الأربعاء، 28 مايو 2014

ذكرى وفاة الأب والأديب والشاعر الكبير براهيم ولد اللود ولد الصالح


في يوم 27 ماي منذ سنتين رحل عن هذا العالم واحد من كبار الشعراء والأدباء الصحراويين الذين سطع نجمهم ليس في الصحراء الغربية وحدها، لكن في المنطقة كلها خاصة في موريتانيا. فحين كان شاعرنا شابا قرر أن يهجر منطقته زمور التي ولد وتربى فيها وذهب إلى الساحل وتيرس حين كانت الحركة الأدبية مزدهرة وكان الشعر والأدب مزدهرين. كان يحس أنه خلق للأدب والشعر والإبداع فانتقل إلى ربوع تيرس ليصرف موهبته هناك بين الشعراء والأدباء حيث كان شعر ولد جد اهلو وولد الجدود متداولا هناك. وحين كان يهم بالذهاب إلى الساحل وتيرس قال كافه الشهير:
مشيي للكبلة باح لي وعلي ماهو زاحل
شفت البراكة ساحلي وأهل الساحل ساحل
وحين وصل إلى تيرس والتقى بأهلها وشعرائها أحس أنه يستطيع أن يذهب بعيدا بحثا عن الشعر والشعراء فبدأ يسافر من حين إلى آخر إلى موريتانيا مأخوذا بالحركة الأدبية في البلد الشقيق.
في الوقت الذي كان فيه الشاعر الصحراوي ابراهيم ولد اللود يجول ويصول في المنطقة أو ما يسميه هو بالساحل، كان شاعر آخر ومغني وفنان موريتاني، هو سدوم ولد آب، يتردد على الصحراء الغربية ويلتقي بأهلها. كان الصحراويون يلتقون به ويستدعونه ويكرمونه ويجزلون له العطايا فكان يتردد عليهم. في إحدى جولاته التقى سدوم بأإبراهيم ولد اللود ونشأت بينهما صداقة من نوع خاص. أعجب سدوم بموهبة ابراهيم في الشعر وفي الحكي فأصبح يصطحبه معه في رحلات طويلة إلى موريتانيا خاصة المناطق البعيدة منها. نظم ابراهيم الكثير من القصائد المشهورة التي يحفظها الكثير من الناس ولازالوا يرددونها في كل أنحاء الصحراء الغربية.
بعد أن اشبع رغبته الأدبية من الساحل ومن الشعر ومن الأدب عاد إبراهيم إلى موطنه زمور كي يستقر هناك وفي خياله ذكريات كثيرة عن شعراء عاش معهم وعن أرض أحبها وهاجر إليها بحثا عن الأدب.
كان من أول الشعراء الذين نظموا قصائد ثورية تمجد الثورة والكفاح والنضال. في المخيمات انضم إلى الشعراء الوطنيين الكبار وبدأ يقاتل بالكلمة الملتزمة حتى وافاه الأجل يوم 27 مايو 2012م. كلماته وقصائده لاقت رواجا كبيرا بين الصحراويين خاصة في المناطق المحتلة وموريتانيا. من بين القصائد الشهيرة التي حفظها الناس في المنطقة قصيدة " لاتنفكعي يالساقية".
لاتنفكعي يالساقية والل قولي للوادي
يفرح والناس الباكية تفرح يوم الميعاد
وعلى خطى الأب سافر الأبناء النظيف ولمغيفري يقتفون خطوات الوالد في موريتانيا الشقيقة. هناك التقوا بعائلة سدوم خاصة سيداتي ولد سدوم. استقبلهم استقبالا يليق بهم وبذكرى والدهم الذي لازال يتذكره. وتكريما لذكريات الوالدين سدوم وإبراهيم قام سيداتي الصغير بتسجيل شريط سماه شريط زمور تكريما لذكرى إبراهيم وصداقته مع سدوم.
رحم الله الشاعر والاب براهيم اللود.
المصدر: المستقبل الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر