الاثنين، 3 سبتمبر 2012

منتدى شعراء التواصل.. غيرتنا على حفظ معالم الأرض و تدوين تاريخها دفعتنا إلى الكتابة عن وطن لم نره

شعرا التواصل كلهم من شباب الجيش الشعبي الصحراوي ... إبراهيم بيبا ..الناحية العسكرية الثانية..، احمد لبات .. الناحية العسكرية الثانية..، سعيد الزعيم ..الناحية العسكرية الخامسة..،إبراهيم محمد عالي.. الناحية العسكرية السابعة، جبريل مولود الداف ..الناحية العسكرية الثالثة..، هم ضيوف منتدى جريدة الصحراء الحرة اسرة التغيير رغبة في نقل تجربة هؤلاء الشعراء المناضلين نعيد نشر هذا المنتدى :
كيف تقرءون ظهوركم كفئة شابة تحمل على عاتقها هم لغنى الحساني، هل هي صحوة أدبية جديدة؟، أم هو نتاج لتواصل طبيعي بين الأجيال؟
إبراهيم بيبا: إن لغنى الحساني أصله ضاربا في أعماق التراث الصحراوي و تمسكنا به دفاعا عن قضيتنا الوطنية العادلة، باعتباره ارث أجدادنا و محدد هويتنا التي أصبح العدو ينازعنا عليها حتى في المحافل الدولية.
احمد لبات: إن بروز فئة تحمل على عاتقها هم لغنى الحساني أمر طبيعي فرضته المرحلة القاضية بضرورة التواصل في كل المجالات إعلام, جيش، صحة و حتى في الميدان الأدبي الذي من المفروض أن يكون له رجالاته هو الآخر.
فكان البيظان قديما يعمدون إلى تعليم و تأديب .. لمراكيب الصغار.. في حالة ما ظهر عجز على متن الكبار كي يكونوا ذخرا مستقبليا لهم، و نفس الشيء يجب أن ينطبق علينا كعمران بشري، إذ فضلنا الله بمواهب أدبية و علمية ناذرة كان واجب علينا صقلها و تنميتها بالرجوع إلى رموز و مراجع الأدب الحساني من شعراءنا الكبار الذين كانوا يحملون على عاتقهم ثقل مسؤولية لغنى الصحراوي.
واليوم عندما أصبح بعضهم عاجزا للأسف، انتقلت تلك المسؤولية بجسامتها انتقالا طبيعيا إلى هؤلاء الشباب حتى يكملوا مسيرة لغنى الحساني، بالرغم من أن البيظان كانوا يحظرون على الشاب لمغني الظهور على الملا قبل بلوغ الثلاثين، و لكن ظروفنا الاستثنائية فرضت علينا الولوج المبكر لعالم لغنى كما فرضت على الشباب الصحراوي في زمن الحرب المشاركة في المعارك التحريرية و الاستشهاد قبل بلوغهم سن الرشد.
سعيد الزعيم: إن ضمان التواصل هو الهدف الأول من ظهورنا كفئة شابة، بالحفاظ على لغنى الحساني و اللهجة الحسانية كواجب أخلاقي من المفروض أن يتوارثه الأبناء عن الآباء.
إبراهيم محمد عالي: المسالة تكمن في المواهب التي تساق من عند الله عز و جل، فيعطيها لمن يشاء كالأرزاق و المال، و كما هو بديهي فان في الحياة تتجدد الأجيال باستمرار، فنجد الخلف دوما يسيرون على خطوات السلف سواء في ميدان القتال، الفن، السياسة، الأدب و غير ذلك من مجالات الحياة الاخري.
جبريل مولود: بعدما كان لغنى الحساني يقع على عاتق شيوخنا من الشعراء جزآهم الله خيرا، ظهرت فئة شابة حملت نفس الهم و توعدت بعدم تركه حتى أخر رمق في حياتهم، في مرحلة كان الشعر فيها يشهد تراجعا كتراجع جميع الميادين الأخرى، فأصبح همها الوحيد حماية التراث الصحراوي و الدفاع عنه كأمانة أخلاقية وجب الوفاء بها بما انه وعد السلف للخلف كما قال إبراهيم.
بالرغم من المتغيرات التي ظهرت على الرحلة التي أتبعوا فيها فحول شعراءنا الكبار أنماطا أدبية معينة، إلا أنه ما زال يعاب عليكم كشباب الإذعان لأساليبهم و مواضيعهم الأدبية خاصة في تجاهلكم للغزل كغرض مهم من أغراض لغنى الحساني، ما ردكم؟

إبراهيم محمد عالي: كما يعرف الجميع أن للشعر الحساني أغراض معروفة و متبعة لدى الجميع و الغزل يعتبر إحدى هذه الأغراض الأدبية التي أقصيت في مرحلة معينة من اهتمامات الشعراء لأنه .. ما باگي فيه حد.., لان الاحتلال جاثم على الأرض، التعذيب، التشريد ، اللجوء و في ذلك أتذكر گافا كنت قد قلته:
الهول وحدو مـا يزي شي بيه لعرب مملوكة
والخيل فأجناب ألغزي مـزالت ألا مـدروكة
هذا يعني أن التغزل في وقتنا الراهن لم يعد نافعا ما دامت الراحة النفسية و الجسدية غائبة و ما دامت وطأة الاحتلال جاثمة فوق الأرض و ما دام أيضا الأصبع على الزناد يترقب أي إشارة خضراء لاستئناف حرب التحرير.
أما اليوم فقد أصبح هناك حنينا منقطع النظير إلى الغزل و طفحت نسبة تذوقه على غرار الأغراض الأخرى، ما جعل بعض الشعراء الكبار و الشباب يميلون إلى الخوض فيه بعد هجران طويل، فدفعهم ذلك إلى مزج الغزل بالشعر الثوري و الملحمي بوصف ما تكنه أنفسهم من عواطف بقوالب شعرية مختلفة كقول الشاعر الأب بي أبوه ولد الحاج:
فرض الله أمنادم وداه لاخرتـو كـز احتيالو
من تجاه أملي و الله ما تگلع شي من نضالو
و قال أخر: من ولفي كنت ألا نختير أجماعة في إطـار النضال
اتونسـني بيـها يغـير خفت الناس آتگول إني ضال
فمن شدة الحنين إلى هذا الغرض الأدبي الراقي أصبح الشعراء يمزجونه بأغراض شعرية أخرى و هذا ما لا اعتبره خطا أو عيبا و إنما تطورا كبيرا يهدف إلى الرقي و الرفع من مستوى الأدب الحساني بصفة عامة.
احمد لبات: لم يعد مباحا لنا تناول غرض الغزل في وقتنا الراهن كما كان متاحا للشعراء القدامى الذين كانوا يعيشون في بيئة معينة و طبيعة سانحة للتغزل العفيف، و لكن إن فرضت الظروف بعثه من جديد لا بد أن يكون .. مغيز و منگي..، لأننا فتحنا أعينا على شعر الثورة التي نبغنا في التغزل بها و تمجيدها و في موضوعها كانت محاولاتنا الشعرية البدائية، و لكن نتبع في بنائنا الأدبي للشعر الحساني قول احد الشعراء البيظان حين يقول:
لغنى شي منو زين زين وشي منو شين شين
و شـي مـنو بين بين هـذا كثـرة لكلام
و فلهـجـة لمغنــيين يعتبروه أن أحـكام
فيـه لـمنو مطلـوب بعـد لشي كامل هام
الجـائـز و المنـدوب و المكروه و لحرام
و في هذا الصدد نحن أخذنا ما هو جائزا و مندوبا و تركنا غيره مع العلم أن الغزل ليس مكروها و لا محرما و إنما نؤجل الخوض فيه حتى نجد البيئة السانحة و الملائمة لخصوبته، بالرغم من انتشاره الواسع في فئة الشباب خاصة.
فعندما يريد الشاعر التغزل بشكر امرأة مثلا أو بذكر أمور تعزها نفسه، فلا بد أن يقول شعرا نظيفا و محترما أي .. ممصوص و مدفول.. كما يقول البيظان في لهجتهم الحسانية حتى يسمى بالغزل العفيف و حتى يوصل لغنى رسالته النبيلة، و اعتقد آن ألگاف التالي يفي بالغرض إذ أقول:
و الله يا ونسـة لرمـاگ يا أخلاگي مـا تبغي لفراگ
و امنين اللي راد الخلاگ لفـراگ و بعــد ملـگانا
و الله اللا نبـغي نجـبر ذي ألمنـها روحي منـهانا
غـير العبد ألا مـاه اكبر من شـي كتبـولو مـولانا
جبريل مولود: في الزمن الأول كان يقال لغنى الحفيف فقط أي ..لغنى المصگل اللي حسنيتو طايبة و محبوكة..، و أهله بيظان، يمكن أن يسمعه الأب إلى جانب أبناءه، و .. ما فيه شي يجرح لخلاقات ..، و لكن في الزمن الأخير لم يعد أغنى الغزل بالمستوى الذي كان يعرفه به أهل البادية الصحراوية قديما، إذ كثر ظهور لمغنيين الذين لا تربطهم أي صلة بلغنى، فسلخوا روح لغنى الحقيقي عن هيكله التقليدي المحترم و بذلك أباحوا الكثير من الأفكار الغير محتشمة و المصطلحات التي قد لا تبت بصلة حتى باللهجة الحسانية ذاتها.
يجب أن يكون الغزل عفيفا كما أشار الإخوان سالفا و إلا هجرانه أفضل كما فعل سلفنا من فحول الشعراء، لأنه لا يمكن أن ينشر عبر الإذاعة أو التلفزيون أو أي وسيط إعلامي آخر، بالرغم من أننا سنحاول أن نسترجع مكانة هذه اللون الأدبي المهم و لكن على النحو العفيف المحترم، كقول الشاعر في هذا ألگاف:
أعلى لبن البل كنت طاب و أعلى امريومة نومى
و الدنيا گـاع اللا أشراب لبـن البل و امريومى
إبراهيم بيبا: لنا شعر وفير في غرض الغزل العفيف، و سنحاول بإذن الله تمرير له حلقات في برنامج شعراء التواصل، بما يسمح لجميع أفراد العائلة أن تتابعه مجتمعة دون عقد أو حشمة، لأنه لا يحتوي على مفردات عيب آو قبح و يتماشى في نسجه مع طريقة فحول شعراء الجمهورية، دون أن يتأثر بالحداثة أو العولمة كما تأثرت بذلك كل جوانب الأدب الأخرى.
و مثال ذلك ألگاف التالي:
حد فلگويرة حور عين عاقل و اگلال أمثالو
أرد أعليه بگاف زين و اطلع ما گط أنگالو
سعيد الزعيم: حسب تجربتي الحياتية، فان شباب اليوم من الشعراء كبر في حضن الثورة الصحراوية، و شرب من لغنى الملحمي حتى الثمالة، و بالتالي أصبح التغزل بالثورة و أمجادها من الأولويات التي تتصدر أي إبداع أدبي، بالرغم من توفر شعر الغزل كما أشار الإخوان من قبلي، لكن في ودي أن يتواصل العطاء الأدبي في مضمار الشعر الملحمي الثوري على خطى فحول شعرائنا الكبار حتى تستمر الرسالة و يبقى مشعل لغنى الحساني في الصحراء الغربية محمولا تتناقله الأجيال جيلا عن أخر.

في ملتقى سابق أشار احد الشعراء الآباء إلى انه .. يعاب على الشاعر الحديث في أمور يجهلها أو الحنين إلى حقب و مراحل لم يعشها..، ما ردكم؟
جبريل مولود: صحيح أننا نحن أحيانا إلى مراحل لم نعشها و لكننا رضعتاها من ثدي أمهاتنا و أبائنا في لحظات اجتماعنا معهم، و كوني مقاتلا في صفوف جيش التحرير تأثرت كثيرا بحكايات المقاتلين الكبار الذين لا يتوانون في استرسال حكايات معاركهم مثل .. گلتة زمور، أم ألدگن، اشرگان و ارغيوة.. و غيرهم من الملاحم البطولية التي أثرت في داخلي نشوة و افتخارا بها، كما ان الأرض التي اسمع عنها شعرا و أزورها بالدوام أتذكر فيها اللحظات السعيدة التي عاشها أبائنا كوكر لهم و مقاما هادئا و آمنا، يجعلني انا الآخر انشد شعرا كقولي في هذا ألگاف:

طالب شرعي و اليوم بار من ذا اللي شفتو تايگ
بين اتويـزرف و ايدار و المــدادة و أزايگ
احمد لبات: صحيح ان الكثير منا ما زال يتحدث عن أشياء لم يعشها و يفتخر بأمجاد لم يكن حاضرا في تحقيقها و يتغزل بأرض لم تطأها قدماه، و لكن بما ان أبائنا قد كتب لهم القدر ان عاشوا تلك الحقب و رووا علينا تجاربهم بها، و بما أننا في زمن تهمل فيه كتابة التاريخ فلا باس ان تحملنا تدوينه بصورة أمينة عبر لغنى الحساني.
لا يمكن أبدا الانسلاخ من .. دراعة لغنى الحساني .. بتطويره عما هو عليه أو إعادة قوننته من جديد أو حتى بطرق المواضيع التي لم تطرق من قبل، فنحن تابعون لما كان إتباعا محترما و مقدسا على اثر أبائنا من فحول الشعراء، الذين تغنوا بالأطلال، المدح، الغزل العفيف، التوحيد و غير ذلك من الأغراض الأدبية الأخرى.
فبالرغم من انه يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره، فاني أرى انه من الخطأ فعلا الحديث و الخوض في أشياء مبهمة لدى الشاعر، و لكن غيرتنا على حفظ الأرض و تدوين التاريخ ضرورة دعتنا إلى الكتابة في تلك الأمور التي عرفناها عبر الاطلاع و سماع الروايات، وكل ذلك في سبيل تامين مستقبل الأجيال القادمة بمنع خارطة الأرض الصحراوية من النسيان.
استنتجنا أخيرا ان أغنى الشعب الموريتاني لا يمكن سرقته لأن شعراءهم ربطوه بمعالم أرضهم و بذلك استعصى على الابتلاع و في ألگاف التالي مثل على ذلك:
سبحانك يالحـي المـجيد يا ذا من مال أصحاح أنجاح
و يا ذا من حد أعليه أبعيد يلتـاح فمـرجع فـيه التاح
كدية زوگ و زوگ و لمهاد و الـدوگج و إنيـان و واد
الجنة ... إلى أخر الطلعة من المعالم الصحراوية المعروفة و التي لا يمكن سرقتها أو إزاحتها من الطلعة.
و بالرغم من ان شباب التواصل في مجال لغنى كتبوا الشعر الجيد في العديد من هذه المواضيع التي لم يزوروا فيها الحقائق أبدا، إلا أنني انصحهم بعدم الحديث عن أشياء يجهلونها، إلا ان تكون ممحصة و ذات مراجع دقيقة.
إبراهيم بيبا: منذ نعومة أظافرنا و نحن نترعرع في بيئة كل مظاهرها حربية استعدادا لاستئناف معاركنا التحريرية، حتى و ان اتخذنا جانب السلم مؤخرا كأسلوب نضالي جديد، و حتى ان لم يكتب التاريخ لنا ان عشنا سنوات الحرب الأولى و لكن أبائنا و أمهاتنا عوضن ذلك الفراغ بحكاياتهم السعيدة تارة و المؤلمة تارة أخرى حتى وجدنا أنفسنا محاربين و لو لم نكن في ذلك الزمن.
نغني على الوطن، نمجد المعارك، نرثي شهدانا، نبجل أطلالنا، لأننا ما زلنا في حالة حرب تمس كل الجوانب حتى الأدب الذي يوجب علينا ..لغنى على أفام لمدافع و أورى لمدافع.. أي في حالتي الحرب و السلم.
فالأب الأول ما زال يعيش على روايات من الماضي يحكيها عشية و ضحاها كلما سنحت له الفرصة على مسامع أبناءه الذين يعتبرون سليل أول جيل بعد الثورة، و من خلال ذلك يعيش الابن مرحلة الحرب و يتعرف على الأطلال التي لم يرها و التي حرمه الاحتلال إياها، و التي عشقناها أيضا من خلال أفواه شعراءنا القدامى و ذلك الإعجاب ما شد في أنفسنا و جعلنا نقول:
حد فلخظار اليوم شـاف زين ارغيوة و اگرونة
مفروظ أعليه يگول گاف و اللا طـلعة مـوزونة
سعيد الزعيم: ليس عيبا ان تغنى الشاعر بأمجاد وطنه و شعبه، كما انه لا يمكن لومه ان تغزل بأرضه حتى و ان لم يرها، بشرط ان تكون ملكه، كما هو الشأن بالنسبة لأرضنا التي سقط من اجل تحريرها آلاف الشهداء البررة.
إبراهيم محمد عالي: ناسف جدا أننا لم نعش حيثيات ذلك الزمن، و لم نذق طعم تلك الحياة البدوية الأصيلة التي حرمنا منها الاحتلال باغتصابه أرضنا الطاهرة و سلبنا لأسلوب الحياة التي كان يعيشها أجدادنا، أين كان الشعر فيها أكثر حلاوة و رونقا و جمالا.
و لكن مع ان الكثير من الشباب انخرط في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي ولد من رحمه شعراء مقتدرين في النواحي العسكرية بالمناطق المحررة من ارض الصحراء الغربية التي اعتبروها باديتهم و حضن أمهم و رفيقهم الدائم، فعوضهم ذلك بالحنين إلى باقي ارض الوطن السليب.
و من كثرة استماعنا للشعر الجيد القديم، ولدت لدينا رغبة جامحة في التغني بالأطلال و الافتخار بالأمجاد، إلى درجة أنني تغزلت بأرض انا ما عرفتها يوما و لكنني توهمت أنني رايتها و تجولت بها من خلال شعر فحول شعراء الجمهورية الذين أطربونا و أثلجوا صدورنا بجيد شعرهم حتى بدوت كالذي مضى بها أزمن طويلة، و في هذا الصدد أتذكر طلعة قلتها على منوال أخريات سمعتهم من أفواه الشاعرين بادي ولد محمد سالم و الزعيم ولد علال حيث قلت:
لميلـح و أدغـد أبولاي و أرويشات أدغد النمداي
والمدادة و ألگطع الجاي مسـرسر شـرق المدادة
هاذو بل الطـربة و أتاي و الناس ألكـانت مـدادة
لعشار و لخلف و أزلاي و الصيدح و أجمل لهدادة

ما هي الرسالة التي تودون إيصالها عبر برنامجكم الإذاعي و التلفزيوني ..شعراء التواصل..؟
جبريل مولود: ان رسالة برنامج شعراء التواصل واضحة وضوح الشمس .. أرفود راية لغنى الحساني و بناي خيمتو..، و من ثماره أننا وجدنا الكثير من الشعراء الشباب الذين لم نكن نعرفهم متحمسين للانضمام إلى كوكبته، و هذا ما اعتقد انه بشارة لصحوة أدبية جديدة يحمل فيها الشباب هم مصلحة الثقافة الصحراوية كواجب وطني يتحمل مسئوليته الجميع.
إبراهيم بيبا: إن المراد و الهدف الأول من لملمة مجهودات كوكبة التواصل من الشعراء الشباب يرمي إلى تقوية تواصل لغنى الحساني في الثقافة الصحراوية، بالرفع من مستواه و انتشاله من التهميش، و هذا ما اعتبره خطوة صحيحة في اتجاه تمسك الجيل الجديد بهوية شعبه و تراث وطنه.
احمد لبات: فطيلة سنوات خلت اكتفت الإذاعة الوطنية و من بعدها التلفزيون بنشر برنامجا واحدا يهتم بلغنى الحساني .. في رحاب الثقافة و الأدب الشعبي..، و لكن عندما كتب لنا التاريخ الدخول في معترك الأدب الحساني وجب علينا تقديم الجديد و المتميز و ذلك باستحداث برنامج ..شعراء التواصل.. الذي يعتبر مكملا لما قبله من برامج إذاعية أدبية بتطرقه إلى أغراض الغزل العفيف، الأطلال والتوحيد على عكس البرنامج الآخر الذي يهتم بلغنى الملحمي و الثوري كأغراض ما زالت تعتبر الركيزة و الأساس في كل نسج شعري.
سعيد الزعيم: إضافة إلى ما تطرق إليه الأخوة فان البرنامج يهدف أيضا إلى نزع الخوف من قلوب الشعراء الشباب و تشجيعهم على الظهور لنفض الغبار عن مواهبهم المطمورة و التي لا يمكن إظهارها و الكشف عنها إلا عن طريق هذا النوع من البرامج الإذاعية التي يتابعها الجميع.
إبراهيم محمد عالي: إنهم شباب في ريعان عمرهم، كرسوا أنفسهم لحمل مشعل لغنى الحساني بالرغم من صغر سنهم، و بهذا التحدي اظهروا أنهم قادرين على التواصل بتفنيد أكاذيب العدو الذي يدعي ان القضية الصحراوية قضية أشخاص و ليست قضية أجيال.
لقد نجح البرنامج فعلا في إظهار مواهب الشعراء الشباب، حتى أصبحوا يعرفون نوعا ما على الساحة الوطنية، كما نجح أيضا في إيصال إبداعات الشباب إلى الشعراء الكبار و الأدباء النقاد الذين لم يدخروا جهدا في تقديم النقد، التنقيح، التوجيه و النصح.
و في البرنامج هناك ركنا يهتم بإحياء الذاكرة الأدبية الصحراوية من خلال البحث عن قديم الشعر الصحراوي من اجل تدوينه صوتا و صورة، باعتبار ان الصوت في الشعر الشعبي أوضح تعبيرا من الكتابة التي قد تحرف بعض المصطلحات عن معناها الحقيقي، إضافة إلى ركن ..شاعر قديم، گاف يطلع و سؤال عن گاف لمن..، و بهذا أصبحنا نتوصل بالعديد من الرسائل عبر البريد الالكتروني كمساهمات من المهتمين و المتتبعين.
و بالمناسبة نطالب الجميع ان يفهم جيدا أننا لسنا شعراء بالمعنى الحقيقي و إنما نحن باحثون و مبتدئون في هذا الجانب الأدبي الذي تتملكنا غيرة كبيرة على ألا يضيع و يندثر فيصير طي الكتمان و النسيان، كما نطالب كل المهتمين بلغنى الحساني ضرورة المساهمة بالشعر الصحراوي الجيد و حبذا ان يكون بخط واضح و ان يكتب تحته اسم شاعره، الزمان و المناسبة التي قيل فيها، فلا يهمنا الغرض الشعري أو الموضوع الأدبي بقدر ما يهمنا تدوين تاريخ الشعر الشعبي الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر