الاثنين، 7 أبريل 2014

انيستاIniesta ..الطاقات الشمسية أو الضوء؟

حين قرأت أن إنيستا دعم مخيماتنا المنسية من طرف العالم في اللجوء، فكرت أنه، لو كنا نعرف مسبقا أنه سيدعمنا بالطاقات الشمسية، كنا قلنا له " ياخي يا انسيتا يا رسام الكرة على العشب الأخضر، لو دعمتنا بأسلاك الكهرباء أو بالأعمدة- المال لا نريده - أو مولتَ شركة الكهرباء كي ندخل الضوء إلى مخيماتنا المنسية في هذا اللجوء لكان أفضل. أظن أن انيستا، بسبب انشغاله بالكرة، لم يسمع أننا منذ سنتين أو ثلاث سنوات ونحن نتكلم عن الضوء، وكل سنة نقول " الصيف القادم سوف لن نذهب إلى أدرار أو بشار لنكتري بستة ملايين سنتم دارا لا تصلح حظيرة للغنم".
أعدت قراءة الخبر مرة أخرى فربما أكون قد أخطأت القراءة، ويكون انيستا قد أراد دعمنا بالضوء أو باسلاكه بدل أن يدعمنا بالطاقات التي تعبنا من شراء البطاريات لها، وتعبنا من توجيهها للشمس، وتعبنا من شراء تلك البطاريات الكبيرة المغشوشة التي نستعملها شهرا أو بضعة أيام ثم نرميها أو نبيعها للذين يعيدون استعمالها، ونشتري مرغمين وبالملايين بطاريات أخرى.
الكثيرون في الشارع تكلموا عن مبادرة انيستا أكثر مما تحدثوا عن زيارة كيري للجزائر، وأكثر، أيضا، مما تحدثوا عن مشروع القرارا الأمريكي الذي قالت رايس السنة الماضية أنه ربما يمكن تقديمه من جديد هذه السنة التي مرت علينا طويلة وساخنة.
مبادرة انيستا تفتح ثقبا في دبلوماسيتنا النشطة التي ذهبت وتذهب منذ سبعة وثلاثون سنة نحو الرسميات ونحو الدول ونحو الأحزاب، ونست أو تناست أن تلك الدول الرسمية وتلك الأحزاب التي تطحن الدنيا يمينا ويسارا هي، في واقع الحال، تحت قبضة أصحاب الأموال، وأنه لو اختصرنا الطريق وذهبنا مباشرة إلى تلك الشخصيات وتلك المؤسسات غير الرسمية ندق أبوابها، نحمل لها في إحدى أيدينا باقات ورد وفي الأخرى مأساة شعبنا، لكنا أدخلنا الضوء منذ عشرين سنة إلى مخيماتنا وأدخلنا الماء بالحنفيات وأزحنا الرمال وحصلنا على الاستقلال في اللجوء.
حين تزور دولة إفريقية أو أسيوية تجد المؤسسات قائمة مثل الفطر تحمل اسم كريستان، ايتو، كيتا، وتحمل اسم الشيخ زائد والشيخ ناقص، والشيخ دميان، وتحمل حتى أسماء الكنائس وأسماء الأندية. إذا دعمنا انيستا واللاعبين بالضوء بدل الطاقات، يمكن أن نُسمي المشروع بمشروع إنيستا واللاعبين.
أظن إن هذا الذي يسمونه الدبلوماسية الموازية أو دبلوماسية التعامل مع الشخصيات الغنية والمؤسسات والعائلات في أوروبا أو في العالم العربي هو مهم في حالتنا، ولو كلفنا الآن انيستا أن يكون سفيرا شعبيا لنا عند كل اللاعبين الذين يعرف في العالم، يطلب منهم أن يتبرعوا بمبلغ من المال حتى ندخل الضوء إلى مخيماتنا لكانوا فعلوها منذ عشرين سنة. وليس فقط طلب مساعدة اللاعبين هو المهم، لكن أيضا شيوخ المشرق العربي الغني الذين يحبون الفخامة ويريدون الأجر من عند الله ويريدون السمعة يجب أيضا إن نستهدفهم كي يعترفون بنا ويدعموننا بدل إن تعترف بنا الكويت أو قطر.
بقلم : السيد حمدي يحظيه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر