الأربعاء، 1 مايو 2013

اسبانيا ام انواجر

لا أخفيكم سرا أنني كنت متاكدا جدا من عدم صدور القرار الامريكي القاضي بتوسيع صلاحيات المينورسو ، لتشمل مراقبة حقوق الانسان في المناطق المحتلة ، لإدراكِ أن الاحتلال يعرف جيدا كيف يحرك دواليب اللوبيات الضاغطة في صنع القرار العالمي، لكبح جماح المتحمسين لتمرير هذا المشروع .
ولكن مالم اهضمه هو النفاق الاسباني الواضح والتملق الزائد، في الدفاع عن ادعاءات المخزن.
كل المؤشرات تقريبا كانت توحي بأن مشروع القرار الامريكي، ستوقف فرملته بمجرد أن يدخل بيت طاعة مجموعة "اصدقاء الصحراء الغربية "، وفيه يبحث كل طرف عمن يدفع له اكثر ، ولهذا خرجت لنا اسبانيا بمزايداتها الفاضحة وباعت " الترازة "، فأصيب الكثير من الصحراويين بالدهشة، فاسبانيا ظلت تصطاد عواطفنا الى درجة أننا اصبحنا نقف معها في كل شيء الى حد الحماسة، ولكن ما لبثت أن " فشتنا " واصبحنا مثل " مجنون الناس"عندما أدركنا بوعي مرارة الحقيقة في ساعة الحسم.
اسبانيا اذن كانت تمارس معنا "انواجر عيشة" ، فتجبرنا ان نفرق بين اسبانيا الرسمية ، واسبانيا الشعبية ، " فاحمد عادو احمدين"، حتى الاحزاب تاخذ من القضية الصحراوية، مجرد مطية لتمرير خطابها، لكسب اصوات الاسبان المتضامنين، وليس لمبدأ ثابتا يمنحها قدسية واحتراما ، و تأكدنا بما لا يدع مجالا للشك ، أن اسبانيا كانت تمارس نوعا من التقية السياسية، فهي عندما تلتقي معنا تظهر لنا التضامن والتأييد، ولكن اذا خلت الى شياطينها المحتل المغربي، قالت له إني معك إنما أنا أستهزيء بالصحراويين وقضيتهم، كي لا أغضب شعبي المتضامن معهم .
علينا إذن ألآ نبني قوتنا بالاعتماد على الاخرين كما يفعل المحتل المغربي، لأن السياسة لا تعرف الثابت بل المتغير ـ ومن الصعب أن تمسك قميص صديق فيها حتى النهاية، ولكن بناء القوة يكمن في الطاقة والخزان الهائل لدى الشعوب، والتي تكسب القضايا العادلة كقضيتنا، مناعة تمنع اسبانيا وأخواتها من التسرب في مسامات الشعوب العنيدة، قصد تمرير خطاباتها المسمومة وشعاراتها الجوفاء.
بقلم: محمود خطري حمدي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر