الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

الاغتصاب …انتهاك الحرمات…هتك الأعراض !!؟


إن انتشار الآفات الاجتماعية في مخيمات اللاجئين إنما ناتج عن تحولات وتغيرات طرأت على هذا الأخير ألقت بظلالها على قوام المجتمع واتجاهه، و من أفتكها التي تصيب القوم في أخلاقهم ودينهم مما يؤثر سلبا على توازن المجتمع، بعدما كان مثال في الهدوء والتماسك والأمان.
لكن ما يجري حاليا من منكر ومكائد وآفات تغلغلت في وسط المجتمع وعكرت سبل حياة الناس وأصابت الأمن والاستقرار لحد خطير والأخطر من ذلك هو السكوت عنها وإهمالها، عوض النهوض وتوعية الأجيال للحفاظ على الفضيلة لإنقاذ المجتمع الذي تجمع أفراده أهداف مشتركة وسامية عليه تحقيقها والقضاء على كل عائق في سبيل تمسكه ونضاله الشريف وكفاحه في ظروف القاسية.
من أخطر هاته الآفات الاغتصاب، فهو (بالمعنى العام)يعنى الاستيلاء أو الاعتداء على حق الغير بالقوة أما الاغتصاب (بالمعنى القانوني) يعنى مواقعة أنثى بغير رضاها وهو انتهاك لحرية المرأة والاعتداء على عرضها وشرفها الذي يمثل لها عزها، فالمعروف أن الفرد المسلم ليس حرا في حياته الجنسية فممارستها محل تنظيم ديني وقانوني توجه وتحدده الأعراف الاجتماعية.
فلعل من أهم الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة اليوم في مجتمعنا، وارتكاب بعض الشباب لهذا الفعل الدنيء الفساد الأخلاقي وتفشي الرذيلة، وانتشار البطالة لدى بعضهم، الذي لا يمتهن إلا التسكع (التسدار والسيبة)، وكثرت أوقات الفراغ لدى الشباب ومصاحبة أصدقاء السوء و غلاء تكلفة الزواج الذي هو سبب الرئيسي في عدم تمكن الشباب من الزواج لقلة إمكانيتهم، والنفاق من طرف السلطات والمجتمع في علاج مسألة النكاح، وانتشار الأفلام غير الهادفة و الإباحية والفضائيات والمسلسلات وتأثيرها السيئ على الشباب لما تنشره من أفكار خاطئة في الملابس غير محتشم (أملاحف الشقيقة)، مما يثير الرغبات والشهوات لدى الشباب وعدم التوعية السليمة و قلة الوعي، وانتشار العلاقات المحرمة، والتي مساهم الأول فيها استغلال السيئ لتكنولوجيا فانتشار هاتف النقال في أيادي بعض الفتيات الصغيرات والأولاد فلا نسمع إلا (عندك بصمة )أو (كم سعة ذاكرة هاتفك) عند (العفسة) عندك (الباطل) فصبحنا نرى بعض الأفراد في المجالس شاردون مع الأغاني (MP3)، أو مع رسائل التعارف وهذه الأسباب وغيرها تساهم في تفشي الفساد والرذيلة في مجتمعنا ويكون لها أثر كبير على أفراده خصوصا.
إذا رأينا معظم حالات الاغتصاب التي وقعت في مخيمات اللاجئين نجد المساهم الأكبر فيها الفتاة، وهذا لا ينفي أوجود حالات من النساء العفيفات الشريف يتصفن بأخلاق عالية تعرضن لهذا الفعل الشنيع، ولكن جلأ الضحايا تجدهن من صاحبات العلاقات المحرمة، فتجد الواحدة من هن تختلط بشاب منحط وتثق فيه فتقيم معه علاقة محرمة أساسها الحب المزعوم رأته في إحدى المسلسلات التي تتابعها بشغف، فتتخيله الزوج الحنون وفارس الأحلام المنتظر، فتكون ضحيته هو ورفاق السوء فهذا النوع من الذئاب البشرية لا يتهجم إلا على الشاة القاصي عن القطيع.
المرأة التي تتعرض لانتهاك لشرفها بما يترتب عليه أمراض نفسية فتشعر بالخوف المستمر وعدم الآمان ويلازمها هذا الشعور طوال حياتها، فتعرض المرأة للاغتصاب بمثابة موت للمشاعر ها ولأحاسيسها وشعورها بالذل والضعف و إهانة لذويها، بالإضافة إلى ذلك التأثيرات النفسية وعدم تجاوب الدولة الصحراوية السريع وأجهزتها العقابية مع بعض هذه الحالات، مما يؤدي بعائلة المجني عليها من شعورهم بالمهانة والضعف وعدم القدرة على الحماية مما يدفع إلى تحقيق العدالة بأيديهم، وهذا ما نسمع به في الأوساط الاجتماعية، وان كان المجتمع يجرم الاغتصاب لما ينطوي عليه من انتهاك للقيم الدينية والأخلاقية، إلا إن المجتمع ينظر نظرة غير عادلة للمغتصبة، فيعاملها بازدراء وإنكار ولا يغفر لها هذا الذنب، و يضيف إليها عقوبة وهى عقوبة ظلم واحتقار المجتمع وعدم عدالته حيث وان كانت المرأة متزوجة يطلقها زوجها ولكن هذه الحالات قليلة، وان كانت بنت لا تتزوج وان تزوج فستتزوج من احد شيخ طاعن في السن، وهذا لا يتوافق مع مجتمع على درجة عالية من التماسك والتعاون والانسجام .
لذلك من الضروري إعداد برامج لتوعية المجتمع وخصوصا فئة الشباب، بهذه الجرائم وإعلامهم بأضرارها الجسيمة ومكافحتها ونشر القيم الدينية والأخلاقية لان المرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة ومنع هذه الآفة من التوغل في مجتمعنا .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر