الأربعاء، 30 أبريل 2014

بمناسبة عيد العمال العالمي، العمال هم وقود الثورة والوطن

الأول من ماي من كل عام هو اليوم العالمي الذي تحتفل به الطبقة العاملة عموماً في كافة أنحاء العالم وتحييه بطريقتها الخاصة تحتفل بانتصاراتها وإنجازاتها بتدشين مؤسساتها و مصانعها، تبرز ابداعاتها وابتكاراتها، تعتز بمساهماتها في تحرير أوطانها وازدهار ومجتمعاتها وتفخر بما حققته لضمان مستقبل زاهر لأطفالها، وفي المقابل تحظى بتكريم شعبي ورسمي مميز تقديراً لها من كافة الشعب لدورها في الحياة والبناء و الإعمار لمساهماتها المميزة في تقدم مجتمعاتها وشعوبها وازدهارهم، ولقد اثبتت تجارب الشعوب أن لا انتصار لثورة ولا حرية لوطن دون نضال الطبقة العاملة، ولا ازدهار للأوطان وتقدم شعوبها دون عرق وجهد الطبقة العاملة.
ولهذا اسمحوا لي بداية وبهذه المناسبة أن أهنئ عاملات وعمال الصحراويين في يومهم ، لدورهم الريادي في الثورة الصحراوية ، وانخراطهم في النضال بكافة أشكاله من أجل تحرير الصحراء الغربية من دنس الاحتلال المغربي ، ومن أجل القضاء على كل أشكال الظلم والاضطهاد والقهر التي مارسها ولا يزال يمارسها الاحتلال، وتحقيق حياة كريمة في وطن حر يُكفل للإنسان فيه حريته وكرامته وقوت أبنائه بشرف ودون ابتزاز أو ملاحقة، فهم من أدركوا مبكرا أن الخلاص من الظلم و الاضطهاد، يبدأ بالخلاص أولا من الاحتلال و افرازاته وأدواته القمعية، فكانوا فعلاً وقوداً للثورة وعصبها .
العامل في المناطق المحتلة.....
فشكلت بذلك الطبقة العاملة وعلى مدار العقود الماضية طليعة متقدمة في خضم النضال الوطني الصحراوي من أجل الحرية و ألاستقلال وقدمت عبر تاريخها العديد من ألتضحيات في خضم الثورة والمقاومة والانتفاضة بنضالاتها العريقة، ورموز بارزين وقادة مميزين، كما وقدمت من بين صفوفها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين في المناطق المحتلة ، فيما لا يزال الآلاف منهم قابعين في سجون ألاحتلال وآخرون مفقدون ،
فكانت ولا زالت الطبقة العاملة الصحراوي هي الأكثر تضرراً ومعاناة في المناطق المحتلة ، هي الأكثر تميزاً بنضالاتها وعطائها وتضحياتها،
وتحل علينا هذه المناسبة هذا العام وأوضاع الطبقة العاملة الصحراوية تزداد بؤساً و...
فيما لا يزال جنود الاحتلال و يرتكبون جرائمهم ومجازرهم ضد عاملات وعمال الصحراويين وهم في طريقهم لكسب رزق عائلاتهم وقوت أطفالهم، فيسقطون ما بين و جرحي أو ومعتقلين على حواجز الامن المغربي المنتشرة في الارض المحتلة ، شهرياً تعتقل سلطات الاحتلال المغربي المئات من الصحراويين بحجة المس من مقدسات المملكة المغربية الغاشية ، وتصدر بحقهم احكاماً مختلفة لبضعة شهور او سنوات ، أو الاثنين معا وفي أحياناً كثيرة يتم ابتزازه العامل ومساومته بالعمل لصالح سلطات الأمن المغربية .
وعليه فأننا نطالب العالم أجمع بالعمل العاجل والجاد ، لإزالة كابوس الظلم والقهر الذي يتعرض له العامل الصحراوي المحتل في الصحراء الغربية ، كما ونطالب وبشكل خاص الأمم المتحدة ومنظمات العمل الدولية التابعئة للامم المتحدة بالوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية للتفعيلة دورها تجاه العمال عموماً بما يتناسب وحجم الكارثة التي يعيشها الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية عموماً والعمال خصوصاً.
ويا عمال الصحراويين ثقوا في الغد و ألمستقبل فمعاناتكم حتماً ستنتهي و الاحتلال زائل لا محالة، والصحراء الغربية الدولة الصحراوي المستقلة ً هي الحل ، وحُلمكم بمستقبل زاهر مشرق لأبنائكم لا بد وأن يتحقق فالنصر آتٍٍ آتٍ آتٍ لا محالة
---
إن المطلوب اليوم يكمن في شحذ الوعي والتعرف لمعاني يوم العمال توجهيه عيدا للفرح وذكرى للحدث المأساوي. وأن نتعرف إلى واجباتنا تجاه أنفسنا وصياغة طبيعة حياتنا او العمل المثابر من أجل تلبية حقوقنا وفرض استجابة واجبة ملزمة لحرياتنا ؛ عبر إدراك ملموس لمعنى تنظيم أنفسنا في نقابات وجمعيات وروابط واتحادات وحركات مهنية وسياسية تدافع عن مصالحنا وبالتأكيد عبر و حدتنا ، وحدة تلك الاتحادات والحركات وسلامة وجودها ولوائحها وتركيبتها وأسس عملها.
إن ألاعيب كثر تحاول العبث بمصائرنا ومصائر العامل ؛ فمنها على سبيل المثال لا ألحصر إلغاء تسمية العمال وإطلاق تسمية موظفين وفي ضوئه إلغاء حق تشكيل نقابات للعمال ويشبه هذا الأمر كثيرا من الصيغ النظيرة ولكنها في النهاية تصب في لعبة مصادرة حقوق العمال ومنع تشكيل نقاباتهم المدافعة عن حقوقهم! وإذا تشكلت تلك النقابات في بلد، فإن محاولات تشويه تنظيماتها وتركيبها ومَن يتحكم بها تتعالى مفضوحة بشراء ذمم زعامات خانت قضية الحقوق والحريات على طريقة استفحال علامات بيروقراطية التنظيم وكثير من الأمراض الأخرى التي تجبّ وتلجم أية فرص للنضال الحق المكينة المنتظرة
ان الدولة الوحيدة التي ترفض انشاء نقابات او جمعيات عمالية تدافع عن حق العامل الصحراوي هي الحكومة الصحراوية ويقولون ان الدستور الصحراوي حرم انشاء جمعيات او نقابات بالرغم من وجود جمعيات معترف به من طرف الحكومة وذلك يطرح سؤال لماذا هم و ليس نحن ام انهم ؟ كما ان الدستور الصحراوي المنبثق من المؤتمر الثالث عشر : مؤتمر الشهيد المحفوظ اعلى بيبا في التفاريتي المحررة 15.22.ديسمبر 2011 تحت شعار الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل، يكذب الحكومة بالرغم انها هي التي كتبت هذا الدستور و برنامج العمل الوطني والقانون الاساسي
الدستور
الباب الثالث : الحقوق والضمانات والواجبات الدستورية
المادة ( 31 ): حق إنشاء الجمعيات والأحزاب السياسية يعني ذات طابع سياسي لينا انقابة معترف به ومضمون فيما بعدالاستقلال.
وبرنامج العمل الطني
ميادين العمل الوطني 7. تعميق الدور السياسي والتنظيمي للمنظمات الجماهيرية والمجلس الوطنية والاتحادات المهنية وجمعيات المجتمع المدني، لتلعب دورها في تطوير وإنجاح التجربة الوطنية، وتطوير فعلها داخليا وخارجيا
القانون الاساسي
الباب السادس : المنظمات الجماهيري المادة ( 142 ): الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب يؤطر الموظفينوالعمال الصحراويين
بما في ذلك مختلف الاتحادات الفكرية والمهنية التي تعمل تحت إشرافه.
السؤال الان هو هل هذه القوانين مفعلىة ام انه حبر على ورق وطبعا انها حبر على ورق لان الحكومة الصحراوية لاتريد أية محاسبة من عند أي عامل صحراوي بالرغم من وجود ممثل رسمي لهم في الأمانة الوطنية هو الاتحاد العام للعمال الصحراويين اى ان ذلك الممثل هو الاخر لايحي و يميت من الجوع و الفقر وبالرغم من انشاء نقابات مهنية مستقلة مثل نقابة الاطباء ونقابة المحامين ونقابة الاساتذة والمعلمين الذين في الاصل يتبعون لهو بالرغم من وجود كل هذه القوانين عند الحكومة الصحراوية لازالت تمنع من انشاء أي تمثيلية في المجتمع المدني الصحراوي ..
بهذا الإيجاز وبهذه الإيماضة، يمكننا أن نتحدث عن العمال وعيدهم، وعن ماهية يومهم؛ وعن سلامة الاحتفال ليس لتمرير حال من التنفيس كما يجري التلاعب به، عندما يخرج بعض مسئولين لإلقاء كلمة تدغدغ مشاعر من يجري إشاعة أمية وجهل بينهم بغاية إيفائهم أسرى من يستغلاهم وفي الحقيقة فإن العمال ليسوا بحاجة للقاء مسؤول يأتي إليهم ساخرا منهم بكلماته المزوقة التي تتلاعب عواطف ومشاعر فيما هو يحتل كرسي القرار والسلطة التي تجري في ظلالها كل ماسيهم وغدا لم يكن من يحتل كرسي السلطة مسئولا عن خطيباتهم وآلامهم وأوجاعهم فمن هو المسئول؟ أهو الوهم وأشباحه؟
إن القضية لا تنحصر بلعبة اللقاءات الرسمية الاحتفالية لبضع دقائق يلقون في العامل كلمات لأضغاث أحلام وبيع أوهام بل أنكى من ذلك اليوم يكمن في إشاعة استسلام لقدرية ولأفكار ظلامى .. إنهم يشيعون مشاغلة البسطاء بطقوس تتملكهم لتشلّ إراداتهم وتحرفهم عن التفكير بأسباب ما يعانون منه وبمن ينهبهم وضوح النهار!
إن الإنسان ليس بإنسان ولا يمتلك قيم أنسانية وجوده ما لم يعمل وما لم يناضل من أجل لقمة عيشه نظيفة ينتزعها بكرامة وبلا مهانة وبلا من يدعي التصدق بها عليه. إنها لقمة أنتجها وينتجها هو بعمله وهي من حقوقه التي يجب أن تعود إليه لا إلى خزائن من ينهبه وينهب بلاده.
هذا هو عيد العمال الذي ينظم فيه اتحاد العام اللعمال الصحراويين لا يظهر لى في هذ اليوم لكي يحي العمالالصحراويين على صمتهم عن حقوقهم وفي رفع كل أشكال الضيم والظلم .. والعامل لا ينتظر أن يتصدق عليها مستغل مريض بحقوقها بل تأخذها بتمسكها بحق العمل من جهة وبوحدة نضالاتها وبتنظيمها الأكثر سلامة ونضجا..
وكي لا نكون في مجال دغدغة المشاعر والتلاعب بعقول العامل نتساءل: هل لاحتفاليات العملي وعقد مهرجانات التطبيل لرئيس أو رئيس حكومة أو لمسؤول في دولة مصلحة تدخل في تبين جوهر هذا اليوم وتأكيد مطالبهم فيه؟ أم أن تلك الاحتفاليات يجب أن تجدد وسائل عقدها ومحددات شعاراتها من أجل أن تدخل في خانة مطالب العمال وجموع العمال و ومصالحهم
أمور كثيرة ينبغي أن تطرح اليوم ولكنني أضعها بمحاور وأسئلة موجزة ومن ذلك ما يجري من جدل جدي مسؤول بشأن متغيرات تركيبة العمال بله تركيبة المجتمعات نتيجة التطور العلمي التكنولوجي ومن يرى بسببه انتهاء وجود (طبقة عاملة)وجدلية حقوقها و نضالاتها !؟ وغير إحالتنا إياه إلى واقع الأمور نقول: بمقابل الإقرار بتلك المتغيرات ، ينبغي التذكير بمستويات التطور المختلفة وبتفاوتها في جغرافيا انتشارها ومكانيا وفي استمرار تدني ذاك التطور في بلداننا؛ إلا أن الحكمة تؤكد ضرورة الانتباه على أن تركيبة المجتمع تطرح دمجا بين فئات ومكونات طبقية جديدة يتأكد فيها وحدة العمال الفكر وربما ظهور بنى جديدة للعمال ولكن ذلك كله لا يلغي جوهر كينونتهم المستند للعمل وقدسيته ولكنه قد يغير في أشكال العمل ومن ثم يطرح مهاما نضالية مختلفة الصيغ. إن مستويات التطور المشار إليه لم تلغِ ولن تلغي رابط الإنسان بالعمل وما يجسده من توصيف ومن علاقات إنتاج مجتمعية وحال من النضال لخير الإنسان ومصالحه. ولكل موضع ما يطرحه ويعالجه تاركين للتفصيل بهذه الإشكالية وغيرها فرصتها القابلة بالتأكيد.
أما هذه الومضة فنرسل فيها وعبرها إلى العامل، تحايا بهذه الذكرى الخالدة، وتمنيات تعزيز الوعي وإنضاجه وتقوية تنظيمات العمال والارتقاء بنضالاتها لأن العمال هم صانعو الحياة ومن يستحق إدارتها لتتحقق العدالة الاجتماعية والمساواة والانتصار للإنسان ووجوده.
بقلم : الاستاذ غالي احمد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر