الأحد، 12 مايو 2013

في الذكرى الأربعين لجبهة البوليساريو... هل يسقط غصن الزيتون ؟

في منتصف شهر ابريل الماضي صرح احد المسؤولين الامريكيين فضل عدم الكشف عن اسمه عن مسودة بازار ستقدمها بلاده إلى مجلس الطرزالدولي من أجل مراقبة ملابس الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية –وهذا وارد أن يصبح مطلبا دوليا، بعد أن شاهدنا النظام المغربي يبعث بمستوطنين في أزياء مدنية يشتبكون مع مستوطنين في أزياء عسكرية في صورة توحي أن المتظاهرين الصحراويين يعتدون على الجيش المغربي –وتحدثت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية عن المسودة المذكورة و مضمونها فخلال أسابيع من التحليل والنقاش والقيل والقال بدأت خلاله المملكة المغربية مرتبكة - فحتى ليلة صدور القرار ووزير خارجية المملكة المغربية يبحث عن مخرج من ورطته خاصة عند دول المعسكر الإشتراكي المحسوبة على القضية الوطنية.
أما نحن فأخذتنا نشوة الإنتصار كون دولة في وزن الولايات المتحدة تقف إلى جانب حق شعبنا في الحرية و الإستقلال . شخصيا اعتبِرها بداية انتصار مع أني لم أكن متفائلا بالخطوة الأمريكية و لسبب بسيط وهو أنني بعد سماع الخبر اتصلت بأحد الأصدقاء الأمريكيين لأشكره على مبادرة بلاده، لكن اخبرني أنه علينا أن لا نكن متفائلين كثيرا قائلا " نحن الأمريكيون لا نلتزم بما تقوله الصحافة فهي حرة تقول ما تحب لكن نحن لا نلتزم إلا بما نفعل وعليكم أن تنتظروا حتى لإخراج الأخير " . وهو ما بدا واضحا بعد صدور القرار رقم 2099 و الذي أشبه ما يكون كمن يمنحك بالونات هواء فما إن يفتح يده حتى ترتفع كاشفا بذلك ( القرار) خبث نوايا المجتمع الدولي تجاه الشعب الصحراوي فالمجتمع الدولي ما فتى يبعث برسائل انعدام الثقة مفادها لا تنتظرونا نحن لا نؤمن بما تؤمنون به وليس لنا مثل قناعاتكم الراسخة في حقكم الثابت في تقرير المصير، ولا يوجد في أجندتنا ما نسميها المبادئ ولا نلتزم مثلكم بالحقوق العالمية ، افهمونا لقد خذلتنا الأزمة الاقتصادية في تحقيق تطلعات شعوبنا من رفاهية و ازدهار وأجبرتنا على التخلي عن أصديقا الأمس أو لم نكن نقف معهم واليوم معكم وغدا في علم الغيب. فنحن لا يهمنا أيكم يحترمنا أكثر.أمّا انتم فنترككم ترقصون وتغرّدون لأشباه مواقف .
فبالتزام القوى العظمى بمسؤولياتها أمام شعوبها في تحقيق الرفاهية والعيش الهنئ ،ضاعت حقوق شعوبنا أمام مسرحية تراجيدية يؤدي أدوارها الدول الكبرى على خشبة الأمم المتحدة، وضاع معها أمل الصحراويين في ما يسمى المجتمع الدولي ونصرته ، واقتنع هذا الشعب أو على الأقل ابناء جيلي أن المجتمع الدولي قد تنكّر لعشرين سنة قضتها الدولة الصحراوية في البحث عن فرصة للسلام في مجمّع لا يمنح إلا فرصة للانتقام, وبات يدفع الجبهة الشعبية التحرير الساقية الحمراء وواد الذهب وهي تحتفل اليوم بعيدها الأربعين إلي التخلي عن السلام الضائع والمبادرة إلى حمل السلاح فسيشهد لها الشعب الصحراوي وحلفاؤه والدول الصديقة أنها حاولت جاهدتا بناء عالم يسوده السلم و الامن ويحترم حقوق الإنسان وإنها ناشدت السلم مع الأعداء.
ما يذكرنا بمقولة احد الزعماء الأوربيين حين سؤلاعن تخاذل دول الحلفاء في نصرة بعضها ضد هتلر فأجاب قائلا "لقد كان على الحلفاء حينها أن يختاروا بين الخزي و الحرب، فاختاروا الخزي إلا أن الحرب كانت واقعا يفرض نفسه " . و ما يشفع للبوليساريو أنها حاولت أن تجنّب العالم والمنطقة المغاربية حربا كارثية ستزيد إذا ما اشتعلت من مشاكل المنطقة المتزايدة أصلا, وإن المملكة المغربية ظلت تتنكر لمعاناة الشعب الصحراوي وحقه في الوجود ، واحتالت على كل محاولة للسلام دافعة بالنزاع دائما إلى الحل الصفري, و مجسدة بذلك القول المأثورلأحد قادة ثورة المليون " أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها ". وهو ما نقتنع به نحن ابناء المدرسة الثورية الجزائرية, وما يبدوا واقعا يفرض نفسه في التعامل مع العدو، فاكبر دليل على ذلك الرد الوحشي الذي يواجه به اليوم أهالينا في المناطق المحتلة ردا على انتفاضاتهم السلمية وليس بعسر على أهالينا الرد عليه بالمثل إذا ما قررت الجبهة الشعبية لتحريرالساقية الحمراء وواد الذهب العودة إلى حمل السلاح ، عندها فقط سيجد المغرب نفسه بين فكي الجبهة من الشرق بقوات عسكرية خبرها الجيش المغربي جيدا و ألحقت به هزائم متتالية في قلتة زمور و الوركزيز ومن الغرب أبطال المناطق المحتلة المتربصين به بين الفينة و الاخرى من اجل الانقضاض عليه و لا يحتاج الشعب المغربي الشقيق لنقل المعركة إلى داخل التراب المغربي و تحرير نفسه من قبضة ملك مفترس إلا إلى هزيمة ثانية تعيد إلي الأذهان صورة الجندي المغربي المستسلم في خنادقه دون ما مقاومة تذكر ، كما سيتحرك المجتمع الدولي بجدية مع القضية الوطنية بعد أن عجزعن تحريك الملف من على طاولة الأمم المتحدة فالمجتمع الدولي لا يؤمن بالشعارات ولا ألفاظ التهديد والوعيد بقدر ما يؤمن بالواقع على الأرض والتاريخ يروي أن القضية الجزائرية لم تدوّن في الأمم المتحدة إلا بعد حرب شرسة خاضتها جبهة التحرير الجزائرية ضد المستعمرالفرنسي. وكذلك القضية الصحراوية لم تدون إلا بعد أن حاصر الجيش الصحراوي جنود الحسن الثاني في جبال الوركزيز, في لأخير وكما قال شهيد الحرية و الكرامة الولي مصطفى السيد " إذا أردت حقك يجب أن تسحا بدمك".
بقلم: محمد عمار محمد سالم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر