الثلاثاء، 7 مايو 2013

في ذكرى التأسيس.. ماذا سنقول للشهداء ؟ !!...

كتبت منذ أكثر ١١ عاماً في هذا المنبر " ماذا لو عاد الشهيد..؟؟" ولن أعيد ما قلته وقت ذلك ، لكن ما دام الحديث هو عن أربعينية الجبهة فلابد أن نذكر أنفسنا بأن من ماتوا على درب التحرير و بناء الكيان الصحراوي أكبر من أن نحاول تخليد ذكراهم في فلكلور باهت تزيل ألوانه مع مرور أولى عواصف لحمادة أو بمجرد ان نترك منصة التخليد وراء ظهورنا ونحن نمضي الى التسابق في نهش و اذابة "ذروة" تركها الشهداء وخيري هذا الشعب طيلة أربعين سنة من العطاء.. نعم يا سادة.. يحتاج الشهداء لان نتذكرهم دائما و ابدا و ليس بمناسبة أربعينية او خمسينية ، و يحتاج الشهداء لأن نلقن بطولاتهم و مأثرهم للابناء و الاحفاد بدل تاريخ وأسماء الغير...
في أربعينية الشهداء نسأل أنفسنا من جديد ماذا لو عاد الرموز و مؤسسي الجبهة الاوائل – رحمهم الله – إلى الحياة ؟!..و في ذكرى ما ضحّوا من أجله ؟.. ماذا لو كتب الله تعالى العودة للشهيد الولي و اوليدة و بصيري وأمثالهم ؟.. و ماذا سنقول لهم لو سئلونا ؟.. لا شكّ أنهم يتمنّون أن يجدوا شعبهم مستقل فوق ارضه بنظام قائم و متين منهمك في التسيير الشفاف و البناء المؤسساتي ، لو عاد أولئك الأفذاذ لفرحوا كثيراً و هم يرون شعباً قائماً بعلم يرفرف و نشيد يعزف ورجال ونساء أصحاب مبادئ لا مصالح، مازالوا على درب الوفاء والعمل النبيل ( و ان كانوا ثلة قليلة باقية) و أجيال تتلاحق على العهد من أجل استكمال المشروع الذي بدئوه هم منذ ٤٠ عاما.
لكن أتمنى الا نبتر فرحتهم لتكون محدودة وهم يجدون رفاقهم في الكفاح – القادة – يتحوّلون من صناعة التاريخ إلى المتاجرة بمصالح الشعب و الوطن - في أحسن الأحوال – ويحمل أكثرهم و للاسف فكر الأنانية، و القبلية هي معيارهم في الحكم و التسيير ، و للأسف كذلك لا يلتزم إلا القليل منهم بخط الرفاق الذين تركوهم بالأمس شهداء أو جرحى ينزفون في ساحات المعركة .. و سيجد الشهداء سياسات انبطاحية فاشلة يسير بها نظامنا بالشعب نحو الاستقلال ( أو هكذا يقال لنا) منذ ما يزيد عن ٣٠ سنة، و سوف يجدوننا نخلدهم نادراً أو نكاد في محطات عاطفية باهتة و أكثر فلكلورية !.. و نكتفي في هته المرات القليلة بالتغني بالماضي بدل أخذه كزاد للمضي للمستقبل ... بل و سيحزن هؤلاء العائدون وهم يجدون أن نجوم الشعب وقادته ليسوا هم الجرحى و المقاتلين الشرفاء و لا المصلحون ، إنما أهل المصالح واللاعبون و الفاسدون و الهاربون بالأمس من ساحات المعركة، فقد عمدنا في تغييب الكفاءات وركّزنا على الأطر المزوّرة ، ووّفرنا أدوية ووصفات ناقصة و مغشوشة للأمراض التي اصابتنا منذ أن بدأنا نحيد عن خط الشهداء الذين نحاول اليوم عبثا تذكرهم. وأصاب موت الضمير رأس الهرم و أستفحل الوهن في الجسم الوطني الصحراوي و نحن
نسير في طريق الضياع في ذكرانا الاربعين .
لقد كان من المفروض أن تعود علينا ذكرى التاسيس اليوم و كل سنة بمزيد من معاني الولاء للوطن و الوفاء للشهداء والعطاء و ليس كما نريد أن نخلدهم اليوم ببعض الفولكلور الردئ ، لكن أختلاط المفاهيم من جهة وانحراف تقاليد التسيير من جهة أخرى حالا دون ذلك فأعرض كثير من القادة قبل المواطنين عن رسالة الوطن والشهداء وجعل بعضهم محور حياته أمورا تعنى بفتات المادة على ظهر لحمادة ، وأشعلوا معارك مع غير العدوّ الحقيقي وانسحبوا – باسم خدمة الوطن – من مخيمات المرابطة و اللجوء إلى مدن الجوار، و انتقلوا بعائلاتهم الى ما وراء البحر كأن الوفاء و خدمة عهد الشهداء لا يخلدون إلا من هناك !.. ، فيما عملت مظاهر التهميش و اللامبالات فعلها بالشباب و بسطاء الشعب من أرامل و أبناء الشهداء و عائلاتهم .
لو رأى أولئك العائدون ( إن عادوا) كل هذا لصاحوا ملئ حناجرهم إنكارا لفعلنا و لرفعوا أصواتهم و حتى بنادقهم لإزالة خلفاء الخطأ من طريق التحرير و البناء و مسيرة الشعب .

بقلم :السالك صلوح
المصدر: المستقبل الصحراوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر