الخميس، 22 مايو 2014

السقوط المدوي لقناة العربية في أحضان المخابرات المغربية


على نحو كاريكاتوري مثير للسخرية لا للتساؤل والحيرة ،قدمت لنا قناة العربية تسجيلا في صحراء قاحلة لملثمين تدعي أنهم مجموعة معارضة لجبهة البوليساريو على نفس إخراج سيناريو ما يعر ف ب "مجموعة اكجيجمات "،ورغم ما يفتقر له هذا التسجيل من إحترافية ومقايس تقنية من حيث التصوير والإعدا د ومبادئ الأصول الأخلاقية المهنية ، فهو إنتاج أقرب الى التهريج والعبث منه الى عدم المزج بين مهنة الصحافة والدعاية .
أولا لا بد أن نعيد ما سبق وأن أكدناه مرار ،أنه قد لا يكون سرا في الساحة الإعلامية العربية أن جل ما ينشر في الإعلام العربي عن تطورات قضية الصحراء الغربية بعيد عن الموضوعية والدقة ويٌشعر بعمق أزمة إعلامنا العربي وعلى رأس هذه الأزمة غياب النزاهة والإنصاف في المعالجة، إعتمادا على التحايل، بعيدا عن توخي الحقيقة ، أو ببساطة جارحة، بالتزوير والتضليل، متناسين أن صفة الإحترافية التي تلتصق بها بعض الوسائط الإعلامية العربية ، لا تكتمل بدون الإستقامة في المعالجة والمصداقية في المعلوما ت المقدمة.
ثانيا ،إن الحقيقة التي لا حقيقة وراءها إلا الثابت أصلا في أوساط الشعب الصحراوي أن لا مكانة لقناة العربية في قلوب الصحراويين كما في قلوب ملايين الشرفاء من المشاهدين العرب ،وهي القناة التي لا يسمح فيها بتسمية قتلى فلسطين من الأبرياء شهداء . لا مكان لقنا ة العربية في قلوب الصحراويين ، ليس فقط لأننا اكتشفنا فجأة أن العربية ظلت تؤدي دورا محددا لها ضد نضالات الشعب الصحراوي ،الا اننا وجدنا انفسنا امام مستوى علني اليوم من العلاقة المشينة بين أجهزة المخابرات المغربية وقناة تدعي المهنية والصدق .
وليس من موقع الجهل بالإجابات الشافية التي نمتلك عن تاريخ القناة والفلك الذي تدورفيه، ولكن من موقع الذهول أمام الحد الذي بلغته درجة الإفلاس المهني عند القناة حتى أصبحت دمية في أيدي المخابرات المغربية وجعلتها تسقط في ساحة "أرحيبة"،وهذه الكلمة تعني عند الصحراويين زريبة أو حظيرة للماشية،وهو إسم يصف به الشعب الصحراوي قناة أوجدها الاحتلال ولدت ميتة أصلا ، ويبدو أن جهات مغربية إستغلت أطرافا قد تكون نافذة في القناة السعودية حتى انزَرَبَت في الزَّرْبِ انْزِرَابا مع القناة الام "أرحيبة" ،ومن هذه الحظيرة يحاول الإحتلال التسويق لدعاية ليست بالجديدة، بعد أن فشلت كل مرامي تعمية العيون وتضليل العقول حول حقيقة الصراع وطبيعة النزاع في محاولة يائسة للتخفيف من حد ة الضغط الذي اصبح ممارس على الاحتلال من قبل المجموعة الدولية ومن شدة الضربات المتواصلة لإنتفاضة الاستقلال واصرار العالم على التمسك الدائم بحماية حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ،كل هذا من النكسات وغيرها جعلت عديد اجنحة المخابرات المغربية تحاول ز رع الغموض والبحث عن حدث يغير الأنظار ،ومن هنا تأتي مساعيه الاخيرة والقديمة والمكشوفة منذ الوهلة الأولى في تجنيد وإغراء شخصين أو ثلاثة ، علها تورط البولساريو في الإعتقال السياسي ،علما أن الشعب الصحراوي بمؤسساته الأمنية وقواعده الشعبية يعرف من وكيف وبأوامر من تعمل هذه القلة.
وفي الأخير لن ندعو قناة العربية التي لم تجد يوما تضحيات شعبنا مكانا في نشراتها الإخبارية ، أن تتنقل الى المدن المحتلة أين يوجد بها شعب لا يختبئ في الجحور وعندما يطل علينا وهو يزأر زئيرالأسود تهرول الأقزام برؤوس منحنية ووجوه مختبئة ، ولا مكان أمن لها إلا الحظيرة التي عادة منها ما يختار لمندوب القناة السعودية أسمن الكباش .و مع أن اللعبة باتت أكثر من واضحة لنا وللعالم أجمع، وأكثر وضوحاً التخطيط والتحريض،فإننا نقول لقناة العربية والمخابرات المغربية و من يوجد معهم أو قد يستقدم للحظير ة لاحقا أنه لن تنجح مسرحياتكم بسبب عبثية فصولها وسخافة مخرجيها وممثلي أدوارها ولن تتحقق أمانيكم في صنع الحقائق من الزيف والأكاذيب.
بقلم:لحسن بولسان 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر