الأربعاء، 2 أبريل 2014

رسالة من مواطن صحراوي الى فخامة الرئيس محمد عبد العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد : محمد عبد العزيز
الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
اكتب لك و انا على حيرة من واقعنا المحزن نتيجة للقرارات التي اتخذتموها و لا زلتم تتخذونها باسمي و باسم الشعب الصحراوي قاطبة و التي نحن نعاني منها و سنستمر في معاناتنا ما لم تتخذ لحظة للتفكير و مصارحة النفس و الشعب قبل ان يقذفك المصير و التاريخ الى مزبلة الفاشلين.
قال تعالى: "...و الذين هم لآماناتهم حافظون"...
لقد ائتمنك الشعب الصحراوي على مصيره و وضع ثقته في شخصكم آملا ان تعينوه على استرجاع الارض التي سلبها الغزو المغربي منه وكي تحولون دون استباحة حرماته و تنقذوه من الذل و الطغيان. هذه الامانة التي قبلتم بتحملها لا تتوقف عند الخطابات الرنانة و لا حسن النية و انما يجب ان تحفظ من خلال القيام بتحمل المسؤولية و تطبيق العدالة الاجتماعية و بناء الدولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في ما يخص الهيبة و السمعة و ملاذ آمن للمستضعفين.
فخامة الرئيس، ايها القائد؛
لا يمكننا ابدا ان نبني دولة مؤسسات بالعاطفية و لا بارضاء البشر كل حسب مزاجه. و بما ان "ارضاء البشر غاية لاتدرك" فأنصحك بتجاوز اعراف و تقاليد انت تعتبرها اسلوبا فعالا في حلحلة القضايا و ما هي الا سرطان قد ينهش الجسم الصحراوي و يبدد حلمنا في الوطن و المستقبل مرضاة للنزوات. انها "القبلية" و هي السرطان الذي عزم الشعب الصحراوي في ال12 من اكتوبر 1975 على استئصاله و لكن قمتم انتم باعادة زرعه بعد ان قبلتم بالاستفتاء و تحديد "الهاوية" التي نحن لازلنا ساقطين معها بعد اكثر من عشرين سنة على وقف اطلاق النار.
قال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا"... و هذا خير كلام على ان قوة البشر تكمن في الوحدة دون مراعات الى اي نوع من انواع التمييز مهما كان مبرره. و بما ان خير الكلام كتاب الله و خير الهدي هدي محمد(صلى الله عليه وسلم) فاذا نظرنا الى كيفية صعود الاسلام فسنرى ان اول خطة قام بها سيد المرسلين لتقوية دين الله تعالى(بعد زرع العقيدة في نفوس البشر) هي الموآخات ما بين العرب و تجاوز المفهوم الضيغ للامة كي يصبح المسلم اخ للمسلم و "المسلمين" هو المفرد الجامع ما بين العربي و العجمي.
فخامة الرئيس، ايها القائد؛
اناشدك، و انا شاب فقد والديه في المنفى و ها انا اوشكت على دخول سن الشيخوخة بدون ان اقدر على ضمان مستقبل واعد لابنائي، اناشدك بأن تتقي الله في شعبك و تحاول اصلاح ما امكن التدارك معه من آفات قد تأذي الى ما لا يحمد عقباه. انا لا آمن في الهجرة كاسلوب لتحسين الظروف المعيشية و اعتقد ان من لا وطن له فلا قيمة له.
بالله عليك، يا فخامة الرئيس؛ ايها القائد:
اين هم الرجال الذين اذلوا جيش الحسن الثاني الغازي و جعلوا كلمة الصحراويين يحسب لها في كافة انحاء العالم سواءا من الصديق او العدو؟
اين هي المكاسب التي حققها الصحراويون في كافة المجالات الاجتماعية؛ في الصحة و التعليم و بناء المجتمع؟
لماذا هذا العبث بملفات حساسة كالخارجية التي هي وجه المجتمع الصحراوي و القضية من خلال التوظيف على مقياس المحسوبية و المحاصصة؟ اليس الهدف الاساسي للسفير او الممثل هو مد جسور التفاهم و التقارب ما بين الثقافات، الدفاع عن القضية و خلق التحالفات على مبدأ التعاون و الاحترام المتبادلين و لهذا اهمية اللغة و الكفاءة العلمية في الشخض المعين لهذه الوظيفة؟
كيف يمكننا ان نعول على الجيل الجديد في حمل المشعل و المحافظة على القضية و هم يفقدون الشعور بالانتماء الى وطنهم و لا يعرفون شيء عن القضية كما يتباهون بالثقافات المستوردة كل حسب البلد الذي درس او نشأ فيه؟
لماذا هذا التهاون و المرونة المبالغ فيهما مع الظواهر الغريبة على مجتمعنا كالسرقة و المخدرات و انتهاك الحرمات؟
لماذا كل هذا التساهل و التسامح مع الخيانة و الخونة؟
كيف يمكنك الاستعانة بقوات امن الشقيق الجار المحاط بنفس العدو و المهدد في استقراره لتحمينا من هذه الظواهر و انت لديك قواتك الامنية و آلاف الشباب البطال الذين هم عرضة للتطرف الديني و الفساد الاجتماعي؟ هذه الاستعانة بالشقيق الجار في ما يخص الامن داخل المخيمات قد يتم ترجمتها من البعض على انها طريقة للتضييق على اللاجئين و تخلق نوع من الاحتكاك بين المواطن الصحراوي و الدولة الجزائرية نحن في غناء عنه.
لماذا لا تتخذ لحظة لمراجعة النفس و النقد الذاتي البناء لتصحيح المسار و النهوض بالقضية حتى و لو تطلب الامر التضحية بالارواح؟ الاضرار الجانبية و الاخطاء البشرية ليست بالجريمة عندما يتعلق الامر ببناء الامم. المهم هو التصحيح و تجاوز الماضي.
هل تنتظر حتى يبدأ الانشقاق و تسود التفرقة نسيج المجتمع الصحراوي الذي حجمه ليس قابل لتحمل هذه العواقب؟
هناك العديد من الاسئلة التي لا يمكن ان تنتظر المؤتمر القادم للجبهة و اعتقد ان الاجابة عنها لا تتطلب اكثر من الارادة و النية الصادقة في تصحيح المسار.
اتمنى ان تصلك هذه الرسالة، يا فخامة الرئيس، التي ليست الا غيض من فيض الاسئلة و القضايا المؤلمة و التي تدور في اذهان الاغلبية من الشباب الصحراوي و خاصة المتواجدون منهم في مخيمات اللاجئين.
التاريخ لا يغفر و الشعوب يمكنها ان تغفر و لكن لن تنسى.
و في الاخير تقبلوا، فخامة الرئيس، اسمى آيات التقدير و الاحترام
مواطن صحراوي من مخيمات اللاجئين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر