الاثنين، 1 أبريل 2013

القيادة منظومة فساد

اطلت علينا السيدة خديجة حمدي بعد غياب طويل عن الكتابة بمقال تحت عنوان "الكتابة منظومة قيم" و الذي نشر بعدت مواقع إعلامية
تحدثت من خلاله السيدة الوزيرة عن السلوكات التي يجب ان تتوفر لدا الكاتب و عن الموضعية و الشفافية و المصداقية ..!
و تحدثت عن التكرار و الاسهاب و وصفته بلخطر الشديد !! على لكاتب و الموضوع الذي يتناوله .
إن منظومة القيم التي تحدثت عنها حرم رئيس الجمهورية جميلة جداً و يجب ان نراها ليس لدا الكاتب فحسب ولكن من قبل الجميع و خاصتاً صناع القرار ، لكن سيدتي الفاضلة ألم يكن أولى بكِ ان توجهي تلك الموعظة و النصائح لنفسك اولاً ثم لزملائك في السلطة الذيــن عاثوا في الأرض فساداً ،
و بما انكِ وضعتي نفسك واعظة فلأقربون أولى ، فمثل ما تحدثتي عن القيم و الكتابة وجب عليكِ أن تتبني مشروع إصلاحي متكامل يهدف إلي إرساء منظومة قيم من شأنه أن يعيق عجلة الفساد.
ومن هنا تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الفئات الطليعية المدركة لأسباب الفساد وعوامله وطرق مناهضته كالواعظـة "السيد خديجة" ، لتعمل من أجل خلق أطر منظمة لمكافحة هذا الفساد ومنعه من إعاقة عجلة الحياة وبالتالي تصبح بدورها منظومة مستقلة لها هدف أساسي هو مناهضة الفساد الذي ينخر في كيان و مؤسسات الدولة وخلق مناخ إجتماعي وسياسي قائم على أسس الحرية والعدالة .
إلا أنّ الخطورة القصوى تتمثل في حدوث فساد من نوع جديد داخل هذه الحركة ليحرفها عن مسارها الحقيقي المتمثل في مكافحة الأحتلال لتنزلق باتجاهات التفرد والمصالح الذاتية مبتعدة عن الهدف الأسمى الذي تشكلت من أجله مما يعيق عملية صراعها مع العـدو، وعدم قدرتها على القيام بدورها لتصبح كيانات شكلية مترهلة منخورة بالفساد الداخلي فكيف لها أن تناهض إحتلال قائم و متسلط لتتحول الى جزء جديد في حجر الطاحون الذي يطحن المصلحة العامة .لكن هناك عدت أسئلة تطرح نفسها يا سيدتي الفاظلة ، أيـن هي القيم و الأخلاق التي تتعامل بها قيادتنا الموقرة مع كل من يسير ضد تياركم الفاشل و العقيم مثل شباب الثورة مثلاً ، و بلمقابل هل الفساد ينطلق من القاعدة الى الرأس ؟ هل القاعدة الفاسدة تفرز رأس هرم فاسد، أم أن القيادة الفاسدة تعمل على خلخلة القاعدة وإضعافها من أجل ترسيخ فسادها وتكريسه كضمانة لبقائها في سدة الحكم ؟.
إنّ أي منظومة جماعية مؤطرة تحتكم الى مجموعة من النظم والعلاقات ويتدرج فيها الكادر رتبا تصاعدية، هي عرضة للفساد ما لم تتسلح تلك المنظومة بقوانين صارمة تحميها من الإنزلاق والتردي والوقوع في جب الأهواء والمكتسبات الشخصية مما يبلور مفهوم الفساد .
الجميع فهم الرسالة التي أرادت الأخت خديجة تمريرها من تحت الطاولة لبعض الأقلام التي تقرد خارج سرب القيادة (الوكالة و الأتحاد) و خاصتاً منها تلك المنادية بلأصلاح و التغيير داخل "بقايا" جبهة البوليساريو ، و التي تفضح ممارسات القيادة و ابنائها.
بقلم : محمد سالم عبدالله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر