الأربعاء، 24 أبريل 2013

المغرب عاجز عن تفسير موقف واشنطن من الصحراء الغربية

تعيش الدولة المغربية هستيريا و هي في موقف حرج للغاية بحكم أنها لا تجد المبررات الكافية لتفسير ما يفترض التغيير المفاجئ في موقف "الحليف التاريخي والاستراتيجي" الولايات المتحدة التي أقدمت على تقديم مسودة قرار يكلف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ويزداد هذا الحرج بعد ما قدمت الدولة المغربية من خدمات متعددة للولايات المتحدة شملت مختلف المجالات وتعدت العلاقات الثنائية الى المساهمة في مخططات البيت الأبيض دوليا، وتبرز الوقائع التي سيتم استعراضها كيف انخرط المغرب في هذه المخططات بحماس قوي ضد مواقف الرأي العام وبعض القوى السياسية، وهو ما يجعل الدولة المغربية تبدو عاجزة الآن عن تفسير موقف البيت الأبيض وتكتفي بنسبه الى تأثير منظمة روبرت كينيدي على القرار الأمريكي.
واعتقدت الدولة المغربية أن مسايرة واشنطن في مخططاتها وتلبية طلبها سيجعل الولايات المتحدة تقف الى جانب المغرب في نزاع الصحراء الغربية لاسيما بعدما كادت أن تفرض يوم 31 يوليوز 2003 في مجلس الأمن مخطط جيمس بيكر الثاني على المغرب لولا تدخل اسبانيا في آخر لحظة لوقفه.
ويعتبر قرار واشنطن بمحاولة فرض مخطط جيمس بيكر المتمثل في الحكم الذاتي للصحراء الغربية لمدة أربع سنوات ثم إجراء استفتاء تقرير المصير أخطر من قرار تكليف قوات المينورسو بمراقبة حماية الإنسان في الصحراء الغربية .
حيث منح المغرب للولايات المتحدة منطقة في طانطان للتدريب والمناورات وتحويلها الى شبه مختبر لقوات المارينز. وتحولت هذه المنطقة الى قاعدة عسكرية مشتركة غير معلن عنها.
كما رغب المحافظون الجدد في إعادة هيكلة خريطة العالم الإسلامي تحت ما يسمى "الشرق الأوسط الكبير" والذي تحفظت عليه قوى متعددة منها الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية وروسيا والصين. ورغم هذا التحفظ والرفض، قبل المغرب باحتضان قمة هذا المخطط في الرباط سنة 2004 وكانت القمة الأولى والأخيرة.
في الوقت ذاته، وظف البيت الأبيض المغرب وخاصة نموذج الملكية المغربية علاوة على الأردن لمهاجمة السعودية، وهذا ما يبرز الإشارات المتعددة للرئيس جورج بوش في خطاباته حول العالم العربي للمغرب كنموذج متقدم.
وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه المغرب أن العلاقات مع الولايات المتحدة أصبحت متينة وخاصة بعد قمة الحوار الاستراتيجي يوم 9 سبتمبر الماضي في واشنطن برئاسة كل من وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني والأمريكية وقتها هيلاري كلينتون، لم تمض سوى سبعة أشهر ليفاجئ بتغيير كبير في موقف واشنطن من نزاع الصحراء الغربية من خلال تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية .
الدولة المغربية، التي قدمت خدمات منها ما هو غير قانوني للولايات المتحدة تعجز حتى الآن عن تقديم توضيح للرأي العام المغربي و العالمي حول موقف الولايات المتحدة "الحليف الاستراتيجيى" الذي تغنى به البعض كثيرا  وكما تعجز الدولة المغربية، يعجز "المحللون" المغاربة الذين هللوا للعلاقات الاستراتيجية مع المغرب عن تقديم تسفير لما يحدث.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر