السبت، 31 مايو 2014

هل اصبحت المناطق المحررة خارج سيطرة النظام الصحراوي؟!...


تحقيق نقلا عن مجلة المستقبل الصحراوي.
جزء من ترابنا الوطني ذلك الذي سالت من اجله دماء الرجال و مات الشهداء لأن يبقى تحت اسم "التراب المحرر" ، 25 سنة تمضي ليتحول ذلك الجزء الذي لا نتذكره الا عندما نريد ان نحج اليه في مناسبات نسميها وطنية و يسميه بعضنا "ملهاة" انغمسنا فيها بعد سكوت المدافع ، لقد تحولت تلك الربوع الى مرتع لعصابات التهريب و الخارجين عن قانون دولتنا الذي يداس ألف مرة من طرف واضعيه حتى، و فجأة تتحول أودية و تلال التراب الزكية الى ملاجئ آمنة لتجار المخدرات والسموم التي تفتك بالشعوب و المجتمعات ، في رحلة قادتنا مع احد الذين احترفوا مهنة الصعلكة ضد اخرين لهم نفس المهنة و في وسط أشبه بالغابة البقاء فيه للأقوى ، شي لا يصدق ذلك الذي يحدث كل ليلة و بعيدا عن ضجيج المخيمات و سكنوها الليلي ، او عندما تغيب أعين النظام و تحضر البزنسة و الربح و لا شي غير ذلك حتى و إن كان الثمن في ذلك هو الوطن ... المستقبل الصحراوي : أرادت ان تسلط الضوء على ما يجرى بعيدا عن الأعين و الأذان و التقت بعض ممن يحترفون مهنة التهريب و قالو بأنهم لجأوا الى ذلك بعد ضيق الأفق و ضياع الأمل في الحصول على اي شئ و انهم يقومون بمراقبة الممرات التي يستغلها المهربون لنقل شحنات المخدرات من الجنوب الشرقي المغربي و من منطقة "بوقربة" على بعد حوالي 140 كلم عن برج المراقبة الحدودي في منطقة "السبطي" المحررة ، تنقل الكميات عبر التراب المحرر الى الشمال المالي و الموريتاني و من ثم الى ليبيا حسب احد الشباب الذي قال بأنهم يواجهون الموت اكثر من مرة عندما يكونوا في تلك المناطق التي ظلت الى اليوم بعيدة عن سلطة الدولة و خارج النطاق الأمني للقوات الأمنية و حتى المسلحة الصحراوية و ان المهربين يكونون في العادة مسلحين و لديهم إمكانيات و تجهيزات تفوق إمكانات ألأجهزة الرسمية .
من بطال الى رجل اعمال !..
الربح السريع الذي توفره تجارة المخدرات و انعدام وظائف للشباب و غياب اي فرص في الشغل و التكوين جعل شبكات التهريب تستهوي الشبان اليائسين من صعوبة العيش في المخيمات التي أصبحت حياتها صعبة على الذين لا يملكون دخلا او مشاريع تضر ما يؤمنون به مصاريف قوتهم اليومي ، بعض الشبان ممن التقيناهم قالوا انهم بفضل التهريب و العمل في المخدرات أصبحوا أشخاصا "مهمين" في نظرهم و تحولوا بين ليلة و ضحايا الى رجال اعمال يملكون السيارات و النقود ولديهم مشاريع برامج مستقبلية في الزواج و غيره ، الشيء الذي لم يكونوا ليحصلوا عليه لو لم يعملوا في هكذا اعمال و بعد ان راؤ أقرانهم قد سبقوهم لذلك ، و هكذا فجأة تتحول حياة الشاب و يصبح الطموح الى ذلك دون التفكير في الإخطار التي يمكن ن تنجر عنه و لا حتى الاحتمال بفقدان الحياة من اجل السراب.
اشتباكات و جرحى بعيداً عن المخيمات ...
تحدث بين الفينة و الأخرى اشتباكات و مواجهات مسلحة بين المهربين كل يحاول السيطرة على البضاعة التي تكون عادة ملكًا لأشخاص أجانب يأتون من شمال مالي و من ليبيا و حتى مصر و يدفعون المبالغ الكبيرة من أجل التأمين على البضاعة التي تتكفل عناصر من المهربين الصحراويين بإخراجها من المنفذ المسمى "العكبة" بمنطقة "بوقربة" و نقلها حتى منطقة "ظلعة اللادمية" على الاراضي الصحراوية المحررة حيث يتم تسليمها لأصحابها الأصليين الذين يكونوا قد دفعوا مسبقا الثمن بالعملة الصعبة بما فيه أتعاب الناقلين و كذا تكلفة النقل و يبلغ ثمن الطن الواحد بمنطقة التسليم حوالي ثلاثة ملايير سنتيم جزائري حسب جودة البضاعة ، لتتولى شبكات اخرى نقلها الى دول الساحل و ليبيا و حتى الشرق الأوسط . و عادة ما يرافق عمليات النقل و التسليم مشادات و اشتباكات بين العصابات و التي يكون سببها محاولة البعض الاستلاء على بضائع بالقوة هي ملك لآخرين و هو ما ينجر عنه استعمال للسلاح الخفيف و المتوسط و مطاردات يكون الفائز فيها من يحصل على البضاعة. مصادر خاصة أكدت لمجلة المستقبل الصحراوي ان الفترة الاخيرة شهدت عدة حوادث وقعت بالفعل كان آخرها اشتباك مسلح بمنطقة "الشيظمية" بين مجموعتين من المهربين خلفت جريحا حسب نفس المصادر دائماً ، كل هذا يحصل بعيداً عن علم السلطات العسكرية الصحراوية التي ظلت تسجل غيابها التام عن المشهد .
من يراقب من !!؟؟...
تواجد العناصر العسكرية في المنطقة بحجة مراقبتها أطلق العنان لانتشار عدة مظاهر مسلحة و كل يدعى مسؤوليته وأحقيته في محاربة التهريب و مطاردة المهربين و التأمين بصفة عامة ، إلا ان غياب التنسيق على ما يبدوا بين الأجهزة قد خلق غموضا لدى المراقبين في التفريق بين "الأمنيين" و "العصابات" ، و مع تداخل الصلاحيات و كثرة الرؤوس اصبح الوضع يشوبه بعض الارتباك في ظل ظهور دائم لأشخاص مسلحين بالزي الرسمي و بآليات مشبوهة يجوبون المنطقة ويفتشون كل من يأتي في طريقهم. احد الاشخاص قال للمستقبل الصحراوي بأنهم قدموا شكوى لدى السلطات الصحراوية حول تعرضهم للتفتيش و الاهانة من طرف ثماني أشخاص كانوا مسلحين و بالزي الرسمي للقوات المسلحة الصحراوية اوقفوهم تحت تهديد السلاح في منطقة "الرينكون" بمحاذات مكان إقامة التظاهرات ضد جدار الذل و العار المغربي وأخبروهم انهم تابعين لأجهزة الأمن الصحراوية (و أعطو اسم قائد عسكري) ليخلوا سبيلهم بعد ذلك ، و قد أخذت هذه القضية منعطفا جديداً بعد ذلك، في انتظار توحيد الجهود و تحديد المسؤولية في التأمين لجهاز أمني واحد ، مصادر أمنية صحراوية قالت بأن القائد المذكور و حتى أولئك الاشخاص لا يمتون بأية صلة للجهة الأمنية الصحراوية و هو ما يعزز فرضية وجود أذرع أمنية خفية مختلفة تعمل خارج الجهاز و بأوامر قادة آخرين و دون تنسيق مع الأجهزة الاخرى ومعروف ان مسؤولية تأمين المناطق المحررة تقع على تشكيلات وزارة الدفاع و الدرك الوطني التابع للنواحي العسكرية فقط والتي استفادت مؤخراً من دعم لوجييستى يتمثل في سيارات رباعية الدفع جديدة وضعت تحت إشراف وحدات التأمين العسكرية.
"قوات السيسي الخاصة" هل تكون المنقذ !!؟؟..
أنتشرت في المكان قبل فترة وجيزة دوريات تابعة للقوات الخاصة الصحراوية و المعروفة في الاوساط الشعبية بـ :"قوات السيسي" و التي رابطت باعداد لاباس بها و أصبحت تسير دوريات متنقلة على طول الشريط البالغ طوله مئات الكيلومترات ، و كان من بين مهامها محاولة إخلاء المنطقة من محطات المحروقات الغير شرعية و كذا ترحيل كل بائعي المادة الى منطقة بير لحلو المحررة و ذلك لتفادي الاختلاط بين بائعي المخدرات و المحروقات و عدم تكوين مناطق عبور ثابتة للمهربين للتزود بالوقود و المؤن ، و مع ذلك بقي الحال على حاله الشيء الذي فسره من التقيناهم بتمتع المهربون بمهارت كبيرة في معرفة المسالك السهلة و الآمنة بعيدا عن أعين قطاع الطرق من الشباب و حتى عن قوات الامن التي تعتمد في تحركاتها على معلومات استخباراتية و الأثر الحديث للآليات ، القوات الخاصة المجهزة بآليات خفيفة رباعية الدفع و أسلحة متوسطة و خفيفة يأمل منها ان تكون الحامي لذلك الجزء من الحدود و كذا بسط السيادة و هيبة الدولة من خلال التواجد و سد الباب على كل المهربين ممن يمتهنون اخراج المخدرات و نقلها و كذا على الشباب "قطاع الطرق" ممن يختصون في السرقة و يتهمون بعض القادة الأمنيين بالتورط مع عصابات التهريب الا ان استمرار تدفق خروج المخدرات و عبورها وكذا استمرار الحوادث يطرح التساؤلات بإلحاح حول قدرة هاته القوات على ضبط المشهد و ضمان عدم تورط عناصر منها في خدمة المهربين !!...
المخابرات المغربية على الخط ...
لا تخلو كل الأحداث من رائحة العمل المخابراتي المعادي الذي ظل ديدن كل المخططات المغربية المعادية و الرامية دائماً لزعزعة الاستقرار في المخيمات و داخل الاراضي المحررة ، الشبان ممن التقتهم المستقبل الصحراوي قالوا بأنهم لم يكونوا طرفا لأي كان ممن يخدمون مصالح العدو و الفعل المعادي ، و شددوا على ان الحاجة تبقى دائماً هي دافعهم للعمل في هذا المجال ، و شددوا على انهم يعملون دائماً في دور الناقلين و في مرات عديدة يجهلون هويات اصحاب البضاعة و حتى جنسياتهم و لا يكون الكلام سوى حول مكان التسليم و الثمن .
و أمام السبات الذي تغض فيه الأجهزة الأمنية تبقى المناطق المحررة "ارض بلا سيد" تحتلها عصابات التهريب و يعيث فيها المهربين و الفارين من العدالة فساداً .
المصدر: المستقبل الصحراوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر