الأحد، 7 أبريل 2013

المغرب تحت المظلت الفرنسية

  
كل العالم من شماله الى جنوبه من شرقه الى غربه لا يعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية، وكل القرارات الدولية و اللوائح الاممية تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وكل المنظمات الدولية اصبحت شاهدة على انتهاكات المغرب الجسيمة لحقوق الانسان في الصحراء الغربية، وكل عقلاء العالم لا يرضيهم ما يحدث من تهجير ولجوء وتشتت وقمع في حق الصحراويين. 
اذا كان الامر كذلك لماذا يستمر النزاع في الصحراء الغربية ؟ ومن يقف وراء استمرار مأساة الصحراويين؟ هذا ما سنعرفه مع زيارة الرئيس الفرنسي الى المغرب وسنكتشف ان فرنسا الاستعمارية تقف اليوم كما الأمس حجر عثرة في طريق تصفية الاستعمار من اخر مستعمرة افريقية بإشهارها سلاح "الفيتو" في وجه اي تسوية من شانها انهاء معاناة الصحراويين المفتوحة منذ سنة 1975 وتزداد معها مآسي الاطفال والنساء والشيوخ يوما بعد يوم في مخيمات هي الاقدم في العالم. 
تاتي زيارة هولاند الى المغرب وقد سبقتها تكهنات بان الرجل "الاشتراكي" سيثور على سياسة اسلافه في التعاطي مع ملف الصحراء الغربية واضافت تلك التكهنات انه قادم لابلاغ الرباط بعجز فرنسا الحريات عن تحمل الضغط الدولي والثقل الحقوقي الذي يصب في صالح الصحراويين، وان بلاده ستفتح صفحة جديدة تلتزم فيها باريس بالحياد مع قضايا المنطقة، وتبحث لها عن مصالح لا تكون على حساب دموع ودماء الصحراويين. 
حياد ينسجم وشعارات الحرية والانعتاق التي طالما دافعت عنها فرنسا خاصة مع بدايات الربيع العربي في تونس، وتباكيها على اراوح المدنيين في ليبيا . 
هذا بالاضافة الى كون النظام الملكي بالمغرب ظل يرتبط بعلاقات أكثر حميمية بالرؤساء الفرنسيين القادمين من اليمين، خاصة على عهد شيراك، و ساركوزي بخلاف رؤساء اليسار وفي مقدمتهم فرانسوا ميتران، فاي الطريقين سيختار هولاند ؟ 
لم يترك الرئيس الفرنسي الذي تزينت له البيضاء واخرجت اثقالها ابتهاجا لاستقباله لتلك التكهنات والتمنيات ان تدوم طويلا ليقطع شك المتكهنين بيقين الدعم الفرنسي اللامحدود لنظام الرباط الذي لا تزل فرنسا تعتبره محمية فرنسية بامتياز . 
تاتي زيارة هولاند لتؤكد ان الجينات الاستعمارية لفرنسا الامس لاتزال تحملها فرنسا اليوم، ومستمرة في الدفاع عنها ودعمها في القارة السمراء، بالرغم من فشلها الذريع في العودة بالقوة من النافذة المالية والتي تكبدت فيها قواتها خسائر فادحة في حرب الاشباح 
وما دامت فرنسا تستخدم وسائل اليوم في تحقيق اهداف الامس وهو ما يتجلى في المظلة الفرنسية التي تحمي بها المغرب من العقاب مع استمرار مسلسل الانتهاكات المغربية في الصحراء الغربية، في ظل صمت المجتمع الدولي الذي كلما اراد التحرك في طريق التسوية اصطدم بالفيتو الفرنسي حتى اصبح المجتمع الدولي عاجزا عن اتخاذ اجراءات امام سياسة الامر الواقع الذي تفرضه فرنسا لصالح الرباط. 
وبهذا تبقى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي مكتوفي الايدي عن تمرير اي قرارات تدين المغرب او تفرض صلاحيات اضافية في مهام "المينورسو" فضلا عن اقرار الية اممية لمراقبة حقوق الانسان وحماية ارواح الصحراويين الذين يجلدون يوميا بسياط القمع المغربي الذي لا يفرق بين الرجال والنساء على مسمع ومرأى من الجميع. 
جاءت زيارة هولاند لتؤكد ان فرنسا لم تبرح النظر الى المغرب كونه محمية فرنسية وضيعة تتشارك في تسييرها وتوجيها أيادي باريس كما الرباط ، وان باريس مستمرة في دعم المقترح المغربي منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا كسياسة تأخذ بها باريس كل ما تريده من الرباط خاصة بعد سقوطها في مستنقع الازمة المالية العالمية وتشتري بها صمت المغرب عن جرائم فرنسا إبان الحقبة الاستعمارية. 
وهو مايفسر الصمت المغربي عن مطالبة فرنسا بالاعتذار عن ماضيها الاستعماري وتعويض الضحايا، وهذا الخطأ وللأسف سقطت فيه الاحزاب والنخب المثقفة المغربية التي تحابي النظام الملكي بصمتها عن جرائم فرنسا الإستعمارية. 
إذ لم نلاحظ أي تحرك يطالب فرنسا بالاعتراف بماضيها الاجرامي في المغرب على غرار ما حدث في الجزائر تزامنا مع زيارة هولاند لها في الاشهر الماضية. 
وفي الاخير يبقى السؤال مفتوحا الى متى تستمر مأساة الصحراويين ومعاناتهم رهينة الموقف الفرنسي الذي يشهر سلاح حق القوة "الفيتو" في وجه قوة الحق "تقرير المصير" ويسدل مظلته لحماية الرباط من عقاب الشرعية إزاء تماديها في احتلال الصحراء الغربية؟.
بقلم : حمة المهدي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر