الثلاثاء، 6 مايو 2014

رسائل المولوتوف، رب نار ايقظت ضمير


شكلت حادثة احراق احدى خيم المحصر التقليدي بولاية الداخلة اثناء فعاليات مهرجان "فيصحراء" في طبعته الحادية عشر استثناءا خطيرا ورسائل ينبغي فهمها ودراسة خلفياتها بعد ان أحرقت رهانات فاعليها اولا قبل المقصودين بها، لكن رب نار ايقظت ضمير وأحييت همة واعادت القطار الى سكته بعد ان ذهب روع اللحظة المستهجنة من كل الصحراويين.
ومع ان الاجهزة المختصة نجحت في القاء القبض على الفاعل المجرم غير انه ثمة اسئلة كبيرة ينبغي الاجابة عليها وتقديمها الى القاعدة الشعبية واستثمار فجوتها في تعزيز قدراتنا على الاستعداد لكل جديد وانتظار رسائل قادمة قد تكون لاقدر الله هذه المرة ملغومة وشديدة الانفجار وربما تخلف ضحايا ابرياء في حرب قذرة يقودها ناقمون او عملاء ضد فساد القيادة وتسلطها على مدى السنوات الاخيرة، فساد فاحت روائحه على صوت الموسيقى وتحت هزيع الليل وفوق الرمل او على جهارا نهارا على اعين الخلق دون رادع او تروي او مساءلة في ظل تحكم رجل واحد في جهاز القضاء واجهزة محاربة الجريمة بكل انواعها الاقتصادية والاجتماعية ويدفع ثمن اخطائه في الاخير جنود يحرسون الشعب او شباب لم يجد من مكان سوى ان يلعب دور حامي الشيطان.
وبينما تحاول القيادة الصحراوي تناسي رسائل المولوتوف وجعلها غيمة صيف عابرة في عز الربيع يبدو ان العدو وأزلامه يفكرون في محاولات اخرى وضربات لا احد يدرك اين ستكون. ربما احرقت النار الطائشة خيمة الُشًعر وخلفها جهود نسوة ابرياء عملن في تفاني على نسجها بعرقهن لكنها قد تكون الشعلة التي توقظ الضمائر النائمة وتعيد لمن يريد همة العمل الصالح والنزوال الى القاعدة بدل التقوقع في تندوف وملء الجيوب والتسول بإسم الشعب ثم دفن الرأس في الرمل عن واقع الحال .
العدو بيننا لاشك لكن العدو الاخطر هو النظام نفسه وازلامه وقادته الذين يبيعون الوهم ويستثمرون في معاناة الشعب بطريقة المثل الشعبي "اسويدي يوكل العلك وانا ننتفخلو" . رسائل المولوتوف رغم انها حارقة لكنها مفيدة لمن بنفسه بصيرة وفي ضميره ذرة نضال لتوقيف العبث وتحقيق القفزة المطلوبة ورمي الثورة للشعب بدل الاستفراد بها وتوزيع صكوك الوطنية لمن يشاء وبالطريقة التي نريد. وعلى رأي المثل الشعبي "الخبطة اللي ماتكتل توجع" ينبغي ان يفهم النظام وازلامه والمنتفعين ان وجع الشعب حين يتحول الى ألم دائم في منفى بعيد قد يُنبت شذرات نار واول النار الشرر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر