الثلاثاء، 23 أبريل 2013

الفيتو الفرنسي سيضع فرنسا محل إدانة عالمية

تشعر فرنسا بإحراج شديد مع حليفها التقليدي المغرب في تطورات موضوع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والتي ستضع البلدين في موقف حرج، ويؤكد مصدر سياسي رفيع المستوى في باريس "استعمال الفيتو ضد القرار الأمريكي سيجعل  الصحراء الغربية قضية رأي عام عالمي، وهذا لن يصب لا في مصلحة باريس ولا في مصلحة المغرب".
في وقت تشير كل الموشرات إلى استبعاد استعمال فرنسا حق الفيتو ضد القرار الأمريكي القاضي بتكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية  تفاديا  لمواجهة واشنطن وتفادي مواجهة حلفاء أوروبيين مثل المانيا وقلة حماس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند لأطروحة المغرب مقارنة مع سلفه نيكولا ساركوزي.
في هذا الصدد،  صرح دبلوماسي فرنسي أن : "علاقاتنا متينة مع المغرب، واستعمال الفيتو سيكون بمثابة ضربة لصورة فرنسا لأنها ستظهر وكأنها تعارض تطور حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ". ويضيف : "استعمال فرنسا للفيتو سيكون له وقع سياسي وإعلامي قوي عالميا وسيجعل الصحراء الغربية ملفا عالميا وسيعرفه من لم يهتم به وهذا لن يصب نهائيا في مصلحة المغرب، وقتها سيتعرض لمزيد من الضغط وسيكون الخاسر من الفيتو لأن الأمر يتعلق بحقوق الإنسان، كما أن الفيتو سيدفع دول أعضاء الى مزيد من الدعم لصالح الصحراويين".
والمثير أنه سبق لفرنسا أن نبهت المغرب الى مغبة الانعكاسات السلبية في حالة الاستمرار في خروقات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و في هذا الصدد، جاء في وثيقة دبلوماسية أمريكية تحمل تاريخ 8 فبراير 2010، نشرتها جمعية ويكليكس وتحمل طابع سري جدا وحررها السفير الأمريكي في باريس وقتها حول العلاقات بين فرنسا ودول المغرب العربي، أن الفرنسيين نصحوا المغاربة بتفادي ارتكاب أخطاء فظيعة مثل قمع الناشطة الحقوقية أمينتو حيدار عندما جرى منعها من دخول مدينة العيون المحتلة في نوفمبر 2009.
الوثيقة تخاطب الدبلوماسيين الأمريكيين و تؤكد طلب باريس للمغرب بضرورة إجراء إصلاحات سياسية وعدم إنتهاك حقوق الإنسان  في الصحراء الغربية حتى يستطيع "أصدقاء المغرب" رفض أي مقترح توسيع مهام المينورسو وخاصة الموقف البريطاني الذي يلح على تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية  كما تؤكد الوثيقة أن فرنسا تشعر بالحرج إزاء إنتهاك  حقوق الإنسان في الصحراء الغربية .
ويبدو أن المغرب لم يستوعب الدرس جيدا والتنبيه، حيث نجح الصحراويين القابيعين تحت سلطة الإحتلال في نشر أشرطة فيديو على المستوى العالمي تبرز معاناة نشطاء الإنتفاضة الصحراوية مع أفراد الشرطة المغربية  و عمليات العنف الخطيرة ضددهم  داخل المدن المحتلة من الصحراء الغربية ، خاصة أحداث أقديم إزيك التي كانت شرارة الربيع العربي و وحشية تفكيك ذلك المخيم من قبل سلطات الإحتلال المغربي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر