الاثنين، 6 مايو 2013

الملك يلعب بالنار!


سواء تعلّق الأمر بـ”حزب الاستقلال” أو “حزب الاحتلال”، فإن الجزائر ستدك خيشوم من يسيل لعابه على شبر من التراب الجزائري السيّد، الذي سالت من أجله وفي سبيل الله دماء مليون ونصف مليون شهيد، ولكم أن تتصوّروا كيف أن المدعو حميد شباط، يتعرّض لوعكة مخزنية قاتلة، ويزعم كاذبا أن الجزائر “ما تسالش” في تندوف والقنادسة وحاسي بيضة، داعيا إلى “تحرير” هذا المناطق بغزو عسكري!
هذه هي مملكة “أمير المؤمنين”، تتوسّل وتتسوّل علنا لتفتح الجزائر حدودها البرية المغلقة، وبالمقابل تعتدي لفظيا على التراب الجزائري السيّد والحرّ، وتغمز وتلمز وتهمز لجماعة “وخـّا مولاي كي يبغي” من أجل التحامل والتطاول وقرع طبول الحرب، ليس لمواجهة عدو أجنبي، ولكن لـ”غزو” أراضي دولة جارة!
من الطبيعي أن تضرب الشمس المدعو شباط إلى الرأس، فيدوخ ويسقط نظره على تراب مسقي بدماء الشهداء وسيُسقى ثانية بدماء أبناء وأحفاد الشهداء، في حال دفعت الوقاحة والطمع حاشية المخزن والبلاط الملكي إلى مجرّد التفكير في مدّ أرجلها المقطوعة إلى أراض يحرسها ويدافع عنها كلّ الجزائريين بالنفس والنفيس!
المخزن الذي يموّل ويرعى المغني فرحات “غير المهني”، من أجل تسويق المشروع الأبله المسمى “الحكم الذاتي بمنطقة القبائل”، هو نفسه المخزن الذي حرّك أكذوبة المارينز الأمريكي المتواجد بإسبانيا استعدادا “للهجوم على الجزائر”(..)، وهو نفسه المخزن الذي اتهم الجزائر بالتحريض على “انتفاضة” في الأراضي الصحراوية المحتلة!
المدعو شباط الأمين العام لحزب “الاستقلال” الذي لا يرفع السلاح من أجل استقلال سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين من طرف إسبانيا، يُريد “تحرير” أراض جزائرية حرّرها الجزائريون من الاستعمار الفرنسي قبل 50 سنة، وبذلك فان شباط كالفأر الذي يخرج مذعورا من جحره بعدما كاد الجوع يقضي عليه!
هذا المخبول الذي يدّعي زورا وبهتانا ويتكلّم بلسان البلاط، ويزعم بأن تندوف وبشار “أراض مغربية”(..)، هو الذي قال بأن “الكيف مثل الكرموس”، ولذلك احتج وحرّض المغاربة على “الثورة” ضد حظر زراعة الحشيش فوق أراضي “أمير المؤمنين”، فهل لهذا الشخص أن يعتدّ بهرطقاته وخزعبلاته وهو “مزطول”، وليس في كامل قواه العقلية والنفسية التي تجعلنا لا نرفع عنه القلم!
ليس خافيا أو مبنيا للمجهول، أن المخزن يستغلّ منذ فترة التطورات والمتغيرات الحاصلة بتونس وتداعياتها على حدودنا الشرقية، وكذا ما يجري في ليبيا ومالي وتأثيراته على حدودنا الجنوبية، ولذلك فهو يقرع طبول حرب في الجبهة الغربية، معتقدا أن قوة الجزائريين “مشتـّتة”، في إطار كذبة أطلقها وصدّقها “فآش ذا العار عليكم يا رجال مكناس؟”
الجزائر وضعت مؤخرا على لسان مسؤول سام، ثلاثة شروط لفتح الحدود مع المغرب، بعدما قال وزير خارجية هذه الأخيرة أنه لا يعلم “أسباب غلقها”، لكن المخزن بدل أن يستجيب لمطالب وقف الحملة العدائية وتدفق المخدرات والاعتراف بموقف الجزائر تجاه قضية الصحراء الغربية، فإنه غمز لشباطه وشبوطه لإعادة فتح “ملف الحدود” المغلق باتفاقية وخرائط رسّمتها هيئة الأمم المتحدة عام 1972.. فأيّ معنى لأناشيد حسن الجوار، والمغرب يريد العودة إلى “حرب الرمال؟”
بقلم: جمال لعلامي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر