السبت، 27 أبريل 2013

أنلدغ من جحر مرتين؟

منذ ان تسرب نبأ الاقتراح الامريكي لمجلس الامن بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان بالصحراء الغربية، و كأنها الهدف و الغاية من نضالات الشعب الصحراوي، حتى هللنا و صفقنا و راوحنا مكاننا، متناسين ان المراوحة في المكان هي تأخر و تقاعس الى الوراء و متجاهلين او جاهلين ان المقترح الامريكي لم يكن اكثر من جس لرأي الاطراف و ردود افعالها، في الوقت الذي شمر فيه النظام المغربي الغازي عن كل قواه، فجند دبلوماسيته و اعلامه و احزابه و "مجتمعه المدني"، فندد بالاقتراح و اكد على رفضه القاطع له، و لم يترك رجالاته دولة لها ثقلها في مجلس الامن إلا زاروها و عرضوا عليها ما الله وحده يعلمه، و لجأ الى لوبياته لتضغط على الادارة الامريكية لتغير من موقفها، و كان له ما أراد... أما نحن فقد استمرأنا الاقتراح الامريكي و اعتقدنا في مصداقية الدولة العظمى، كما اعتقدنا من قبل في مصداقية الامم المتحدة و التي لا زلنا ننتظر، و منذ اكثر من عقدين، ان تفي بوعدها في تنظيم استفتاء حر و نزيه يقرر فيه الشعب الصحراوي مصيره... اكتفينا بالتطبيل و التزمير للمقترح و دعوة فرنسا الى الامتناع عن الوقوف ضده و التنديد بموقف الحكومة الاسبانية، و تركنا الاهم، فلا وفود دبلوماسية رسمية او موازية جابت العالم معرفة بالمقترح الامريكي و اهميته بالنسبة للامن و السلام في المنطقة، و لا حملة اعلامية في ما توفر من وسائل الاعلام تبين ان من فضائل هذا المقترح انه يشكل خطوة صحيحة نحو تطبيق مخطط السلام الاممي الافريقي الذي لا زال يتعثر في طريقه بسبب التعنت المغربي، و لا تعبئة شاملة و عامة للجسم الصحراوي لتعم المظاهرات و المسيرات و الاعتصامات، و دون انقطاع و لا توقف رغم ما ستواجه به من قمع و تنكيل و توقيف، كل اماكن تواجد الصحراويين: المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و مدن جنوب المغرب و مخيمات اللاجئين الصحراويين و الدول التي بها جالية صحراوية، و هذا اضعف الايمان... و لكن لا شيء من هذا حدث و كأن اصحاب القرار عندنا في حاجة الى ان يلدغوا من الجحر مرة اخرى و ربما مرات عديدة ليفقهوا ان هناك المهم و الأهم و انه من لم يمسك جيدا بزمام الامور اخذت هي بزمامه و قد تجره الى ما لا تحمد عقباه، و من لم يحتط للسيل جرفه، و ان "ألّي ما اسرح ما احلب" و "ألّي ما خيط ما البس" و ان من اراد حقه عليه...... و عليه..... و عليه..... و عليه من قبل و من بعد ان يسخو بدمه.
بقلم :الناجم الشيعة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر