حين تهان كرامة النساء الصحراويات أمام الملأ هل يبقى للسلام معنى، وأي سلام الذي تتعرض فيه النساء الصحراويات لصور الإذلال والقهر وهن يستصرخن النخوة العربية والإسلامية الميتة منذ خنوع المسلمين وتواريهم في سباتهم العميق.
وهل يبقى للسلام معنى وصراخ الصحراويات يصم الآذان، ورائحة الغدر والخيانة تزكم الأنوف، وصور البطش المغربي بالطاهرات تعمي الأبصار وتحرك في الإنسان بركان الغضب والانتقام لثأر لن يكون يسيرا ونساء الصحراء الغربية يغتصبن أمام شاشات العالم.
بعد نشر مقاطع فيديو للجنود المغاربة وهم يجرون النساء الصحراويات في الشوارع ويعتدون عليهن بالضرب المبرح والتنكيل فضلا عن اختطافهن إلى وجهات مجهولة وحقنهن بحقن سامة، ورميهن في عراء المزابل، وطعنهن في كرامتهن أمام أنظار الرجال الصحراويين وما يمثله ذلك في نفسية الرجل الصحراوي من انكسار وهو المكبل بقيود العجز في وحل الاحتلال.
كلنا صدم بتلك المشاهد التي رافقت زيارة المبعوث الاممي الى الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس يوم 23 مارس 2013 حين ضربت القوات المغربية في زيها العسكري مع انتشارها بشكل اوسع في زي مدني طوقا امنيا وحصارا بوليسيا على كل الشوارع بمدينة العيون التي كانت اولى محطات الرجل الاممي الذي ما إن وصل الى المدينة المنكوبة حتى خرج الصحراويون رجالا ونساء لإبلاغه ما يعانونه داخل السجن الكبير فكان الثمن تلك المشاهد واي ثمن ذاك الذي لايكون فيه للكرامة معنى حين تداس باقدام جنود لا يعيرون للعرض والشرف ادنى معنى.
كل ذلك لا يحرك ساكنا ونبقى نتفرج على ردة فعل الجبهة الشعبية التي انخرطت منذ سنة 1991 في عملية سلام عقيمة ازدادت معها وتيرة الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان التي تذبح في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية يوما بعد يوم بالرغم من وجود بعثة اممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) إلا انها لم تغير في الامر شيئا وبقاؤها طوال الفترة الماضية تتفرج على الانتهاكات المغربية في حق الصحراويين دون ان تقرر عن ذلك امرا لم يعد مقبولا وبات يطرح الكثير من التساؤلات عن جدوائية تواجدها بعد فشلها الذريع في تطبيق بديهيات القانون الدولي وتنظيم عملية استفتاء تعيد للصحراويين حقهم في تقرير مصيرهم وهو الدور الذي سطر لها بعد اتفاقية وقف اطلاق النار بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية (المغرب وجبهة البوليساريو)
ومع الرهان الكبير الذي تعلقه جبهة البوليساريو في الفترة الأخيرة على الامم المتحدة في إدراج آلية أممية لمراقبة والتقرير عن وضعية حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية خاصة بعد التطورات الخطيرة التي ظهرت على الميدان بعد الهجوم المغربي على مخيم النازحين الصحراويين "اكديم ازيك" نوفمبر 2010 وما تلا ذلك من انتهاكات وتقديم للمدنيين الصحراويين أمام المحاكم العسكرية المغربية التي قضت بأحكام قاسية تتراوح بين المؤبد و25 سنة سجن على مجموعة اكديم ازيك كل ذلك يحدث في ظل تطويق امني لكل المدن الصحراوية، يرافقه حصار اعلامي بمنع الصحفيين والجمعيات الحقوقية من زيارة المناطق المحتلة الخاضعة للسيطرة المغربية والتي كان آخرها طرد أربعة نواب أوروبيين من مطار الدار البيضاء كانوا بصدد زيارة للمناطق الصحراوية المحتلة وإعداد تقرير عن الوضعية الحقوقية هناك فهل يستجيب تقرير روس لرهان البوليساريو التي تطمح في تحقيق انتصار ولو حقوقيا تكبح به موجة الضغط الشعبي المتنامي الذي يدعوها لطي سجل السلام العقيم والعودة للكفاح المسلح من جديد وتنامي هذا الضغط الشعبي والشباني بعد الهجوم المغربي على مخيم اكديم ازيك وهو ما يفسر قيام بعض الفعاليات الشبانية بين الفينة والأخرى بتوقيع بيانات تطالب "البوليساريو" بالعودة للسلاح لرد الاعتبار لكرامة الصحراويات التي تهان في الشوارع والساحات العامة على مرائ ومسمع المواطنين الصحراويين العاجزين عن تغيير هذا الواقع بسبب الترهيب والقمع المغربيين، حتى تحولت المناطق الصحراوية المحتلة إلى سجن كبير تمارس فيه كل أشكال الظلم والاضطهاد في حق الصحراويين العزل.
وفي الأخير وبعد ان شاهد روس هذه المشاهد المخزية للجنود المغاربة في زيهم المدني يجرون النساء الصحراويات الى المقصلة هل يتحرك ضمير الانسانية فيه ويقول كلمة الفصل في إنصاف الصحراويين بوضع آلية لحمايتهم من بطش وجبروت الطغاة المعتدين، أو يعلن عن استقالته في التمسك بملف تاه فيه السلام في ضبابية التفاوض والكلام الذي حل محل لغة الحديد والنار.
والى ان يجد السلام له مكانا بين جرائم هتك أعراض النساء الصحراويات المذبوحة بدم العروبة البارد سلام على امة ترقد على جماجم الصحراويين منذ الاجتياح المغربي الغادر لشعب قطع معه كل أواصر العروبة والدين والجوار بسيف الطمع ورغبة التوسع.
بقلم : حمة المهدي
المصدر: اتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين
0 التعليقات:
إرسال تعليق