الأحد، 12 مايو 2013

وقف اطلاق النار ..... ووقف اطلاق السلام

جدلية معقدة تلك التي يعيشها مشروع السلام الاممي في الصحراء الغربية، فمنذ ازيد  من عقدين تحركت الامم المتحدة للنظر في مسألة تصفية الاستعمار من اقليم شهد حربا طاحنة مني فيها النظام المغربي بشر الهزائم، و ما ان ضاق عليه الخناق و اراد الخروج من ورطة الحرب الخاسرةـ التي علق عليها الملك الحسن الثاني بأنها جولة اسبوع و ينتهي الامرــ لم ير من حوله سوى الامم المتحدة التي تدخلت تحت مبرر اجراء الاستفتاء، حيث بدأ هذا المسار بتوقيف لاطلاق النار، و لكن ما حصل هو الخرق المتكرر من القوات المغربية التي وجدت في الامم المتحدة و قواتها المينورسو أداة و غطاءا شرعيا، تمارس تحته اعمالا غير شرعية، حيث تم قصف مواقع للقوات الصحراوية امام مرأى من القبعات الزرق، وتلك كانت الرسالة الاولى التي بعث بها الاحتلال المغربي، وعبر فيها عن موقف جلي لا يحتاج الى تعليل، او الى لجان تقصي حقائق، و انما رسالة مفادها بأن السلام ليس خيارا ممكنا، و انما فرصة لالتقاط الانفاس، و مقدمة لفرض امر واقع على الارض يحول النزاع من خيار الحل الى التسوية.
اذا كان توقيف اطلاق النار خطوة في الاتجاه الصحيح و تعبيرا صادقا للانخراط الطوعي و الايجابي في عملية سلمية تؤدي في الاخير الى سلام دائم، فلم هذا الاختراق المتكرر من قبل المغرب، ام انها كانت نوايا مبيتة، و لعبة سياسية بإمتياز هدفها في الاخير تكبيل الصحراويين بقرارات اممية ليتسنى للمغرب فرض مايريد.
بهذه الطريقة و المنهجية التي يدار بها النزاع، نحن لسنا امام عملية سلمية عادلة، وانما امام وقف لاطلاق السلام، وجعل الامور تراوح مكانها في حالة من الركود و الجمود، واذا كانت الامور ستبقى على حالها، فإن المنطقة على شفا حفرة من نار.
انه لايمكن بأي حال من الاحوال ان يبقى المغرب متعنة و مصر على التشدد في مواقفه الكولونيالية، ونحن نتنازل ونخاطبه بلغة الشريك الموثوق به و الجدي، اننا و الله لقد منحنا المغرب فرص لا تضيع من اجل الوصول الى حل عادل و ديمقراطي، و الانخراط في سلام دائم، لكن المغرب فضل الهروب الى الامام و التعنت، كما قال بيكر" ما ان نخطوا خطوتين الى الامام، الا ويخطو المغرب خطوتين الى الوراء..."
سلام بدون شريك = سلام مبتور
ان الانخراط في سلام بدون شريك متفاعل و متناغم و ملتزم بما يوقع معه من اتفاقيات و عهود، مضيعة للوقت والجهد، وتضحية بمصير اجيال أملها ان ترى يوما ما سلاما يتحقق، و امل يخرج الى النور، و الا فسنظل في مرحلة عنوانها الرئيسي وقف لاطلاق النار مقابل وقف لاطلاق السلام
بقلم الاستاذ : خطري الزين.
المصدر: لاماب المستقلة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر