السبت، 31 مايو 2014

الوطنيون الجدد ومخطط تقسيم الصحراويين


بادى ذي بدء أود أن أوضح أننا لانريد من خلال هذه المقالات ، أن ندخل في سجال مع ببغاوات تردد صدى صوت الإحتلال ، الذي يبحث منذ بداية النزاع إلى تفتيت وحدة الصحراويين بأيادي صحراوية وإنما نريد أن نفضح أمرهم ونعري عنهم وعن مخططهم الفاشل كغيره من المخططات ، ونبرز عما هي العلاقة بين هذه الظواهر الدعائية التي أطلت علينا فجأة بعناوين براقة تستعمل لخلط الأواق وتمويه الناس وجعلهم ينساقون وراء هكذا مخططات ؟ و نبرهن بما لايدع مجالا للشك على أن الغاية من تحريك أبواق الدعاية التي تدار من غرف عمليات مخصصة لإستهداف المشروع الوطني ، ونطرح بعض الأسئلة إجابتها بالتأكيد نتركها لدى فهم و ذكاء الصحراويين منها :
- متى تم الإعلان عن موقع ويكيليكس عفوا “ويكي بوليس” ؟ وما هي الأهداف الباطنة والظاهرة ، التي يتحدث عنها البيادق وأزلام الخيانة القييمن على الموقع المذكور ؟ وماهي القواسم المشتركة بينهم وبين شركائهم في المؤامرة الجديدة القديمة أقصد ”شباب التغيير” ؟
1- النشأة : جاء الإعلان عن “موقع ويكيليكس” ويكي بوليس” ، بعد أن أدركت سلطات الإحتلال خطورة الإنتفاضة على كل سياستها ، خاصة بعد أن قدمت الولايات المتحدة المسودة التي تدعو إلى توسيع صلاحيات المينورسو السنة الماضية 2013 ، والتي أجبرت المحتل على استجداء فرنسا للتحرك العاجل من أجل إخراجه من عنق الزجاجة ، أصبح من المفروض عليهم تغييير المقاربة الأمنية لاستئصال فعل الإنتفاضة ، التي هي مصدر قلقهم لأنها تعيق مخططاتهم وسخرت كافة الموارد البشرية والمادية والتقنية والدعائية ومن بينها “ويكي بوليس” ، الذي أعلن عنه شهر ماي من السنة نفسها لإستغلال إحباط وتذمر الصحراويين من قرار التراجع عن تقديم المسودة المذكورة ، لكي يجعلوا منه مخاطبا و موجها وأن يلبس أصحابه عباءة الوطنية العالية التي لاتتوفر في أحد والأخلاق العالية والثقافة والمعرفة والغيرة على القضية توقفت عندهم ، وبدأوا حملتهم الرامية إلى تأليب الرأي العام بالأرض المحتلة وجنوب المغرب ضد المسؤولين بالوزارة لاعتبارات معروفة وواضحة ، ومن ثم إستهداف بعض المناضلين والمناضلات والثناء والتمجيد المؤقت على بعضهم الأخر في إنتظار ظهورهم في أي شكل نضالي يتحول الثناء تلقائيا ، إلى سلسلة من النعوت الساقطة والغاية من ذلك ضرب سمعتهم وشل قدرتهم على العطاء ، والمسألة لاتتوقف كونه موقع لنشر إفتراءاتهم وأضاليلهم بل إن لديهم شبكة مأجورة مشكلة من أشخاص أخرين ، إناث وذكور يتقاضون بطاقات إنعاش وإمتيازات من الصندوق الأسود تتوافق مع نوعية الخبر والمهمة مكلفة بإستجماع المعلومات ، مستغلين في ذلك الفضاء المفتوح للمنابر الفكرية والخطابية والمظاهرات ، التي ينظمها المخلصين للقضية والأوفياء للعهد وبالتأكيد أن الوطنيين الجدد لا أثر لهم في ذلك ، إلا من خلال بعض الأقزام الذين يدفع بهم لإستجماع المعطيات والتعرف على المشاركين فيها ورفع تقارير شفوية عنها ، إلى مسؤوليهم وتستجتمع ويتم إختيار الهدف بعناية ، ليتم إنجاز مقال عنه من طرف بعض أشباه المثقفين الذين لديهم مهمات متعددة ، ليتم النشر و التسويق عن طريق عملائها من البسطاء والعمل على تعميم المقال بأسلوب تافه ، والإيحاء للعموم بأن “ويكي بوليس” متابع وموجود في الساحة النضالية وهي طريقة ساذجة لم تعد تنطلي على أحد إضافة إلى تقنية الفوتوشوب وفبركة الصور للنيل من المناضلين ، والغاية في ذلك هي نشر سموم الأجهزة الأمنية المغربية في أوساط أبطال الإنتفاضة للتأثير عليهم وعلى معنوياتهم وإضعاف الانتفاضة وجعل الفرقة بين المناضلين من خلال تبادل الإتهامات بينهم .
شباب التغيير : تم الإعلان عن مجموعة الأشباح شهر مارس من سنة 2014 وإختارت الجهة ، التي من وراءهم أن تكون عملية إستباقية خاصة في ظل إشتداد الحملة المحلية والوطنية لتوسيع صلاحيات المينورسو بالمناطق المحتلة ، لخلط الأوراق وإرباك الجبهة من داخل مخيمات العزة والكرامة ، وكانت محاولة فاشلة للفت أنظار المجتمع الدولي لما تتحدث عنه الرحيبة عن إنتهاكات حقوق الإنسان ، وحاولت أن تستعين بنظيرتها ” قناة العربية الفضائية ” ويتحدثون دون حياء عن تغطية الإعلام الدولي لتشكيل مجموعة ، للمعارضة بالمخيمات وبعد فشلهم في إثارة الراي العام الوطني عن طريق العديد من الإدعاءات التي تستهدف قيادة الجبهة ، وجعل الناس تثور ضدها بعد نشر أحد لفيديوهات يتحدث عن شرف إمراة منقبة مجهولة ، وكيف للناس أن تتضامن مع مجهول ؟ وهذا دليل أخر على الفبركة المخدومة ، و هل الشعب الصحراوي غبي إلى هذه الدرجة ؟ وهو الذي خَبر الدعاية المغربية منذ إحتلال أرضه التي تساير كل مرحلة ، تارة عصابة ، تارة أخرى مرتزقة وأثناء فترة المد اليساري كوبيين وفيتناميين ، وبعد إنتصار الثورة الإسلامية بإيران إيرانيين وبعد إنهيار الإتحاد السوفياتي ، يدعون أن البوليساريو إنتهت لأنها صنيعة الحرب الباردة … ويبقى المشهد الذي يدعو للسخرية والضحك هو حالة الإرتباك ، التي يعرفونها أم أن الجهة التي وراءهم لايهمها من ذلك سوى الإستفادة من تلك الفقاعات الدعائية فقط ، خاصة أن بداية “شباب التغيير” تحدثوا أن تحركهم تحركا سلميا ليتحول الأمر فجأة إلى تشكيل ما سموه جناح مسلح بالمخيمات ، والغاية من ذلك هو محاولة إثارة التخوفات الدولية من الوضع الأمني بمنطقة الساحل والصحراء و الضغط على البوليساريو دوليا ، خاصة أن المغرب يلعب منذ مدة للزج بنفسه كلاعب أمني أساسي في المنطقة ومزاحمة الجزائر التي فرضت نفسها بقوة .
2- القواسم المشتركة بين ويكيليكس وشباب التغيير : – نظرا لتشعب الأجهزة الأمنية المغربية ، قد يمكن أن لا تكون جهة واحدة ورءاهم ، إلا أن الأهداف واحدة هي : تشويه النشطاء الحقوقيين ونشطاء الإنتفاضة على حد سواء ، وإمتصاص غضب الإنتفاضة بالأرض المحتلة وتشويه قيادة الجيهة وتبخيسها وتسفيهها وفصلها عن شعبها .
- الأقنعة : كلاهما لايستطيع التعبير واالكشف عن وجهه الحقيقي ، لأن ما يقومون به مرفوض شعبيا الشيئ الذي أكدته الجماهير الصحراوية بمخيمات العزة والكرامة ، بعد أن عبرت عن رفضها المساس بوحدة الشعب الصحراوي وتماسكه وهي رسالة إلى كل المتربصين والمتآمرين “كويكيبوليس وشباب التغيير” إضافة إلى منشور الرئاسة الأخير الذي إعتبر هما جزء من مشروع العمالة والخيانة الذي يستعمل في هذا الظرف ، إذن هاهو الشعب الصحراوي بأكمله قيادة وشعبا يسقط القناع عنكم وينزع عنكم ما كنتم تحاولوا البحث عنه من شرعية لضرب الشرعية ، وخاب ظنكم حتى في خط الشهيد الذي إعتبركم هو الأخر موقع للإستخبارات .
- الأهداف المعلنة : تغيير ما سموه القيادة الهرمة والفاسدة ، وتغيير الزعامات في الإنتفاضة النشطاء الحقوقيين – ومحاربة الفساد والمتاجرة بالنضال .
الأهداف الخفية : المس بتمثيلية الجبهة وإلهاءها بمعركة جانبية – القضاء على الإنتفاضة لنزع أوراق الضغط عن الجبهة وجعلها في موقع دفاعي ، بعد أن تفقد ورقة حقوق الإنسان لكي تصبح في موقف تفاوضي ضعيف .
و أخيرا فإننا نعتبر هذه الوجوه والأقلام الحاقدة المأجورة ، تسعى لخداع الرأي العام الوطني ، يعتبرون أنفسهم من أبناء جلدتنا وأنهم أصحاب قلم حر شريف يدافع عن القضية الوطنية ، إنطلاقا من غيرتهم يكتبون مقالاتهم حسب زعمهم للتغيير زعامات من الأميين ويتحدثون عن أنفسهم كمثقفين ، وأي مثقفين أنتم فالمثقف الحقيقي هو من يحمل هموم شعبه ويكون في المقدمة غير آبه بضريبة ذلك ، لا ذاك الذي سخر نفسه لخدمة الإحتلال وأصبح من أذنابهم يجلدون به الأبطال الذين يواجهون ببسالة جحافل قوات القمع كل يوم ، أين كنتم من بداية الإنتافضة المجيدة ؟ وأين كنتم عندما كنا نعذب وتنتهك حرماتنا وتداهم بيوتنا ؟ وأين كنتم عندما تسحل أمهاتنا وأخواتنا الشريفات بالشوارع كل يوم من طرف الجلادين الذين تأتمرون بأوامرهم ؟ أين كنتم وأباؤنا الأجلاء يعتدى عليهم كل يوم ؟ بالتأكيد إنكم كنتم في كراسيكم بقسم الشؤون الداخلية بولاية وعمالات الإحتلال تتأمرون على شعبنا ، بعد أن فشلتم في المواجهة الحقوقية والثقافية ، كلفتم الآن بهذه المهمة الخسيسة وأعطيتم لأنفسكم صفة الوعاظ الذين لاعيب فيهم يريدون الإصلاح ، لعبتكم مكشوفة فاشلة فشل من يمولوكم وعورتكم عريتم عنها يا من تدعون أنكم وطنيين للإستهزاء بذكاء و فهم الصحراويين بدعايتكم الرخيصة ، إنكم تسيؤون لأنفسكم كثيرا وتعتقدون أن أسلوبكم غاية في الذكاء ، وتسيئون للصحراويين عامة حين تظنونهم بهذا المستوى من الغباء حين تعتقدون ، أنكم ستنجحون في ضرب مكتبسبات الشعب الصحراوي والقضاء على طموحاتهم بهذه الدسائس والمؤمرات .
بقلم: الناشط الحقوقي حمادي الناصري.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر