الأربعاء، 24 أبريل 2013

إسبانيا اللّئــــــيمة!!

إن التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل غارسيا مارغايو بالعاصمة الأردنية عمان فيما يخص إعتراض إسبانيا على أن يتم توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان ليؤكد على سوء و خبث نوايا الحكومة الإسبانية تجاه الشعب الصحراوي و قضيته العادلة ، كما تؤكد على تلاعب الحكومات المتعاقبة على قصر "لامونكلوا" بعقول الشعب الإسباني الطيب و المتعاطف مع القضية الصحراوية منذ الازل.
لقد جاءت تصريحات مارغايو "المؤسفة" لتزيد الطين بلة و لتصب الزيت على النار التي تزداد شرارتها كل يوم في الشوارع الإسبانية تحت أقدام راخوي و عصابته ، فبعد الفضائح التي تتابعت على مسؤولين في الحزب الشعبي الحاكم خاصة بعد إكتشاف حسابات سرية لبعضهم في سويسرا ، و الفضائح الأخلاقية التي تلاحق بعضهم الأخر ، هذا بالإضافة إلى الإجراءات التقشفية و الإقتطاعات التي تقوم بها الحكومة الإسبانية من أجور العمال بشكل شبه يومي ، فضلا عن إرتفاع نسبة البطالة التي تجاوزت 25 بالمئة ، يأتي الدور على تصريحات مارغايو و الموقف الإسباني المخزي ليزيد من غضب المجتمع الإسباني الذي يزداد عدد المؤيدين فيه للقضية الصحراوية يوما بعد يوم و لا يرى لذلك إنعكاسا على سياسة بلده الذي يزيد ساسته إقترابا و تطبيعا مع المغرب كلما صعد حزب إلى سدة الحكم على الرغم من الؤعود و التطمينات في الحملات الإنتخابية التي ما إن تظهر نتائجها حتى يتضح أنها ؤعود كاذبة و مجرد بروباغاندا دعائية لا أكثر و لا أقل .
تكاد تكون القضية الصحراوية محل إجماع لدى الشعب الإسباني و هو الذي يعتبر من أكثر الشعوب تضامنا مع هذه القضية ، إلا أن خبث أصحاب القرار و الساسة في إسبانيا جعل من هذه القضية ورقة ضغط فقط و لعبة تتقاذفها الأحزاب السياسية بين الحكومة و المعارضة ، فالمعارضة تدعي تبني مواقف مشرفة و متقدمة من هذه القضية و تعيب على الحكومة المتاجرة بها، إلا أنها ما إن تصعد إلى سدة الحكم حتى تتنكر لكل ذلك و تحذو حذو سابقيها في التعامل مع الملف الصحراوي، و لعل أكبر دليل على ذلك هو موقف الحزب الإشتراكي عندما كان يترأسه "فيليبي غونزاليز" الذي زار المخيمات إبان حملته و أكد أنه في حال تم إنتخابه فإنه سيقف إلى جانب حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، و ما إن وصل إلى مبتغاه حتى إنقلب 180 درجة ، وتنكر لوعده و إلتزامه، نفس التلاعب يحدث اليوم في ظل الحكومة الحالية بقيادة "ماريانو راخوي" و المعارضة التي يتزعمها الحزب الإشتراكي بقيادة "بيريز روبالكابا" .
كانت إسبانيا و لازالت دولة ذات التأثير في النزاع حول الصحراء الغربية ، فبما أنها كانت جزء من المشكل بتنكرها لمسؤولياتها و مغادرتها للإقليم دون تمكين شعبه من تقرير مصيره ، فقد وجب أن تكون إسبانيا جزءا من الحل بحكم أنها الدولة المديرة للإقليم قانونيا الشيء الذي ترفضه إسبانيا و تأبى إلا أن تبقى حجر عثر أمام أي تقدم يمكن أن يصب في صالح الصحراويين ، شأنها في ذلك شأن فرنسا التي تقيم الدنيا و لا تقعدها إذا تعلق الأمر بحقوق الإنسان في أي جهة من العالم إلا إذا تعلق الأمر بالصحراء الغربية فإن فرنسا تلعب دور الخصم و الحكم.
كان بإمكان الحكومة الإسبانبة أن تبقى محايدة في قضية توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان كما كان على مارغايو أن يوفر عليه تصريحاته و أن يهتم بشؤون بلاده التي تغرق في أزمة إقتصادية غير مسبوقة ، بدل الإعتراض على مهمة كان على المينورسو أن تقوم بها منذ نشأتها سنة 1991 على إعتبار أن كل البعثات الأممية في مناطق النزاع في العالم تمتلك آلية لمراقبة حقوق الإنسان، فضلا عن تشدقه(مارغايو) بأن إسبانيا تعتبر من دول أصدقاء الصحراء الغربية في مجلس الأمن و من حقها أن ترفض هذا المشروع، أصدقاء يفضل الصحراويون تسميتهم "بالأعداء" أو هكذا إختاروا أن يكونوا.
إنه مما تتفطر له قلوب الصحراويين و تندى له جباههم رؤية مواقف كالموقف الإسباني الأخير من دولة سخروا لها كل جهودهم من أجل أن تقوم بدور إيجابي أو على الأقل أن تتبنى الحياد في قضيتهم، ففي إسبانيا توجد أكبر جالية صحراوية بالخارج و بها أيضا توجد أكثر تمثيليات الجبهة بالإضافة إلى القوى التضامنية و جمعيات المجتمع المدني المتعاطفة مع القضية الصحراوية ، كما أن الشعب الإسباني من أكثر الشعوب ؤقوفا إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي من أجل التحرر ، لذلك يبقى هذا التناقض بين مواقف الشارع الإسباني و مواقف بلده الرسمية محل إرباك للجميع.
كان من الممكن أن يتقبل الشعب الإسباني و الرأي العام العالمي بشكل أقل حدتا و أخف وقعا تصريحات مارغايو لو عبر عن تأييد بلده للمغرب في مجال آخر كالسياسة أو الإقتصاد ، أما أن يكون هذا الموقف المشين في مجال حقوق الإنسان الشيء الذي قدمت شعوب العالم الكثير من التضحيات من أجل إحترامه فإن ذلك ما لن يقبله أحد، ما من شأنه أن يزيد من الضغط على حكام مدريد و يجعل مارغايو و حكومته و حزبه في وضع لا يحسدون عليه.
بقلم :المحفوظ محمد لمين بشري.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر