الخميس، 10 أكتوبر 2013

تحقيق: عيد بأي حال عدت يا عيد......

أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك ولسان حال الشعب الصحراوي يقول: «بأي حال عدت ياعيد» و الصحراء الغربية ترزح تحت الاحتلال المغربي الغاشم و أهالينا في المناطق المحتلة تعاني الأمرين بفعل الحصار العسكري و الامني المفروض من طرف الاستعمار المغربي على مناطقنا المحتلة التي لابد أن تسطع عليها نور الحرية  و التحرر طال الزمن أو قصر.
وبعد أربعون سنة من الصمود و التحدي من أجل الاستقلال الوطني التام، يأتي عيد الاضحى المبارك هذه السنة ليس كغيره من الأعياد بفعل معاناة يعيشها المواطن الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين نتيجة لغلاء الأسعار، فتصبح أكبر أمنيته أن يحيى مستوراً و يتمكن من اداء فريضة عيد الأضحى المبارك التى أرتفع سعرها وأصبحت لفئة معينة من الشعب أمام جشع التجار الماشية وتراخى الحكومة وعدم اتخاذ قرارات لرفع المعاناة عن كاهل المواطن ، وتلبية حقه فى شراء عيده بسعر يناسب قدرته على الشراء.
بهذه المناسبة يحاول التغيير الوقوف عند أسعار الماشية حيث تضاربت الآراء بين تجار الماشية و المواطنين حول نسبة زيادة أسعارها عن سعرها المعهود خلال السنوات الماضية.
ويبدو أن الاحتفال بعيد الأضحى الذي يمثل ذكرى قصة سيدنا إبراهيم الخليل الذي أوشك أن يذبح ابنه إسماعيل تلبية لأمر الله تعالى، بدأ يبتعد شيئا فشيئا عن خاصيته الروحية ودخل في متاهات التفاخر والتباهي و التسابق المتخلف نحو عالم التبذير.
و في جولة لمراسل التغيير من المخيمات لاحظ توسط حركة شراء الماشية وإقبال ضعيف من المواطنين على مقرات بيع الماشية "رق الحية" و خلال جولته الميدانية على عدد من أسواق الماشية بالمخيم سجل إرتفاع أسعار الماشية التي ترواحت من: 15000دينار جزائري إلى 20.000 دينار جزائري، لكن أحد المواطنين أطلع المراسل أن الشاحنات المحملة بالماشية و القادمة في هذه الايام إلى المخيم من شأنها أن خفض سعر الماشية إذ يدخل عنصر المنافسة في السوق ما يعود على المواطن بالخير فيتمكن من الشراء بسعر مناسب.

و أفاد بعض التجار "س، تاجر مواشي": "أن أسعار الغنم شهدت ارتفاع منذ شهر رمضان المبارك حتي الآن مما أدي إلي تراجع إقبال المواطنين بشكل ملحوظ وأرجع سبب هذه الزيادة إلي ارتفاع سعر العلف و الضريبة الجمركية المفروضة من نقطة الجمارك الصحراوية الحدودية و التي تبلغ قيمتها50 دينار جزائري مع إرتفاع سعر الماشية في الريف الوطني و المناطق المحررة التي تشهد غياب الأمطار منذ فترة طويلة، كما أشار إلى الاوضاع الأمنية في المنطقة حيث كنا على حد تعبيره "نجلب الماشية من الشرق و الجنوب لكن الان و بعد حرب مالي على الجمعات الاسلامية أصبح من الصعب جلب الماشية من أماكن الخطر".
وأشار إلى أن سبب آخر من أسباب ارتفاع أسعار الماشية" يرجع إلى الحالة الاقتصادية المتدهورة التي تشهدها المخيمات مما أدى إلى العجز في جلب الماشية من الخارج" .
وفيما يخص آراء المواطنين قال أحدهم: "ع، مواطن من ولاية العيون أن أسعار الماشية لا تتناسب مع معاشهم ويتساءل حول إذا ما كان هذا المعاش كافي لتغطية تكاليف أساسيات المعيشة من مأكل وملبس وتنقل بعد أن إرتفع سعر كل شي فالماء يشترى و الخضر سعرها مرتفع و سيارات الأجرة هي الاخرى تشهد ارتفاع متزايد في غياب السلطة و المواد الغذائية التي أصبحت لا تكفي في ظل أزمة يشهدها العالم كله" حسب تعبيره..
وقال احد السكان لـ"التغيير" أن الأسعار فى تزايد مستمر بشكل لا يتناسب مع أحوال المواطنين الضعيفة اقتصاديا، كما أنتقد غياب السلطة في فرض سعر يناسب قدرة المواطن الصحراوي في الشراء، موضحا أن ارتفاع سعر الذبائح جعل الأضحية حلما للكثير من العائلات الصحراوية الفقيرة.
و في ظل هذه الصعوبات ذهب أكثر الإخوة في العائلة الواحدة إلى المشاركة في ألاضحية إذا كان الأب ما يزال على قيد الحياة حيث يجوز في الشريعة اشتراك أفراد العائلة الواحدة في الاضحية،"الأضحية تجزئ عن الرجل واهل بيته".
أما ما يتعلق بمشاركة الأصدقاء والجيران في الأضحية، فلا تجوز إلا إذا كانت الأضحية ناقة فيجوز أن يشترك فيها سبعة أشخاص، أما الضأن والماعز إلا من البيت الواحد.
و يغيب عن مجتمعنا بعد ما نال منه الجهل ما نال أن الأضحية لا تكون واجبة إلا على المقتدر.
الأضحية سنة من سنن الإسلام التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، لها فوائد اجتماعية كثير منها التوسيع على الأسرة والأهل وتوسيع على الفقراء والمحتاجين و مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، خصوصا وأن السنة النبوية وضحت كيفية توزيعها والاستفادة من لحومها التي تشمل صاحب الأضحية والارحام والفقراء.
ويعد اجتماع العائلة على وليمة من الأضحية من المظاهر الاجتماعية الطيبة التي تقوي أواصر المحبة وروابط الأخوة والصلة بين أفراد العائلة و المجتمع، و يحفز المقتدرين على التضحية وتعليم الأبناء هذه السنة ليتمسكوا بها عند الكبر .
ومن المهم شرح فلسفة الأضحية في الإسلام ليدرك الجميع عظمة هذا الدين وكيف جعل الإسلام من الوسائل العملية التي تزيد من الروابط بين الناس وتخفف على الفقراء والمحتاجين وتجعل من أيام العيد فرحا وسرورا يفرح بها الكبير والصغير، الرجل والمرأة حيث ينتظر كثير من الفقراء مناسبة عيد الأضحى ليستفيدوا مما يقدم لهم من لحوم.
و هي مناسبة ندعو من خلالها المواطنين إلى التريث في شراء الأضاحي، كون الأسعار ستشهد انخفاضا كبيرا في الفترة التي تسبق العيد بساعات.
و خلال فترة العيد تشهد محلات بيع الملابس والأحذية في الأسواق بالمخيمات " المرسى"، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين خاصة عنصر النساء و الاطفال على شراء ملابس وأحذية الأطفال، و ملابس النساء ـ لملاحف ـ ، كما تعرف نقاط بيع المواشي بدورها توافدا للاطلاع على الأسعار، ولا سيما أن الكثير منهم اشتدت حيرتهم بين إرضاء متطلبات أبنائهم، وكذا تحقيق رغبتهم في اقتناء أضحية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر