الاثنين، 29 أبريل 2013

وداعا أيها الأب الغالي!

لقد رحل الأب و القائد و المناضل الخليل سيدي أمحمد تاركا وراءه فراغا كبيرا من الصعب ملأه ، لقد رحل الخليل و ترك الشعب الصحراوي و هو في أمس الحاجة إليه و إلى أمثاله من أبناء هذا الشعب البررة الذين جعلوا خدمة هذا الشعب أسمى أهدافهم ، لقد رحلت أيها الغالي و تركت وراءك هذا الشعب الذي أحبك بكل أطيافه ، رجالا و نساءا ، شيوخا و أطفالا ، لقد كنت من المخلصين في زمن كثر فيه المتخاذلين ، و كنت وفيا في وقت كثر فيه الخونة و المتساقطين ، و كنت جادا و قد أحاط بك الكثير من المتلاعبين. لقد كنت إبن الشعب الذي لم تغــره الدنيا و زخرفها ، فبقيت كما عرفك الشعب الصحراوي أول مرة ، الخليل القائد في حلة المواطن القاعدي البسيط.
لقد كنت مثالا في العطاء و التضحية و الإخلاص و التواضع ، لقد كنت الأب و الأخ و القائد و الصديق، و أنت الذي ستبقى بصماتك في مختلف المؤسسات التي مررت بها شاهدة على عطائك و تضحيتك في سبيل مشروع أمنت به منذ نشأته. فقد كنت من أوائل الملتحقين بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، كما كنت من أوائل المؤطرين لتنظيمها السياسي. يتذكرك الشعب الصحراوي بحب و تقدير عندما كنت أمينا سياسيا ، و يحن إليك أهالي الولايات التي مررت بالإشراف عليها، كما تتذكرك وزارة التعليم و وزارة الداخلية ، نـتذكرك وزيرا للأرض المحتلة و الجاليات و الريف الوطني ، لقد أحبك أهل الأرض المحتلة و هم الذين يعتبرونك رمزا من رموز النضال و المقاومة، كما تتذكرك الجالية بكثير من التقدير و الحب و الإحترام ، الشيء نفسه مع أمانة الفروع التي رحلت عنها و هي في أمس الحاجة إلى وجودك.
لقد كنتُ دائما أسمع الكثير من المدح و الإطراء عن الخليل ، و عندما قابلته في عديد المرات تأكدت أن كل ذلك المديح لم يكن كافيا ليصف شخصيته بدقة ، كان رحمه الله متواضعا إلى أبعد الحدود إلى درجة أنه لم يكن يحب أن يوصف بالقيادي خشية أن يكون في ذلك رفعة عن الشعب الذي إختار الخليل ان يكون دائما معه في السراء و في الضراء ، لقد كان الخليل يحب جميع الصحراويين كبيرهم و صغيرهم ذكرهم و أنثاهم دون التمييز بينهم على أي أساس كان، تماما كما كان هو محبوبا حتى من طرف الذين لم يكن لهم شرف لقاءه و التحدث إليه.
لقد شاءت مشيئة الله أن يخلد الشعب الصحراوي أربعينية تأسيس الجبهة في غياب أحد أبرز قيادييها ، و أحد مرجعيات تنظيمنا السياسي ، لقد خسرت الجبهة الخليل في وقت تواجه فيه الكثير من الإكراهات و التحديات ، و من المؤكد أن حفل أربعينية الجبهة سيتحول إلى مأتم على فقدان أحد رموزها و قيادييها.
الكفاح الْكــــــأن أبْمزاه            يُلودلو عاد ألْدليــــــلْ
عاكَب وفاة إنا للـًـــــــه           أفْهاذو ليًام الخليـــــــلْ
لقد رحلت أيها العزيز و جراح رحيل رفيقك المحفوظ علي بيبا لم تلتئم بعد ، يأتي الدور عليك لتفارقنا و تلتحق بأولئك الذين قضوا نحبهم في خدمة هذا الشعب المقاوم، فوداعا أيها الأب الغالي ، نسأل الله أن يرحمك و أن يسكنك فسيح جناته مع النبيئين و الصديقين
و الشهداء و الصالحين ، و أن يلهمنا و يلهم الشعب الصحراوي في فقدانك جميل الصبر و السلوان. إنا لله و إنا إليه راجعون.
بقلم :المحفوظ محمد لمين بشري.
تلمسان 28/04/2013

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر