الخميس، 15 مايو 2014

مفارقة عجيبة في قطاع التربية

يعتبر ابرز مميز للدخول المدرسي لهذه السنة تلك الخطوة الجريئة التي اقدمت عليها وزيرة التعليم والتربية والتي لاتزال حديث العام والخاص , وقد تباينت ردود الفعل بشائنها بين من يتنبأ بانفجار اكيد للوضع . وتطمينات البعض الأخر من ان المسالة مجرد فعل ظرفي سرعان ما يزول وتسير الامور كالمعتاد . من لم يستسقي الفكرة اوالخطوة يراها قرارا كارثيا يحمل في طياتها بذور انتكاسية حقيقية القطاع التربية تضاف الى جملة الكوارث التي يعرفها القطاع على خلفية ان الحركية لم تراعي فيها الوزيرة عامل التوقيت اولا ثم مبدأ الكفأة والتخصص ثانيا .. بالإضافة الى نقطة الاستياء الأهم وهي عدم مراعات الظروف الشخصية والاحوال الإجتماعية لمن شملتهم العملية وهو ما من شأنه ان يخلق العديد من المشاكل مما سينعكس سلبا على المردود العام . لهذه الأسباب وغيرها يرى اصحاب هذا الموقف ان قرار الوزيرة يعد موقف انتقائيا وهو ما جعلها في محك الانتقاء والتنديد بل والرفض من قبل العديدين احتجاجا على تعيين الأخيرة وهو ما يوحي بأن كارثة حقيقة ستمس قطاع التربية والخاسر الاول والوحيد هو التلميذ وهو ما يطرح العديد من الاسئلة عن النتائج المرجوة من هذه الخطوة , وعن فائدة إصلاحات تنتج الفوضى والاستعانة بالأقل مستوى .
اما الذين يقفون الى صف الوزيرة فيحسبون لها السبق والفضل في حل معضلة تشكل نقطة سوداء في كل وزاراتنا مؤسساتنا وهي احتكارها من طرف بعض اللوبيات التي اصبحت تهيمن عليها بفعل التقادم الذي يصل في بعض الأحيان الى عشرين سنة , وعلى ان الحركية ضوء اخضر لانطلاق قطار الاصلاح الذي تريد الوزيرة احداثه في قطاع مهم وحساس وبحاجة الى قرارات شجاعة كالذي اقدمت عليه الوزيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وإن كان الاعصار سيأخذ حصة الاسد من الكلام في الدخول المدرسي لهذه السنة , لايفوت علينا الفرصة للتذكير أهم مسألة كان ولابد ان تكون على راس الاهتمامات والاولويات وهي قضية المناهج الدراسية , فإذا كانت هناك نية متوفرة في أجراء إصلاحات فكان حريا بالقائمين على القطاع والوزيرة المسؤولة ومن حكومتها ان يكون إصلاح تربوي يرفع من المستوى التحصيل العلمي لدى أطفالنا والاكيد ان الخلل موجود في السياسة المعتمدة في هذا الاطار والذي كنا نظن بأنه سيأخذ حقه من الدراسة والتقييم وبالتالي نصيبه من حملة الاصلاحات على خلفية الزيارات الميدانية المتكررة للوزيرة للمؤسسات التربوية خلا الموسم الحالي والتي طغي عليها طابع الاهتمام بالمظهر الخارجي للتلميذ " الزي - التسريحة - بود ر- بسكويت { كيت التنظيم " ولكن الخلل ليس هنا لأنه لو كان تلامذتنا يدرسون بمنهج دراسي مدقق روحيا تربويا وعلميا لانعكس عليهم ذلك مظهريا وتتقي الوزيرة شر السفريات , مفارقة عجيبة حقا حين تكون السياسات موجهة نحو قشور الاشياء , ويكون حظ لبها الاهمال والتجاهل , وبعد هذا كله هل من الطبيعي ان نطرح كل مرة اسئلة من نوع لماذا مستوى أبنائنا على هذه الدرجة من الضعف ؟؟ لماذا لا يقرا أبنائنا ؟؟ و لماذا لا يحبون المدرسة والمعلم او الاستاذ ؟؟؟ فمتى نشعر بأهمية التعليم في الصغر ؟ ومتى نعرف ان منهج الدراسي الوطني الجيد الذي تراعي في خصوصياتنا الوطنية وثقافية وتاريخيه واجتماعية وحتى سياسية يسهم في خلق حب التعليم والمطالعة والبحث عند التلميذ , وبالتالي ضمان اجيال قد تساهم في بناء الوطن مستقبلا .
بقلم الاستاذ :غالي احمد .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر