الخميس، 11 أبريل 2013

الجاليـة الصحراويـة .. و الدبلوماسيـة الموازية


إن مفهوم الدبلوماسية الموازية يتجسد اليوم بشكل واسع في نظريات تهتم بالسياسة الخارجية بهدف خلق نشاط دولي يتم على مستوى فعاليات أو كيانات تابعة لمجموعة ما. ومصطلح الدبلوماسية الموازية أضيفت إليه كلمة «موازية» للتمييز بينه وبين مصطلح الدبلوماسية، الذي يطلق عادة لتوصيف الأداة السياسية الخارجية الرسمي بين الدول و المنظومات
وبالنسبة لبعض المفكرين ، فإن الدبلوماسية الموازية هي ظاهرة حديثة ترتبط بالنقاش السياسي حول تسويات وتطورات النظم الفدرالية خلال سنوات السبعينات من القرن العشرين، وذهب البعض ليعرف من جهته هذا المصطلح كمحاولة تهدف إلى تقليد الدبلوماسية الحقيقية، التي هي وحدها تمارس من طرف دول ذات سيادة
لقياس مدى نجاح أي منظومة دبلوماسية ، يجب النظر و التمعن فيما تحققه من مصالح و إنتصارات .. وتقدر المصالح علي أساس المكتسبات التي من شأنها رفع الرصيد الخارجي لدول ، فالسياسة الخارجية عملياً هي سلسلة معقدة من القرارات و الدراسات التي إذا إقترنت بحسن التنفيذ تشكل الوجـه الناصع لشعب و الحكومة
.لا يخفى على أحـد أن الدبلوماسـية الصحراويـة تثبت يوماً بعد يوم على أنـها دون تطلعات الشعب الصحراوي المكافح و تنحصر في عدت مكاتب و تمثيليات منتشرة في عدت مدن، تتمتع بميزانيات خيالية تذهب الحسابات بنكية لأغراض شخصية ، دون أن تقوم بدورها المنشود و المتمثل في التنسيق و التعريف بقضية شعبنا العادلة ، و من الممكن أن نعزي هذا الضعف إلى عدت السباب نذكر منها على سبيل المثال لا للحصر، أولا السياسة الخارجية للجبهة التي لا تخضع لأي منطق استراتيجي معين ثانياً السلك الدبلوماسي الصحراوي يفتقر، إلى حدّ كبير، إلى رجال يتمتعون بالموهبة الدبلوماسية
اما على مستوى الجالية المقيمة بلخارج بات من الضروري تغطيــة ذلك النقص الذي خلفته سياسة "نحكم صوبري من عند ولد الفراح و نرجع" بحيث اصبحت تقع على عاتقها مسؤلية كبيرة جداً و حمل ثقيل يتمثل في لعب دوريـن الدبلوماسية الموازية و نظيرتها الرسمية ، فكيف لجالية محدودة الأمكانيات سوى البشريا منها او المادية أن تجاري الجالية المغربية بترسانة من التعداد و العتاد و مدعومة من طرف نظامة هوايته مغالطة الراي العام و الجمعيات و المنظمات الأوروبية .
ولكي نضع النقاط على الحروف ، يجب ان نتحدث عن إنجازات هذه الجالية و ما حققته من مكتسبات و إلى أي مدى نجحت في القيام بعمليات تحسيسية و تضامنية للحد من الأنتهاكات الجسيمة التي تقوم بها الدولة المغربية لمناضيلينا بالارض المحتلة و جنوب المغرب و المواقع الجامعية و وقف نهب الثروات الصحراوية و تحسيس الرئي الدولي بذلك ، لأن هذه كانت اهم التوصيات المنبثقة عن ملتقى الجالية الصحراوية بأوروبا و الذي عقد بضواحي العاصمة الفرنسية باريس أواخر ديسمبر من العام المنصرم و الذي أكد على ضروروة إستثمار الجالية الصحراوية و تحويلها من جاليه مهمشة إلي جمعيات نشطة و وضعها على المسار الصحيح.
مـن الأنجازات التي لابد أن نتوقف عندها هي ظهور بعض المبادرات التي تستحق الأشـادة نذكر منها مثلاً لجنة العمل والتفكير من اجل مستقبل الصحراء الغربية المعروفة اختصارا باسم "كاراسو" و التي تمارس نشاطها من فرنسا ، اما في مجال الأعـلام لايمكننا إلا ان نشيد بأذاعة بولوتاد الناطقة بلعربية و التي تطلق أثيرها من بلاد الباسك و بمجهودات جماعية لمجموعة من الشباب المثقف ، و من جهة آخرى تم تنظيم بطولات رياضية ناجحة ساهمت بتعريف شريحة معتبرة من الشباب بعادلة قضيتنا ، و أخرها بطولة كوبا راصد التي جرت فعالياتها بمدريد.
أما الأخفاقات فحدّث ولا حرج فبعد مرور حوالي أربعـة أشهر علي إنعقاد الملتقى لم نشهد أي تغير على مستوى نشاط الجالية ، فقط ننتظر الأيـام الوطنية لنقوم ببعض الأنشطـة و الفعاليات التي تبقى دائما ناقصة و دون المطلوب ، و يبدو ان الجالية لم تستفق بعد من ذلك السبات بل في بعض الأحيان تحذوا حذو التمثيليات الصحراوية ، في إهمال و تناسي بعض الأحـداث التي كان من المفترض إستغلالها ، فنجد ان محاكمة أبطال كديم إزيك و إصدار الأحكام الجائرة في حق المعتقلين رافقه سكوت شيطاني و إهمال لا يغتفر من قبل الجمعيات المشرفة على الجالية و التي إكتفى بعضها بأصدار بيانات تنديدية محتشمة ، أما يوم الجمهورية فكان هو الأخر على نفس وتيرة السنوات الماضية ، إقامة ندواة و محاضرات او إستأجار قاعة و تنشيط سهرة فنية بحضور نفس الأوجوه .
من منا لم يرى سميرة سيطايل مذيعة القناة المغربية الثانية و زوجة السفير المغربي في بلجيكا وهي تقود بنفسها حملة تعبئة شاملة للمغاربة هناك من اجل المشاركة في تظاهرة مؤيدة للحكم الذاتي ، لماذا نحن نختصر نشاطنا في مجال الدبلوماسية الموازية على نفس العقيدة و نفس الأسلوب "تجمعات ، ندوات ، سهرات" و اصبحنا نحترف التنديد و الوعيد على نهج قيادة البوليساريو ، لماذا لا يتم توسيع رقعت النشاطات لتشمل وقفات إحتجاجية أمام المقرات الحكومية لدول الأوروبيـة و خاصتاً فرنسا التي تعـد من أشد المعارضين لـلأستفتاء في الصحراء الغربية ؟ لماذا دائما نولي إهتمامنا بأسبانية و هي التي تعارك طواحين الهواء في معترك أزمة إقتصاديـة خانقة و كل يوم يخرج فيها عشرات المظاهرات الأحتجاجية ؟
لقد أتبثت الدبلوماسية الموازية في العالم نجاحها في معالجة اكثير من القضايا لاسيما على المستوى الدولي، بل إن المجتمع المدني، والجماعات الفاعلة ، و الرأي العام بكل أشكاله استطاع أن يغير مواقف كانت بلأمس القريب توصف بلمتعنة ، و جعل اعتى الدول تتراجع وتفشل في تمرير أجنداتها ، وهذا ما يجب ان نعمل على تحقيقه جميعاً كجالية متماسكة بعيدة عن القبليـة و المحسوبية و همها الأوحد و الوحيد هو الترويج القضية شعبنا العظيم و إصال صرخت ابنائنا في المناطق المحتلـة ، خصوصاً أننا مقبلون على حرب من نوع آخـر في مجال حقوق الأنسان .
بقلم: محمد سالم عبدلله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر