الخميس، 2 مايو 2013

تغيير الأشياء

Things change
اعتقد انه بالنسبة للولايات المتحدة يجب ان لا يخيب الامل حتى وان تراجعت الان وسحبت مقترحها بتوسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء الغربية لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير عنها والذي هو مطلب البوليساريو منذ سنوات، فالعقل الامريكي مبني على فلسفة المنفعة بمعنى ان المصالح هي التي تحدد موقف الدولة من اي قضية وشعاره العنوان اعلاه، وتحديد المصلحة هذا موكول الى آلية ضخمة تضم عدد كبير من الجامعات ومعاهد الدراسات السياسية والشركات العملاقة وحتى الكنائس والذين عرفوا كيف يستغلون او يقنعون هذه المؤسسات بوجهة نظرهم هم من تجد البيت الأبيض يقف الى صفهم ويتبنى طرحهم ، ومع ذلك واتساقا مع المنطق الأمريكي فرغم ان القرار الاممي الاخير 2099 جاء باهتا كسابقيه فان الخبر الجيد good news فيه انه شدد على أهمية تحسين وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ، و شجع الأطراف على العمل مع المجتمع الدولي لوضع وتنفيذ تدابير مستقلة وذات مصداقية لضمان الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، واضعة في اعتبارها التزاماتها ذات الصلة بموجب القانون الدولي، فعبارات "تدابير مستقلة" و "بموجب القانون الدولي" هي عبارات مشجعة ومطمئنة على نحو ما وتوحي بوجود اثر للولايات المتحدة في هذه الصياغة، وهي تسوية- صفقة- آنية من قبل إدارة تعرف جيدا كيف تبرم الصفقات،واعتقد ان تصريح الولايات المتحدة بدعمها لتوسيع مأمورية المينورسو لتشمل حقوق الانسان، قد حقق المراد منه تكتيكيا فالزلزال الذي اصاب المغرب على كل مستوياته فور تلقيه الخبر جعل العالم كله يتبين حقيقة الوجود المغربي في الصحراء الغربية، والسؤال الذي كان على السنة الجميع وبكل اللغات ما الذي يخشاه المغرب من تكليف الامم المتحدة بحماية حقوق الانسان؟ وهو سؤال شكل للقصر وجوقته حرجا كبيرا .
بناء على ما فات يجب علينا ادراك التالي :
- ان سحب الامريكي لمقترحه ليس نهائيا فقد يعاود طرحه العام المقبل او في أي وقت يراه هو مناسبا.
- انه حين طرحه لم يكن اقتناعا منه بعدالة القضية او شرعية المطلب بل كان ترجمة لتحرك مجموعة من اصدقاء شعبنا لهم خبرة في مفاصل صناعة القرار الامريكي (مؤسسة روبرت كينيدي وارتباطها بالحزب الديمقراطي الحاكم ) .
- ان للمغرب ايضا لوبي قوي داخل الولايات المتحدة وخارجها (الايباك + ممالك الخليج) قد يكون ساهم في اللحظات الأخيرة في سحب المقترح و تجنيب المغرب الكارثة.
لم تنتهي اذن المعركة الحقوقية / السياسية مع المغرب،بل زادت ضراوتها ودخلت مرحلة الحسم والذي قد لا يكون بالضربة القاضية انما من خلال النقاط، وحتى نتمكن من جمع نقاط أكثر علينا مخاطبة الأمريكيين بما فيهم اللوبي الداعم لوجهة النظر المغربية خطاب المصالح وتقديم جدول الربح والخسارة حالة دعمهم لنا او تخليهم عنا وهذا يكون من خلال العمل المكثف وعلى كافة المستويات الدبلوماسية والثقافية رسمية و شعبية (مجتمع مدني ) وان اقتضى الامر تنزيل اعلانات او مقالات مدفوعة الاجر في الصحافة الامريكية لاطلاع الراي العام الامريكي على حقيقة الصراع في الصحراء الغربية .
والاهم هو تصعيد انتفاضة الاستقلال وتنويع أشكال الاحتجاج والرفض كالمبادرة الأخيرة التي تمثلت في إطلاق أسماء جديدة على شوارع مدينة العيون المحتلة، على الصحراويين هناك رفض كل ما هو صادر من الاحتلال وعدم التعامل به او معه مثل المسميات كما عليهم مقاطعة مسرحياته الانتخابية وجميع انشطته داخل الارض المحتلة وجنوب المغرب، عليهم ان لا يوفروا مناسبة او أي فرصة في ابداء التضامن مع المعتقلين السياسيين وخاصة مجموعة اقديم ازيك، عليهم التظاهر امام بؤر استنزاف الثروات الطبيعية ، وعلى الجبهة والدولة دعوة السفارات المعتمدة بالمغرب التي تربطها بنا علاقات دبلوماسية (اعتراف) ان تكثف زياراتها للمدن المحتلة ولقاءاتها بالحقوقيين والمعتقلين السياسيين، فالمغرب يفقد اعصابه في لعبة عض الاصابع وامتحان القدرة على الصبر والتحمل. 
بقلم: اسلامه الناجم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر