الأربعاء، 8 مايو 2013

السبت4 ماي شاهد ومشهود

لا شيء أعظم واجل من شعب حين يخرج اعزلا في مواجهة الاحتلال يتحدى قوته الغاشمة وردا على خذلان المجتمع الدولي المستمر له، ففي الوقت الذي انتظر العالم صمتا وإحباطا للصحراويين جراء التواطؤ المخزي من دول تتزعم قيادة العالم وتزعم المرافعة عن حقوق الإنسان وحمل لوائها، في وقت كهذا خرج الصحراويون في المدن المحتلة وخاصة في العاصمة الأسيرة بالآلاف يحملون الأعلام الوطنية وتهتف حناجرهم بشعارات تطالب بالاستقلال وطرد الاحتلال المغربي . مشهد غاب عن هذه المدينة وغيرها من أخواتها الأسيرات أكثر من ثلاثة عقود هي عمر الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، وكانت هذه المظاهرات بحق أفضل رد على نفاق المجتمع الدولي وتردده ، وكذلك على غطرسة الاحتلال وعنجهية القوة ورفضا قاطعا ا للأمر الواقع الذي يريد الجميع فرضه على شعبنا تحت مسميات شتى .
لقد حاول الاحتلال المغربي وأجهزته القمعية والسياسية من خلال المحاكمة العسكرية لمعتقلي ملحمة اكديم ازيك ان تكون أحكامها الخرافية الظالمة ضدهم بمثابة الرادع لكل صحراوي ان يحلم فما بالك ان يعمل على مقاومته، ومحاولة لاغتيال إرادة الصمود فيه و إفشال المقاومة السلمية وظن انه بهكذا أحكام يؤسس لعقود أخرى من الهدوء والاستكانة، ولم يدري أن حيله وألاعيبه من إرهاب وإغراء قد انتهى مفعولها و صلاحيتها،وان الصحراويين قد عقدوا العزم على المضي في انتفاضتهم وكلهم إصرار على سلميتها وحضاريتها حتى الاستقلال لذا لم يكن ترفا ولا مصادفة أن تحمل اسم انتفاضة الاستقلال .
من المسلمات أن القهر والاحتلال هو أعلى مراتبه القهر أو بعبارة اصح أدنى مراتب القهر وأحطها فهو يكتسب قوته من إذعان ضحاياه وطاعتهم له وتعاونهم معه، لذلك فإن رفض الاحتلال والإذعان له وطاعته والتعاون معه يمثل شرطا ضروريا لشعبية المقاومة السلمية ولنجاحها .
ولنجاح انتفاضة الاستقلال يجب أن تنخرط الدولة والجبهة بشكل اكبر وأعمق في تنظيمها وإدارتها من خلال وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات و إلا فلا معنى من وجود وزارة بهذا الاسم ، خاصة ان الزمن تغير كثيرا، وجدار الخوف تحطم الى غير رجعة، والمنطقة باتت تحت اعين العالم نوعا ما، على الوزارة ان تجعل في كل مدينة او في كل حي تنظيما او هيئة تتولى تنظيم التظاهرات والتنسيق لها واختيار اسماء لها، لها معني ودلالات في سياق المقاومة الصحراوية للاحتلال على مر تاريخها، وهو عمل ليس سهلا وتحفه المخاطر اذ لا يعقل ان يبقى الاحتلال مكتوف الايدي امام عمل سيقتلعه من جذوره وسيحاول الرد وبكل الوحشية التي يتصف بها ، غير ان طيشه سيدفعه لارتكاب مزيد من الأخطاء التي ستلف حبل نهايته وتحكمه حول رقبته.
وسيكون من مهام هذه التنظيمات إصدار ونشر دوريات وإنشاء مواقع الكترونية وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي لنقل وقائع الانتفاضة للعالم ، والتخطيط للخطوات المقبلة والرد على سياسات العدو، على هذه التنظيمات والتي يجب ان تجاهر بانها امتداد لوزارة شؤون الارض المحتلة ، ان تنشر قوائم سوداء بالمتعاملين مع الاحتلال وتعمل على مقاطعتهم وعزلهم حتى يعودوا الى شعبهم ورشدهم، هذا كخطوة اولى على ان تكون الخطوات التالية وفي اسرع الآجال .
- مقاطعة الانتخابات والاحتفالات المغربية .
- رفض الهوية المغربية واستعمال أخرى بديلة تحمل الهوية الصحراوية .
- نقل الاحتجاج والاعتصام إلى عصب الاحتلال في المدن المحتلة كالمواني والمطارات لتشل حركته ويتباطأ نهبه للثروات حتى ترتفع كلفة الاحتلال إلى درجة لا يستطيع الاستمرار معها .
تستطيع القوة الغاشمة المدججة بالسلاح ان تسحق اي شيئ الا حين تواجه شعبا نزع الخوف واليأس جانبا ، وأبدلهما حزما وعزما على استرجاع حقوقه كافة مهما كان الثمن.
لقد كان السبت الماضي عظيما، في شهادته على خروج الصحراويين بالآلاف يحملون أعلام الدولة الصحراوية وينشدون للحرية، في تظاهرة سلمية راقية ، وقد كان امتدادا ليوم انتفاضة الزملة وليوم استقبال بعثة تقصي الحقائق الاممية، وسيكون ختاما لعقود من الاحتلال المغربي وما صاحبه من اذلال و امتهان للصحراويين وكرامتهم ، وسيكتب التاريخ ان يوم السبت 4ماي 2013 كان محطة اساسية في طرد الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية .
بقلم: اسلامه الناجم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر