الاثنين، 7 أبريل 2014

غياب ثقافة المجتمع المدني

لكن هل مؤسساتنا تعاني كل هذا الضغط وعلى القدر من الشفافية و المصداقية مما يفرض التفكير في التخفيف والتسهيل في الطريقة العمل؟ ام ان الامر لا يعدو كونه تعشيش لمزيد من الامبراطوريات السياسية الشخصية ثم هل هذه الوزارات المجهرية غيرها من الهياكل التنظيمية كانت بمستوى الشعارات التي تحملها ؟ ام ان المسالة مجرد شعارات رنانة ومحتويات فارغة كيف يرجى من وزارة للشباب والرياضة تأطير و تأهيل هذا الاخير ومديرية الشباب بها استحدثت العام الماضي فقط وهذا طبعا بعد مديرية الرياضة وليس حبا في هذا الاخيرة وانما الاقتصار دورها على تنظيم المراطون الدولي لما له من عائدات ريعية . اين وزارة الشؤون الاجتماعية وترقية المرأة من برامج ومشاريع تخص الامومة والطفولة ؟ اين هي من واقع الرعاية الاجتماعية هل طرحت يوما مسودة مشروع قانون الاسرة على طاولة البرلمان او الحكومة للإثراء والنقاش اما حكاية التوظيف فليست بخافية على احد . اما سر الاهتمام المتأخر بالنظافة والبيئة فسألوا السيدة الوزير فعندها الخبر اليقين . اذن وواقعنا على هذه الحال كيف نعول على هذه المؤسسات والهياكل لعب دور الوسيط وهي تدور في حلقة مفرغة اظهرت عدم جدواها كيف يطلب من الشباب والانخراط في المجتمع والسبب في هذه الوضعية هو غياب ثقافة المجتمع المدني عن واقعنا فعندما لا يجد الشباب مؤسسات حقيقية الامثلة السابقة عينات دالة بنفسها على غياب ثقافة المجتمع المدني .وحياتنا اليومية طافحة بالأمثلة الدالة في فقد هذه الثقافة لهذا تعد ثقافة المجتمع المدني ضرورة ملحة في اللحظة الراهنة وذلك لما تقتضيه اسئلة الواقع سبل التفكير في الاجابة عنها .
واقع يفرض علينا التفكير جديا في التعامل معه حسب معطياته وظروفه وحتى منطقه بعبارة واضح يجب معالجة حاضرنا المهزوم وذلك يتطلب عملية جراحية عميقة تطال مكرسه زمن انتظار السلام فاختلط المقدس بالمدنس . اصبحنا لا نميز بين الجوهري والعرضي . بين الثابت والمتغير . بين ماهو اصيل و ماهو دخيل والطريق الوحيد للخلوص الى هذا المقصد هو التأسيس لثقافة المجتمع
المدني تتجاوز العبثية والفوضوية والارتجالية . وهنا يطرح السؤال الكبير . ما العمل ؟ لا احد بمفرده يملك الاجابة انها مهمة كل القوى الحية التي ترى ان لها
دور تقوى به اتجاه الشعب والقضية . ومع ذلك قد يستغرب البعض كيف ننادي بفكر كهذه وضعنا على هذه الحال ؟ قد يسال سائل هل نحن بمستوى مهمة كهذه على المستويين الرسمي والشعبي ؟ وقد يعبر اخر عن مدى تخوفه عن طبيعة وضعنا الاستثنائي ببساطة شديد نقول ان حقائق ثورتنا الوطنية تؤهلنا بالاضطلاع بمهمة مثالية كهذه . ان تاريخنا النضالي ينضوي على الكثير من الافكار النبرة والمضامين الحضارية والمعاني النبيلة التي ضمنت لنا الاستمرارية التاريخية الم تكن مثلا لجان الصحة والتربية والصناعة في ذلك الزمن سياسة تسير في هذا الاتجاه فلماذا لا نحييها ونعيد بعثها من جديد في شكل جمعيات واتحادات و والنقابات مثل جمعية الحرية والتقدم واتحاد نقابة الاساتذة والمعلمين الصحراوين وجمعية أولياء أمور التلاميذ او تنظيمات شبا نية او تجمعات نسائية او فاعلون اجتماعيون . مهمة لن تتحقق إلا بتعميق الوعي لدى المواطنين من خلال انتاج الافكار الجديدة وتوزيعها عبر قنوات اكثر مصداقية وبطرق وسائل اكثر اقناعامهمة تحتاج لأفواج كثيرة من النخب ليس للنضال على الافكار فقط لكن لتشكيل رؤية واضحة للمراحل من اجل بلورة خطاب فكري نقذي عقلاني فهل مثلان تجربة مجلتي المستقبل و المصير وتغيير على بساطتهم تسير في هذا الاتجاه إعلاميا وجمعيتي الحرية التقدم اتحاد نقابة الاساتذة والمعلمين الصحراوين على تواضعهم مدنيا . وهل مع التجربتين نستطيع ان نقول انه بدا فعلا التحضير للبديل الواعي والمنظم ؟ ام انه مجرد مخاض عسير لولادة ستكون اعسر شئي واحد استطيع قوله هو ان المولود قادم لأريب فيه . لكن لا احد يعلم ان كان بهي الطلعة ام مشوها.
بقلم الاستاذ : غالي احمد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر