الثلاثاء، 23 أبريل 2013

هل الكأس نصف ممتلئة أونصف فارغة ؟


كانت تلك واحدة من المفارقات المقلقة التي تمر بها القضية الصحراوية حاليا في ظل الحديث الغير مسبوق في تاريخ هذا النزاع عن حقوق الانسان والدور الاممي في مراقبتها والتقرير عنها تزامنا مع المسودة الامريكية المطروحة في أروقة البيت الاممي الرامية الى ايجاد آلية لمراقبة حقوقالانسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية ومخيمات اللاجيئين الصحراويين.
لقد كان تقرير مصير الشعوب وحقوقها في العيش والتنقل واحدة من الاولويات التي بنيت عليها الامم المتحدة وأصدرت فيها عشرات القرارت والمواثيق الداعية الى احترامها رغم أنها ظلت مؤجلة وغائبة في هذا الجزء من العالم
الذي نعيش فيه وكانت مطلبا أساسيا في نضال شعبنا الطويل أمام التكالبات
الأستعمارية المتكررة دفع ثمنها غاليا بعيدا عن أعين العالم التائه في همومه ومشاكله ومصالحه التي لاتنتهي...........
لقد تحدثت الولايات المتحدة الامريكية احدى الاعضاءالدائمين في مجلس
الامن الدولي أخيرا طوعا أو كرها بعد 37 سنة من القمع والانتهاكات
المتكررة لحقوقننا والتهجير والتشريد والتقتيل الممنهج من طرف الاحتلال
المغربي , حديث تسبقه وترافقه أسئلة كثيرة : أين كانت أمريكا طوال هذه
المدة التي لايمكن أن نقول عنها لاتعلم شئي عن هذا الملف الشائك الذي طرح
داخل صالات عصبة الامم منذو أواخر الستينات من القرن الماضي وايدت مطلبه
في تقرير المصير عشرات القرارت .
قد نسوق للولايات المتحدة الامريكية عديد المبرارت عن غيابها الافتراضي
في هذه البؤرة المتوترة من العالم لانشغالها بازماتها الكثيرة خاصة بعد
الحرب الباردة والتعايش السلمي والنزاع العربي الاسرائيلي وسجالها مع
ايران ومشاكل الشرق الاوسط المزمنة وأخرى كثيرة وخفية دخلتها بجيوشها أو
بالوكالة ناهيك عن المشاكل الدولية الكثيرة وبحث الولايات المتحدة
المستمر عن مؤطي قدم لها في خريطة العالم انطلاقا من مقولة العالم
للامريكيين .
اما فيما يخص منطقتنا المغاربية والتي هي متصلة بالاساس بالنزاع الصحراوي
المغربي الذي ظل عائقا دون اتحاد مغاربي فان الولايات المتحدة ظلت تنتهج
أسلوب دبلوماسية الازمات اللينة التي سيطرت على علاقاتها وسياساتها مع
دول المنطقة التي كانت تتسم بالتشفير مما أستدعى القيام بالعديد من
القراءات لحل الغازها من حيث التوجه وهو ماأوجد صعوبة لفهمها وكيفية
التعامل معها خاصة اذا أستحضرنا لقاء القمة بين بيريز والحسن الثاني
ودعمه ومباركته امريكيا عام 1984 والهجوم الامريكي الجوي على ليبيا
عام1986 ودعم التعاون الموريتاني المغربي 1999وتقديم المملكة على انها
شريك متقدم اضافة الى بحثها استخباراتيا عن منفذ تدخل معه الى الجزائر
بعد العشرية السوداء بداية التسعينات دون أن نقفل الصراع الخفي بينها
وفرنسا المستعمر السابق للنفوذ والسيطرة على هذه المنطقة الغير مستقرة .
ولعله من يتابع الساحة الاعلامية المغربية والجنون الذي أصابها في هذه
الايام يعتقد جازما أن المملكة استفاقة على اعصار مدمر أو هزة أرضية أو
حرائق اتت على الاخضر واليابس بسبب ما قيل أنها مسودة أمريكية تطالب
بمراقبة حقوق الانسان بالصحراء الغربية , انها لاشك خطوة استباقية خرجت
من باب القصر المخزني ودخلته خلسة من النافذة ولم يتلقفها سوى احزاب
كرطونية اجتمعت واتقفت بطريقة عجيبة لم نشهد لها مثيل في الساحة السياسية
الدولية فالكل هناك يغني على نوطة واحدة باسم الشعب المغربي الشارد و
المقلوب على أمره الذي أرهقته الازمات ويبحث بمرارة عن لقمة عيش ضاعت في
أتون مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تضرب بأطنابها مملكة
الرخاء والهناء التي وعدهم بها ماسمى نفسه ذات يوم بملك الفقراء؟!.
انه رفض لايعرف له مبرر فمالذي يخافه المغرب ويخفيه في مناطقنا المحتلة
أم أنه بدأ يحصد ما زرعه في قفلة من التاريخ وبعيدا عن أعين المجتمع
الدولي والا فمالذي جعل شعبنا يهرب ذات يوم عن أرضه و أرزاقه تحت قصف
الطائرات والمدفعية الثقيلة ومن يتحمل مآساته طيلة 40 سنة وأين معتقليهم
ومفقوديهم وأين هي التنمية المزعومة في وطنا المحتل مثل ما يروجون أو مثل
قال أحدهم لايوجد في العيون الا أسمنت يمتد من شرقها الى غربها ومالذي
يخرج الصحراويين في الشوارع ومن يسحل ويغتصب العفيفات أمام الملاء وأشياء
كثيرة محفوظة في وجدان وذاكرة مجتمعنا الجماعية !!!.
وبعودتي الى الموقف الامريكي فانني أجد نفسي أستحضر عددا لاينتهي من
الاسئلة لاأجد لها اجابات في المدى المنظور :
أين كانت الولايات المتحدة عن هذا النزاع سابقا ؟
هل هي لعبة الامم والتحولات ومبدأ لاصداقات دائمة ولاعدوات دائمة ؟
ام هي معركة لي الذراع بين فرنسا المعرقل الرئيس لهذا النزاع وأمريكا
صاحبة الذراع الطويلة في صراعهم لاحتكار المنطقة خاضة عندما نستحضر أن
البلد الحليف الجزائر يعيش بحبوحة مالية وأقتصادية كبيرة واستقرار سياسي
واجتماعي لاتخطيه العين ؟
أم أن أمريكا صاحبة المشروع قدمته لارضاء عدة أطراف في مرة واحدة وعندما
يرفض ستقول لقد فعلت مابوسعي ؟ أم انها هي وفرنسا يتبادلان الادوار ؟
وما الضريبة التي ستدفعا فرنسا اذا أستعملت أو لم تستعمل ورقة الفيتو؟
وهل فعلا النزاع في الساحل والصحراء مقلقا للمجتمع الدولي الى هذا الحد ؟
وهل سنشاهد الغاءا أو تعديلا لهذه المسودة في اللحظات الاخيرة وحينها
يكون لجماعات الضغط واللوبيات رأيا معاكسا للشرعية الدولية ؟
أم اننا امام استفاقة دولية وحقوقية تعتبر سابقة في هذا النزاع جاءت بفعل
نضالي مرير وطويل من شعبنا وحراك دبلوماسي صحراوي حشر دبلوماسية الاحتلال
في الزاوية ؟
وماهي الخطوات القادمة للقيادة الوطنية في مواجهة أي من هذه الاحتمالات ؟
أسئلة كثيرة ستجيب عنها الايام القليلة المقبلة لكي يتضح لنا بالفعل هل
ماهو امامنا كأس نصف ممتليئة او نصف فارغة والاكيد في النهاية أن
الصحراويين حكومة وشعبا سيحصدون ثمار الحالتين .
بقلم الصحفي : ارقيبي عبدالله .
المصدر: لاماب المستقلة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر