حتى يقحمها معلق المبارة ـ المغربي الاصل والفصل ـ بكل سرور واريحية في خريطة المغرب الاقصى
ثانيا ، ان قناة الجزيرة الرياضية تبتعد في خطها التحريري عن السياسة ، وتمتهن الحرفية في بثها للاحداث الرياضية ، وبالتالي فان عبارات وشعارات سياسية من قبيل المغرب " من طنجة الى لكويرة " تقحم قناة الجزيرة الرياضية في وحل قد لا يكون في مصلحتها
ثالثا، نطالب باحالة وابعاد هذا المعلق الرياضي ـ السياسي من قناتكم المحترمة
رابعا ، نطالب بالاعتذار بشكل رسمي وعلني للجمهور الصحراوي من طرف قناتكم عن ما صدر من معلقكم باعتبار القناة هي المسؤولة بالدرجة الاولى عن هذا الاستفزاز الغير مبرر والذي يدخل في صميم نزاع قدم ومازال يقدم فيه الشعب الصحراوي الغالي والنفيس.
لكم منا فائق التقدير والاحترام
الاعتراف بالحق فضيلة
الصحراء الغربية

الأحد، 27 يناير 2013

رياضة "كاس أمم أفريقيا": الأفيال لدور الثمانية والجزائر تودع أمم إفريقيا

أصبح منتخب كوت ديفوار أول المتأهلين إلى الدور الثاني من بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم بعد فوزه على نظيره التونسي بثلاثة أهداف نظيفة، في حين ودع المنتخب الجزائري البطولة إثر خسارته بهدفين نظيفين مع منتخب توغو
بهذه النتائج تصدر منتخب كوت ديفوار المجموعة برصيد 6 نقاط من فوزين، وتأجل حسم البطاقة الثانية إلى آخر جولة بين توغو الثانية في الترتيب وتونس الثالثة برصيد 3 نقاط لكل منهما
وشهدت مباراة الجزائر مع توغو سيطرة مطلقة لمحاربي الصحراء مع كثير من الفرص الضائعة، إلا أن لاعب توتنهام آديبايور سجل لتوغو الهدف الأول ثم أضاف زميله وومي الهدف الثاني في شوط المبارة الثاني
وفي المبارة الأخرى قدم منتخب كوت ديفوار (الأفيال) عرضا قويا في الدفاع والهجوم ليعزز وضعه كمرشح بارز للفوز بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم بعدما هزم تونس (نسور قرطاج) 3-صفر في راستنبرغ السبت
وتوج يايا توري أداء باهر بهدف في الدقيقة 87 بعدما منح جرفينيو التقدم للفريق في الشوط الأول قبل أن يضيف ديدييه ياكونان الهدف الثالث بعد ثوان من مشاركته كبديل
وفي مباراة اليوم تحسن مستوى ساحل العاج بشدة بعد بداية ضعيفة في المجموعة الرابعة حين انتصرت 2-1 على توجو يوم الثلاثاء الماضي
وبدأت ساحل العاج بدون مهاجمها المخضرم ديدييه دروغبا الذي غاب عن التشكيلة الأساسية للمرة الأولى في مشواره مع المنتخب بعد أن أجرى المدرب صبري لموشي تغييرات على الفريق
وبقي رصيد تونس عند ثلاث نقاط في المجموعة التي تضم أيضا الجزائر وتوجو. وأنهى جرفينيو سلسلة من التمريرات المتبادلة بينه وبين لاسيناتراوري داخل منطقة جزاء تونس بتسديدة جميلة في الشباك في الدقيقة 21
وانتظر الفريق حتى الدقائق الثلاث الأخيرة ليضيف هدفيه الآخرين الأول بتسديدة رائعة من توري من خارج منطقة الجزاء. ولم تمر سوى لحظات على مشاركته كبديل حتى اضاف ياكونان الهدف الثالث في الدقيقة 90
وقال لموشي "هذه هي البداية الحقيقية للبطولة. أنا راض تماما عن اللاعبين وعن رد فعلهم. الطريقة التي لعبنا بها انعكاس لما تدربنا عليه."
لكن المدرب لم يشأ أن يقدم ردا مباشرا على أسئلة عن جلوس دروغبا احتياطيا.
وأضاف: "اللاعبون الذين شاركوا هم من أعتقد أنهم قادرون على مواجهة تونس من الدقيقة الأولى للمباراة. لا أنظر للاعبين عظام بل أنظر لفريق عظيم."
وشارك دروغبا (34 عاما) كبديل في آخر 25 دقيقة لكن أداءه لم يكن على مستوى ما قدمه زملاؤه الأصغر سنا.




هل ستوقف فرنسا "هولاند" تصدير الاسلحة الرقمية بدل "حقوق الانسان"؟



استوقفني خبر لوكالة الأنباء الفرنسية تناولته الصحف بتاريخ 15/01/2013، وهو يشير الي ان محكمة الاستئناف في باريس أعطت الضوء الأخضر لقاضي تحقيق الفرنسي "كلود شوكيت" المتخصص في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب للشروع قريبا في التحقيق، في قضية تورط شركة "أميسيس" الفرنسية في تزويد النظام الليبي السابق بنظام المراقبة الشامل الذي يحمل اسم "النسر".
وقد راج في السنوات الاخيرة ان فرنسا اصبحت تصدر انظمة المراقبة الشاملة بدل حقوق الانسان! ومنه ماجاء على لسان الصحفيان الامريكيان: "بول سون" و "مارغريت كوكر" من يومية "وول ستريت" الامركية بعد اكتشافهما ان الموقع الذي كانا يقومان بزيارنه يوم 29/08/2011 - بعد سقوط طرابلس- لم يكن مركز اعتقال بل كان في واقع الامرعبارة عن مركز للتصنت بالعاصمة الليبية، اشرفت عليه شركة "أميسيس" وهي شركة تابعة ل"بيول" الفرنسية التي تعتبر واحدة من أقدم الشركات المصنعة للتكنولوجيا في العالم.
واكد الصحفيان انهما لاحظا في المكان وجود ملصقات على الجدران لارشاد العاملين حول وسائل التصنت، وكانت كلها تحمل شعار شركة "أميسيس". وفي احدى غرف المبني كانت توجد اطنان من سجلات المعارضين، مع مقتطفات من رسائل البريد الإلكتروني ومحادثات عبر الإنترنت ومكالمات هاتفية.
بعد هذا الاكتشاف، وفي أكتوبر 2011 تقدمت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH) ورابطة حقوق الإنسان (LDH) بشكوى ضد الشركة المذكورة بتهمة التواطؤ في التعذيب من خلال بيع ونشر نظام الرصد والاتصالات "النسر" لصالح نظام القذافي في سنة 2007.
وقد ذكرت الجريدة الفرنسية الساخرة "لوكاناغ اونشيني" في وقت سابق في عددها الصادر يوم 7 سبتمبر2011 في مقا ل للصحفي "كلود انجيلي" ان ضباطا من مديرية الاستخبارات العسكرية والخدمات التقنية التابعة التابعة للمديرية العامة للأمن الخارجى الفرنسية، قاموا بعد طلب من الرئيس الفرنسي االسابق "نيكولاس ساركوزي" بالا شراف على تجهيز المركزالمذكور بمعدات تجسس إلكترونية وتدريب الليبيين العاملين بمشروع النسر وذلك في الفترة الممتدة من اجولية 2008 الي فبراير2011.
وقد عبرت العديد من وسائط الاعلام الفرنسية كالصحف "لوفيغارو"، "ميديا بار"، "لوكاناغ اونشيني"… والمواقع الالكترونية "تيليكوميكس"، اوين.ف.ر، غوفلي.انفو.. على مدار السنتين الماضيتين عن قلقها من ضلوع الحكومة الفرنسية واستخباراتها في بناء مراكز للتصنت على السكان في بلدان ديكتاتورية ودموية ومفهوم حقوق الإنسان عندها نسبي جدا. وهو ما دفع بوزيرة الدولة للاقتصاد الرقمي انذاك "فلور بيلران" خلال مقابلة معها في برنامج اذاعي ل"فرانس كيلتير" بمدينة مونتبولييه الفرنسية بتاريخ 20 اجولية 2012 ان تعبرعن معارضتها لتصدير فرنسا لتكنولوجيا المراقبة الشاملة، كما طالبت من الموقع الالكتروني "غوفلي.انفو" مدها بالأدلة الموجودة بحوزته والتي تدين شركة "بيول" قصد تمريرها لوزارة العدل الفرنسية من أجل المساعدة في التحقيق.
ومن المعلوم أن بعض الشركات الفرنسية الناشئة في مجال تكنولوجيا المراقبة الشاملة كشركة "كوسموس" الضالعة ايضا في قضية تزويد النظام السوري بمنظومة للتصنت الشامل، تكون قد استفادت مؤخرا من استثمارات ضخمة عن طريق الدولة، ناهيك على أن هذه الشركة الناشئة تنحدر من جامعة "بيير وماري كوري"، إحدى كبريات الجامعات الفرنسية. وحتى يومنا هذا فإن الجامعة السالفة الذكر مازالت تستفيد من عائدات ربح براءات اختراع التكنولوجيا المستخدمة من طرف شركة "كوسموس".
وفي نفس الوقت ونقلا عن الصحف الفرنسية السالفة الذكر فان "أميسيس" زودت قطر بنسخة من مشروع "النسر" تحت اسم "مشروع الاصبع"، وليست قطر وحدها الدولة المحظوظة في الحصول على البرنامج العجيب للمراقبة الشاملة، بل هناك المغرب صديق فرنسا المدلل وصاحب السجل الاسود في ميدان حقوق الانسان منذ سبعينات القرن الماضي حسب ما تاكد من بيانات وتقارير العديد عن المنظمات الدولية والإقليمية لحقوق الانسان.
وفي هذا الاطار كشفت الأسبوعية الباريسية "لوكاناغ اونشيني" في مقال لها صدر في عددها ليوم 7 ديسمبر2011 تحت عنوان "التكنولوجيا الفرنسية المتطورة تصنع سعادة الطغاة" - والذي تم منعه ومصادرته داخل المغرب- ونقلا عن الصحيفة انها بعد تحريات خاصة قامت بها لعدة شهورتاكد لديها ان "أميسيس" وقعت مع المغرب (بلد الديمقرطية واحترام حقوق الإنسان) عقدا بقيمة 2 مليون اورو للحصول على المعدات اللازمة لتنفيذ مشورع "النسر" في المغرب تحت اسم غريب وهو "الفشار" اي الذرة اوما يعرف عندنا "بالبشنة" التي تنفتح وتنفجرعند تعرضها لدرجة حرارة عالية.
هذا وتجدرالاشارة الى ان الاسبوعية قد ارفقت المقال المذكوربنسخة مفصلة من العقد.
ان مشروع " الفشار" هو برنامج يعتمد على التكنولوحيا المعروفة اختصارا باسم "DPI" اي "التفتيش العميق للحزم" وهو قادرعلى اعتراض ورصد وتحليل ما يلى:
الاتصالات السلكية واللاسكية، المكالمات الصوتية اوالرسائل النصية القصيرة
اتصالات الاقمارالصناعية كهواتف الثريا..
الاتصالات بموجات "ويماكس"، "بلوتوث"، "ج.ب.إس"، "ويفي"، راديو"، شبكة الانترنت (البريد الالكتروني، مواقع التوصل الاجتماعية، المواقع الالكترونية ومحركات البحث…).
ويقوم البرنامج بأرشفة جميع البيانات على كافة وحدات التخزين وبسرعة مذهلة بحيث يمكن للمحققين الحصول على ادق المعلومات من قاعدة البيانات في وقت قياسي.
اذن زيادة علي استعمال فرنسا لحق "الفيتو" ضد مشروع قرار انشاء آلية ضمن بعثة "المينورصو" لمراقبة حقوق الانسان في الصحراء الغربية، لتشكل بذلك استثناء تاريخيا لان جميع بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة التي أنشئت منذ سنة 1991 تحتوي على مثل هذه الآليات، فانه بفضل التكنولوجيا الحديثة الفرنسية ستصبح رسائل البريد الالكترونية والمكالمات الهاتفية للمدافعين عن حقوق الانسان والمعارضين السياسيين بكل سهولة في ايدي محققي وجلادي المخزن المغربي، لاستكمال ماتبقى لهم من جرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب.
ومن جهة اخرى فان شركة "أميسيس" تتعامل مع العديد من الشركات مثل: "اورانج"، "ساجيم"، "الكاتيل"، آلستوم"، "داسولت"، "اوتلسات"، "فكترا" كما تربطها علاقة قوية مع شركة "طاليس" الرائدة في تكنولوجيا الاتصالات السلكية والاسلكية والطيران وتطوير الرادارات وانظمتها. فعلى سبيل المثال الرادارات الارضية "رازيت"، و"راتاك" الموجودة في جدار الذل والعار المغربي في الصحراء الغربية من صنع هذه الاخيرة.
بالاضافة الى العلاقات الواسعة لهذه الشركة مع العديد من المؤسسات والشركات الاخرى في مجالات الدفاع والأمن مثل "DGA" (مجمع الصناعات العسكرية) و"DIRISI" (ادارة شبكات البنية التحتية ونظم المعلومات الدفاعية لمختلف الاسلحة).
انه ليس من المعقول أن لا تكون للحكومة الفرنسية زيادة على المصالح الاقتصادية والدبلومسية، مصالح أمنية من خلال سماحها بتصدير هذه الصناعات العسكرية الرقمية التي برزت اهميتها في السنوات الاخيرة، خصوصا بعد ظهور اهمية وسائل الاتصال والانترنت في نشر حرية الرأي والتعبير ونقل الاخبار والمعلومات من مصادر مختلفة في عدة مناطق ساخنة في العالم، وهذا ما اتضح جليا فيما يسمى ب"ثورات الربيع العربي" التي اظهرت قدرة شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعية على حشد الجماهير للمطالبة بحقوقها المشروعة.
واول ما يتبادر الى ذهن المرء هنا بالطبع، هو أن فرنسا اذا كانت لديها القدرة على الوصول الى مراكزالمراقبة المذكورة والمتصلة بالبنية التحتية فانه بامكانها التصنت بسهولة على هذه البلدان. وهذا امر سهل وواقعي من الناحية الفنية اذا علمنا ان كابل شبكة الإنترنت الذي يربط أوروبا (مرسيليا) بالهند يمرعبرالمغرب، ليبيا، مصر والمملكة العربية السعودية وجيبوتي وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ...
 وبالرغم من الاستخدامات الأخلاقية والمفيدة لهذه التكنولوجيا الا انها تخفي وراءها مالم يتخيله "جورج ارويل" في كتابه "1984" كما تعتبر سباقا جديدا نحو التسلح الرقمي لأنها في الواقع عبارة عن سلاح رقمي عندما يتم استخدامها لتحديد وتعقب وسجن وتعذيب وقتل المدافعين عن حقوق الانسان والمعارضين السياسيين في بعض الأحيان مثلما تقوم به دولة بوليسية كالمغرب.
وعليه يبدو لي ان المجتمع الدولي وخصوصا المنظمات الدولية التي تعني بحقوق الانسان مطالبون اليوم بالضغط على الحكومات لاستحداث قوانين وتشريعات لتحديد استخدامات هذه الاسلحة الجديدة، ومنع تصديرها الى الأنظمة الاستبدادية.
وفي النهاية نتمنى ان يكون هذا الضوء الاخضر الذي حصل عليه القاضي الفرنسي مؤخرا من محكمة الاستئناف بباريس للشروع في التحقيقات، سيتبعه ضوء احمر يوقف فرنسا عن تصدير انظمة الرصد والمراقبة الشاملة لبعض الدول ويقربها بذلك أكثر من قيمها الأساسية....




 بقلم: سيد أمحمد أحمد

انتخاب أمناء الفروع الأساسية محطة لتقييم الأداء وأمل في تفعيل هياكل التنظيم السياسي




تجري الاستعدادات لعقد الندوات السياسية التحضيرية لانتخاب أمناء الفروع الأساسية , وهي عملية تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للتنظيم السياسي , إذ تعتبر محطة لتقييم أداء الفروع السياسية خلال العهدة السابقة , كما ينتظر أن تفضي الانتخابات إلى فوز شباب وشابات مما يفسح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة السياسية , ولعب دور في تفعيل هياكل التنظيم السياسي للجبهة . التقينا مع عدد من أمناء التنظيم السياسي , واستطلعنا آرائهم حول الانتخابات القادمة , وتقييمهم للعمل السياسي , والمادة التحريضية, وغيرها من القضايا ذات الصلة.

إجماع على أهمية الحدث
اجمع المتحدثون على أهمية الانتخابات كمحطة هامة للتقييم , وفرصة للقاعد الشعبية لاختيار أمناء فروع قادرين على الرفع من مستوى التنظيم السياسي , ودعا البعض منهم إلى تغيير أسلوب الخطاب لكي يتماشى مع التغيرات , وفي نفس الوقت معالجة الإشكاليات ونقاط الضعف التي تعاني منها الفروع الأساسية وإحياء دور أمانة الفروع المركزية .

عيوب وايجابيات انتخاب الأمين
محمد سالم الراظي ـ أمين فرع دائرة ميجك ـ يرى أن انتخاب الأمناء له وجهان , واحد ايجابي وآخر سلبي , ويؤيد طريقة التعيين حيث يقول :
في نظري أن الانتخابات تؤكد المشاركة الفعالة في انتقاء الأطر من جهة ,ومن جهة أخرى مواكبة الأحداث , خاصة الحالية منها , وهي لديها عيوب , كما أن لديها ايجابيات , وعيوبها أنها ربما تأتي بأشخاص غير مؤهلين اذا لم يتم تقييم مؤهلات المترشح بشكل صحيح , وايجابياتها أنها تسمح بمشاركة القاعدة الشعبية في انتقاء اطر جديدة من بين المرشحين . لقد كنت من المؤيدين في المؤتمر الشعبي العام لتعيين الأمناء ,وليس انتخابهم , لان دور الأمين بالأساس هو مواكبة الأحداث , وتأكيد ديمومة الجبهة الشعبية وريادتها في بناء الدولة الصحراوية ومؤسساتها ,سواء كانت تنفيذية آو تشريعية , وبالتالي هذا الإطار لابد أن يكون متشبعا بفكر وفلسفة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب , وقد تدرج في إطار التنظيم السياسي ,سواء في منظمات جماهيرية , أو فروع في الجاليات أو الريف الوطني , أو فروع في المؤسسات الوطنية , وبالتالي يكون الإطار جبهويا , ويؤكد أهداف ومبادئ الجبهة , ولكن بعد موافقة المؤتمرين على الانتخاب , أرى انه لابد أن تشمل اللائحة القانونية العديد من القوانين التي تجعل المترشح لمنصب الأمين يكون قد عمل في التنظيم السياسي للجبهة لمدة ثمانية أو عشرة أعوام , الشرط الثاني هو أن يكون قد عمل باحد الفروع سواء في الجاليات , أو في المهجر أو في المنظمات الجماهيرية أو في الاتحادات المهنية أو الطلابية .
.

فسح المجال للشباب للمشاركة
بلة مولود حمادي ـ أمين فرع دائرة اجديرية يرى بأن انتخاب أمناء التنظيم السياسي عملية هامة ويجب إشراك الشباب بشكل واسع فيها ويقول :

يجب إقحام العنصر الشاب في عملية تجديد الهياكل الأساسية للتنظيم السياسي لكي يمارس هذه المهمة التنظيمية في الهيئة التحريضية , وفي رأيي الشخصي, بأنه لابد من توجه الناس كلها باتجاه هذا الميدان , وخاصة الشبان والشابات الذين لم يكونوا على اطلاع عليه وعلى أهميته لكي يمارسوا مهامهم بعد انتخابهم كأمناء أساسيين وعريفات

انشغالات
وردت على لسان أمين فرع ميجك عدة انشغالات , منها ما يخص القاعدة الشعبية , والبعض الآخر يخص عريفات التنظيم السياسي والبرامج, حيث يقول :
بالنسبة للقاعدة الشعبية ترى انه لابد من مشاركتها في جميع البرامج بما فيها إعداد برنامج الحكومة أو أمانة الفروع عن طريق فروعها وتنظيماتها السياسية لأنها هي التي ستنفذ هذه البرامج , فأنا سأواجه صعوبة في تنفيذ برنامج عندما لا أساهم في وضعه , من جهة أخرى, هناك تراكم في بعض البرامج , لأنه يقدم برنامجان أو ثلاثة للتنفيذ , وفي هذه الحالة , أيهما سينفذ؟, ولذلك لابد من مراعاة الأولويات ووضع تراتبية للبرامج من حيث النوع والأهمية . . أما بخصوص عريفات التنظيم السياسي, فأقول, أنه لابد من التفاتة إليهم مادية ومعنوية , وعندما أقول مادية, أعني زيادة الرواتب , ومعنوية , أقصد منحهم شهادات ,وبشأن اللائحة القانونية أرى أنه يجب عدم تقييد اللائحة القانونية والأساسية للفروع المحلية والأساسية .

ضرورة مواكبة الخطاب للواقع والتطورات

احمد غرظو ـ امين دائرة تشلة ـ تحدث عن أهمية انتخاب الأمناء وعن ضرورة النظر في المادة التحريضية لكي تتماشى مع التطورات التي شهدها المجتمع وقال :
انتخاب الأمناء محطة هامة من محطات الفعل النضالي , المرحلة الحالية تختلف عن مرحلة الحرب حيث كان التحريض يلعب دورا أساسيا , و مادة التحريض كانت متوفرة , أما بالنسبة للمرحلة الحالية فقد تغيرت المنطقة كلها وحصلت تغيرات منذ التسعينات وحتى الآن تفرض تغيير أسلوب وصيغة التحريض , و أصبح الوضع في العالم شيئا آخرا.ولذلك فإنه على الفروع السياسية أن نتماشى مع الوضع الحالي في العالم , وبالخصوص في المنطقة العربية , وهناك أجيال وشباب يجب أن يعيشوا هذه المرحلة , وبالتالي لا يمكن تجاهل هذه التغيرات في الخطاب , فأمين سياسي كان يمارس المهنة منذ الثمانينات أو التسعينات يختاره الناخب ولا يغير في أسلوب خطابه , لن يستطيع التكيف مع التغيرات .فمادة التحريض الآن أصبحت متناولة من قبل وسائط إعلامية مختلفة كالتلفزة و الإذاعة ومتوفرة في المواقع الالكترونية لان الناس أصبحت تعيش المرحلة الجديدة بكل جوانبها.

لا جديد في المادة التحريضية
أحمد غرظو يقول بأن المادة التحريضية لا تأتي بجديد للمواطن ويقول :
أمانة الفروع المركزية ليست لديها مادة تحريضية جديدة , فما تقدمه من مادة قصد التحريض تجد الناس قد اطلعت عليه من خلال متابعتها للتلفزة , و الإذاعة , والانترنت حيث أصبح 50 في المائة من الشباب يعمل في المواقع ويساهم في تقديم الوضع السياسي والدفع به إلى الأمام , في نظري أن مادة التحريض يجب أن تلامس انشغالات المواطن في التجارة والقطاع الخاص والصحة والتنمية والنظافة وغيرها.

محمد سالم الراظي يشاطر أحمد غرظو الرأي ويقول :
مادة التحريض يجب أن تضاف لها مواد تمس من اهتمامات المجتمع وان تعطى المبادرة للفروع بإعداد مادة تحريضية خاصة بها ,مثلا مادة للخلايا تتعلق بانشغالات دائرة ميجك في التجارة , وفي التامين والنظافة و المياه و البيئة , و الخطاب لا بد أن يتغير ,لان خطابنا اليوم هو خطاب قديم وروتيني , فلماذا لا يتغير من خطاب الدفاع إلى خطاب الهجوم ؟


التأهيل والتكوين غائبان
بالرغم من ممارسة البعض عمل الأمين وهو لم يتلق تكوينا مسبقا إلا أن المتحدثين أجمعوا على ضرورة تنظيم دورات تكوينية لأمناء الفروع الأساسية , محمد سالم الراظي يقول عن هذا الموضوع :
لابد أن يتم تأهيل الأمين , لأننا خلال العهدة المنصرمة لم نتلق تكوينا, كأمناء جدد نواجه صعوبة في البداية في عملنا , ونتغلب مع الوقت على تلك الصعوبة , فبالرغم من أنني شخصيا شعرت بأنني في مدرسة للتكوين والتأهيل, وهي القاعدة الشعبية خلال مدة سنتين وستة أشهر, إلا أنني أرى ضرورة تنظيم دورات تكوينية للأمناء على الأقل من كل شهرين لمدة أسبوع أو أربعة أيام .
نفس الانشغال عبرت عنه الأمينة المحلية لدائرة الفرسية , حيث قالت :
يجب التركيز على التكوين وتنظيم دورات للأمناء والمحافظين لأنها مسالة أساسية , وكذلك إيجاد مادة تقدم كمحاضرات سياسية لهذه الفروع , وفتح المجال لها في التكوين والتثقيف من اجل الرفع من مستواها مستقبلا لكي تكون قادرة على النهوض بهذا الجانب المهم والأساسي.

.
نحتاج إلى التفاتة من مركزية الفروع

بنه البشير ـ أمين فرع دائرة زوك ـ تحدث عن غياب أمانة الفروع عن متابعة عمل أمناء الفروع , وعن المادة التحريضية واهتمامات المواطن بمحتوى الخطاب السياسي , وقال :
نمارس عملنا منذ ثلاث سنوات , والمواطن مازال لا يعرف دور الأمين كمحرض سياسي في التعبئة والتوجيه والتأطير السياسي والفعل النضالي,
إننا نعاني معاناة كبرى بسبب عدم الالتفاتة من أمانة الفروع المركزية , فالتحريض مجرد منشور تستقبله لنعممه ,ونقوم بدورنا التعبوي , لكن عندما نقرأ المنشور لا نجد آذان صاغية إلى أي نقطة منه إلا في حالة التعرض لنقاط جوهرية طارئة في تلك الظرفية , كردود على شائعات أو أخبار تتعلق بالمفاوضات أو ظاهرة اجتماعية , أمانة الفروع المركزية تقول أن المادة التحريضية موجودة في الوقت الذي قد تم تناولها في وسائل الإعلام . مطالبنا الآن كأمناء فروع أساسية نوجزها في النقاط التالية :
ـ تأهيل وتكوين الإطارات
ـ المتابعة والتقييم لعملهم
ـ احترام مهام كل إطار
ـ التفاتة من المركزية إلى الأمناء

نريد مادة تحريضية مواكبة للتطورات
بنه البشير أشار إلى تأخر أمانة الفروع في الرد على بعض الشائعات ,وهذا يسبب تأثيرا كبيرا , حيث يقول :
نريد مادة تحريضية أكثر تأثيرا , وأن يتم الرد على الشائعة في الوقت المناسب أو يقدم لنا توضيح عنها , فنحن نتصل هاتفيا ونذهب ونسال المسؤول المباشر عن مثل هذه القضايا , ولكن يأتي الرد السياسي متأخرا , . نريد كذلك القيام بتفتيش ومتابعة من المركزية , فهي غائبة إلى درجة أنه لا أحد يزورنا , بالنسبة للمادة التحريضية , طلبنا من المركزية إعطاء الضوء الأخضر لنا لاستنباط مادة تحريضية حتى من الجريدة , وقد تمت الاستجابة , فالفرع الجهوي يجتمع ويصدر مادة تحريضية شهرية في الصحة والتعليم و التجارة , لكن لا يوجد شيء نستند عليه رسميا. نطلب من المركزية إعداد منشورات يحس المجتمع بأنه مخاطب فيها وتمس انشغالاته , الإدارات فاعلة و موجودة ومجسدة للوثيقة , لكن لم نجد من يقيمنا , والعريفات الساهرات على تنفيذ البرامج لديهن إحساس بهذا النقص.


الخطاب التحريضي يلعب دوره كما ينبغي
دماحة اعلي أحمد ـ امينة دائرة الفرسية ـ تحدثت عن الانتخابات كمحطة هامة ورأت بأن الخطاب التحريضي منذ بداية الفصل يقوم بدوره كما ينبغي , ويجب فتح المجال للشباب للمساهمة في النهوض بالتنظيم الثوري ,حيث قالت :
تجديد هياكل الأمناء المحليين والأمناء الأساسيين محطة هامة ,وقد بذل فيها مجهود كبير , من حيث التحضير المعنوي , و نتمنى أن ينتخب أمناء محليون و اساسيون في المستوى للرفع من مستوى التنظيم السياسي , لأنه هو الركيزة الأساسية للدولة الصحراوية ,وهو الذي أوصلنا إلى هذا المستوى .

أما بخصوص الخطاب التحريضي , نقول أن التنظيم السياسي منذ بداية الفصل اخذ مكانته ولعب دوره ـ حقيقة ـ في التعبئة والتحريض ضد الحرب النفسية الدعائية للعدو, و نتيجة عمل الفروع ملموسة على مستوى القاعدة الشعبية من خلال هذه التجمعات والمحاضرات وإيصال الموضوعات التي يجب أن تصل إلى المواطن في وقتها المناسب .

بلة مولود ـ أمين فرع دائرة أجديرية يشاطر أمينة دائرة الفرسية الرأي بشأن المادة التحريضية وأهمية التكوين , ويقول :
من سنة 2010 وإلى 2012 , أصبحت مادة التحريض متوفرة ,والعمل يسير على ما يرام والمطلوب هو التعاون بين الناس والسير قدما .
أما بالنسبة للتأهيل , فإننا نعتبره مسالة هامة خاصة في هذا الميدان , ولابد من التكوين وإعادته , بالنسبة لأطر الفروع الأساسية .


في لقاء مع المستقبل الصحراوي : محمد بنو رئيس لجنة الصياغة المنبثقة عن الملتقى الأول للجالية الصحراوية





اجرى اللقاء : احمد بابا لحبيب ابعيا
المستقبل الصحراوي: رغم أن الملتقى هو الأول من نوعه للجالية الصحراوية بأوربا، إلا أن الكثيرين لم يعلموا به إلا عن طريق الإنترنت، إلى ماذا تعزو ذلك؟
شكرا لمجلة المستقبل الصحراوي الواعدة على الاستضافة، هذا السؤال كان من الأجدر توجيهه للجهة أو بالأحرى للجهات المنظمة، و لكن، في كل الأحوال، لا يتعلق الأمر بتقصير من تلك الجهات، ثم إن الإنترنت وسيلة فعالة للتواصل، فما العيب في أن تستغل استغلالا معقلنا للاتصال و التنسيق و تبادل المعلومات؟
المستقبل الصحراوي: يرى البعض أن الملتقى كان روتينيا، و لا يختلف في شيء عن الندوات التي ألفناها، و هي ندوات، كما تعلم، تعرف نتائجها قبل عقدها، هل يمكن أن تطلع القارئ عما جرى فعلا من نقاشات؟
أنت تعلم أكثر من غيرك، بحكم تغطيتك الصحفية لجلسات الملتقى، أنه لم يكن إطلاقا روتينيا، بل كان من أكثر الملتقيات ديناميكية. فقد شهدت الجلسة الافتتاحية نقاشا حادا بين بعض أعضاء الوفد الرسمي و بعض المشاركين، هذا النقاش أكد بوضوح أن أغلبية المشاركين متمسكين بالقطيعة النهائية مع الأساليب المتجاوزة التي كانت تدار بها الندوات و الملتقيات على مدى الأربعين سنة الماضية من عمر الجبهة. و بعد أن حسم موضوع تسيير جلسات الملتقى و جدول أعماله، كانت المداخلات جريئة مع اختلاف مرجعيات أصحابها الفكرية و السياسية و النضالية.
و من خلال الأفكار المعبر عنها بالملتقى، يمكن التمييز بين فئتين من المشاركين : فئة اتخذت من مبدأ النقد و النقد الذاتي بوصلة اهتداء لتحديد معالم مساهمة الجالية الصحراوية بأوربا في فرض خيار الدولة الصحراوية المستقلة، هذه الفئة حاولت من خلال أفكارها و مقترحاتها بناء بديل تجاوزي لسياسة الاملاءات و الولاءات التي فشلت في تحصين مكاسب الشعب الصحراوي، و أطالت معاناته، و عجزت، لحد الآن، عن تحقيق أهدافه المشروعة. أما الفئة الثانية، فهي فئة إتكالية و انتظارية، ألفت تنفيذ برامج معدة سلفا و لا تريد أن تكلف نفسها أكثر من ذلك. و لكل فئة مبرراتها التي تجب أن تحترم، إلا أن الكلمة الفصل كانت للأغلبية. و علاقة بسؤالك، فهناك من المشاركين من اعتقد أن نتائج الملتقى كانت معروفة مسبقا، لكن الوضع هذه المرة كان مختلفا تماما.
المستقبل الصحراوي: بعيدا عن الشعارات التي أصبحت هي النتيجة المنطقية لكل الندوات الماضية، ما هي النتائج الملموسة التي خرج بها الملتقى الأول للجالية الصحراوية بأوربا؟
أعتقد أن أول نتيجة هي عقد الملتقى في حد ذاته، و هنا اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل أفراد الجالية الصحراوية بفرنسا على حسن استقبالهم و كرم ضيافتهم و نجاح تنظيمهم للملتقى، قلت إن مجرد تحويل فكرة عقد الملتقى الأول للجالية الصحراوية بأوربا إلى واقع فعلي هي نتيجة ملموسة و محمودة، فقد اجتمعت نخبة من الطاقات الصحراوية الواعدة في مختلف التخصصات و من مختلف مرجعيات الحقل النضالي الوطني للإجابة عن سؤال يقلق ذاكرة كل مناضل صحراوي أينما تواجد: ماذا يمكن أن أقدم لخدمة القضية الوطنية من موقعي و حسب إمكانياتي؟ و قد تبلورت الإجابة عن هذا السؤال على شكل مشروع تحت عنوان "جالية صحراوية قوية لدعم القضية الوطنية". هذا المشروع سيتم بموجبه تأطير الجالية الصحراوية بأوربا في إطار تنسيقية أوربية تنتخب منسقين جهويين، ينتخبون من بين أعضائهم مكتبا تنفيذيا، الذي سينتخب بدوره منسقا عاما من بين أعضائه. أما أهداف المشروع فتم تركيزها في هدفين رئيسيين، متلازمين و متكاملين، يتعلق الأول بالتأثير في المواقف و القرارات السياسية التي تتخذها الدول الأوربية و الاتحاد الأوربي من القضايا ذات الصلة بالنزاع في الصحراء الغربية. أما الهدف الثاني فيتمثل في تقوية و توسيع دائرة التضامن مع الشعب الصحراوي داخل المجتمع المدني الأوربي. و لتحقيق هذين الهدفين، تم تشكيل لجنة لصياغة القانون الأساسي للتنسيقية و برنامج عملها و تقديمهما للملتقى الثاني الذي سينعقد في آخر السنة الجارية من أجل المصادقة.
المستقبل الصحراوي: هل ستساهم اللجنة الجديدة في وضع أسس بناء دبلوماسية شعبية تكون إلى جانب الدبلوماسية الرسمية من أجل التحسيس بالقضية الوطنية؟
في اعتقادي لقد مكثنا أكثر من اللازم في مرحلة التحسيس، لذا وجب علينا، و على الفور، أن ننتقل إلى مرحلة التأثير في كل المواقف و القرارات السياسية ذات الصلة بنزاع الصحراء الغربية. فأربعين سنة من التحسيس و التعريف بالقضية إما أن تكون كافية، و إما أن هناك خلل ما في المادة أو الكيفية، أو فيهما معا. إن المناضلين الصحراويين، إذا أتيحت لهم الفرصة، قادرون بعدالة قضيتهم، و بمستوياتهم الثقافية و السياسية على التأثير في المواقف و القرارت الدولية لصالح قضيتهم الوطنية. أما عن الدبلوماسية الرسمية، فنحن ليست لدينا، و للأسف الشديد دبلوماسية رسمية بالمفهوم السياسي للكلمة، كل ما هناك عبارة عن تمثيليات و سفارات للجبهة يعين فيها أشخاص في غالب الأحيان لا علاقة لهم لا بالدبلوماسية و لا حتى بالمجال السياسي، يتم انتقاؤهم وفق مقاييس مبهمة، ليجدوا أنفسهم تحت وصاية رؤساء جمعيات غير حكومية أجنبية توفر لهم المساعدات و تمول لهم المشاريع. فما عدا بعض الحالات المعزولة، لا أعتقد أن لدينا دبلوماسية رسمية بالمفهوم السياسي المتعارف عليه.
المستقبل الصحراوي : هل سيساعد هذا المجلس في التخفيف من معاناة الجالية الصحراوية بأوربا؟
إذا تحدثنا عن المعاناة، يجب أن نتحدث عنها في شموليتها، أي معاناة الشعب الصحراوي برمته، و في مختلف مواقع تواجده. فالهدف الأسمى لكل المناضلين الصحراويين ليس مجرد تخفيف المعاناة، بل وضع حد نهائي لها من خلال المساهمة في تقصير الطريق التي ستوصلنا جميعا إلى فرض دولة ديموقراطية مستقلة على كامل ترابنا الوطني. و عمل المجلس سينحصر في هذا الاتجاه. لكن هناك جهات رسمية كمكتب الجاليات بأوربا و وزارة المناطق المحتلة و الجاليات و تمثيليات الجبهة بأوربا, فهذه الجهات هي المخولة بحل مشاكل الجالية.
المستقبل الصحراوي : سؤال يطرحه المواطن البسيط، فيما تختلف اللجنة التي شكلت بعد الملتقى الأخير و مكتب الجاليات؟ هل اللجنة تابعة للمركزية بالشهيد الحافظ ؟ و ما طبيعة العلاقة التي تربطكم بالجهات الرسمية؟
كما ذكرت آنفا، فللجنة المنبثقة عن الملتقى الأول للجاليات بأوربا هي لجنة أنيطت بها مسؤولية صياغة قانون أساسي و برنامج عمل انطلاقا من مشروع "جالية صحراوية قوية لدعم القضية الوطنية " المصادق عليه بالإجماع من طرف المشاركين في الملتقى. أما مكتب الجالية الصحراوية بأوربا فهو مكتب تابع لوزارة المناطق المحتلة و الجاليات و هي المسئولة عن برنامج عمله. اللجنة ليست تابعة للمركزية بالشهيد الحافظ ، بل هي لجنة مستقلة، صادق الملتقى على أعضائها بالإجماع، فهي مسئولة أمام الملتقى. لحد الساعة لم يتم الحسم في الجهة الرسمية التي يجب التنسيق معها، و هذا الموضوع ستتم مناقشته في الملتقى القادم على ضوء مقترحات لجنة الصياغة.
المستقبل الصحراوي: ما هي الآفاق المستقبلية لمجلس الجالية بأوربا؟
- نحن لا زلنا في بداية المشوار، فالبدايات تكون دائما صعبة، لأن كل جديد تواجهه ميكانزمات دفاع قوية تحاول التمسك بما هو موجود و كأنه قدر محتوم لا يمكن بأي حال من الأحوال تقديم ما هو أفضل منه. لكن طموح المناضلين الصحراويين و قدرتهم على مسايرة المرحلة الراهن كفيلان بإنتاج فعل نضالي وطني قادر على تجاوز سياسة الانتظار و جعل قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار في أولويات أجندة الأمم المتحدة، و ذلك ما ستتم بلورته بالتفصيل في برنامج العمل الذي كلفت اللجنة بصياغته.

المصدر : المستقبل الصحراوي

مخيم الشهامة والأمل: السهل الوطني الصحراوي الممتنع

أطلبوا الموت توهب لكم الحياة
العزائم تصنع الهمم، والهمم أقطع من السيوف

على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم
تكبر في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم
 
منذ إنتصاب مخيم العزة والكرامة، مخيم التحدي والإبداع والإبتكار، مخيم إنتصار العزة والكرامة والإباء الصحراوي والحمية الوطنية الحضارية الضاربة في عمق قدم وتأصل وتجذر البعد المقاوم الرافض للإذلال والخنوع والتهجين والترويض ...... المرتكز المستمد لبعده الفلسفي الفكري المشكل لعمق وتجلي وتجذر مكامن الإعتزاز في تراكمات ثقافة وطنية مميزة ومتمييزة، تنهل من معين أَمْنَيِنْ أَنْشُوفُو أَرَّكٌ نَتْوَحْشُو أَلْمَوُتْ
منذ دخول مشهد هذا السهل الوطني الصحراوي الممتنع، بكل ثقله الحضاري الإبداعي التنظيمي الإنساني المطلبي، وما يحمله من بعد وتتوالد عنه من أبعاد سياسية ممحصة الشكل والمضمون والمتناسلة النتائج
عُودْ لَحْبَزِّي: لُبِيَّتْ المطالب تنتقل العدوى؟ قمع المطالبين ..... ؟ إجراء عاجز المخزن عنه أمام العدد البشري المنسجم المستميت في قوة المطلب، وبشكل حضاري سلمي في هذه الأجواء وفي زخم شطحات هستيريا المخزن، ووجوده محاصر في متاهات الصحراء والصحراويين ورمالهم المتحركة ومجاهلها المهلكة، التي لايفقه أسرارها إللا أَخُوتْ أجْمَالهَمْ ؟؟؟ فإن المخزن لجاء أخيرا وبوقاحته المعهودة الى أسلوب ألإغراء ومحاولة شراء الذمم، وعلى الشاشات مباشرة في مشاهد مغززة بهلوانية لم يجد لها إللا منقبات يخجلن حتى من إبراز وجوههن على الشاشة، محاولا إختزال همم الصحراويين وتممييع وإختزال حيفه في حقهم في: قطعة أرضية وكَارْطِيَّه، ناسيا أو متناسيا على الأصح أن هذه تراكمات مرتبطة بالإحتلال نفسه ؟؟؟ وأن: أَلْمَا جَ فَ أَوَلْ أَلْكٌصْعَ مَا إِجِي فَ أَعْكٌابْهَ وبالتالي فإن هذه الأساليب الترقعية لا تصلح مع الأباة الصحراويين، وأنَّ المخزن يَّزِّاهْ ما قبل أَكٌدَيِمْ إِزِيك، لأن ما بعده ليس كما قبله ؟؟؟
وهو ما يضع كل الصحراويين، تحديدا أصحاب العزة والكرامة المرابطين على تخوم الحسم والنصر في مخيم أَكٌدَيِمْ إِزِيك ، فالواجب يناديكم ، أصبروا و صابروا ، فوالله أنتم الفائزون ، ففي وحدتكم و تلاحمكم و إنسجامكم تكمن قوتكم وأمنكم وهيبتكم وضغطكم وتحقيق أهدافكم الآنية والمستقبلية، موقفكم الملحمي أقوى بمخيمكم وحكمة وحصافة إدارتكم، ثقوا في أنفسكم وفي طليعتكم الطلائعية، صموا أذانكم وأنصتوا فقط وفقط لأبنائكم اللذين صنعتم بفعلكم وفعالهم وذكائهم وجرأتهم، ليس فقط مظاهر الفخر والإعتزاز الصحراوي الأصيل، بل حركوا كل مظاهر ومكامن فرض الأمر الواقع المراد فرضه، والوهن والتيه وإنسداد الخيارات وعقم البدائل وشلل الفعل الوطني المبادر الصانع للمبادرة، وغيرتم كل الحسابات والمراهنات والسيناريوهات الجهوية والدولية، على مستوى الذات والأعداء والأصدقاء والحلفاء حتى
هنيئا لطليعتكم، خطاب واضح محدد ممحص الشكل والمضمون .... حصيف عميق شامل، لغة عربية صحراوية غير مقنَّعة ترفض الأقنعة، قانعة ومقتنعة بمن هي؟ ماذا تريد؟ ما لها؟ وما عليها؟ لا تستجدي ولا تبحث عن فتات موائد الجور ولا تيه وإنهزامية المتزلفين
( خالصة ومتخلصة من أمراض ( أصحاب أَخْلاَطْ لَكْلَ وُلَفْرَاسَنْ فَ أَشْدُوكٌ
حكمة وذكاء التدرج ......... الله في عونكم
( يقول المثل الحساني : ( أَلحَجْرَ أَلْبَيِنْ أَكْرَاعَكْ وَأَنْعَالْتَكْ أَتْحَسْ بِيهَا أَللاَّ أَنْتَ
و ........ مَاهُ أَصْدِكٌ أَلْمَا جَابُ أَرْقَاهَا
فأصبروا وصابروا تأكدوا أن الوقت كل الوقت في صالحكم، أنتم الفائزون عاجلا بإذن الله، مهما تكن قساوة الظروف، صبر أيام ونقول أيام لن يكون أقسى من 35 سنة من التهميش والإقصاء والإذلال والقتل البطيء حرب قطع الأرزاق، بتحديكم أحسنتم الإختيار في الزمان والمكان والأسلوب الذكي التعجزي التصاعدي والذي سيكون حتما حتما متناسلا وبخصوبة أتسونامية كاسحة
أصبروا أنتم في الموقف المريح في معركة لي الأذرع بمفهوم وتأثير وتحصيل الأهداف ...... أنتم الفائزون عجلا.... عدوكم مرتبك فاشل عاجز محاصر..... إجماعكم وإنضباطكم لأبنائكم المخلصين لكم، العارفين بكم وعدوكم، وماذا تردون ؟؟؟
يقول المثل الصحراوي: أَرَاسْ إِلَ عَادْ عَيِنِينْ كَامَلْ يَخْلَعْ
بقلم: أندكسعد ولد هنّان

كلمات مبتورة

الكلمة ما قبل الاولى
اينعت اتراحنا
و لم يحن قطافها بعد
و على الرصيف افراحنا
ترنو الى شفق مبتور
و تنتظر مراكب المصير
أيا مسافرا بها
ألا بلغت الاحبة ان شوقنا لهم
معتق في الصدور
يحميه خضاب شهيد
و بسمة ثكلى
و قيد اسير.
*=*=*=*=*=*=*
الكلمة ما بعد الاخيرة
كم هي عنيدة احلامي
فكلما عشقتُ امرأة
عشقت هي وطنا
و كلما رنوت
في سكون الليل الى القمر
اتتني تحمل شمسا
و عندما امسك بمقود الريح
تعانق جذورها الارض
و في موسم الحصاد
تنمو احلامي بيارق تضيء الدجى
و تصلب الخفافيش
و تعين "اطلس" على حمله.
*=*=*=*=*=*=*=*
الكلمة......؟
اهدأ
فكساء الايام زائل...
و القامة لن يستطيعوا ان يظهروها
و لن يستطيعوا لها نقبا...
و خناجر الليل لن تفلح
في صلب المسيح...
و عبدة التماثيل
من خير السنوات
العجاف استأسدت
فهوت في مكان سحيق...
اهدأ
و كن عليهم ظهيرا...
اهدأ
و كن لها نصيرا...
بقلم الأديب : الناجم الشيعة
15 يناير 2013



الحرب المالية و انعكاساتها على قضيتنا الوطنية..



إن المتتبع للتطورات الأخيرة و المتسارعة للأزمة في مالي ، وما تبع ذلك من ردود أفعال متباينة ، سيدرك أن الأمر بالغ الخطورة و أن الحرب الدائرة هناك لا بد أن تكون لها تبعات على المنطقة ككل ، ومما لا شك فيه أننا و بحكم موقعنا الجغرافي في قلب العاصفة ، مثلنا مثل كل الدول المجاورة و أننا معنيون بهذه التطورات و بانعكاساتها على المستوى الميداني و الإقليمي ، لهذا يتوجب علينا النظر إليها بكل حرص و محاولة أن لا تكون خطواتنا تجاه هذه الأزمة إعتباطية و غير مدروسة ، بل أن نتحلى بالكثير من الحكمة و شمولية و بعد النظرة لأن الأمر يتعلق بدولة جارة و صديقة ، و لكي نبرز مدى تأثر قضيتنا بهذه الأزمة لا بد من التعريج على عدة نقاط أساسية:
ــ الدور الفرنسي في هذه الأزمة :
مما لا شك فيه أن بصمات سيد الإليزيه الجديد اليساري فرانسوا هولاند بدأت تظهر جلية على السياسة الخارجية لبلده ، و أكبر دليل على ذلك محاولة فتح صفحة جديدة مع عدو الأمس الجزائر ، و هو ما لاحظناه خلال زيارته الاخيرة للجزائر نهاية شهر ديسمبر الماضي، الأمر الذي يرى مراقبون أن هولاند قد نجح فيه و لو نسبيا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار الخطوة المفاجئة التي قامت بها الجزائر من خلال إفساح المجال الجوي الجزائري للطيران الفرنسي في الحملة التي تشنها فرنسا على الجماعات الإسلامية شمال مالي ، هذا التقارب الفرنسي الجزائري قد يلقي بظلاله على القضية الصحراوية كون فرنسا هي الراعي الرسمي للإحتلال المغربي للصحراء الغربية ، إلا أنه وحده الوقت كفيل بأن يظهر ما إذا كانت فرنسا ستبقى وفية لحليفها المغرب في ما يتعلق بالصحراء الغربية أم أنها قد تتخلى عنه ولو نسبيا لمسك العصا من الوسط ربما ، على أي وبالعودة إلى أزمة مالي ، فما هو مؤكد هو أن فرنسا لم تتدخل في مالي حبا في الماليين بل لأن فرنسا لن تقبل أن تخسر إحدى مناطق نفوذها و إحدى الدول الفرانكفونية التي لا تزال تدين بالولاء لمستعمِـــرتها السابقة ، و ترك فرنسا لمالي أو جزء منها بيد الجماعات الإسلامية يشكل تهديدا ليس على مالي فحسب بل على الدول المجاورة لها أيضا كالنيجر و تشاد و بوركينافاسو فهي أي فرنسا تخشى على حلفائها سقوط "الدومينو".
ــ العلاقة مع الأزواد:
لا يخفى على أحد أن بداية الأزمة في مالي بعد الإنقلاب العسكري كانت خروج سكان إقليم "أزواد" الواقع في الشمال بقيادة حركة تحرير أزواد للمطالبة بإستقلال إقليمهم عن دولة مالي إلى درجة أنهم أعلنوه إقليما مستقلا ، و حدثت يومها الكثير من ردود الفعل على هذا المطلب بين مؤيد و معارض، و بعد تسارع الأحداث و ظهور الجماعات الإسلامية الجهادية كحركة " أنصار الدين" و حركة " التوحيد و الجهاد" و حدوث بعد ذلك العديد من المواجهات الميدانية كل هذا أدى إلى التغطية نسبيا على قضية الأزواد إلا أن هذه القضية لا تزال موجودة و مطالبها في إستقلال الاقليم ما فتأت تظهر بين الفينة و الأخرى ، ما يهمنا و ما نحن بصدد الحديث عنه هو علاقتنا كجبهة و كدولة بحركة تحرير الأزواد ، فلا ينبغي أن يبقى موقفنا من هذه الحركة غامضا و أن ننظر جيدا في أسلوب و كيفية التعامل معها ، فمن يدري قد يستجيب العالم لمطالبهم في إجراء إستفتاء لتقرير مصير الإقليم ـ حتى و إن لم يكن على المدى القريب ـ ما من شأنه أن يحدث تأثيرا على قضيتنا بحكم قربنا الجغرافي من الأزواد و بحكم نقاط التشابه الموجودة بين القضيتين.
ــ المساعدات الإنسانية و المتعاونين الأجانب:
تبعد مخيماتنا بمسافة ليست بالبعيدة عن شمال مالي أين تدور رحى الحرب بين الجيش الفرنسي من جهة و الجماعات الإسلامية من جهة أخرى ، الأمر الذي سيكون له التأثير البالغ ، ليس من الناحية السياسية و العسكرية فحسب بل الإنسانية أيضا ، إذ أن اللاجئين الصحراويين كما هو معروف يستفيدون من مساعدات إنسانية تساعدهم على مكابدة العيش في تلك الظروف الصعبة ، و أي قطع أو نقص في تلك المساعدات فستكون له نتائجه السلبية بكل تأكيد ، ما أريد الؤصول إليه هو أن الأجانب الممولين و أعضاء المنظمات الإنسانية عادة ما تخيفهم و تفزعهم تلك الحروب ،زد على ذلك أن الجماعات الإسلامية تعتبر طرفا في تلك الحرب ما يعني خوفهم أيضا من إمكانية تعرضهم (الأجانب) إلى عمليات إختطاف كما سبق و حدث ، بالتالي فإن الأزمة في مالي و بحكم قربنا منها سيكون لها تأثيرا مباشرا على مجيء المتعاونين الأجانب إلى المخيمات ما من شأنه أن يؤثر على المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين.
ما هو مؤكد هو أن الأزمة في مالي بدأت تأخذ منحى خطير جدا ، تسارعت فيه الأحداث إلى درجة أننا لم نعد نفهم شيء ، و ما هو مؤسف أن وسائل إعلامنا خاصتا منها الرسمية لا تبالي بهذه التطورات ولا تعطيها حقها من التغطية الإعلامية و كأننا لسنا معنيين ولا متأثرين بهذه الأحداث ، لذلك أردت من خلال هذه السطور إلى أن أنبه إلى أهمية و خطورة هذا الملف الحساس و مدى تأثرنا بكل إنعكاساته، كل هذا بالإضافة إلى السموم التي من المحتمل أن تنفثها دولة الإحتلال المغربي عن طريق مخابراتها الخبيثة من خلال الزج بنا في هذا النوع من الأزمات كربطنا بالجماعات الارهابية في شمال مالي أو أي نوع أخر من التهم التي ستسعى إلى تسويقها إعلاميا كما سبق و أن فعلت إبان الحرب الليبية فالحيطة الحيطة و الحذر الحذر.

 بقلم : المحفوظ محمد لمين بشري

نداء المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة أكديم إزيك








جماهير شعبنا في مخيمات اللجوء في المناطق المحررة وفي الشتات, في جنوب المغرب في المواقع الجامعية وفي المناطق المحتلة: نتوجه إليكم اليوم عبر هذا النداء على بعد أيام قلائل تفصلنا عن الفاتح من فبراير 2013. موعدا أراد فيه المحتل المغربي أن يحاكم من خلالنا وأمام محكمته العسكرية كل الجماهير الصحراوية التي صنعت ملحمة أكديم إزيك التي ستبقى خالدة في ذاكرة التاريخ الصحراوي المليء بالأيام المشرقة والانتصارات الباهرة على مدار الأربعين سنة من النضال هي عمر ثورتنا المجيدة من أجل الحرية والكرامة.
إنه موعد أراد له النظام المخزني المغربي أن يكون دليلا على جبروته و غطرسته وقدرته على التلاعب بمصائرنا عبر إستخدام سلاح المحاكمات الجائرة كسيف مسلط على رقابنا من أجل تركعنا وتخويفنا والنيل من معنوياتنا التي هي زادنا الأساسي في معركة فرض الإرادة. إنه ببساطة موعدا أراده الجلاد يوما لمحاكمة ضحيته. لكن وبفضل صمودنا وتضحياتنا جميعا نحن و أنتم سنحوله بإذن الله إلى يوم أخر من أيام إنتصارات شعبنا المجيدة كيوم "الزملة والكلة والمسايل" التي سطر فيها الإنسان الصحراوي أروع التضحيات والأمجاد وبلغ فيها أقصى معالم المجد والشرف والإباء,فأنتم جماهير شعبنا الأبي من خلال وقفاتكم التضامنية ومهرجاناتكم الخطابية ومسيراتكم وهباتكم النضالية, ونحن داخل محاكم العدو وأمام قضاته وتحت أنظار وأسماع المراقبين الأجانب سنحاكم جميعا النظام المغربي على جميع جرائمه ضد أبناء شعبنا على إمتداد السنوات السبعة والثلاثين هي عمر الإحتلال المغربي لأرضنا وخاصة خلال تدخله الغاشم على مخيم أكديم إزيك صبيحة الثامن من نوفمبر 2010.
الفاتح من فبراير 2013 إنه مناسبة لنذكر العالم ببشاعة وهمجية النظام المغربي الذي أقدمت قواته تحت جنح ظلام ذلك اليوم وبذلك الشكل الهمجي الذي كشف للعالم مرة أخرى غطرسة الدولة المغربية واستهتارها وضربها عرض الحائط لكل المواثيق والعهود الدولية الرامية إلى إحترام أبسط حقوق الإنسان الأساسية كالحق في التعبير والإحتجاج السلمي. وفي المقابل إبان ذلك اليوم وما سبقه من أيام المخيم المجيدة على قوة الإرادة والتنظيم وعن صمود أسطوري منقطع النظير نال به الشعب الصحراوي إعجاب وتقدير كل شعوب العالم وكان ذلك بداية فعلية لحراك جماهيري عارم عم المنطقة العربية بكامل أسرها بل وإمتد تأثيره إلى كل بقاع العالم.
الآن والدولة المغربية عازمة على تقديمنا أمام محكمة الظلم والجور العسكرية وتنتظرنا من خلالها أحكام جائرة وقاسية جاهزة سلفا.
فالمسؤولية والواجب الوطني على عواتقنا جميعا كلنا مدعون إلى رص الصفوف وشد السواعد لنخلد معنا فصل جديدا من فصول معركة النخوة والشرف والكرامة, لقد آن الأوان اليوم أكثر من وقت مضى لنشمر عن سواعدنا وبكل ما نملك من قوة لدفاع عن كرامتنا وشرفنا وعزمنا ولنعلنها صرخة مدويتا وبركان مشتعل تحت أقدام الغزاة.
إذن فهلموا بنا جميعا لنجدد العهد لشهدائنا الأبرار اللذين إسترخسوا أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية من أجل حرية وكرامة هذا الشعب الأبي حتى يعيش حرا كريما سيدا فوق كامل ترابه الوطني "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
فلنجعل من يوم الجمعة الفاتح من فبراير 2013 موعدا جديدا مع التاريخ نقف فيه وقفة رجل واحد سيرا على درب شهدائنا البررة ووفاء للقسم الذي قطعناه على أنفسنا فوق ترب أكديم إزيك الطاهرة فلنكن جميعا على العهد ونسمع صوتنا للعالم وتملئ حناجرنا سماء الدنيا :
"لابديل لا بديل عن تقرير المصير"
"لاشرعية لاشرعية للمحكمة العسكرية"
"يا معتقل يا رفيق سنواصل الطريق"
"لاتراجع لا إستسلام المعركة إلى الأمام"
"صامدون صامدون رغم التعذيب و السجون"
                                الدولة الصحراوية مستقلة هي الحل
                                عن المعتقلين السياسيين الصحراويين
                                           مجموعة أكديم إزيك
                                            بالسجن المحلي سلا

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر