الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

البشير مصطفى السيد :”ندوة ابوجا التضامنية هي انعكاس طبيعي للمواقف الافريقية القوية والشجاعة من قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية”


اكد عضو الامانة الوطنية لجبهة البوليساريو مسؤول امانة الفروع البشير مصطفى السيد في الكلمة الافتتاحية لاشغال الندوة الافريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي المنعقدة بالعاصمة النيجيرية ابوجا ان ان الندوة الافريقية “تاريخية” فهي تجمع بين القوى الافريقية الحية ممثلة في الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وهي انعكاس طبيعي للمواقف الافريقية الشجاعة من قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية .
وفي مايلي النص الكامل للكلمة :
أود في البداية أن أشكر نيجيريا شعبا وحكومة وقوى سياسية، وأعبر عن فائق التقدير لهذا البلد الإفريقي الكبير، على استضافة هذه الندوة التاريخية الهامة. كما أخص بالشكر مؤتمر النقابات العمالية النيجيرية وكل منظمات المجتمع المدني النيجيري التي ساهمت في تنظيم هذا الحدث المتميز. ولا يفوتني بالمناسبة أن أتقدم بخالص الامتنان وصادق العرفان لكل الذين تجشموا عناء السفر من إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية ليشاركوا في هذا الجمع التضامني. وأحيي أحر تحية الوفد الجزائري الكبير الذي تقاسم معنا السفر كما تقاسم معنا نفس خندق الصمود والشرف في وجه قوى التوسع وعدم الاستقرار والهيمنة منذ أربعين سنة عاد فيها للجزائر باستمرار دور صلب السند وجزيل المدد. كما لا يفوتني بالمناسبة أن أشيد بالدور الذي لعبته سفارة الجمهورية الصحراوية والجهود التي بذلتها في التحضير والتنظيم والتنسيق والتي تطللت بتنظيم هذ الحدث التاريخي.
تنعقد الندوة الإفريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي تحت شعار استقلال الصحراء الغربية يعني إنهاء الاستعمار من إفريقيا في أرض نيجيريا الإفريقية، ندوة تجمع بين القوى الحية ممثلة في جهات رسمية ومنظمات مجتمع مدني من قارات مختلفة هي أول ندوة من هذا الحجم تزاوج بين الدعم الرسمي والشعبي لكفاح الشعب الصحراوي من اجل تحرير آخر مستعمرة في القارة.
هذه الندوة هي انعكاس طبيعي للمواقف الافريقية القوية والشجاعة من قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ودعم كفاح شعبها العادل والتي كان آخرها الموقف التاريخي المعلن عنه في احتفالية الخمسين سنة لتأسيس الاتحاد الافريقي (منظمة الوحدة الإفريقية سابقا)، الذي أكد أن استقلال إفريقيا لن يكتمل ما دامت الصحراء الغربية مستعمرة.
أيها الإخوة أيتها الأخوات،
يأتي الوفد الصحراوي حاملا معه رسالة تقدير ومحبة وإعجاب لنيجريا ومواقفها الثابتة التي ما فتئت تعبر عنها في كل المناسبات، بثقلها السياسي والتاريخي والاقتصادي في كل تجمع أو محفل تشارك فيه، الاتحاد الافريقي، الأمم المتحدة مجلس الأمن وغيرها.
تأتي الندوة في ظرفية خاصة بالنسبة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ولإفريقيا. فالشعب الصحراوي يحتفل هذه السنة بالذكرى الاربعين لتأسيس حركته التحريرية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع كفاحه المسلح ضد الاستعمار الاسباني، 40 سنة من الكفاح والصمود، أربعون عاما من العدوان والمعاناة. فبعد ثلاث سنوات من مواجهة إسبانيا وبعد تلاحم كفاحنا مع زخم التحرر الافريقي وتلاطم أوجهما، وعندما هم الشعب الصحراوي بمد يديه ليقطف ثمار النصر، إذا به يفاجأ باجتياح مغربي غادر للصحراء الغربية بغزو عسكري همجي ومسيرة دموية في إطار عدوان ثلاثي وبدعم غربي وخليجي مما نتج عنه تشريد ونفي ولجوء وتشتيت الشعب الصحراوي وتقسيم بلاده ظلما وعدوانا.
40 سنة هي عمر هذا النزاع، بما تعنيه من بطولات وتضحيات جسام وملحمة صبر وتحمل، ولكن كذلك بما تعنيه من ألمع صور التضامن الإفريقي والوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي في معركته التحريرية، ذلك هو ما أوصل إلى مخطط التسوية الإفريقي الأممي الذي قبله الطرفان وصادق عليه مجلس الأمن في سنة 1991 وأنشأ بعثة المينورسو لتطبيقه، وهو المؤسس على وقف إطلاق النار واستفتاء لتقرير المصير تضمنه الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية، الشريكين في كل تفاصيل العملية. واليوم تمر 22 سنة في انتظار أن تتمكن الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي من الوفاء بهذا الوعد للشعب الصحراوي وتجديد ثقة الشعوب الإفريقية في قدرة المنتظم الدولي على فرض احترام الشرعية الدولية والإبقاء على صدقية الطرق السلمية لحل النزاعات ةاسترداد الحقوق المشروعة.
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
إن الإرادة والاستعداد لم ولن يتخلفا من جانب الشعب الصحراوي، لكن الطرف المغربي المعتدي لا زال يناور ويخرب المساعي الحميدة ويعرقل المجهودات الرامية إلى إيجاد تسوية عادلة سلمية ودائمة للنزاع.
هذا السلوك تترجمه قوات الاحتلال المغربي كل يوم من خلال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، من تعذيب واعتقالات عشوائية ومضايقات ومتابعات بوليسية ومحاكمات صورية أمام محاكم مدنية وعسكرية ومختلف المعاملات اللاإنسانية واللاأخلاقية في حق المدنيين العزل بمن فيهم النساء والأطفال والعجزة. هذه الممارسات القمعية الممنهجة تأتي في إطار سياسة استعمارية رامية إلى كسر شوكة الانتفاضة السلمية التي يخوضها الصحراويون في الأراضي المحتلة وضمن جرائمه ضد المدنيين العزل وحملة إبادة شرسة يشنها المحتل المغربي منذ غزوه للصحراء الغربية في 31 اكتوبر 1975 للقضاء على المقاومة السلمية، بعد أن فشل في فصول حربه الإبادية المسلحة ضد قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي في المراجل التي سبقت وقف إطلاق النار، ولعل من أحدث شواهدها المقابر الجماعية المكتشفة أخيرا لمدننين صحراويين أبرياء اغتالتهم قوات الاحتلال المغربي بطريقة بشعة.
كما تتسبب السياسات الاستعمارية المغربية في تعميق معاناة اللاجئين الصحراويين الذين يعيشون على الدعم الانساني العالمي منذ أكثرمن 37 سنة، في حين تزخر أرضهم بالثروات لطبيعية التي يستنزفها المغرب بطريقة لا شرعية وبدون مساءلة في تغييب تام لرأي الصحراويين وفي انتهاك صارخ لمقتضيات القانون الدولي.
في هذه المحن المتراكمة والمتواصلة التي يمر بها الشعب الصحراوي يشكل موقف إفريقيا والمجتمع الإنساني العالمي بمختلف منظماته مواساة ودعما نفسيا ومعنويا لا يقدر.
أيها الإخوة أيتها الأخوات أيها الحضور الكريم،
تعرف القضية الصحراوية في هذه الظرفية تطورات عديدة من أبرزها تنامي الإدانة الدولية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ترتكبها سلطات الاحتلال المغربي بشكل ممنهج في حق المدنيين الصحراويين العزل في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، بمن فيهم النشطاء الحقوقيين. فقد بلغ عدد المعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال المغربي أكثر من تسعين سجينا سياسيا وتتواصل معاناة أهالي أكثر من 550 مفقودا صحراويا لدى الدولية المغربية لم تكشف بعد عن مصيرهم.
كما تعرف القضية حضورا متزايدا على الساحة الدولية ترجمته مواقف المنظمات الانسانية والهيئات الدولية بما فيها موقف البرلمان الأوروبي الأخير، والاهتمام المتزايد الذي توليه مختلف وسائل الإعلام العالمية، بما فيها الأمريكية، وشهادتها الصريحة على قدرة الصحراويين على بناء دولة وطنية مستقلة قادرة ليس فقط على البقاء وإنما على إسعاد شعبها وضمان أمنه ورفاهيته أيضا، ونفيها لأي مستقبل للفكر المتطرف والارهاب في الصحراء الغربية المستقلة وهو مايطيح بأسس الدعاية المغربية المغرضة ومرتكزات حرب الاستتنزاف المعنوي والتشويه التي تشنها ضد مشروعنا الوطني.
أيها الإخوة أيتها الأخوات،
إننا ومن هذا المنبر التضامني القاري ندعو الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي إلى تطبيق القرارات الدولية الخاصة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير من خلال استفتاء حر عادل وديمقراطي.
كما نطالب بوضع حد للانتهاكات المستمرة لحقوق المواطنين الصحراويين العزل في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية عبر إنشاء آلية أممية لحمايتها ومراقبتها والتقرير عنها، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية وفتح الاقليم أمام المراقبين المستقلين ووسائل الاعلام.
ونطالب بوقف النهب اللاشرعي المتواصل للثروات الطبيعية للصحراء الغربية وتفكيك جدار الاحتلال المغربي الذي يقسم الشعب والأرض ويمثل جريمة في حق الانسانية.
أيها الإخوة أيتها الأخوات،
إننا على يقين تام بأن هذه الندوة ستكون بداية لسلسلة من الندوات عبر العواصم الافريقية بدءا بغرب القارة وأن صداها سيبلغ العالم وسيسجل حتى على مستوى القوى الدولية المؤثرة.
اسمحوا لي مرة أخرى أن أجدد تقدير الشعب الصحراوي وحكومة الجمهورية العربية الصحرايوية الديمقراطية لهذه المبادرة الرائدة وأن أعبر عن الامتنان لكل الذين ساهموا في تنظيمها وإنجاحها.
أتمنى النجاح لأعمال هذه الندوة. وشكرا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر