لبريقة……….السر المخيف؟

الحلقة الاولى

القيمة الاجتماعية تأتي بما يملك الانسان من المال ،الميزان المادي الذي اصبح مقياس الكل ،فدفع بالكل الى امتهان مهنة البحث عن المادة في دوامة طلب العيش الذي طبع مرحلة السلام الضائع ،لبريقة اسم يحيل الى جغرافيا ليبيا وثورتها التي عاش معها الشعب الصحراوي على اعصابه في انتظار نهاية مسلسل الفوضى الخلاقة الذي اتخمتنا به فوضى الفضائيات الموجهة .

لبريقة الصحراوية اسم ارتبط في المخيلة رغم حداثته بثورة الثروة وسلم الانتقال الاجتماعي السريع ،مكان يختفي وراء تضاريس الصحراء القاحلة ومعه تتراءى المتاريس التي وضعت دون حلم العودة الذي طالما راود جيل الثورة من الشباب الرواد ، حلم الثورة والكرامة وضمان المستقبل الافضل ، مفاهيم عندما يسمعها ثوار لبريقة الصحراوية تتنادى معها صفة المستحيل الذي اصبح قدرا ساق جيلا بأكمله مكرها كما تنطق بذلك الابتسامة المسروقة التي انهكت محيى الاثرياء الجدد.

كانت البداية بإختيار رفيق الرحلة ،الذي خبر الدروب الجديدة ،محمد سالم خريج جامعي درس العلوم السياسية دفعه الميزان الاجتماعي الجديد الى استبدال مقاعد الجامعة والبحث العلمي بمقود سيارة لاندروفر ، السيارة القديمة التي انتُزعت مقاعدها الخلفية لتصبح مكانا للحمولة الكنز.

لاندروفر رفيقة الأرض الصحراوية عبر تاريخ طويل ،اصبحت رفيقة محمد سالم كما هي السيجارة التي لا تفارق فاهه ،تنتهي الواحدة فيشعل الاخرى دون انقطاع ،ودون اهتمام بنصائح كل من يرى حالة الإدمان التي يعيشها ،فيرد ساخرًا ،احب سيجارتي فهي الوحيدة في هذا العالم التي تحترق من اجلي ،فهو منذ غادر مقاعد الجامعة لم ينظر في المرآة ليرى كيف تحول الى هيكل عظمي احمرت معه الاسنان لتوحي بأنه انسان اخر.

ومع محمد سالم خامرتني الاسئلة المخيفة فأعدت الحساب الف مرة ومرة في ما كنت اظنه واعتقدته ،فهو لا يتوانى في تقديم خلاصة تجربته الصغيرة والتي جعلت منه حكيم الواقع الجديد.

ويتنهد وينهي الحوار كما بدأه اول مرة لم نكن نحلم بهكذا واقع فكنا نتصور اننا نتحكم في مفاتيح المستقبل بأقلامنا ،والواقع اننا كنا نُحكم الاقفال على انفسنا ومصائرنا كما يرى محمد سالم. فارقته على امل اللقاء بعد انتهائه من عذاب رحلة البحث عن الترخيص وهي حكاية اخرى من مسلسل المعاناة الذي لا ينقطع وأصبح قدر الشباب المتعلم في واقع حال فرض نفسه ………يتبع

المصير نيوز