الخميس، 18 أبريل 2013

الحذر مطلوب ،، مطلوب، مطلوب

الظاهر إن المغرب لُدغ من حيث لم يكن يظن أن اللدغة ستأتيه. فرواج أخبار -أصبحت شبه مؤكدة- تقول أن الخارجية الامريكية بقيادة كيري قد أوعزت إلى بعثتها في الأمم المتحدة إن توزع منشورا أو مسودة منشور على المجموعة التي تُسمى "أصدقاء الصحراء الغربية " بما يخص توسيع صلاحيات المينورصو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الإقليم المحتل، قد أصاب المغرب بالغثيان وربما الغي. في الحقيقة الضربة رغم أنه من الممكن أن لا تصيب الآن هي مؤلمة. فأمريكا، بعد أن كانت تعاند وتنتظر أكاذيب المغرب الذي وعدها كذا مرة أنه سيحل الصراع لصالحه بالوقت، أصبحت تدرك أن هذا أشبه بالسراب، وان الشعب الصحراوي ماض في كفاحه ولن يعود عن الاستقلال. وحتى رغم أننا ندرك أنه من الصعب تمرير هكذا قرار الآن إلا إنه إذا لم يمرر الآن فسيمرر في المستقبل.
إن صدور هكذا أخبار جعلت المغرب يدق ناقوس الخطر في كل مطابخه وفي كل مصانعه السياسية ويصاب حقيقة بالذعر. وإذا كان الرد المغربي إلى حد الآن حدث على مستوى الأحزاب والتجمعات السياسية والقصر الملكي وصدرت بيانات الرفض والإدانة للخطوة الأمريكية فإنه لا بد إن نحذر من أن يفبرك المغرب شيئا على الأرض لصرف الأنظار عن ما يقع في الأمم المتحدة. إنه من شبه المؤكد أن المغرب لا بد وفكر في هذا ويعمل عليه.
فكما نعلم فإن المغرب ومنذ اعتلاء اوباما كرسي السلطة في الولايات المتحدة كان يتقرب إليها بمحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بالبوليساريو وإغراقها في المشاكل الإرهابية حتى يتم تسجيلها في قائمة الحركات الإرهابية. ورغم أن أمريكا كذبت هذا من قبل، وقالت أن حركة البوليساريو هي واحدة من الحركات القليلة التي نجت من الدخول في عالم الإرهاب إلا أنه يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن المغرب لازال لديه الأمل في زعزعة صورة البوليساريو أمام الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الإرهاب. فخلق حركة التوحيد والجهاد الإرهابية ومحاولة وصفها أنها من صنع البوليساريو كان هو البداية لكل ما جاء بعد ذلك مثل اختطاف الاسبان من المخيمات وما تبعه.
اليوم يبدو أن المغرب، وحتى يلفت الأنظار عنه، لجأ مرة أخرى إلى الحديث عن الإرهاب وربطه بالبوليساريو. ففي الساعات الماضية القريبة حدث حدثان بارزان يجعلانا نشم من بعيد أن المغرب يريد أن يحرك قضية الإرهاب ويربطه بالبوليساريو.
الاول حديث وكالة فرنسا من مالي أن كل مقاتلي حركة التوحيد والجهاد رجعوا إلى مخيمات البوليساريو، وبدؤوا ينظمون صفوفهم هناك للعودة إلى القتال في مالي تحت إشراف قيادات من البوليساريو؛ والحدث الثاني تمثل في تحريف الرباط لتصريح وزير خارجية مالي وأتهامه بأنه قال إن افراد الحركة عادوا إلى مخيمات البوليساريو. إذن هذا يجعلنا نتيقن أن وراء هذا كله من الممكن أن يحدث أي شيء في المخيمات أو الأراضي المحررة مهما كان نوعه خاصة ما تعلق بالإرهاب. معنى هذا أن الأمر جدي ويتطلب أن يتجند الصحراويون وأن لا يسمحوا للمغرب بتحقيق مآربه. إن حدوث عمل إرهابي في المناطق التي تسيرها البوليساريو سيجعل المغرب يقول للولايات المتحدة أن هذه الحركة التي تتعاونون معها هي حركة إرهابية، وأنها غير قادرة على السيطرة على الجزء الذي تدير فما بالك أن تدير دولة مستقلة غدا.
الآن الخوف يتجه إلى المناطق المحررة اين يتواجد الجيش الصحراوي. ففي هذه المنطقة من الممكن أن تتسلل بعض العناصر الإرهابية التي يبعث بها المغرب كي تقوم بعمل ما؛ أي عمل، المهم عمل يشوش على ما يجري في الأمم المتحدة. إذن الحذر مطلوب ليس مرة واحدة لكن الكثير من المرات.
السيد حمدي يحظيه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر