الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

فيلم “أبناء الغيوم” يحظى بتجاوب إعلامي وجماهيري كبير في بريطانيا


على هامش مهرجان الفيلم الإسباني بلندن المنعقد في الفترة من 27 سبتمبر إلى 09 أكتوبر 2013، شهد فيلم “أبناء الغيوم: أخر مستعمرة” لمخرجه خافيير بارديم الذي يتناول قضية الصحراء الغربية من مختلف جوانبها التاريخية والقانونية والإنسانية تجاوبا كبيرا عكسه الإهتمام الصحفي المحلي والدولي والحضور الكبير أثناء عرضه بقاعة السينما حيث بيعت جميع التذاكر وإمتلئت القاعة عن أخرها.
وكان المتضامنون البريطانيون مع القضية الصحراوية قد نظموا عرضا جانبيا للفيلم حضرته الشخصيات المهمة والصحافة أعقبه مؤتمر صحفي نشطه كل من السيد ألفارو لونغوريا مخرج الفيلم والممثل خافيير بارديم منتج الفيلم والسيد سانتياغو كانتون ممثل مؤسسة روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان، وقد حضره العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية من بينها وكالة فرنسا الدولية والقناة البريطانية الرابعة.
وقد بدى أن خافيير بارديم الحائز على جائزة الأوسكار غير مبال بالردود السلبية حول إندفاعه في الدفاع عن الصحراويين وفي رده على أسئلة الصحافة دافع عن سبب تبنيه للقضية الصحراوية وإنتاج هذا الفيلم ليتساءل بارديم “هناك العديد من الأشياء السيئة في العالم فلماذا إخترت هذه القضية بالضبط؟” ثم يجيب “لأنني إسباني”. وجاء أيضا في رده ” لطالما سمعت عن القضية الصحراوية منذ صغري فوالدتي (بيلار بارديم) ناشطة مدافعة عن القضية الصحراوية وخصوصا النساء الصحراويات”.
وبخصوص الهدف من الفيلم قال السيد خافيير بارديم “نهدف إلى لفت إنتباه الرأي العام الدولي إلى واقع الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وفي المخيمات من أجل أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الشعب الصحراوي قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة فكما قالت الناشطة الحقوقية أمينتو حيدار في الفيلم ليس كل الصحراويون مقتنعون بنهج اللاعنف لتحقيق هدفهم المشروع وخاصة الشباب”. وقد أشاد الممثل الإسباني بروح التسامح عند الشعب الصحراوي وقال “أنه صدم عندما عرف أن الشعب الصحراوي لا يكن أي حقد للإسبانيين رغم ما فعلوه”.
وقال بارديم أنه زار مخيمات اللاجئين الصحراويين عدة مرات كان أولها 2008 للمشاركة في مهرجان السينما في الصحراء الغربية حينما تبلورت لديه فكرة إعداد الفيلم، لكنه لم يتمكن من زيارة المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وليس السبب إنعدام الرغبة لديه ولكن لخوفه على نفسه كأي كائن بشري حيث يقول ” حاولنا الذهاب ولكن الأمر كان مستحيلا ففي كل مرة تتاح لنا الفرصة نتيقن من مواجهة الخطر، ليس الخوف بالرغم من أني كائن بشري وبديهي أن أخاف لكننا إعتقدنا أن المشروع سيواجه الخطر إذا ذهبنا”.
وتحدث السيد ألفارو لونغوريا مخرج الفيلم عن الصعوبات التي واجهتهم من أجل إعداد الفيلم حيث أنهم كانوا جد حريصين على نقل جميع وجهات النظر بخصوص القضية غير أن بعض الأطراف مثل السلطات المغربية والشخصيات مثل كوفي عنان لم يردوا على إتصالاتهم لأنهم كانوا يعلمون أن المتصل هو خافيير بارديم وأن القضية هي قضية الصحراء الغربية، وقال بارديم معلقا على ذلك “صمتهم بتحدث عن نفسه”.
وقد حظيت أوضاع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة بإهتمام كبير هي الأخرى وتحدث ممثل مؤسسة روبرت كينيدي عن الإنتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان المرتكبة من قبل السلطات المغربية في المناطق المحتلة، وكذا الصعوبات والتضييقات التي يتعرض لها المراقبون المستقلون حينما يريدون الوقوف على الواقع مثل ما حدث لوفد مؤسسة روبرت كينيدي أثناء زيارته للمناطق المحتلة العام الماضي حيث قال “لقد كانت سيارتين أو ثلاث للأمن تتعقبنا طوال الوقت وقد رأينا النساء يسحلن ويضربن أمام أعيننا في الشوارع من قبل قوات الأمن المغربية لأنهن عبرن عن دعمهن لتقرير المصير”.
ولم تغب الأصوات الصحراوية عن الحدث ففي مداخلته أعرب ممثل جبهة البوليساريو بالمملكة المتحدة الأخ محمد لمام محمد عالي عن شكره للقائمين على الفيلم والقائمين على الحدث، وبأن عرض هذا الفيلم سيساهم لا محالة في تنوير الرأي العام البريطاني أكثر بخصوص هذا النزاع الذي طال أمده وبالطبع فهو دعم قوي للحركة التضامنية ببريطانيا في إستماتتها في مطالبة الحكومة البريطانية بإعتماد مقاربة أكثر حيوية في إيجاد حل عادل ودائم وديمقراطي لنزاع الصحراء الغربية. وقد أجرى ممثل الجبهة على هامش الحدث لقاءا مع كل من السيد خافيير بارديم والسيد لونغوريا والسيد سانتياغو كانتون ممثل مركز روبيرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان.
وشهدت الندوة مداخلة للناشط الصحراوي سيدأحمد مسكة ممثل جمعية عدالة البريطانية الذي أدلى بشهادة حية عن إنتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، حيث تعرض هو نفسه لإعتداء عنيف من قبل الشرطة المغربية أثناء مظاهرات في العيون وسأل الممثل الإسباني بارديم عما إذا كان قد لمس جدية لدى صناع القرار لحل نزاع الصحراء الغربية.
وفي رده على تساؤل الناشط الصحراوي قال خافيير بارديم أنه قد لمس رغبة لدى أغلبهم ولكن متى يبادرون لفرض حل عادل؟ وكيف؟ فهو ليس سياسي محترف ليجيب على ذلك وقد ضرب مثال بالسيدة سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة بالأمم المتحدة التي لمس فيها جدية وتفهم للأوضاع بعد مشاهدتها للفيلم ولقائها بالناشطة الحقوقية أمينتو حيدار، وهو ما إنعكس فعلا في المقترح الأمريكي لتوسيع صلاحيات المينورسو ولكن فرنسا وقفت كالعادة إلى جانب المغرب ومنعت تحقيق ذلك.
وفي فيلمه ينتقد خافيير بارديم بحدة فرنسا وبدرجة أقل الولايات المتحدة الأمريكية لوقوفهما إلى جانب المغرب في هذا النزاع لاسباب تتعلق بمصالح إقتصادية وتحالفات قديمة تعود إلى الحرب الباردة، كما تطرق الممثل الإسباني إلى العوائق التي تقف في وجه عرض الفيلم في فرنسا قائلا “يلاحظ أنهم لا يرغبون في أن نذهب إلى هناك بهذا الموضوع”.
وبعد عرض الفيلم والنقاش المثمر الذي اعقب ذلك أعرب بعض الحضور عن إهتمامهم وإستعدادهم لمناصرة القضية الصحراوية ما دفع بمنسق حملة الصحراء الغربية في بريطانيا والمشرف على الحدث بتذكيرهم بموقع الجمعية على الإنترنت للتواصل معهم وتقديم جميع التوضيحات اللازمة.
وللتذكير فإن خافيير بارديم قد أعطى يوم الإثنين الإنطلاقة لإتاحة الفيلم على الأيتونز Itunes ، وسيتم إعادة عرض الفيلم يوم الأربعاء 09 أكتوبر على الساعة السادسة والنصف بقاعة سيني لوميار بلندن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر