السبت، 26 أبريل 2014

انها سكرات الموت

في اقل من 48 ساعة على صدور تقرير الامين العام الاممي حول الصحراء الغربية، ظهرت الدبلوماسية المغربية في قمة الارتباك و التخبط، و هو ما خرج للعلن بعد تغيير ممثل الاحتلال بالامم المتحدة محمد لوليشكي، بالسفير المغربي بجنيف عمر هلال.
تخبط الاحتلال لم يقف عند هذا الحد بل تعداه ليصل الى القصر، حيث تمت برمجة زيارة استفزازية الى مدينة الداخلة المحتلة، و هي الزيارة التي لم يعلن عنها و لم تتم تغطيتها رسميا، و تأتي دون اية تدشينات في المدينة و هو ما اعتاد عليه الملك في كل خرجاته، كما ان الملك سيمكث بالمدينة المحتلة ثلاثة ايام رفقة عائلته التي ترافقه في هاته الزيارة التي حرص المخزن خلالها على اظهار الحشود التي اصطفت لاستقبال الملك و ان كان اغلبهم مستوطنون بدراريع او ملاحف.
الغريب و المضحك في آن واحد عند حلول كل ابريل، هو ان ما يسمى المجتمع المدني المغربي من احزاب و جمعيات و شخصيات و غيرها يصيبها الصمم الى ان يتحدث الملك حينها يبدأ الجميع بالصياح و النباح و العويل. غير ان حرص الملك شخصيا دون سواه من المغاربة على الصحراء الغربية المحتلة، يمكن فهمه فقط بالعودة الى سلوك والده الذي حرص على الزج بالجيش الملكي في الصحراء الغربية لالهاء الضباط و الجنرالات المستائين من النظام الملكي عن التفكير في الحكم و التخطيط لانقلابات و قلب لنظام الحكم و هو سر دفاع الملك المغربي عن ارضنا المحتلة ليقينه ان تصفيه الاحتلال منها تعني مباشرة نهاية العائلة العلوية و هو ما لا يتمنى محمد السادس ان يتم في عهده.
تقرير بان كي مون رغم انه لم يأت عند تطلعات الصحراويين، غير انه كأضعف الايمان طالب بمراقبة مستمرة لحقوق الانسان. و هو ما لم يرق للمغرب حيث هدد في خطوة غير مسبوقة بمطالبة مجلس الامن بسحب بعثة المينورسو، او المطالبة بتجديد مأموريتها كل خمس سنوات، بعد فشلها في تنظيم الاستفتاء حسب العديد من وسائل الاعلام المغربية، بعد حديث عن مطالبة البوليساريو بستة اشهر بدل عام.
استفاق المخزن اذا، بعد سبات طويل منذ ابريل الماضي، حيث تحركت الجوقة بعد اشارة من القصر، بعد اعلان الولايات المتحدة عن عزمها تقديم مقترح بقضي بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان. لكن ابريل 2014 يختلف عن غيره لعدة اعتبارات، اولها، ان حرب المغرب هذه المرة هي مع الامم المتحدة مباشرة و ليس اية دولة اخرى و هو ما يضعه في موقف لا يحسد عليه، الامر الثاني هو موقف فرنسا التي تقف كل ابريل ضد نفسها و مبادئها من اجل المغرب، حيث تبدوا اليوم اقل حماسة لرفض مراقبة حقوق الانسان، خاصة بعد الازمة الاخيرة مع المغرب على خلفية استدعاء القضاء الفرنسي لجلاد مغربي للتحقيق، و هناك سبب اخر لا يمكن تجاهله و هو صرامة بريطانيا في مجال حقوق الانسان، لكن رغم كل ذلك فمن السابق لاوانه الحكم على مجرى الامور و الافراط في التفاؤل، فالقضية مفتوحة على كل الاحتمالات.
ارتباك الاحتلال لم يكن دبلوماسيا فقط، بل كان ميدانيا و هو الاخطر، فقد شهدت العديد من شوارع العاصمة المحتلة قمعا غير مسبوق للمواطنين الصحراويين من قبل قوات الاحتلال، فقد اظهرت مقاطع فيديو و صور قمعا شرسا ضد المدنيين العزل خاصة احياء معطى الله، الإنعاش و شارعي السمارة و مكة ومناطق متفرقة من المدينة. كما اظهرت مقاطع فيديو اخرى حشودا كبيرة من قوات الاحتلال تتجه الى المناطق المحتلة خاصة الداخلة و العاصمة العيون، و هو القمع الذي لم تسلم منه حتى النساء حسب الصور القيليلة التي استطاع بعض النشطاء بثها.
صحيح اننا في انتظار موعد حاسم، غير انه ليس نهائي، و لن نعلق عليه الكثير من الامل لانه ـ القرارـ قبل ان يخرج الينا نحن المعنيون به يجب ان يمر عبر اعضاء مجلس الامن الذين سيعالجونه حسب مصالحهم. غير ان الحسم لن يكون اطلاقا في نيويورك او جنيف او باريس او غيرها، بل ان الحل لدينا نحن الصحراويين، لكن السؤال هو كم سيكون الثمن؟
بقلم : البشير محمد لحسن

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر