الاثنين، 20 مايو 2013

جيش التحرير الشعبي الصحراوي

في المؤتمر التأسيسي لجبهة البوليساريو،10 ماي 1973، تشكلت أول طلائع المقاومة المسلحة الصحراوية بالتوازي مع عمل الفروع السياسية التي اتخذت من العمل السري أسلوبا في نشر ثقافة الجبهة وأدبياتها في الرأي العام الوطني .
وهكذا، تشكلت أول طلائع المقاومة المسلحة الصحراوية. اذ كانت الانطلاقة عسيرة بأسلحة تكرارية عتيدة (17مقاوما متطوعا لا يمتلكون سوى ثماني بنادق بدائية وخمسة جمال وقليل من الزاد)، لكنها تمكنت من وضع القطار على السكة (20 ماي 1973) عندما تولدت النواة الأولى للجيش الصحراوي من خلال "وحدات الثوار" الذين خاضوا معارك في مواجهة الاستعمار الاسباني في عديد المواقع مثل اجديرية، اكجيجمات، بئر معط الله، التفاريتي...
ساعتها لم يكن من بينهم هؤلاء لا خريجو المدارس العسكرية ولا ألاكاديميون .. بل وفقط رجال نذروا أنفسهم لانتزاع حق مغتصب والدفاع عن شرف مهان وخدمة شعب مقسم ووطن مستباح ..واضعين نصب أعينهم، هدف الحرية وإقامة دولة مستقلة لكل الصحراويين على كل ارض الساقية الحمراء ووادي الذهب .. سلاحهم ايمان بعدالة الهدف وتشبع بنبل المقصد، مقدمين انفسهم قربانا على مذبح الحرية والاستقلال للشعب الصحراوي..
ومع تعرض المنطقة للغزو اكتوبر 1975، واستنهاض الجسم الوطني في مواجهة الاحتلال ودرء المخاطر، حيث انخرطت الالاف من الشباب والرجال في صفوف المقاومة المسلحة، وعرف الجيش الصحراوي ساعتها "نموا كبيرا وانتشارا واسعا" على جبهات متعددة، قبل ان يقرر المؤتمر الثالث للجبهة غشت 1976 تسميته ب"جيش التحرير الشعبي الصحراوي" (...)
اتخذ جيش التحرير الشعبي الصحراوي ومنذ البداية من حرب العصابات تكتيكا في المقارعة والمواجهة، ومن أسلوب التوعية برسالة البوليساريو ومشروعية الوسيلة، رسالة لحشد التأييد " ورص الصف خلف عربة أهداف ومثل جبهة البوليساريو "..!!
خلال السنوات التالية تنوع العتاد وتجدد ، لكن عقيدة وروح الثورة ظلت هي" المتحكم في إستراتيجية البندقية الصحراوية" بحسب قياداتها، في "مدها بمناعة" الأساليب، خاصة التأقلم مع الظروف المتغيرة التي فرضتها منعطفات رئيسية مرت منها جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية قبل وبعد وقف إطلاق النار في السادس سبتمبر91 ودخول الأمم المتحدة على الخط ..!!
وقد تحالفت في نفس الفترة القوات الاسبانية والمغربية في محاولة لتصفية الشمال في حملة دامت ثلاثة أيام. ورافق هذا التطور العسكري عمليات فدائية جريئة داخل المدن واختطاف الدوريات العسكرية الاسبانية وتحطيم الحزام الناقل للفوسفاط بحسب شهادة ابراهيم غالي-الامين العام الاسبق للبوليساريو- في سرده للاحداث التي دونها ونشرها الصحفي والكاتب الاسباني(توماس باربولو في كتابه الصحراء الاسبانية التاريخ المحظور 2004).
"ولم تمض غير سنتين وبضعة اشهر حتى كانت القوات الاسبانية مجبرة على الانسحاب من العديد من المناطق أمام ضربات جيش التحرير الشعبي الصحراوي المتوالية، بل لقد اضطرت اسبانيا أمام الانتصارات والضغط العسكري على الدخول في مفاوضات مع جبهة البوليساريو (9 سبتمبر 1975)" يقول ابراهيم غالي . ولم يصل شهر أكتوبر 1975 حتى كان جيش التحرير الشعبي الصحراوي "سيدا" على غالبية التراب الصحراوي وكانت وحداته رغم تواضع تسليحها الخفيف( سيمنوف.. بازوك..) على حد وصف الضابط الاسباني(خوسي رامون اكيري في كتابه الصحراء الاسبانية: تاريخ خيانة
وكان المقاتل الصحراوي يعتمد على حركته على سياراته القليلة لمغنومة في معظمها من القوات الاسبانية وبعض الجمال التي كانت اول وسائل نقلها(...) الا ان التطور بدأ يلمس من الناحية التنظيمية، وأضحت وحداته تتوزع بين ناحيتين: الناحية الجنوبية والناحية الشمالية، في حين شرع الجيش الصحراوي منتصف 1975 في عمليات التدريب( كانت الجزائر اول بلد يحتضنها ذلك (...)
وفي السنوات التالية تعززت العملية بإرسال وحدات الى عدد معتبر من دول العالم (ليبيا ، كوبا، يوغسلافيا..) وتطور العمل منذ الثمانينات ليرقى لمستوى تبادل التجارب والخبرات في ميادين مختلفة، بل ان بعض الخبراء صنفوه ضمن مرتبة متقدمة من جيوش افريقيا ( كما اوضحت جريدة جون افريك الفرنسية ) .
بقلم: السالك مفتاح.

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

¿ هل فكرة الثورة ¿ ! و زعزعة الاسبان في صالح الشعب الصحراوي !!
أم هي بداية النكبة ! 10 ماي 1973 ! بعد اربعون سنة إتضح لنا اننا ضحية
صراع قائم في المنطقة .
هل فكرة جماعة الخنكٌة كانت على صواب ! أم بداية مأساة الشعب الصحراوي

ليتنا استمعنا لحكمة( الشيوخ )فكانت نظرتهم ان البقاء مع اسبانيا هو خيرا للشعب و حمايته من الطمع و الغزو المغربي .يقول احدى الحكماء القدماء (اليونان) الحكمة افضل من الثورة,.الله يرحمهم كانت نيتهم صادقة اتجاه الشعب الصحراوي.فاصبحنا مثل الصعاليك لا وطن لنا اين ماذهبت فانت مهان.والمغرب ينهب في خيراتنا يوميا و نحن نعيش على الصدقة

فاتح يونيو 1957: المختار ولد داداه الرئيس الموريتاني يعلن مطالب بلاده في الصحراء الغربية.
14 نوفمبر 1957: المغرب يطالب رسميا في الأمم المتحدة بضم موريتانيا والصحراء الغربية
25 فبراير 1958: ملك المغرب محمد الخامس يتبنى علنيا المطالبة بالصحراء الغربية حيث قال في خطابه في مدينة لمحاميد انه سيواصل العمل من اجل بسط السيرة على الصحراء الغربية.
16 ديسمبر 1958: المختار ولد دداه يحث الحكومة الفرنسية على التدخل

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر