الاثنين، 20 مايو 2013

نقاط ظل لابد من التوقف عندها في ظلال 40 سنة لتاسيس البوليساريو

بسم الله الرحمن الرحيم
اذ نهنئ الشعب الصحراوي على صبره وجلده واستماتته في الكفاح طيلة اربعة عقود، فاننا لابد ان نستحضر في مثل هكذا تقييم بعض الجوانب التي اطمرت في تقييم مسيرة طويلة زاخرة بالتضحيات وبالعطاءات وما شابها من "نقائص" لابد ان تكون حاضرة في الاذهان، خاصة ونحن على اعتاب مرحلة جديدة لكنها تظل امتدادا للماضي
اظن ان الكاتب اغفل عن "عمد" بعض اوجه النقص التي شابت تلك المسيرة عندما نتوقف عند معالمها الكبيرة
من تلك النقائص في نظرى ان جبهة البوليساريو تسرعت في اعلان "القطيعة" مع المستعمر الاسباني الذي كان بالامكان لو وجد نظرة متبصرة لتم التعاطي معه في اطار "سياسة الممكن" التي كان يعد بها المستعمر فيما يخص وضع الاقليم النهائ،في اطار مرحلة "انتقالية"
لكن جبهة البوليساريو لم تهضم تلك السياسة الا بعد فوات الاوان، حسب نظري، رغم ان رئيس حركة 17 يونيو (بصيري) كان يلمح لذلك في كثير من ادبيات الحركة الطليعية،كما ان الاسلوب السلمي الذي ادار به المعركة في اول خرجة في تلك الفترة كان مبتكرا، لكنه سابق لزمانه بالنسبة لعقلية وتفكير اسبانيا يومها، وكان بالامكان تطويره وهو ما تم لاحقا
واخيرا فان جبهة البوليسريو لم تكن مدركة لحجم مؤامرات كانت تطبخ في الكواليس(واشنطن،باريس،مدريد، الرباط،نواقشوط)،كما كانت غائية عن المراهنات لانها "تفتقد للرافعة الدولية" التي تمدها بالاستشارة السياسية-الدبلوماسية،خاصة في لقاء عين بنتيلي الذي جمع قيادات الجبهة الشابة مع شيوخ الجماعة الصحراية.
كانت النتيجة الغلبة للخيار "الراديكالي" سواء في اعلان الكفاح المسلح مباشرة بعد المؤتمر التاسيس الاول ، وفي القطيعة الكاملة مع الادارة الاسبانية التي حبكت كل شئ مع ملك المغرب في صقفة اتفاقيات مدريد في غياب الصحراويين والمنتظم الدولي.
لقد بدأت بعض الحقائق تظهر من حين لاخر في مذكرات بعض القادة، خاصة الرئيس ولد داداد الذي اقر انه انخرط في اتفاقيات مدريد من باب "المكره" بقصد الحفاظ على موريتانيا من توسع المغرب، وكذلك ما اوضحه الرئيس الموريتاني ولد هيدالة في مذكراته عن تلك الحقبة وخاصة القصورالذي شاب المفاوضات مع موريتانيا وتخلي انواقشوط عن الجزء الجنوبي دون غطاء دولي على غرار ما وقع 1991 ابان وقف اطلاق النار مع المغرب والذي تم تحت اشراف من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وتلك خطوة "حكيمة."
كما ان اسلوب المقاومة السلمية الذي انخرطت فيه جبهة البوليساريو منذئذ ابان عن حنكة سياسية في التكيف مع المتغيرات التي افرزها سقوط جدار برلين وزوال الاتحاد السوفياتي مع نهاية الحرب الباردة دوليا ولكنها سرعان ما عادت لتستوطن منطقتنا مع توقف صوت الرصاص وبدء مرحلة جديدة غير مسبوقة من الصراع المتعددة الابعاد، كانت المناطق الصحراوية المحتلة وجنوب المغرب والجبهة الدبلوماسية-الاعلامية،ميدانها الساخن هذه المرة
هناك كذلك نقاط "الظل" اخرى رافقت هذه المسيرة الزاخرة بالعطاء وبالتضحيات الجسمية من قبيل"خيانات"طالت قيادات ومسؤولين في جبهة البوليساريو لسبب او لاخر، وبعض التجاوزات المسجلة هنا وهناك
لكن ما لا يمكن نكرانه ان جبهة البوليساريو كتبت صفحات ناصعة من الملاحم العسكرية والمكاسب السياسية والدبلوماسية، وفوق هذا وذاك اطرت لبناء الانسان النموذجي والتنظيم المثالي الذي يؤمن بدولة القانون والمؤسسات ويكفر بالقبلية والتمييز العنصري .
وفي الاخير ارجو من كل الفاعلين ان يدلو بدلوهم في تقييم 40 سنة من تاسيس البوليساريو التي تزال رغم كل الهفوات والنكبات، تشكل صمام امان لتوحد الصحراويين ولم شملهم في كنف دولة مستقلة في عزة وكرامة، تتسع لهم جميعا وتسمو بسياساتها وحنكتها فوق كل الاعتبارات والحساسيات والجروح. 
بقلم: السالك مفتاح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر