الأحد، 28 أبريل 2013

اذكروا محاسن موتاكم

كنت قد كتبت مقالا سابقا بعنوان"عظم الله أجركم في الاتحاد" أفلم يكن عنوان المقال بقدر ما كان عنوان لزيارة لأحدى صديقاتي التي وجدت منها (المقال) سبب لزيارتي، فنحن لم نلتق منذ أن خرجنا من الجامعة و انعكفت كل واحدة منا على شؤون المنزل و الحياة اليومية، حتى أصبحنا نشعر بنقص في التفاعل مع المستجدات الوطنية والدولية، و غاب عندنا ذلك النشاط و الحيوية الشبابية والطلابية بوجه الخصوص - التي يتميز بها الطلبة الداخل المجتمعات – كما كانت فرصة لها لان اصفح عنها فقد مسني عليها بعض الضجر في (صديقتي ) لم تهنئني بمناسبة خطوبتي .
فقد قررت أن اساهم في بناء المجتمع و أن لا انتظر فارس أحلام بمعايير تعجيزية، قد لا يأتي أصلا ، لهذا فقد قبلت بشاب مناسب متوسط الحال وليس المهم الحال – مادام تمام الحال من المحال – أخوض معه مغامرة الحياة الزوجية, مثل ما خضنا نحن الطلبة مغامرة الدراسة، فالقضية الوطنية بحاجة إلى تكاثر من اجل مقاومة مذابح العدو وسياسة الاحتلال الرامية إلى أفناء العنصر الصحراوي، وهو ما تشاطرني فيه صديقتي وقد قررت هي الاخرى أن تكن واقعية مع نفسها من اجل إسعاد والديها، فأمها ما فتات تناشدها بالزواج من احد الخطاب " يمنيتي أنت اشاييف على هذوا الرجالة" فمثل ما صبروا علينا من اجل أن نكمل دراستنا يجب أن نتحمل بناء المجتمع وان نساهم في تكوين جيل الغد جيل يكن قادر على حمل رسالة الشهداء.
تقول صديقتي السالمة " لقد كان اتحاد طلبة الساقية الحمراء وواد الذهب هو الجيل المؤسس للنضال الوطني الصحراوي و صناع الثورة كانوا طلبة في مثل سننا، فبصيري والولي كانوا طلبة وكذلك معظم المؤسسين هم شباب طلبة وخرجين ومنهم من لم يكمل الدارسة و اختاروا الواجب الوطني - فهي ما فتات تكرر هذه العبارة حتى أحفظتنا إياها - وأضافت ما زلت اتذكر محاضرة في احد الجامعات الصيفية بمخيمات العزة والكرامة, تحدث فيها المحاضر عن الدور الكبير الذي كان يلعبه اتحاد طلبة الساقية الحمراء وواد الذهب في التعريف بالقضية الوطنية و كيفية تأسيس اتحاد الطلبة كرافد من روافد الجبهة تتبع له الشبيبة الصحراوية...؟ وطال بها الحديث في ذكر مناقب الاتحاد إلى سنوات الإعدادية و الثانوية، أين كان وفد اتحاد الطلبة يحظى باستقبال كبير اثناء الزيارات التي يقوم بها ويقدم محاضرات توعوية ويوزع بعض الكتب من اجل إحاطة الطالب بمعلومات عن القضية الوطنية، وكيف كانت تلك الكتب تجد طريقها إلى الأساتذة و الطلبة الآخرين, و كيف كنا نتتبع أخبار الوفد من مركز إلى مركز ونقوم بالتحضير لاستقبالهم منذ الساعات الأولى من النهار عند ما نسمع أنهم في طريقهم إلينا .
أثارت الذكية دهشتي من شدة حفظها للوقائع فرغم السنوات التي مرت منذ بداية الألفية الثالثة، وهي لم تنسى أسماء من جاء في الزيارات و حتى ألوان السيارات ومواقيت الوصول والمغادرة, فلم تتوقف صديقتي عن الحديث إلا عند ما قاطعتها احد الجارات كانت قد تركتنا منذ وقت القيلولة، فهذه (الجارة) لا تحب هذا الحديث ولا تهتم أصلا بمشاكل الطلبة، فدخلت فجأة مقاطعة الحديث بسؤالها: "منضرا شطرا في قرار الأمم المتحد ومسودة القرار الأمريكي لمجلس الأمن ".
بعد أن ابتلعت السالمة ريقها، تفطنت أنني لم انبث بكلمة واحدة طوال حديثها فقالت: "آه النجاح أنت ما تكملتي عن رأيك"، فأخبرتها أنني اعتبرت في مقالي السابق أن الاتحاد بهذه الوضعية الحالية هو بالنسبة لي ميت، وان اخذو بكلامي في المقال السابق عن ضرورة الاستفادة من الوفود القادمة إلى المخيمات و أن نوفر على أنفسنا عناء السفر إلى الخارج، وابداء محاولة تذكر للاستفادة من الوفد التونسي فما يزال يعاني الكثير، وان ديننا الحنيف قد علمنا أن نذكر موتانا بخير, قال صلى الله عليه وسلم (اذكروا محاسن موتاكم) صدق رسولنا الكريم وبلغ أحسن التبليغ.
بقلم: النجاح غالي محمد

1 التعليقات:

hamam27 يقول...

أولاً الف مبروك للخطوبة و إنشاء الله قريبا نفرح بصديقتكِ "السالمة" ، لكن الا تريـــن أنه من الضروري أن نعطي للأتحاد فرصة و الوقت الكافي لكي يتمكن من بناء هيكله و هو الذي لم يكمل بناء مقر له ، هو منظمة جماهرية حديثة النشئة ، فكوني صبورة يا أستاذتي لفضلة فمثل ما أستطعتِ أن تتماكي نفسكِ و أنتِ تبحثين عن فارس احلامك الذي طال انتظاره ، وجب عليكي أن تستحضري تلك الحاسة من جديد و تعطي لأتحادنا فرصة
و شكراً

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر