السبت، 18 مايو 2013

التنظيم السياسي يغتال مرة ثانية، مع بدء الحرب الباردة بالرابوني



لا ينكر إلا جاحد الدور الذي كان يقوم به الفقيد الخليل سيد أمحمد لتحريك زورق التنظيم السياسي في المياه الراكدة من حوله والتي ظل المركب متوقف بها منذ سنوات!.. فحتى وإن كان الرجل رحمه الله و منذ مجيئه على رأس الهيئة منهكا ومتعبا بعد أن قدم ما لم يقدمه أي أحد آخر لأجل لملمة الصف الحقوقي بالمناطق المحتلة الذي كادت أن تعصف به هو الأخر رياح الخلافات و صراع الزعامات بسبب تدخلات "الرابوني".
لقد حاول الفقيد الخليل سيدامحمد جادا و بتفاني و اخلاص الإقلاع بسفينة التنظيم السياسي حتى وإن كان ذلك بمجاديف قديمة ومهترئة من زمن "اللجنة و الخلية" و "الامين الثوري" و "المنشور الخشبي" كما يقال، إلا ان الرجل و نحسبه الآن في عداد الشهداء (ان شاء الله ) يسجل له شرف المحاولة، و الكل كان يرى ذلك على الارض كواقع بدأ يتجلى و قد أراد أن تظل أمانة فروع التنظيم السياسي القلب النابض للجبهة و الرجوع بها الى "عز" سنوات خلت قبل أن يأكلها الصدأ و يتسلل الوهن الى مفاصلها وهي تشق طريق "الحمادة" الوعرة كغيرها من هياكل تنظيمنا السياسي..
الآن و بعد أن كادت السفينة أن تقلع هاهي توًقف من جديد و بفعل فاعل !.. كيف لا وقد عادت حليمة إلى العادة القديمة ، فقد عين على رأس الهيئة و من جديد أحد القادة السياسيين الأكثر جدلا و رغم حنكته السياسية و تاريخه النضالي الحافل إلا أنه كذلك يعتبر بطبعه متمردا و الأشد خلافاً مع نظيره رأس هرم الجهاز التنفيذي (الوزير الاول) و هو البئر "المالية" التي تشرب منها كل شرايين الدولة و التنظيم بما في ذلك أمانة الفروع نفسها.
طغت خلافات الرجلين "القطبين" على المشهد السياسي الداخلي خلال سنوات سبقت المؤتمر الثالث عشر للجبهة للأسباب التي يعرفها الجميع و كان الضحية طبعاً التنظيم السياسي و أدواته و المؤكد أن ذات المشهد "الخامل" سيتكرر لا محالة مع النتيجة الحتمية طبعاً و المعروفة وهي موت التنظيم السياسي من جديد بعد أن حاول الخليل سيد امحمد (رحمه الله ) أن يعطيه من روحه فكان يفقد صحته ليحيا التنظيم السياسي ، لكن للاسف ان القرارات الخاطئة و السياسات الفاشلة والتعييناب المبهمة في المناصب السياسية قد تضرب وفي الصفر كل مابناه المرحوم الخليل سيدي امحمد ونحن لم نبلغ بعد أربعينية الفقيد ..
وهذا على الأقل إكراما لروح الرجل فالنحاول أن نكمل ما قد بدأه جاهداً محتسبا و هو الذي ظل يقف نفس المسافة بين الجميع و كان محور تلاقى كل القيادات التي ظل يفرقها الكثير و لا يلاقيها إلا حضنه (رحمه الله) و طاولة "الاجتماعات الشكلية".
أخيرا و نحن نخلد أربعينية التأسيس و نودع أبو أنتفاضة الاستقلال فإننا كذلك نترحم على أمانة فروع التنظيم السياسي و أدائها و امتداداتها و لو إلى حين، مع اعطاء إشارة بدء عصر الحرب الباردة بين قطبي الرابوني "القضب السياسي والقطب المالي" وهي الحرب التي سندفع ثمنها ولكن للاسف ان لا احد يتجرأ على الحديث عنها، والمستفيد منها بطبيعة الحال هو حاكم "البيت الاصفر" الذي سيظهره هذا الوضع كرجل اجماع وطني حتى ولو كان هذا الاجماع المصطنع على حساب الوحدة الوطنية. ومانتمناه هو ان لايلجأ المسؤول الجديد لامانة الفروع ووسط الخلافات المتوقعة الى حمل التنظيم السياسي معه الى "إبله" في البادية وهو اسلوب اعتاد اللجوء اليه كلما كان هناك خلاف مع القيادة بالشهيد الحافظ.
المصدر: المستقبل الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر