الاثنين، 16 سبتمبر 2013

البعثات الصحراوية الموجودة في إسبانيا .. من تمثل؟

الفصل الأول
الوضع الكارثي للتمثيليات الصحراوية بإسبانيا لا يمكن فصله عن الوضع الداخلي للنظام الصحراوي المنغمس منذ سنوات في عملية انهيار مؤسساتي على نطاق واسع ( الصحة ، التعليم ، الجيش ، الوزارات و المنظمات الجماهيرية ) و فقدان الطموحات والأمل، وتزايد شكوك المواطنين، أعني أولئك المواطنين الأشداء المدافعين عن الثورة وعن الإستقلال ، لكن الأمور لم تعد واضحة لديهم، والسؤال الذي يطرح نفسه ، كيف يبقى أي أمل؟. إذ منذ انتهاء العمل العسكري عام 91 انخرط حكامنا في معركة ميدانية من أجل السلطة؟ ماذا أصابهم ؟ لعله الجشع لما رأوا اقتراب النصر ، إبتغوا العمل على ضمان حصة الأسد من الكعكة ؟ ، ... وهذا يذكرني بحالات مماثلة في تاريخ الثورات ، لحسن الحظ أننا لم نصلها بعد و آمل أن لن يؤول بنا المآل إليها أبدا. لدينا المثال في نيكاراغوا حيث القائد (ادين باستورا ) الذي قاتل لجانب الساندينية حتى النهاية، لكن الجشع أدى به إلى حمل السلاح ضد مواطنيه والزج بهم فى حرب دموية جديدة زهق فيها الكثير من الأرواح وكل هذا من أجل السلطة والمال. مثال آخر من ذات القبيل هو
(أُوبير ماتوس) في كوبا الذي سعى مع نهاية الثورة إلى الإبقاء على منطقة كاماغويْ لنفسه.......
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم ، فقيادتنا مغمورة في سباق السلطة..... ربما لضمان الاستمرارية و المنافع الشخصية والأسرية (البيوت في تندوف وموريتانيا ، والاستثمارات من ارزاق اللاجئين في مشاريع سواء في المخيمات و خارجها ، أو نقل أسرهم وأطفالهم إلى إسبانيا للاستفادة من مساعدات التكفل الاجتماعي التي تقدم مثلا في اقليم الباسك، وغيره. ) لكنني كنت اكثر قلقاً بشأن حالة أخرى ولدت عندي سيل من الشكوك: عندما أرى قائداً صحراوياً محترمآ ، عسكرياً كان أم مدنياً أمام إدارة قسم الأجانب لوزارة الداخلية الاسبانية من أجل الحصول على الإقامة او جنسية هذا البلد.
فليقنعني أحد! كيف تستمر ثقة المرء في مشروع محركوه وحماته الممتازون ساروا يبحثون عن وطن بديل.
أعتقد أن المنطق والعقل و الأخلاق ، يعرون حججهم لإقناع الناس على الإستمرار الحازم في هذا المشروع.
في الختام، حسب رأيي وكما يلاحظ، فإن التمثيليات الصحراوية في إسبانيا قد تحولت إلى مهرب البعض وثغرات يؤمُها البعض الآخر للخروج من معاناة المخيمات ، ومكان لإبعاد الساخطين المزعجين لزعمائنا "المثاليين". وتعتبر أيضا مستقراً للمحسوبين والمحميين لضمان مصالحهم الشخصية والعائلية.
إنه لمن المؤسف حقاَ أن يتحول ما أُنشأ لمساعدة اللاجئين على إسترجاع أرضهم إلى وكر للمحسوبية و الوساطة ، و الساخطين و المفضلين.
وفي الفصل اللاحق سأحاول التعمق في المهمة الحقيقية التي يتعين الاضطلاع بها على ما سمي خطأَ بالتمثيليات الصحراوية فى إسبانيا.
ملاحظة : الموضوع مترجم من الاسبانية الى العربية
بقلم : ب م ا .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر