الأحد، 1 سبتمبر 2013

البندقية خيارنا الإستراتيجي

لماذا يجب أن تطول قضية شعبنا الصحراوي العادلة ؟ لماذا يجب أن نؤجل أخذ حقوقنا المشروعة إلى الأجيال المقبلة ؟ لماذا نخلط الحابل بالنابل ؟ لنا حقوق مغتصبة يجب أن تعطى بالأحرى يجب أن تؤخذ و دون تأجيل ، مهما خلقوا من أسباب و ذرائع بعيدة حان الوقت أن يغير الأخرون سياستهم آن الأوان أن يفكر شركاؤنا في الوطن جيدا و يعدوا العدة لإرجاع حقوقنا المغتصبة .
يختلف واقعنا الآن عن واقعنا سابقا و نحن تحت الرصاص و تحت القتل و تحت الذل لكن تبقى القضية الصحراوية هي المركز و الأساس ، و العدو هو العدو المغربي و لا أحد سواه وقد ضيعنا الكثير من الوقت في الأحاديث الجانبية التي لا تسمن ولا تغني من وجوع حتى استخدم السلاح الصحراوي ضد الصحراوي وفي أكثر من حادثة و ما طلبتنا في المواقع الجامعية إلا مثال حي ، و مع ذلك نحن في مرحلة تحتم علينا نبذ مثل هذه التصرفات الصبيانية و الحفاظ على القليل المتبقي منا ، علينا أن نعمل معا و الإختلاف وارد لقد أصبح كل صحراوي فينا دولة بحد ذاته وأصبحت الأمور أكثر تعقيدا بعد أن أصبح الصحراوي طرفا رئيس في كل النزاعات ،البندقية لم تسقط و لن تسقط سقطت من العقول الممتلئة بالمال و العهر السياسي وبقيت في نفوس الكرماء و أهل الشرف و الكرامة و عليه علينا أن نربي وعينا بطريقة مختلفة عن تلك التي اعتمدناها لسنوات علينا أن نعي جيدا أن المرحلة تتطلب فهما أعمق لما يدور حولنا .
بانكيمون و أممه المتحدة و المنظمات الحقوقية و أصدقاء الشعب الصحراوي و مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، كلهم تاجروا بأحلام هذا الشعب كلهم تاجروا بنا من أقصاها إلى أقصاها ،و من يسار اليسار حتى يمين اليمين حتى الوسط .
كنت أظن و قد خاب الظن بأن الحكومة المغربية التي تأتي بعد الحكومة الفاسية سوف تكون مختلفة كثيرا من كل سابقاتها من الحكومات المغربية من جميع النواحي ، و بخاصة حلا لقضية الصحراوية حلا عادلا و عندما نقول حلا عادلا يعني الحل على المستوى الجغرافي و السياسي و الوطني و غيره بالنسبة للقضية الصحراوية و ذلك السعي الجدي لإنهاء أسباب الخلاف فمثلا إن تشبث الحكومات المغربية كلها ، و منها الحالية الجديدة بعدم الإعتراف بحقوق الشعب الصحراوي هو دليل ساطع بأن الحكومة المغربية لاتنوي الإعتراف بالحقوق و القضية الصحراوية ، و لاتنوي حلها بعدل بل إنها تريد المناورة و التماطل و كسب الوقت ليس إلا ، لهذا يبدو واضحا أن الحكومة المغربية الجديدة أنها تريد رويدا رويدا إرجاع القضية الصحراوية إلى المربع المزمن الأول و ذلك بعد أن يشتد ساعدها و يصلب عودها لكن اليوم ليس كالبارحة على الإطلاق و ياليتهم يعلمون فيتملكون الشجاعة و العدالة في الإعتراف بالحقائق و لو كانت مرة .
إن الكثير من إخواننا العرب لاينظرون برؤية عميقة و مستنيرة و ثاقبة و عادلة للقضايا الأخرى و المعضلات الموجودة في العالم الإسلامي كقضية الصحراويين ، إذ أنهم يعتبرون أن من طالب من هؤلاء الناس بحقوقهم الوطنية هو يدخل في إطار العنصرية و الممنوعية الإسلامية حيث المسلمون كلهم أمة واحدة كما يقولون هنا يوجد خلط واضح ، أو أنهم أوجدوا هذا الخلط و التناقض في كلامهم لاشك بأن المسلمين كلهم و من جميع الشعوب المختلفة هم أمة واحدة و هي الأمة الإسلامية ، لكن هناك أيضا مظالم و حقوق مغتصبة و إشكاليات ينبغي دراستها و معرفتها و تشخيصها وفق التعاليم الإسلامية المتمثلة بالكتاب الكريم و السنة النبوية الشريفة .
إذا تصفحنا و حللنا بعض الأحداث على الساحة الدولية في نهاية القرن الماضي من تقسيم لبعض الدول قد أعطت ثمارها ، لنجد أن الأمور قد تحسنت و أصبحت الشعوب التي إنفصلت عن بعضها في حالة أفضل وضعا مما كانت في السابق و من جميع النواحي السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و المعنوية ها هي يوغوسلافية السابقة الإتحاد السوفياتي ، باكستان قبرص و الأمثلة كثيرة بعد إنفصال شعوبها لم تحدث لها أية كارثة أو زلزال .
لنجرب البندقية و صدقوني لن تقوم القيامة و لن تزلزل الأرض زلزالها ، ليصل شعبنا المضطهد المظلوم إلى أخذ حقوقه المشروعة من براثن أعدائه الذين غدروا به ، شعبنا يستحق حياتا أفضل ثم نعلن دولتنا المستقلة ربما نزحف قليلا نحو ما ينفعنا و يحسن وضعنا المعنوي و نحس أننا نؤثر و نتأثر في واقع منطقتنا بشكل عام .
الـبـنـدقـيـة بـهـا بـدأنـا و بـهـا نـنـتـهي
أحمد سالم جكني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر