السبت، 6 أكتوبر 2012

احسي الصدادقة


 إن أحياءنا التي نعرفها تقليديا بالأرقام أو مرقمة في الدوائر في المخيمات، أصبحت تُسمى "بلديات" ذات أسماء محددة. وهكذا فإن الناس، عموما، والشباب، خصوصا، بدأ يتآلف مع الأسماء الجديدة للبلديات، التي توجد، جغرافياً في الصحراء الغربية، بالضبط في ضواحي الدوائر التي نعرف. إن الفكرة الأساسية لإعطاء للدوائر أسماء جاءت من أن مجموعة أسماء دوائر كل ولاية تقع في المحيط الجغرافي لهذه الأخيرة. الآن تم تدعيم فكرة إطلاق أسماء للدوائر بإطلاق أسماء على الوحدات الإدارية التابعة لكل دائرة( الأحياء)، التي أصبحت هي الأخرى تُسمى بأسماء مناطق تقع في المحيط الجغرافي للدائرة الأصل. و هذا يعتبر إنجاز كبير لقيادتنا.   

      فمثلا إذا قمنا بتعداد شامل لأسماء البلديات( الأحياء قديما)، بما في ذلك أسماء بلديات مدرسة 27 فبراير ال6، نجد أنفسنا أمام حوالي 110 اسما للبلديات، وهي كلها أسماء مأخوذة من جغرافية الصحراء حتى نُدرجها في اللغة اليومية للسكان اللاجئين حتى يبقون على معرفة بأرضهم ولا ينسون أسمائها. وبأخذ بعين الاعتبار المبادئ الإيديولوجية- السياسية للبوليساريو، نجد أن اختيار أسماء لأماكن مختلفة من التراب الصحراوي لتحل محل أسماء أحياء دوائرنا تم على قاعدة مقاييس معقولة. ومن حُسن حظ البوليساريو فإن التراب الصحراوي يحتوي على عدد لا يحصى من أسماء الأماكن التي يمكن أن يتوافق اختيارها مع مبادئ الجبهة الأساسية ( وبصفة خاصة ما هو متعلق بالقضاء على القبيلة) وتحاشي اختيار أي اسم آخر يتعارض مع المبادئ المذكورة.وهكذا فبالرغم من أننا نمتلك أرضا حافلة بالأسماء الخاصة مثل أسماء الشخصيات، أسماء العائلات، أسماء العروش، أسماء القبائل، إلا أننا من بين ال 110 اسماُ المنتقاة لتكون أسماء لأحياء دوائرنا، لا يوجد اسم واحد يتعارض مع مبادئ الثورية للبوليساريو. لكن، حسنا، في الحقيقة يوجد اسم واحد فقط.نعود لنؤكد ذلك بإصرار. إن وفرة المناطق والأسماء تسهل كثيرا مهمة اختيار أسماء لأحيائنا، وهو ما يسمح باحتمال تفادي اختيار أي اسم يمكن إن يثير الشكوك.ومع ذلك، وهنا بيت القصيد، من بين ال110 اسما المختارين لأحياء دوائرنا يوجد فقط واحد، عكس المتوقع، يتعلق باسم عرش عائلي معين.         

 فدائرة بئر لحلو تضم البلديات التالية: بولركان، الوس، حسي الصدادقة وبنتيلي. بمعنى أنه من بين العائلات التي سكنت وتسكن الصحراء الغربية، هناك واحدة فقط تم اختيارها، بالاسم، لتحمل بلديةُ من بلدياتنا اسمها. لماذا؟ لنعود، ولو قليلا، إلى جغرافية الصحراء الغربية. فمنطقة بئر لحلو هي حافلة بالأماكن التي كان من الممكن اختيارها لتفادي الحساسيات. لكن ويا للغرابة، من بين الأربعة أماكن المنتقاة، فإن المميز منها، بدقة، هو أحسي الصدادقة الذي، وبعيدا جدا عن ٲگنز، يوجد فيما وراء ٲگديم الشحم في خليج ايرني، على  مسافة 61  كلم.  بالنسبة للأماكن الأخرى الثلاثة نجد بولركان الذي هو اسم بئر؛ الأخر الوس يعرگ هو منطقة صخرية معروفة بصخورها الشاهقة التي تظهر من مسافة بعيدة، وهو ما أعطاه أهمية كي يكون نقطة توجيه. أما المكان الثالث فهو واد بنتيلي، وهو وادي يمر بالصحراء الغربية وموريتانيا والذي تم فيه إعلان الج الع الص الد سنة 1976م. في نفس منطقة بئر لحلو توجد، على  مسافة 56 كلم،  التيرسال الخضراء التي تُعتبر في مصطلحات التوجيه والتأشير في الصحراء النقطة ذات الأهمية الكبيرة في محيطها. ولذلك فإن الترسال الخضراء تم استثناؤها لا لشيء إلا لتفح مجال أمام اختيار اسم أحسي الصدادقة . كذلك تم حذف  ودي الناصر 25كلم، أهم واد في  آكواديم؛ أو تسكيماتن، أو ا آفريجات أو ام الشمل او الحمراء حتى لا نذكر ظلعة اللاديمة أو، إلى الشمال منها، كدية اللالية. 

كل هذه الأماكن هي أقرب لبئر لحلو من أحسي الصدادقة البعيد.وإذا كان هناك من يستعمل الوسائل الحديثة مثل جهازGPS ، وأراد إن يبحث فقط عن الماء، فإنه سيجد في هذه المنطقة عگلة أم الشمل، ٲعگل آفريجات، حاسي ام لگطا، بير الذياب)و ما أكثرهم(، الذي رغم أنه مالح إلا أنه صالح لشرب الماشية.  وأيضا، يمكن أن نعثر على حاسي شيبة المحفور حديثا من طرف الناحية الخامسة. وبقرب بير لحلو فإن نقاط الماء المعروفة في هذه المنطقة هي بيرات علي طالب وبيرات سيد حماد. لكن هذه الآبار بسبب أنها تحمل هذه الأسماء لم يتم اعتبارها. بالإضافة إلى ذلك، وعلى مدار التاريخ، لم يحدث أن حصل أن أي شخص من منطقة بير لحلو دفعه العطش إلى الذهاب ليسقي من أحسي الصدادقة. وفي الأخير، إذا كانت المقاييس المعقولة مثل الجغرافيا يجب إن تستبعد اختيار هذا الاسم ( حسي الصدادقة) ومن جانبها المبادئ الثورية تستهجنه فلماذا، إذن، تم اختياره؟ وعليه لا نستطيع أن نقدم، للقارئ، سببا مبنياً على حقيقة مطلقة ما تبرر الاختيار الغريب لهذا الاسم(  أحسي الصدادقة.) كل ما نستطيع أن نقول ونفعل هو إن نشعر الناس بهذه المحاولة الخطيرة للمس بمبادئ الجبهة الأساسية. وفي حالته سنتساءل كيف إن مسئولينا السياسيين لم ينتبهوا إلى فعل مثل هذا يروم المس بالمبادئ المقدسة للبوليساريو. قد نشك إن موظَفاً ما( قد يكون من رتبة صغيرة) استطاع، حينها، الوصول إلى هذا الملف، وبالتالي وجه ضربة تاريخية لمسئولينا السياسيين. بمعنى أن هذا الموظف الصغير، الذي بدون شك، ينتمي إلى الصدادقة، استطاع أن يجعل لحسي، الذي يحمل اسم عرشه، يتم اختياره ليكون اسما لحي من أحياء دائرة بئر لحلو.           وبخلاصة، فإنه من بين كل سكان تراب البيظان، فإن العائلة الوحيدة التي استطاعت أن تنحت اسمها على حجر تدشين لواحد من أحيائنا هي عائلة هذا الموظف الصغير ذي العقلية المتحجرة والقبلية. سيبدو غريبا أن حركة تحرير وطني كلها، بأمانتها الوطنية، بكتابتها للتنظيم، بإطاراتها، بمناضليها ومؤتمراتها تسامحت في إن تداس مبادئها الأساسية من أجل تمجيد عائلة هذا الموظف المرتشي.. إن لجنة الرقابة المؤسسة حديثا المكونة من الخليل سيد محمد، براهيم احمد محمود، بشرايا بيون، يوسف احمد سالم وخطري ادوه، هي مدعوة للنظر في الأمر. ولكن، من فضلكم، لا يستقيل احد، لا يجب توبيخ احد أو حتى إيقافه. فقط يجب احترام مبادئ الجبهة الأساسية، عندها سنكون نحن راضيين. على هذا الموقع يمكنك الحصول على جميع أسماء بلديات الج الع الص الد.http://www.saharalibre.es/modules.php?name=News&file=article&sid=5531بقلم : حدمين مولود .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر