الخميس، 9 مايو 2013

إستقراء للمستقبل الصحراوي على ضوء الأحداث الأخيرة

أحداث وتطورات نوعية تلك التي ميزت المشهد السياسي الصحراوي هاته الأيام. التطور النوعي والمتمثل في حمل أعلام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بكثافة وكذلك المسيرات التي جابت أهم شوارع مدينة العيون المحتلة إضافة. و التطور الكمي والمتمثل في الكم الجاهيري الكثيف والذي أصبح يعد بالالاف بعد أن كان يعد بالمئات إن لم نقل بالعشرات. هاته القفزة النوعية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القضية الصحراوية وصلت إلى نقطة اللارجوع وأقتربت من نهاية الحل.
أغلب المتتبعين السياسيين مهما أختلفت مشاربهم أجمعوا أن هاته القضية وصلت إلى عنق الزجاجة وقد آن الأوان لحلها. ويرون أن هاته التطورات الأخيرة تزيد من وجوب سرعة إيجاد حل لهذا النزاع بما فيهم بعض المحللين المغاربة .
وحسب رأيي الشخصي وفي أستقراء للمستقبل, وعلى ضوء مايجري حاليا من تطورات متسارعة على مستوى المدن المحتلة وجنوب المغرب وكذلك على المستوى الدولي. فإن أستمرار المظاهرات المطالبة بالإستقلال على هاته الوتيرة أو تجاوزها إلى أعتصامات في الساحات أو عصيان مدني سيؤدي إلى تطور شامل في القضية. هاته الإعتصامات إن حدثت ستقع أمام أنظار النظام المغربي دون أن يحرك ساكنا في البداية. لأنه قدم ألتزامات للمجتمع الدولي بضمان حق التظاهر السلمي وسيفتح المنطقة أمام الإعلام الدولي والمراقبين, مقابل أن تسحب الولايات المتحدة مسودتها من أمام مجلس الأمن. وحسب ماعودنا عليه نظام الإحتلال المغربي فإنه سيحاول بشتى الوسائل جر المتظاهرين إلى العنف حتى يبرر تدخلاته ويحاول إلصاق تهم الإعتداء على الممتلكات العامة وعلى الشرطة بالمتظاهرين الصحراويين وذلك حتى لو ضحى ببعض أبنائه.
لكن في المقابل لو تحلى المتظاهرون الصحراويون بالتنظيم المحكم وبضبط النفس وطول النفس وعدم الإنجرار إلى فخاخ النظام المغربي. فإنهم سيجبرون النظام المغربي على أرتكاب الأخطاء ثم الإنتحار السياسي, كما عودنا دائما, وكما أنتحر في أكديم إزيك سينتحر أمام جدار الممانعة الصحراوي. لكن أنتحاره هاته المرة سيكون بطعم مختلف لان الكل يراقب النظام المغربي وينتظر منه أن يفي بألتزماته.
الأيام القادمة ستكون ملأى بالمراقبين الدوليين وبالصحافة العالمية وسيكون كل شيء مكشوفا أمام العالم. سيكتشف الجميع حقيقة مايجري على الأرض وسيكون المغرب في موقف محرج. بالطبع سيرتكب المغرب الأخطاء, لكن هاته المرة أمام أنظار العالم و تحت ضغط ألتزامات قدمها هو نفسه للمجتمع الدولي. والجميع يعلم أن المغرب ليس ببلد ديمقراطي حتى يتحلى بضبط النفس أمام المتظاهرين الصحراويين وستعود حليمة إلى عادتهما القديمة. هذا التصرف الغير مسؤول سيكون في صالح القضية الصحراوية وسيجبر العالم على التدخل ليس فقط لإيفاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان بل سيرتفع السقف لفرض مفاوضات متطورة على المغرب محدودة الزمن أو اللجوء إلى البند السابع لفرض إجراء أستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
التظاهرات السلمية للصحراويين هاته الأيام ستفرض واقعا جديدا لامحالة فبدل الإنتظار لحل قد يبدو بعيدا جدا. هاهي الإنتفاضة الصحراوية تساهم في تسارع الأحداث وأقتراب الحل ووضع العالم أمام مسؤولياته بتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في استفتاء تقرير المصير. والذي لن يؤدي إلا إلى الإستقلال حسب رأيي.
بقلم: الطاهر سيدي حمدي
المصدر: المستقبل الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر