السبت، 26 أبريل 2014

أمريكا، جزء من الحل، وجزء من المشكلة

1- جزء من الحل
حين نقول أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تكون جزءا من الحل الشرعي والقانوني لقضية الصحراء الغربية فإننا نعني أنها هي القوة الوحيدة – الوحيدة- التي تستطيع أن تفرض على المغرب، سواء من خلال مجلس الأمن أو من خارجه، أن يقبل بتنظيم الاستفتاء. من جهة أخرى، وبالمناسبة، أمريكا، رغم قوتها – هذا قد يبدو غريبا عند البعض-، لا تستطيع أن تفرض على الصحراويين قبول حل لا يريدونه، لإنها لا تستطيع أن تفرض عليهم باية وسيلة قبول حل لا يرضونه، وتخشى خسارة الجزائر.
العام الماضي- 2013- فاجأتنا مسودة القرار الأمريكي التي تم تقديمها لمجلس الأمن، والتي تتضمن - بدون حماس طبعا- مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من طرف بعثة المينوصو.
التحليل( يمكن مطالعة مقالات نشرناها سابقا حول هذا الموضوع) ذهب إلى إن أمريكا لم تكن متحمسة بما فيه الكفاية لفرض ذلك القرار لجعل مجلس الأمن يتبناه بالتي هي أحسن أو بالتي هي أسوأ، وانه – من جهة- كان فقط غمزة للصحراويين وحلفائهم وللمغرب وحلفائه، مفادها أن أمريكا تستطيع فرض على المغرب أن يقبل بتنظيم الاستفتاء، لكن تريد المقابل من الصحراويين وحلفائهم، أو –من جهة ثانية- أنها تلمح إلى أنها ستغير من استراتيجيتها في المنطقة لصالح الجزائر على حساب المغرب.
المعلومات تقول أن لا مؤشر- إلى حد الساعة- على أن أمريكا ستغير من استراتيجيتها في المنطقة، وهذا يقودنا –تحصيل حاصل- أن الغمزة التي تطالب بالمقابل هي التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تلوح بالقرار ضد المغرب في السنة الماضية.
مر عام طويل على اجتماع مجلس الأمن ذاك الذي قدم فيه الامريكان مسودة قرارهم تلك، التي ظن البعض أنه سيتم إعادة تقديمها هذه السنة وفرضها على المغرب ومجلس الأمن. لم يحدث أي شيء من هذا، والسبب أن أمريكا – مجرد تحليل بسيط- لم يتم تقديم لها أية إغراءات في الصحراء الغربية ولا في الجزائر حتى تفرض على المغرب القبول بالحل القانوني للقضية. فالصحراويون غير قادرين في الوقت الراهن على تقديم لأمريكا ما تريد، ولا يريدون تحويل المنطقة إلى خليج آخر، والجزائريون الذين يتقدمون لا يوجد ما يفرض عليهم إعطاء مصالح لأمريكا في منطقة يريدونها إن تكون منطقة بدون نفوذ أجنبي.
2- أمريكا جزء من المشكلة
إذا كنا في تحليلنا ذهبنا إلى أن أمريكا هي القوة الوحيدة في العالم أو في مجلس الأمن التي تستطيع أن تفرض على المغرب، بمختلف الضغوط أن يقبل الاستفتاء، وبالمقابل لا تستطيع- فقط لا تستطيع- أن تفرض على الصحراويين قبول حل لا يريدونه( البعض قد يتصور أنني حين أقول أنها لا تستطيع إن تفرض علينا قبول حل فإنني أبالغ. حقيقة، أمريكا لا تستطيع أن تفرض حل على الأرض على الصحراويين، لا تستطيع أن تشن عليهم الحرب، هم ليسوا ارهابيين، لا تستطيع إن تقطع عنهم الدقيق ولا الماء، لا يوجد لديها أي مبرر لتفعل ذلك، وسواء كان هذا التحليل صائب أم لا أنا مقتنع به).
لكن حين لا تستطيع أمريكا أن تفرض حل على الصحراويين وحلفائهم فإن ذلك، من جهة أخرى، لا يعني أنها لا تستطيع أن تكون جزاء من تعقيد المشكل. أي أنه حين لا يعطيها الصحراويون ولا الجزائريون ما تريد مقابل الضغط على المغرب، فإنه من الممكن أن تعود حليمة لعادتها القديمة؛ تعود أمريكا تلك التي نعرفها تدعم المغرب، وتخترع الإتفاق الإطار، وتقف ضد تقرير مصير الشعب الصحراوي. صحيح يمكن أن تعقد المشكلة من أجل أن تضغط على الصحراويين وحلفائهم حتى يعطونها المقابل الذي ستضغط من خلاله على المغرب كي يقبل الاستفتاء.
بقلم: السيد حمدي يحظيه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر