الاثنين، 1 أبريل 2013

وا معتصماه

قالت المرأة العربية مستغيثة بالمعتصم في زمن النخوة العربية , واليوم من يستمع لنداء النساء الصحراويات وهن يعنفن في مشهد درامي يصور دوس الجنود المغاربة للنساء الصحراويات في شوارع المدن المحتلة من الصحراء الغربية .
فعندما يقول الشاعر العربي ابو فراس الحمداني
وحي رددت الخيل حتى ملكته هزيما وردتني البراقع والخمر
فهذا يعني انه قد ردته براقع النساء وخمرهن عن مواصلة الحرب اذا ما كن في حي يغير عليه بسيفه وخيله ،فان جنود الاحتلال المغربي واولاد الخيرية ومختلف فرق الرعب المغربية المتخصصة في القتل والتعذيب ، ليسوا على رأي ابي فراس ولا نخوته ولم تردهم حرمة النساء ولاتحاشي ضربهن بل تمادى كلاب المخزن في اهانة واذلال الصحراويات امام مرأى ومسمع من العالم دون ان يحرك احدا ساكنا ،دزن ان تكون هناك ردة فعل على مايجري فمن يشاهد تلك المناظر تتحرك فيه تلقائيا دوافع النخوة والغيرة والرغبة في الثأر لشرف الصحراويات .
والحقيقة ان ضرب النساء هو من المناظر المقززة في الذوق العام الصحراوي ، ويضربون المثل "الناس عاتنة اعليا وانا عاتن على امراتي " في من يعتدي على من هو اضعف واوهن منه ،ومن الغريب عندنا ان نسمع برجل يعتدي على امرأة بالكلام فما بالك بلاعتداء عليها ضربا وسبا وقذفا ، فكل هذه الخصال من اجتمعن فيه ، يصغر في اعين الرجال حتى يبدو قزما ابلها او خصيا في حضائر ملن من الملوك بلا رجولة ولا عنوان .
ان الذين يستاسدون على النساء في المناطق المحتلة ، ويتلذذون بسبهن وشتمهن هم لامحالة ممن يتبولون في سراويلهم اذا ما حمى وطيس المعركة بين الرجال ، فصحيح ان البغاث يستنسر في غياب الاسود وعمالقة الغابة ، ويتصور للكلاب المغربية الضالة في اعتدائها على الصحراويات ، انها بالفعل تقوم بعمل بطولي وصد لعدوان غادر ، فكيف برجل امن يعتمد خلفه على جيش جرار من البوليس وكلاب المخزن ، ان يخاف من امراة لا تحمل سكينا ولا كابوسا ، وانما تحمل قضية عادلة بشكل سلمي ، ولكن من يشاهد اولاد الخيرية يعرف ان هؤلاء الاوغاد يخافون حتى من النساء ، وهن يدافعن عن انفسهن ، فترى احدهم يحتمي بنفسه خوف ردة فعل متوقعة .
وأمام كل هذا الاستفزاز للشعور الجمعي للشعب الصحراوي ، تبقى تلك الصور والمشاهد العنيفة ، محفورة في ذاكرتنا ووصمة عار في جبين الاحتلال ، الذي ربى أذياله على القمع والترهيب والإجهاز على الناس .فهل من معتصم إذن ؟ وهل سنبقى نلعب دور المتفرج على هذه المأساة ؟ والنظر في عيون البوليس الصفراء وهم يعتدون على شرف النساء ؟
بقلم : محمود خطري .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر