الثلاثاء، 26 فبراير 2013

طائرات وفيلم إسرائيلي في المغرب







في ثقافة يهود إسرائيل وصهاينتها أن المملكة المغربية، منذ عشرات السنوات، هي مزرعتهم الخلفية التي فيه يسكرون ويكسرون، يشربون ويمارسون رذائلهم الرخيصة. فالإسرائيلي أصبح مقتنعا أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي يمنح له الرخصة كي يفعل ما يريد براحة وحرية، وهو أيضا البلد العربي الوحيد الذي يدخله الإسرائيلي بدون تاشيرة، وهو البلد الوحيد الذي يتجرا فيه الإسرائيلي على السياحة العلنية دون وضع نظارات سوداء تحت حراسة مشددة، وهو كذلك البلد العربي الوحيد الذي نسجت فيه إسرائيل أكبر مؤامراته ضد الأمة العربية. فمن المغرب تم فتح باب التطبيع ( الخنوع)مع إسرائيل، ومن المغرب مر الصهاينة إلى إفريقيا كي يقومون بعمليات جوسسة حقيرة ضد فلسطينيين، ومن المغرب قام الملك الحسن الثاني باسؤا تأمر على القضية الفلسطينية. في المغرب أيضا تم استقبال ورسميا كل الذين لُطخت أيديهم بدماء أطفال فلسطين ابتدأ من باراك، مرورا بشارون ووصولا إلى تسيفي ليفني التي استقبلها المغرب ويداها لا زالتا تقطران بدم أطفال غزة بعد الحرب ما قبل الأخيرة.

أخر الأخبار الواردة من الموقع الأمريكي الالكتروني هانكر وصحيفة وورلد تريبون الامريكية ايضا إن طائرات إسرائيلية شاركت في حرب مالي، وقامت بالتجسس والاستطلاع وأن الأصابع تشير إلى إن الطائرات المذكورة استعملت المطارات المغربية والاجواء المغربية كمحطات للمشاركة في حرب مالي..

أيضا، آخر الأخبار الواردة من المملكة المغربية، ملهى إسرائيل الخلفي وفندقها الراقي، هو سماح المركز السينمائي المغربي، مؤسسة رسمية تابعة لوزارة الثقافة المغربية، لمخرج ومنتج يهوديين بتصوير فيلم إسرائيلي في المغرب.

ورغم أن العرب، خاصة الذين يحترمون أنفسهم منهم، يرفضون مصافحة الإسرائيلي، يرفضون المشاركة في أي نشاط تشارك فيه إسرائيل، يغسلون أيديهم سبع مرات إذا صافحوا الإسرائيلي خطأ، إلا أن المغرب هو البلد الوحيد الذي يشذ عن القاعدة. إن شذوذ المغرب عن القاعدة وفتحه لذراعيه للإسرائيلي لم يعد سياسيا فقط إنما أصبح ثقافيا أيضا.

إن المثير للعجب والاندهاش معا قد لا يكون فتح المغرب ابوابه ونوافذه للإسرائيلي – هذا مفروغ منه- إنما إن يحدث هذا في وقت " تتحكم فيه" في المغرب حكومة تصف نفسها بالإسلامية وبالمناصرة للفلسطينيين وللمسلمين.

والتراجيديا التي يحملها تصوير الفيلم المذكور بين لقطاته هي أنه يشوه العرب والفلسطينيين ويحط من ما بقى من قيمتهم. وليس هذا فقط إنما، أيضا، يشارك فيه مغاربة بجلاليبهم وقناديرهم وثعابينهم وطرابيشهم.

إن هذا الفعل المشين والمهين في آن والذي يعلم به القصر المغربي وترعاه الحكومة المغربية " الإسلامية" لم يعد احتقارا فقط للفلسطينيين ولقضية العرب المقدسة إنما هو إهانة للمغاربة الشرفاء بالدرجة الأولى ومس بشرفهم.

 بقلم: السيد حمدي يحظيه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر